نظرات شاخصة على خريطة الشرق الأوسط.. ترقب لحظى ساعة بعد ساعة لما سيحدث على أرضه.. تَخَوفٌ وحَذَرٌ من التعامل مع جبهات الحرب الدائرة.. هذه النظرات وذلك الترقب شعوران يسيطران على العالم، بعد تطور الأحداث السياسية والعسكرية بين تل أبيب من جهة وكل من إيران وأذرعتها «حزب الله» والحوثيين وغزة (حماس) من جهة أخرى بعد سلسلة اغتيالات إسرائيلية طالت قادة لهذه الأذرع كما هو حادث مع هنية (حماس)، بل ورؤساء دول كـ«إبراهيم رئيسى» رئيس إيران، إن صادفت رأيًا أو حاكت توقعًا، واتخاذها هكذا منهج حرب لها تتبعه مع أعدائها، ما يمثل انتهاكًا صريحًا لدول طالما اتسمت بسيادتها، مما تسببه من زيادة فى حدة التوتر والاحتقان على أرض الفوضى الخلاقة «الشرق الأوسط»، ما أجبر واضطرت معه إيران لأن تعلن عن ضربة ثانية عسكرية لتل أبيب، ربما بنفس الوتيرة أو يزيد، وتوعُد من حزب ونصر الله انتقامًا لشكر، أعلنت أمريكا على إثرهما حلفًا أو قل محورًا ضد إيران لصد هذه الضربة، رفضته وبشكل قاطع مصر ببعثِها رسائل دبلوماسية للجانبين بأنها لن تكون جزءًا منه لصد هذا الهجوم الإيرانى المحتمل ضد إسرائيل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية.
فكثير من الخبراء والمحللين يقولون باتساع رقعة ودائرة الحرب.. ولكن بمشاهدة الموقف وسرد شريط الأحداث الواقع قبل عشرة أشهر إلى اليوم، وتتبع سيناريو الأحداث الواقع بين إيران وحلفائها وبين إسرائيل المحتلة تظهر وتتضح الوتيرة التى تسير بها الحرب الدائرة رحاها بينهم جميعًا، وكأن هذا الشريط يسير بخطى زادت أو قلت إلا وكأنها تسير فى نطاق متفق عليه، لا يخرج عنه المحتل الإسرائيلى الغاشم، ولا النمط الإيرانى الحذر، ولا حتى الطريقة الحمساوية الثابتة، بحيث لا تتسع رقعة الحرب، ولا تخرج عن أرض الصراع والأحداث: غزة، الضفة، الجولان السورية المحتلة وحدود بلاد اليمن (السعيد) سابقًا.
وهذا السيناريو الخسران الأكبر فيه شكلًا لا مضمونًا.. أكرر شكلًا فقط هو الشعب الغزاوى خاصة، بل الشعب الفلسطينى عامة.
أقول هذا وقد تخضبت أرضهم بدماء الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.. لماذا؟ لأنه لم ولن ترجع الأرض لأبنائها الفلسطينيين إلا بهذا، بداية بطوفان الأقصى الشرارة والبداية لعودة القضية الفلسطينية بعد مواتها، وحتى لا يضيع الأقصى وأرضه، ولنا فى بلاد المليون شهيد «الجزائر» من أجل عودة الأرض المَثلُ، وغيره من دماء الشرفاء من عديد الشعوب فى العالم من أجل تراب الوطن.
أخيرًا وليس آخرًا...
لا بد من وجود مشروع سياسى دولى ينهى هذا الصراع بجانب كفاح الغزاويين الذى أعاد القضية إلى طاولة المفاوضات وحق تقرير المصير وإقامة دولة على حدود ٦٧.
اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عودة الأرض دماء الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إسرائيل تنفذ عمليات هدم واسعة النطاق وتقيم تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة حيث أجبرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، وفقا لصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو والمقابلات التي تم التحقق منها.
وقالت الصحيفة -في تحليل حول الأوضاع في غزة أوردته اليوم الثلاثاء- إن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه شن هجوما جويا وبريا في الخامس من أكتوبر الماضي في أقصى أجزاء شمال غزة - جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون - لطرد عناصر حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم هناك وأن العملية "ستستمر طالما كان ذلك ضروريا".
طرد أكثر من 100 ألف فلسطيني
وأضافت أنه تم طرد أكثر من 100 ألف فلسطيني من المناطق المتضررة على مدار الأسابيع الحادية عشر الماضية، وفقا للأمم المتحدة، مما ترك عدد يقدر بنحو 30 ألفا إلى 50 ألف شخص- وهو عدد أقل من ثمن السكان ما قبل الحرب.
وتقول جماعات إنسانية إن المساعدات بالكاد وصلت إلى المنطقة منذ بداية أكتوبر بسبب القيود الإسرائيلية، ويحذر الخبراء من أن المجاعة ربما تكون قد تفشت بالفعل في بعض الأماكن.
القوات الإسرائيلية قامت بهدم أحياء بأكملها
ووفقا لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة، فإن القوات الإسرائيلية قامت بهدم أحياء بأكملها، وإقامة تحصينات عسكرية وبنت طرقا جديدة وذلك مع إخلاء المناطق من الفلسطينيين. وتُظهِر الأدلة المرئية أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين تم هدمه أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، الأمر الذي أدى إلى ربط طريق قائم في الغرب بمسار مركبات موسع في الشرق - مما أدى إلى إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل.
ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم إن إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأرض على جانبيه وبناء مواقع استيطانية محمية على شكل مربع يشبه تحويل الجيش الإسرائيلي لممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية إسرائيلية استراتيجية في وسط غزة. وفي حين قطعت القوات الإسرائيلية ممر نتساريم عبر منطقة زراعية قليلة السكان إلى حد كبير، إلا أن عمليات إسرائيل في الشمال تتركز في الأحياء الحضرية الكثيفة - مما أدى فعليا إلى تدمير المدن الفلسطينية الشمالية.
إنشاء منطقة عازلة
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه في حين لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تفسير علني لأنشطته في التطهير والتحصين في الشمال، قال المحللون إن المحور الذي تم إنشاؤه حديثا يمكن أن يفصل أقصى الشمال عن مدينة غزة، مما يسمح لإسرائيل بإنشاء منطقة عازلة لعزل مجتمعاتها الجنوبية التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء مع تطور الهجوم، وطلب من المدنيين الفرار من أجل سلامتهم، دون أي تفاصيل حول موعد السماح لهم بالعودة - أو ما إذا كان سيُسمح لهم بذلك، فيما يظل مطلب حماس بالسماح للعائلات بالعودة إلى الشمال، خارج ممر نتساريم، خلال أي توقف في القتال نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار المحتمل واتفاقية إطلاق سراح الرهائن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي رفض الإجابة على أسئلة محددة حول نتائج التحليل الذي أجرته. وفي بيان عام، قال الجيش إنه يستهدف "أهدافا عسكرية حصريا" وأنه "يتخذ جميع التدابير الممكنة للتخفيف من الأذى الذي يلحق بالمدنيين"، بما في ذلك إخبارهم بإخلاء "مناطق القتال العنيف".
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إنه حتى الأول من ديسمبر، تم تدمير ثلث المباني جميعها في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب - بما في ذلك أكثر من 5000 في جباليا، وأكثر من 3000 في بيت لاهيا وأكثر من 2000 في بيت حانون، وفقا لأحدث البيانات من مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة. وأظهرت البيانات أن ستين بالمائة من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين 6 سبتمبر وأول ديسمبر، واستمرت عمليات الهدم والتشريد في الأسابيع التي تلت ذلك.
وأظهرت صورة التقطتها الأقمار الصناعية في الخامس عشر من ديسمبر دمارا واسع النطاق في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت سوق ومسجد ومتاجر ومنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار. وفي الرابع من ديسمبر، أجبر الجيش الإسرائيلي 5500 شخص كانوا يحتمون في المدارس في بيت لاهيا على الفرار جنوبا إلى مدينة غزة، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأضافت الصحيفة أنه في مقابلات أجريت عبر الهاتف والرسائل النصية على مدى عدة أسابيع، وصف 10 من سكان شمال غزة لصحيفة واشنطن بوست الاستهداف الواسع النطاق للأحياء المدنية من جانب القوات الإسرائيلية، والإخلاءات الجماعية الخطيرة حيث تم فصل الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال، فضلا عن الانتهاكات التي تعرضوا لها.