كيربي: السنوار مجرد إرهابي يداه ملطختان بدماء أبرياء
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
أدان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، يحيى السنوار، واصفًا إياه بأنه "إرهابي" ووجه انتقادات حادة لدوره في قيادة الحركة. وأكد كيربي خلال تصريحات صحفية أن السنوار "مجرد إرهابي يداه ملطختان بدماء الأبرياء، بينهم مواطنون أمريكيون".
وأشار كيربي إلى أن الإدارة الأمريكية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في غزة، معتبرًا أن اختيار السنوار لقيادة حماس يعكس توجه الحركة نحو مزيد من العنف والتطرف.
كما حذر كيربي من أن دعم السنوار لحماس سيؤدي إلى المزيد من التصعيد في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل مع حلفائها لمواجهة ما وصفه بـ"الخطر الإرهابي" الذي تشكله حماس تحت قيادة السنوار.
وفي ختام تصريحاته، جدد كيربي موقف الولايات المتحدة الرافض لأي شكل من أشكال العنف والإرهاب، مؤكدًا أن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لمحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الأبرياء، سواء كانوا أمريكيين أو غيرهم.
جماعة أنصار الله: قدرة حماس على ملء الفراغ القيادي بسرعة تشكل ضربة للعدو الإسرائيلي
أصدرت جماعة أنصار الله (الحوثيون) بيانًا أكدت فيه أن قدرة حركة حماس على ملء الفراغ القيادي بسرعة، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، تشكل ضربة قوية للعدو الإسرائيلي الذي كان يراهن على إضعاف الحركة وإرباك صفوفها.
وأشارت الجماعة إلى أن اختيار قيادة جديدة في وقت قصير يعكس مدى تماسك حركة حماس ومرونتها في مواجهة التحديات، موضحة أن هذا الانتقال السريع للقيادة يظهر عمق التجربة التنظيمية للحركة ووعيها الاستراتيجي في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها.
وأضافت جماعة أنصار الله أن حماس أظهرت للعالم أنها قادرة على تجاوز الصدمات التي تتعرض لها، وأنها تمتلك القدرة على الاستمرار في المقاومة رغم كل المحاولات الإسرائيلية لإضعافها. واعتبرت الجماعة أن هذه الخطوة بمثابة رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي بأن حماس ستظل شوكة في حلق الاحتلال، قادرة على الصمود والتجديد مهما كانت التحديات.
واختتمت الجماعة بيانها بالتأكيد على دعمها لحركة حماس ولكل قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال، مشددة على أن استقرار القيادة داخل الحركة يمثل انتصارًا على محاولات الكيان الصهيوني لزعزعة صفوفها.
جماعة أنصار الله: اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس دليل على قوة الحركة وتماسكها
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) أن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس يعكس قوة الحركة وتماسكها الداخلي، ويؤكد قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة. وفي بيان لها، أوضحت الجماعة أن هذه الخطوة تعكس الوحدة الصلبة داخل حماس، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وأكدت جماعة أنصار الله أن حركة حماس أظهرت خلال السنوات الماضية صمودًا وثباتًا في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وأن اختيار السنوار يأتي في وقت حرج يتطلب قيادة قوية ومتماسكة. وأضافت أن هذا القرار يثبت أن حماس قادرة على تجديد قيادتها واستمرار مقاومتها، رغم كل محاولات النيل منها.
واختتمت جماعة أنصار الله بيانها بالإشارة إلى أن الدعم الشعبي والداخلي الذي تحظى به حماس يجعلها قوة أساسية في المقاومة ضد الاحتلال، معربة عن ثقتها في قدرة القيادة الجديدة على تحقيق أهداف الحركة وتطلعات الشعب الفلسطيني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باسم مجلس الأمن القومي الامريكي جون كيربي رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار إرهابي جماعة أنصار الله أن اختیار
إقرأ أيضاً:
أنصار الله.. القابضون على جمر المقاومة
يمانيون../
رغم التحدّيات التي تُحيق بمختلف ساحات محور المقاومة، فإنّ أحرار اليمن، مع كل اختبار، يؤكّدون أنهم الأكثر إخلاصاً لقضايا التحرير، والأشدّ إيماناً بإمكانية الانتصار على قوى الاستعمار.
ورغم الكلفة العالية التي يسددها اليمنيون من مواردهم المادية وصولاً إلى أرواحهم، فإنّهم ملتزمون بمبادئهم على نحوٍ استثنائي، ما سيدفع بتجربتهم إلى اللحاق بهذا النوع من التجارب الفريدة التي تعيش في ذاكرة البشر إلى الأبد.
يُروى في الأثر، أنه عندما سُئل محمد بن إدريس الشافعي، صاحب المذهب المعروف في الفقه الإسلامي، عن كيفية معرفة أهل الحق في أزمنة الفتن، فقال: “اتبع سهام العدو فهي تقودك إليهم”، وهي قاعدة ذهبية في علوم السياسة، وإسقاطها على الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد حالة عربدة “إسرائيلية” غير مسبوقة، يكفي للدلالة على معسكرات المقاومة، والتي تلاحقها سهام الاحتلال بغرض ردعها ومنعها من متابعة مشروعها.
في آخر تصريحاته، توعّد وزير الحرب “الإسرائيلي”، يسرائيل كاتس، بتدمير البنية التحتية لحركة أنصار الله في اليمن و”قطع رؤوس قادتها”، معتبراً أنها لا تزال “آخر منظمة تستهدف “إسرائيل”. ويبدو أن كاتس غارق في نشوة النصر، كما هي حال عموم وزراء حكومة نتنياهو، بالشكل الذي ساقه إلى الإقرار بضلوع “تل أبيب” في إسقاط نظام الأسد في سوريا، والاعتراف علناً للمرة الأولى باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية، مع التذكير مجدداً بـ”نجاح” قواته في اغتيال السيد حسن في لبنان، والسنوار في قطاع غزة.
وجاء حديث كاتس بالتساوق مع التصعيد العسكري “الإسرائيلي” ضد اليمن خلال الأيام الفائتة، إذ استهدفت الطائرات “الإسرائيلية” مواقع استراتيجية في اليمن، شملت مطارَ صنعاء الدولي، فيما استهدفت غارتان محطة كهرباء حِزّيَز المركزية، جنوبي العاصمة، بالإضافة إلى قصف ميناء رأس عيسى في الحديدة بمشاركة البوارج الأميركية؛ وكان منسّق الأمم المتّحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس، قد ندّد بهذا العدوان الذي حصل أثناء وجوده في مطار صنعاء، مشدّداً على أنّ المطار مرفق مدني، وليس عسكرياً، وتستخدمه الأمم المتحدة ولجان الصليب الأحمر لإيصال المساعدات.
اللافت أن ثبات صنعاء وعملياتها المتواصلة “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازر بحق الإخوة في قطاع غزة”، كما يؤكد دوماً العميد يحيى سريع، أجبرت واشنطن على النزول إلى الساحة بصورة فاضحة، وعدم الاكتفاء بدورها كداعم عسكري للاحتلال من خلف الستار. ففي الحالة اليمنية، تشن الترسانة العسكرية الأميركية ذاتها غارات ضد مواقع عسكرية ومدنية يمنية، كما جرى مؤخراً في استهداف حديقة 21 سبتمبر ومقر الفرقة الأولى مدرع وورش لإنتاج الصواريخ، عبر غارة جوية مشتركة بين أميركا وبريطانيا، وقد أدّت تلك الغارات إلى استشهاد ستة يمنيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
لم تتأخر صنعاء يوماً عن تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لأبشع أنواع المجازر لأكثر من 14 شهراً، وبحسب إذاعة “جيش” الاحتلال فإن القوات اليمنية قد أطلقت نحو 20 صاروخاً وطائرة مسيرة تجاه عموم الأراضي المحتلة منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، وقد تسببت في إصابة الملايين من المستوطنين بحالة من الهلع دفعتهم إلى الفرار بحثاً عن مأوى في منتصف الليل.
وكان الإسعاف “الإسرائيلي” قد كشف عن إصابة نحو 20 شخصاً بسبب التدافع، وهم في طريقهم إلى المنطقة المحمية إثر إطلاق صاروخ من اليمن، جاء كرد سريع على “ضربة الخميس” “الإسرائيلية”.
صمودٌ يمني مرتقب في إطار حرب استنزاف قد تطول!
يجهل كثيرون حجم القدرات السياسية والعسكرية والتكنولوجية التي طوّرها “أنصار الله” وحلفاؤهم داخل اليمن على مدار الفترة الماضية، ولولا استعدادهم للتفاعل بإيجابية مع المستجدات الميدانية لما استطاعت قيادة العاصمة صنعاء مواجهة أعاصير متعددة، فالعديد من الجولات العسكرية التي خاضها اليمنيون سواء ضد خصومهم المحليين أو الإقليميين، بالإضافة إلى الصدامات المتكررة مع القوات الأميركية التي احتشدت في مضيق باب المندب لإسقاطهم، جميعها أمور منحتهم الخبرات القتالية اللازمة كما حثّتهم على تطوير كفاءتهم في تصنيع ما يحتاجونه من صواريخ وأسلحة متوسطة.
يحذّر اليوم الخبراء الإسرائيليون من الاستهانة بقدرات حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، ويؤكدون فشل أنظمة الدفاع الجوي “الإسرائيلية”في التصدي أكثر من مرة للمسيّرات والصواريخ اليمنية، مشيرين في الآن ذاته إلى قدرة ساحة المقاومة اليمنية على الصمود لفترات طويلة وممتدة، ذلك بسبب توافر مخزون هائل من الأسلحة التي يمكن إنتاجها من دون تكلفة مرتفعة ما يجعلها متوافرة بسهولة.
في المقابل، فإن الغارات التي يشنها طيران الاحتلال تكلّف “إسرائيل” مبالغ ضخمة، خاصة في ظل الأوضاع الحالية، حيث يعاني الاقتصاد “الإسرائيلي” من إغلاق المصانع وهروب رؤوس الأموال وخفض التصنيف من جانب وكالات الائتمان الدولية، حتى في ما يتعلق بتصدي الدفاعات الجوية للصواريخ اليمينة، فإن تكلفة كل عملية اعتراض تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، وهو إرهاق كبير لميزانية “جيش” الاحتلال، خاصة مع صمود اليمنيين وإصرارهم على مواصلة عملياتهم.
من المؤكد أن “تل أبيب” لديها مخطط يضمن توجيه ضربة قاضية للساحة اليمنية، على أن يتم ذلك بالتعاون مع سلاح البحرية الأميركي. في المقابل، يسعى اليمنيون بحكمتهم المتوارثة إلى تأمين جبهتهم الداخلية من جهة، وتجنّب اللكمة “الإسرائيلية” العنيفة من جهة أخرى، وذلك عبر إجبار العدو على خوض حرب استنزاف طويلة ومرهقة، يكون فيها “جيش” الاحتلال مضطراً إلى “السفر” نحو ألف ميل لخوض معارك ضد ساكني الجبال، الذين يصعُب الوصول إليهم وإعاقتهم.
في العموم، تواجه “إسرائيل” ثلاثة تحديات في ما يتعلق باليمن
الأول، ما يمثله بقاء الساحة اليمنية مشتعلة من مصدر إلهام لجمهور المقاومة، الذي يشعر أنه يعيش أيامه الأصعب منذ اغتيال نصر الله ثم ما تلاه من أحداث وصولاً إلى سقوط النظام السوري، ويجد في استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن تجاه “إسرائيل” ما يجعله متفائلاً بخصوص المستقبل وإمكانية استعادة زمام المبادرة، ومن ثمّ تحقيق النصر.
الثاني، عدم قدرة أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” على اختراق بيئة المقاومة في اليمن، لظروف متعددة تتعلّق، من ناحية، بمتانة البناء الأيديولوجيّ، ومن ناحية أخرى، بطبيعة البلاد الجغرافية والديمغرافية كذلك.
الثالث، حاجة الكيان “الإسرائيلي” إلى مشاركة أوروبية وأميركية أوسع، لعدم قدرة “جيش” الاحتلال على تحمّل كلفة هذا النوع من العمليات البعيدة نوعياً من دون مساندة مباشرة من حلفائه، وهو أمر محل شك حالياً بالنظر إلى الظروف الدولية.
لا شك أن صنعاء تعي اليوم أنها تمثل الكثير بالنسبة إلى العرب والمسلمين، وعليها أن تحافظ على وجودها كساحة مقاومة داعمة للقضية الفلسطينية، لكن بكياسة وفطنة في الآن ذاته.
لقد ضرب أحرار اليمن نموذجاً لصمود طويل في وجه التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وفي مواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها عموم المنطقة، ولا مفر من الاعتراف بأن إصرارهم على القتال، رغم الحصار والحرب المستمرة، ما يعكس عقيدة صلبة وإيماناً من مستوى آخر، لم يعد له مثيل في العالم، وجميع ما سبق يجعلهم بالفعل بارقة أمل للعديد من الأطراف التي تتشبث بخيارات المقاومة والصمود.
الميادين – السيد شبل