يرجع تأسيس أول أسرة حاكمة فى تاريخ مصر إلى الملك «مينا»، الذى حقق الوحدة السياسية فى البلاد حوالى سنة 3200 قبل الميلاد، وقد أراد «مينا» أن يؤمن وحدة البلاد فأقام مدينة قرب رأس الدلتا سُميت فيما بعد باسم «ممفيس»، وكانت هذه الوحدة عاملاً مهماً فى نهضة مصر فى شتى نواحى الحياة.
ويعتبر عصر الدولة المصرية القديمة «عصر الأسرات» فترة شباب مصر وقد تميز بالاستقرار والأمن والسلام، مما يسر تقدمها اقتصادياً وثقافياً وفنياً، وقد انعقد لواء الحكم لملوك الدولة القديمة من بناة الأهرام حوالى 2800 قبل الميلاد، بعد أن انتقل عرش البلاد إلى منف على يد الفرعون «زوسر» صاحب أقدم هرم معروف وهو الهرم المدرج بسقارة وازدهرت حضارة مصر فى أيام هذه الدولة، وليس أدل على ذلك من أهرامات الجيزة الضخمة للملوك خوفو وخفرع ومنكاورع.
ثم بدأ العصر المتوسط الأول حوالى 2200 قبل الميلاد، حيث انتقل زمام الحكم من يد الفرعون حتى استطاع «منتوحتب الثانى» توحيد البلاد مرة ثانية، وبعد أن تمكن «منتوحتب الثانى» أمير طيبة من إعادة توحيد البلاد فى الدولة الوسطى، قام بتأسيس حكومة قوية نجحت فى توطيد النظام واستتباب الأمن، مما ساعد على انتعاش البلاد اقتصادياً وتقدم الفنون والعمارة، ثم بدأ سنة 2000، حكم رجل عظيم هو «أمنمحات الأول» صاحب الفضل الأكبر فى بناء النهضة التى ظهرت أيام الدولة الوسطى.
حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية فى ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين، مثل «أحمس» بطل التحرير و«أمنحوتب الأول» العادل الذى أصدر قانوناً لمنع السخرة ووضع المعايير العادلة للأجور والحوافز، و«تحتمس الأول» المحارب الذى وسع الحدود المصرية شمالاً وجنوباً، ونشر التعليم وتوسع فى فتح المناجم وصناعة التعدين، و«تحتمس الثانى و«تحتمس الثالث» الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم فى تاريخ العالم، و«تحتمس الرابع» الدبلوماسى الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.
خلال عصر الأسرة الثانية عشرة قامت القبائل الرعوية التى كانت تسكن فلسطين وأطلق عليها اسم «الهكسوس» بالإغارة على مصر واجتياح أراضيها، فلما أخذت قوة الهكسوس فى الضعف هب أمراء طيبة يكافحون فى سبيل استرداد حرية بلدهم المسلوبة، وقد كتب الله لهم النجاح وتمكن «أحمس» من الاستيلاء على عاصمتهم فى الدلتا وطردهم من البلاد.
بعد أن طرد «أحمس» الهكسوس رجع إلى بلاده سنة 1571 قبل الميلاد، حيث قضى على ثورات النوبيين جنوباً واتجه إلى الإصلاح الداخلى فى البلاد واهتم بإنشاء جيش عامل منظم وسلحه بكل الأسلحة المعروفة فى ذلك الوقت وزوده بالعجلات الحربية، ويعد رمسيس الثانى من أشهر ملوك هذه الدولة وتعتبر حروبه آخر المجهودات التى بذلها ملوك الدولة الحديثة فى سبيل المحافظة على الوحدة وقد انتهت خصومته مع ملك الحيثيين بتوقيع معاهدة عدم اعتداء بين الطرفين بعد معركة «قادش» وتعد هذه المعاهدة أول معاهدة سلام فى التاريخ وأصبحت مصر قوة كبرى وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب البلاد قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
حامد بن زايد يحضر حفل السفارة الأسترالية
حضر سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وسام موستين الحاكمة العامة لكومنولث أستراليا، أمس، حفل الاستقبال الذي أقامه رضوان جدوت سفير كومنولث أستراليا لدى الدولة، بمناسبة مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
حضر الحفل، ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وفهد عبيد التفاق سفير الدولة لدى كومنولث أستراليا، وعدد من المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة وأبناء الجالية الأسترالية المقيمة.
وأكدت الحاكم العام لكومنولث أستراليا، في كلمة بهذه المناسبة، حرص بلادها على تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات، معربة عن تقديرها للزخم الذي تشهده علاقات البلدين منذ 50 عاماً.
من جانبه، أشاد رضوان جدوت بالعلاقات التي تربط بلاده بدولة الإمارات، مؤكداً أن أستراليا تعتبر شريكاً مهماً للإمارات ووجهة مميزة للاستثمار في قطاع السياحة والطب والتعليم وغيرها من المجالات.
وذكر أن حجم التجارة البينية غير النفطية بين البلدين بلغ 2.3 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، بزيادة نسبتها 10.1% على النصف الأول من عام 2023، وأن دولة الإمارات تعد الشريك التجاري الأول لأستراليا في الشرق الأوسط والعشرين على المستوى العالمي.
(وام)