الجديد برس / تقرير

اختارت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الثلاثاء يحيى السنوار رئيس لمكتبها السياسي خلفاً للشهيد إسماعيل هنية، فما هي الدلالات والرسائل من ذلك؟

أخذ السنوار مكان الشهيد هنية، وعلا السرج الحماسي اسم جديد، لا يكن أي مشاعر ود لإسرائيل، ولا تنظر إليه دوائر الأمن والسياسة ولا المستوطنون بارتياح، بل تصنفه “تل أبيب” بالرجل الأخطر عليها في المنطقة.


السنوار -العارف بإسرائيل وهي أيضاً عارفة به- يتولى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس من قلب الميدان، رغم أنه أحد أكثر المطلوبين الذين تجيش لهم إسرائيل ما تملك من مال وسلاح وقدرة استخباراتية، وعون وإسناد دولي.
يأخذ السنوار هذا المنصب ليكون رابع قادة حماس الذين تولوا هذا المنصب بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل والشهيد إسماعيل هنية.

لكن المثير في الأمر أن هذا الاختيار لم يأخذ من الوقت والجهد، معشار ما تأخذه الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في العالم العربي، وحتى في دولة الاحتلال التي يعيش أقطابها في السياسة صراعاً شديداً يتفاقم فيه بأسهم بينهم، كلما فتح الباب لتناوب سياسي أو لخلافة مسؤول.
وإذا كان الاحتفاء الكبير إسلامياً وعربياً، وكان الرد الشعبي السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي على اختيار السنوار، فإن رسائل هذا الاختيار تجاه إسرائيل كانت قوية ومؤثرة، ولن تمر بهدوء على دوائر القرار الإسرائيلي، ومن أبرز تلك الرسائل:

قوة الرد على عدوان إسرائيل

حيث يعتبر الرجل عنوان “الصقورية” داخل حماس، وأحد أكثر عناصرها حدة تجاه الاحتلال، وأشدها عناداً وأقواها مراساً، وفق ما يصفه به الإعلام الإسرائيلي، والدوائر الأمنية التي رافقته على غير الود والتقدير في سنوات الاعتقال.

رسالة الإجماع

حيث أكدت حماس أن قرار استخلاف السنوار على المكتب السياسي بعد هنية اتخذ بالإجماع، وهو ما يناقض الآمال الإسرائيلية بإحداث شرخ بين قيادات الحركة الأكثر إثارة لغضب إسرائيل، والأكثر قدرة على زيادة الغضب والألم في صفوف القيادات والمؤسسات والشعب الإسرائيلي، وهو ما يعني أن محاولات دق الإسفين التي راهنت عليها تل أبيب قد أتت بعكس ما أريد منها.

استمرار رمزية الطوفان

حيث يرتبط اسم السنوار بشكل خاص بطوفان الأقصى، كما يمثل أيضاً عنواناً لإخفاقات بإسرائيل في دعواها المتواصلة بتصفية قادة الحركة والوصول إليهم، وهو ما يعني أن حماس قررت مزيداً من إثارة القلق والغضب لدى الاحتلال، وأكدت أيضاً استمرارها في السير قدماً في خيار المواجهة العسكرية، رغم مضي 10 أشهر من الحرب المتواصلة على القطاع.
إعادة الشأن السياسي إلى الميدان: بعد أن ظل لسنوات طويلة، بيد المجموعة القيادية في الخارج، وهو ما يؤكد أن الأولوية الحالية هي للميدان، ولمواجهة العدوان عسكرياً، بالتزامن مع مسار التفاوض الذي يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود بفعل تعنت نتنياهو ورفضه المستمر لإنهاء الحرب وتقديم أي تنازلات.
كما أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية جاء لينسف العديد من فرص التفاوض التي كانت متاحة للوسطاء ورحلت مع دماء الشهيد هنية، فقد أصبح الصوت الأعلى للميدان ورجاله، ورشقاته الصاروخية، رغم أن فريق التفاوض ذاته الذي كان في عهد هنية سيستمر كما كان، وفقاً لممثل حماس في لبنان أسامة حمدان.
وبوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد أن كان رئيس أقوى قطاعاتها وأهمها، وهو قطاع غزة، والمخطط الأساسي لطوفان الأقصى، فإن آمال إسرائيل في هزيمة سريعة للقطاع باتت أبعد مما كانت، فمع كل عملية اغتيال لقيادي يتفاقم غضب غزاوي، وتتولد أكثر من مسار وخطة للانتقام.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وهو ما

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة

كشف قيادي في جماعة الحوثي، اليوم الاثنين، عن تقديم الولايات المتحدة الأمريكية "إغراءات" للجماعة، من أجل وقف هجماتها المساندة لقطاع غزة وللشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية للشهر الـ11 على التوالي.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في تصريحات تلفزيونية، إن "الجماعة تلقت إغراءات من واشنطن، تتمثل في الاعتراف بحكومتها في صنعاء، مقابل وقف هجماتها".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من وصول أول صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون إلى وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسقوطه في منطقة مفتوحة قرب "تل أبيب".

ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار، رسالة إلى زعيم جماعة الحوثي "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، وذلك في أعقاب قصفهم الصاروخي الأخير الذي طال "تل أبيب".

وفي التفاصيل، قال السنوار إن رسالته تأتي بعد تدشين "أنصار الله" للمرحلة الخامسة من عملياتهم، مؤكدا أن عملية طوفان الأقصى جاءت لتوجيه ضربة للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.



ووجه السنوار شكره إلى جماعة الحوثي على عاطفتهم الصادقة وإرادتهم الصلبة، "التي رأيناها في الميدان وفي رسائلهم"، مضيفا أنني "أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني، متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض".

وأكد السنوار أن ميادين اليمن لا تزال تشهد على موقف الشعب اليمني من قضية فلسطين أسبوعيا، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، منوها إلى أن "شعبنا في قطاع غزة يعيشن بين حالة المعاناة من العدوان والحصار وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام".

وتابع قائلا: "القسام خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وتخوض معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه"، مضيفا أن "تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة".

وأردف قائلا: "أطمئنكم بأن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية"، مشددا على أننا "أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة، تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر "طوفان الأقصى" إرادته العسكرية".

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة
  • السنوار يبعث رسالة لزعيم الحوثيين بعد اختراق صاروخهم قلب تل أبيب.. ماذا قال؟
  • السنوار: المقاومة صامدة وطوفان الأقصى ضربة قوية للمشروع الصهيوني
  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • السنوار: المقاومة بخير وتحضر نفسها لحرب استنزاف
  • نص رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • نص رسالة يحي السنوار إلى قائد أنصار الله
  • نص رسالة السنوار للسيد القائد
  • قائد الثورة يتلقى رسالة خاصة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (تفاصيل)
  • ما بعد الإسلام السياسي بين مآلات الربيع العربي وتداعيات طوفان الأقصى؟