بوابة الوفد:
2025-02-01@01:47:26 GMT

إيران ووكلاء الحروب

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

إلى أين يتجه مؤشر بوصلة الحرب فى الشرق الأوسط؟ وهل ستؤدى إلى مواجهة شاملة بين إيران وأمريكا وحلفائهما فى المنطقة كما يريدها «نتنياهو»، لضمان استمرار حكومته؟ أم سنرى سيناريو مختلفاً برد إيرانى محدود، ولكنه أقوى من ردها «المسرحى الهزلى» على قتلى القنصلية الإيرانية فى سوريا؟ فيما يقوم وكلاء حروبها وخاصة ميليشيات حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن بالرد خلف شعار دعم المقاومة الفلسطينية ونصرة أهل غزة؟ 

أحداث كثيرة متلاحقة ومتسارعة تقود المنطقة إلى خط الاشتعال، بدءاً بسلسلة الاغتيالات التى نفذتها إسرائيل فى كبار قيادات حماس وحزب الله، مروراً بالرد القوى والسريع من قبل حماس باختيارها يحيى السنوار «عدو إسرائيل اللدود» رئيسا لمكتبها السياسى خلفا لإسماعيل هنية الذى اغتالته يد الموساد فى عقر ديار إيران بالعاصمة طهران.

كل السيناريوهات باتت ممكنة ومتاحة من قبل أطراف الصراع الذى اقترب من فوضى عسكرية تريدها حكومة تل أبيب، للتغطية على جرائمها البشعة فى غزة، وفرض سيطرتها على القطاع، ومن ثم فرض شروطها فى تحديد خطة «اليوم التالى»، إذا ما نجحت مساعى وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى والرهائن التى تعمل على تنفيذها إدارة «بايدن» وهو يستعد للرحيل.

ورغم إصرار «نتنياهو» على جنونه، ورفضه للصفقة، والتحريض على اغتيال «السنوار» الذى سيستمر عنصرا أساسيا فى المفاوضات، نجد فى المقابل ضغوطا أمريكية وأوربية وروسية من أجل عدم التصعيد وضبط النفس مع منح إيران حق الرد المحدود.

وبينما يثير تأخير الرد الإيرانى الكثير من علامات الاستفهام.. متى وكيف وأين؟ فإن كل المؤشرات تؤكد أن إيران لن تتراجع كما أعلن مرشدها خامئنى عن الرد، ولكنها ستدعم ميليشياتها فى جنوب لبنان واليمن والعراق لمعاقبة إسرائيل على قيامها بضرب ميناء الحديدة واغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر العقل المدبر لعمليات حزب الله، ولا يستبعد كثيرون أن يقوم الحرس الثورى الإيرانى بعمليات انتقامية (اختطاف واغتيال شخصيات أمريكية وإسرائيلية وتفجير سفارات وقنصليات وغيرها من العمليات التى تهدد مصالح أمريكا وحلفائها). 

من الواضح الآن أن نظام «الملالى» بتأخيره فى الرد يرغب فى عدم توسعة دائرة الحرب وتفويت الفرصة على نتنياهو من جر إيران إلى حرب سوف تخسرها لا محالة عند مواجهتها أمريكا وحلفائها، وبالتالى سيكتفى بممارسة لعبة توزيع الأدوار على ميليشيات محوره فى منطقة «سنية» يريدها دائما ملتهبة ومشتعلة وغير مستقرة لتنفيذ مخططه وهدفه الأكبر وهو قيام دولة دينية تقضى تماما على أية دولة وطنية فى المنطقة، تبدأ بتفكيك جيوش المنطقة العربية واستبدالها بحرس ثورى تكون له الكلمة الأولى والأخيرة، كما يحدث حاليا فى لبنان وفى سوريا واليمن ولو بشكل محدود، حيث يأتى القرار دائما من طهران.

إن قراءة متأنية فى الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله (الذراع القوية والوكيل الاول لإيران فى المنطقة) سيدرك هذا الهدف، والدليل أن إيران لم تقصف إسرائيل منذ اغتصابها للأراضى العربية ولا مرة، إلا فى إبريل الماضى بعد تفجير قنصليتها فى سوريا، والدليل الثانى إعلان نصر الله عن تحييد إيران وسوريا ولبنان الجريح فى وسائل الرد على عمليات القصف والاغتيالات؟!

عموما.. كل دول الشرق الأوسط تدفع الآن ثمن تأخير الرد الإيرانى الذى ربما لا يأتى قريبا، وحتى حدوثه، سيبقى خطر وكلاء الحروب وميليشياتهم فى المنطقة قائما، طالما لم تحل القضية الفلسطينية، وهو ما سبق وأن حذرت منه مصر فى كافة المحافل الدولية.

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميليشيات حزب لبنان نفذتها إسرائيل فى المنطقة

إقرأ أيضاً:

جمال شقرة: نتنياهو لو توفرت له القدرة لأباد الشعب الفلسطيني

كشف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن الحديث عن تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم بدأ مبكرًا في سياق الاستيلاء على قطاع غزة.

وأوضح شقرة خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" الذي يُبث عبر قناة صدى البلد، أن الوضع الديموغرافي في المدن والقرى الفلسطينية قد شهد تغييرات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.

الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي إسرائيل: إطلاق سراح ثمانية رهائن من غزة.. غدًا

وأضاف جمال شقرة أن الصهاينة هم من قاموا بتغيير هذا الوضع الديموغرافي لتحقيق أهدافهم والضغط على الشعب الفلسطيني.

وأشار أستاذ التاريخ الحديث إلى أن نتنياهو يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وإذا كانت لديه القدرة على القضاء على جميع الفلسطينيين، فإنه لن يتردد في القيام بذلك.

كما نوه إلى أن فكرة تهجير الفلسطينيين تمثل جزءًا من عقيدة اليهود التي تعتمد على تطهير الأرض، موضحًا أن أي تهديدات قد تواجه المنطقة العربية ستنعكس سلبًا على مصر بشكل خاص.

وأكد الدكتور جمال شقرة أن الدولة المصرية واجهت العديد من التحديات والصعوبات في الفترة الأخيرة نتيجة تدهور الأوضاع الإقليمية في العالم العربي.

وأضاف أن مصر تدرك تمامًا المخاطر الكبيرة التي تهددها، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة والبحر الأحمر، مشيرا إلى أنه رغم الخسارة في حرب 1967، إلا أن مصر لم تستسلم، حيث إن الشعب المصري لم يقبل الهزيمة أبدًا.

وبيّن أن هدف إسرائيل هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مما يسعى إلى تفكيك الشرق الأوسط وزرع شرطي في المنطقة.

وذكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس أن المملكة العربية السعودية كانت من أكبر الدول الداعمة لمصر في حرب 67، وأن الجيش المصري استعاد عافيته في فترة قصيرة.

كما أوضح أن مصر لم تتخلَ عن القضية الفلسطينية عبر العصور، مشيرًا إلى أن السياسات الأمريكية لم تتغير في انحيازها للجيش الصهيوني.

وتابع: "الرئيس الأسبق السادات اعتبر أن السلام خيار استراتيجي، حيث كان يرى أن الحرب شيء بشع، وتمكن من استعادة أراضيه بالكامل".

وذكر أن مصر لا تزال متمسكة بموقفها تجاه القضية الفلسطينية، مضيفًا: "الرئيس مبارك أيضًا رفض فكرة تهجير الفلسطينيين، حيث تم طرح فكرة تهجيرهم إلى سيناء أكثر من مرة وتم رفضها بشكل قاطع".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 
  • تصريحات ترامب.. ووجه أمريكا الحقيقى
  • من سيدة الأرض إلى “إسرائيل” والمطبعين وتجار الحروب..!
  • جمال شقرة: نتنياهو لو توفرت له القدرة لأباد الشعب الفلسطيني
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • الرد على دعوى الخطأ في توقيت صلاة الفجر في الديار المصرية
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته
  • إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها