كل يوم يكشف الغرب عن وجهه القبيح وازدواجيته فى التعامل مع الأحداث والوقائع على الساحة العالمية، هم دعاة زيف، يتحركون وفق المصالح والأهواء لا يعرفون الإنسانية ولا حقوق الإنسان يقولون ما لا يفعلون، وما القوانين الدولية والكيانات التى تحكم العالم كالأمم المتحدة أو مجلس الأمن إلا ستارًا للديمقراطية والحرية والعدالة الزائفة، أُنشئت لتدعم البطش والغشم والاعتداء والبلطجة بقراراتها غير الفاعلة.
واقعة اللاعبة الجزائرية إيمان خليف فى أوليمبياد باريس كشفت عن وهم محاربة التنمر، هؤلاء الذين عبثوا بصورة العشاء الأخير للمسيح عليه السلام وأشركوا المتحولين والشواذ فى حفل افتتاح الأوليمبياد، تنمروا على بطلة الجزائر وزعموا أنها متحولة جنسياً، وخرج علينا كبار كهنة الغرب بتصريحات وبوستات أفرغت القضية من طابعها الرياضى إلى طابع سياسى قذر لينكشف زيّف المتحضرين ودعاة المدنية.
هاجمت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، الملاكمة الجزائرية التى هزمت مواطنتها المصارعة أنجيلا كارينى فى 46 ثانية وشككت فى أهليتها، وادعت أن النزال لم يكن عادلًا لأن الملاكمة الجزائرية، تمتلك «صفات ذكورية».
وانضم الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الجمهورى الحالى للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب هو الآخر لفريق المتحاملين على «خليف» بنشره فى منصة «إكس» صورة لإيمان مع تعليق «هل توافق على منع المتحولين جنسيًا من ممارسة الرياضة النسائية؟». ليجيب «نعم أم لا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، أود أن أتابعك».
أما المثير للعجب والاشمئزاز هو تعليق مالك منصة «إكس» إيلون ماسك إذ قال إن مشاركة «خليف» فى الألعاب الأوليمبية «أمر غير عادل» فى تعليقه على منشور للمؤلف البريطانى ريتشارد داوكينز أورد فيه أن «رجلين فى لباس أنثى مسموح لهما بمصارعة نساء حقيقيات» زاعمًا أن «البنية الجسدية لإيمان خليف تُشبه الرجال ومن غير العدل أن تنافس نساء» على حد زعمه.
وتبارى إعلامهم المدلس كصحيفتى «دايلى ميل» البريطانية و«لا راثون» الإسبانية فى التنمر على بطلة الجزائر، حيث وصفتا الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بأنها «رجل بيولوجيا»، وانتقدتا السماح لها بالمشاركة فى أوليمبياد باريس، معللتين ذلك برفض مشاركتها فى بطولة العالم العام الماضى بسبب وجود مستويات عالية من هرمون التستوستيرون لديها.
ردود أفعال أغلب حكومات الدول الأوروبية وأمريكا تجاه ما يحدث فى فلسطين ومواقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، وبعض الوقائع والأحداث الرياضية والسياسية أسقطت عنهم أقنعة الإنسانية والمثالية الزائفة، وكشفت عن نواياهم العدوانية والهدامة تجاه دول العالم الثالث والدول غير الأعضاء فى أحلافهم الشيطانيّة.
حقيقة الغرب الزائف ونزعاتهم الاستعمارية واضحة كالشمس منذ سنوات طويلة ولكنهم يتلونون ويغيرون الأساليب من عصر لآخر، يدسون السم فى العسل، يجنّدون العملاء ويغسلون العقول فى دورات دعم الديمقراطية، ويستخدمونهم فى تنفيذ مخططاتهم لضرب استقرار العديد من الدول وتقسيمها، يضغطون بورقة الحريات وهم أبعد ما يكون عنها.
يا سادة إن الغرب أصحاب حضارة هشّة يمكن تهكيرها وإسقاطها فى لحظات، وكل ما لديهم من أسلحة وإمكانيات تكنولوجية تعجز أمام جنود الله من أعاصير ورياح وزلازل وفيضانات وعواصف، وعلينا أن نعقل الأمور ونتدبر ما يحدث حولنا ونسترجع التاريخ حتى لا نكرر أخطاءنا.
حفظ الله مصر ووطننا العربى من كل سوء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هوامش بطلة الجزائر انحطاط الغرب يكشف الغرب
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: مصر تتعاون مع «دول الجنوب» للمشاركة في صنع القرار الدولي
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إنّ استضافة مصر قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي شهدت تسليم الرئاسة إلى مصر، لافتًا إلى أنها عُقدت تحت شعار «الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشكيل اقتصاد الغد».
قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصاديوأضاف «بدر الدين» خلال مداخلة هاتفية بقناة «إكسترا نيوز»، أنّ القمة تركز على الشباب والدول النامية، موضحًا أنّها انعقدت في ظروف استثنائية، إذ يواجه العالم تحديات متعددة سواء من الناحية الاقتصادية والمالية والأمنية.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أنّ الدول النامية هي الأكثر عرضه لتأثير هذه التحديات، ومن ثم فإنه من المهم تضافر جهود هذه الدول لمواجهة التحديات.
القاهرة تتحدث باسم دول الجنوبوتابع أنّ لمصر دور كبير في إطار الدول النامية، وتشارك في المحافل والمؤتمرات الدولية، كما أن القاهرة تتحدث باسم دول الجنوب.
وذكر أن مصر تلعب دورًا مهمًا في إيجاد تكتل يمكن تسميته بتكتل الجنوب، لمنح هذه الدول أهمية في صناعة القرار الدولي في مواجهة التحديات التي يعاني منها العالم، والتي تؤثر تأثير كبير على هذه المجموعة.