بوابة الوفد:
2025-03-04@12:22:55 GMT

إيران ووكلاء الحروب

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

إلى أين يتجه مؤشر بوصلة الحرب فى الشرق الأوسط؟ وهل ستؤدى إلى مواجهة شاملة بين إيران وأمريكا وحلفائهما فى المنطقة كما يريدها «نتنياهو»، لضمان استمرار حكومته؟ أم سنرى سيناريو مختلفاً برد إيرانى محدود، ولكنه أقوى من ردها «المسرحى الهزلى» على قتلى القنصلية الإيرانية فى سوريا؟ فيما يقوم وكلاء حروبها وخاصة ميليشيات حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن بالرد خلف شعار دعم المقاومة الفلسطينية ونصرة أهل غزة؟ 

أحداث كثيرة متلاحقة ومتسارعة تقود المنطقة إلى خط الاشتعال، بدءاً بسلسلة الاغتيالات التى نفذتها إسرائيل فى كبار قيادات حماس وحزب الله، مروراً بالرد القوى والسريع من قبل حماس باختيارها يحيى السنوار «عدو إسرائيل اللدود» رئيسا لمكتبها السياسى خلفا لإسماعيل هنية الذى اغتالته يد الموساد فى عقر ديار إيران بالعاصمة طهران.

كل السيناريوهات باتت ممكنة ومتاحة من قبل أطراف الصراع الذى اقترب من فوضى عسكرية تريدها حكومة تل أبيب، للتغطية على جرائمها البشعة فى غزة، وفرض سيطرتها على القطاع، ومن ثم فرض شروطها فى تحديد خطة «اليوم التالى»، إذا ما نجحت مساعى وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى والرهائن التى تعمل على تنفيذها إدارة «بايدن» وهو يستعد للرحيل.

ورغم إصرار «نتنياهو» على جنونه، ورفضه للصفقة، والتحريض على اغتيال «السنوار» الذى سيستمر عنصرا أساسيا فى المفاوضات، نجد فى المقابل ضغوطا أمريكية وأوربية وروسية من أجل عدم التصعيد وضبط النفس مع منح إيران حق الرد المحدود.

وبينما يثير تأخير الرد الإيرانى الكثير من علامات الاستفهام.. متى وكيف وأين؟ فإن كل المؤشرات تؤكد أن إيران لن تتراجع كما أعلن مرشدها خامئنى عن الرد، ولكنها ستدعم ميليشياتها فى جنوب لبنان واليمن والعراق لمعاقبة إسرائيل على قيامها بضرب ميناء الحديدة واغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر العقل المدبر لعمليات حزب الله، ولا يستبعد كثيرون أن يقوم الحرس الثورى الإيرانى بعمليات انتقامية (اختطاف واغتيال شخصيات أمريكية وإسرائيلية وتفجير سفارات وقنصليات وغيرها من العمليات التى تهدد مصالح أمريكا وحلفائها). 

من الواضح الآن أن نظام «الملالى» بتأخيره فى الرد يرغب فى عدم توسعة دائرة الحرب وتفويت الفرصة على نتنياهو من جر إيران إلى حرب سوف تخسرها لا محالة عند مواجهتها أمريكا وحلفائها، وبالتالى سيكتفى بممارسة لعبة توزيع الأدوار على ميليشيات محوره فى منطقة «سنية» يريدها دائما ملتهبة ومشتعلة وغير مستقرة لتنفيذ مخططه وهدفه الأكبر وهو قيام دولة دينية تقضى تماما على أية دولة وطنية فى المنطقة، تبدأ بتفكيك جيوش المنطقة العربية واستبدالها بحرس ثورى تكون له الكلمة الأولى والأخيرة، كما يحدث حاليا فى لبنان وفى سوريا واليمن ولو بشكل محدود، حيث يأتى القرار دائما من طهران.

إن قراءة متأنية فى الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله (الذراع القوية والوكيل الاول لإيران فى المنطقة) سيدرك هذا الهدف، والدليل أن إيران لم تقصف إسرائيل منذ اغتصابها للأراضى العربية ولا مرة، إلا فى إبريل الماضى بعد تفجير قنصليتها فى سوريا، والدليل الثانى إعلان نصر الله عن تحييد إيران وسوريا ولبنان الجريح فى وسائل الرد على عمليات القصف والاغتيالات؟!

عموما.. كل دول الشرق الأوسط تدفع الآن ثمن تأخير الرد الإيرانى الذى ربما لا يأتى قريبا، وحتى حدوثه، سيبقى خطر وكلاء الحروب وميليشياتهم فى المنطقة قائما، طالما لم تحل القضية الفلسطينية، وهو ما سبق وأن حذرت منه مصر فى كافة المحافل الدولية.

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميليشيات حزب لبنان نفذتها إسرائيل فى المنطقة

إقرأ أيضاً:

إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟

قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.    
عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تستغل الصراع بين إيران وتركيا حول النفوذ في سوريا
  • بعد اسبوع من تصريحات فيدان ضد إيران.. طهران تستدعي سفير تركيا
  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • نتنياهو يعلن الحصول على أسلحة لإنهاء المهمة ضد محور إيران
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التجسس لصالح إيران
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟