(1) ثروت أباظة
سألت أستاذى الكبير يوسف إدريس عن سر العداء القاطع مع الأديب ثروت أباظة؛ وضحك إدريس بعمق ولم يعلق؛ عرفت ثروت أباظة عن قرب فقد نشر الكثير من قصائدى بجريدة الأهرام وقت أن كان رئيسًا للقسم الأدبى هناك؛ ثم أجريت معه أكثر من حوار فى مجلة الإذاعة والتليفزيون؛ التى كان رئيسًا لتحريرها من قبل؛ ولكنى كنت فى أولى سنوات الجامعة ووافق أباظة أن أعمل تحت التدريب؛ بدون أى مسئولية للمجلة؛ وهناك كان التدريب الصحفى الحقيقى الذى أفادنى فقد أحسست بروح الأسرة وتكاتف الزملاء الذى قلما أجده فى مكان آخر؛ كان كثيرون من الوسط الأدبى يكرهون ثروت أباظة وكثير من التجمعات والندوات الأدبية كانت تحول أحاديثها إلى السخرية منه؛ والذى كان يدهشنى هو أن ثروت أباظة كان إنسانًا طيبًا نبيلًا يخدم الجميع دون النظر لأى اعتبارات- سياسية أو دينية- وكنت أعرف هذا أيضًا عن الأديب يوسف السباعي- ولكنى للأسف لم أتعرف عليه– ثروت أباظة روائى وطنى محب للعدالة والصدق فى أعماله الأدبية؛ عرفه الجمهور بعد نشر رواية هارب من الأيام ثم عرفوه أكثر بعد أن تحولت الرواية إلى مسلسل ثم إلى فيلم سينمائى؛ ولكن فى عام ١٩٦٠ نشرت دار المعارف رواية شىء من الخوف والتى أحدثت ضجة وزوبعة من الاستفهامات فالرواية تهاجم جمال عبدالناصر.
هجومًا شديدًا مباشرًا لدرجة أن الرقابة أثارت جدلًا واسعًا حول التلميح لمصادرة الرواية. واستمر هذا الفزع حتى خفت عواقبه بعد عام؛ إلا أن الأزمة اشتعلت عام ١٩٦٩ حين حول المخرج حسين كمال الرواية إلى فيلم سينمائى كتب حواره صبرى عزت وعبدالرحمن الأبنودى. وبطولة شادية ومحمود مرسى الذى قام بدور الديكتاتور عتريس وهو يرمز لشخصية جمال عبدالناصر. وأوقفت الرقابة الفيلم واشترطت أن يشاهده الرئيس عبدالناصر ليحسم هو القضية.. وحضر الرئيس ناصر العرض الخاص للفيلم؛ واندهش من السجال الدائر منذ سنوات عن الرواية وأكد أنه لو كان هو شخصية عتريس أو كانت ترمز- الشخصية له من قريب أو بعيد؛ لكان يستحق الحرق مثله؛ وأجاز عرض الفيلم كاملًا دون حذف.
رواية أخرى أحدثت ضجة هى جذور فى الهواء. وفيها اشارة لسكرتير عبدالحكيم عامر الذى أجبر الكاتب محمد حسن أن يطلق زوجته الممثلة الحسناء ليتزوجها هو وحينما رفض الزوجان أودع الزوج إلى مستشفى الأمراض العقلية؛ وتزوج الفنانة.
أعمال ثروت أباظة مهمة وتحتاج إلى نقاش طويل. والحديث عنها ذو شجون.!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كاريزما 1 ثروت أباظة ثروت أباظة ولم يعلق
إقرأ أيضاً:
جدل أمريكي واسع يشكك في رواية “النيران الصديقة” لإسقاط طائرة F/A18 في البحر الأحمر
الجديد برس|
أثارت وسائل إعلام أمريكية جدلاً واسعاً حول إعلان القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية بشأن إسقاط مقاتلة من طراز F/A18 فوق البحر الأحمر بـ”نيران صديقة”، مشيرة إلى أن الرواية الرسمية قد تكون محاولة للتغطية على حقيقة الحادث.
وقال براندون ويشيرت- محلل شؤون الأمن القومي في مجلة ناشيونال انترست: “لقد وصلنا إلى مستوى متدنٍ للغاية كقوة عظمى مزعومة عندما نعتبر أن رواية “النيران الصديقة” أكثر تصديقاً من احتمال أن تكون المقاتلة قد أُسقطت بنيران الحوثيين.”
من جهتها، تساءلت وكالة أسوشيتد برس عن كيفية وقوع الحادث، مشيرة إلى أنه “لم يتضح على الفور كيف يمكن لسفينة مثل Gettysburg أن تخطئ في اعتبار طائرة F/A18 صاروخاً معادياً، خاصة أن السفن في مجموعة قتالية تظل متصلة بشكل مستمر بالرادار والاتصالات اللاسلكية.”
يُذكر أن القيادة المركزية الأمريكية كانت قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، عن إسقاط مقاتلة F/A18 بنيران صديقة فوق البحر الأحمر، أثناء تنفيذها لعملية ضمن المجموعة القتالية لحاملة الطائرات “يو أس أس هاري ترومان”.