تُعد الفسطاط أحد أهم المدن الأثرية التي أنشئت في العصر الإسلامي فهي أول مجتمع يُقام بعد الفتح العربي مباشرة، 20 هـ، وكان فيها أول جامع بمصر وإفريقيا، وقد تحدث عنها الرحالة بشكل يجذب الانتباه، وأي باحث أثري نهم بالتأكيد سيكون متشوقًا لنتائج أي حفائر تُجرى هناك. 

مشروع تطوير 

وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت عن مشروع ضخم تحت مسمى «حفائر الفسطاط»، والذي يأتي في إطار مشروع إحياء المنطقة التراثية، وتحويلها إلى متحف مفتوح، والمشروع يتضمن تطوير حدائق تلال الفسطاط، يتضمن مناطق ثقافية، تراثية، ترفيهية، واستثمارية، بالإضافة إلى تطوير مسجد عمرو بن العاص، وساحته، وإقامة مناطق خضراء ومناطق للخدمات ومناطق انتظار السيارات.

صور حصرية 

وحصلت بوابة الفجر الإلكترونية على عدد من الصور من داخل منطقة الحفائر التي تجري حاليًا في الفسطاط، لإظهار كافة الشواهد الأثرية التي قد تكون متبقية فيها، وكان الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية الأسبق، قد سرد في عام 2021م، تاريخ مدينة الفسطاط الأثري مثبتًا عدة حقائق هامة للغاية وهي كالتالي: 

أولًا: أن الحفائر الأثرية في مدينة الفسطاط بدأت ما بين أعوام 1912 و1920، عن طريق مصلحة الآثار المصرية بواسطة عالم الآثار المصري علي بهجت والمهندس الفرنسي ألبرت جبرائيل، ونتج عنها عدة اكتشافات منها بيوت ومنشآت ترجع للعصر الطولوني والعصر الفاطمي وعرفت ببيوت الفسطاط وكانت مادة البناء فيها من الطوب الأحمر، وتتكون من حجرات وحديقة وصحن مكشوف وقاعة رئيسية ووصل ارتفاعها إلى 4 طوابق. 

ثانيًا: بقايا تلك المنازل موجودة حتى الآن، ويتراوح ارتفاع بقاياها ما بين 50 سم وحتى 2.50 متر، وأغلبها محتفظًا بوسائل تزويد وتصريف المياه حتى الآن.

ثالثًا: في عام 1932م استكمل عالم الآثار حسن الهواري أعمال حفائر علي بهجت واكتشف بقايا البيت الطولوني ويعود تاريخه إلى القرن الثالث الهجري واكتشف بقايا حمام فاطمي. 

رابعًا: توالت أعمال الحفائر في منها حفائر جمال محرز سنة 1964م، ثم حفائر كلية الآثار بجامعة القاهرة برئاسة الدكتورة سعاد ماهر ما بين عامي 1973 و1975 في منطقة جامع الأولياء، وحفائر البعثة المصرية الأمريكية خلف جامع أبو السعود بواسطة جورج اسكانلون وكوبياك، وحفائر المعهد الفرنسي بمنطقة اسطبل عنتر، وحفائر البعثة المشتركة ما بين المركز الياباني وتفتيش آثار الفسطاط ومركز البحوث الأمريكي في منطقة الفواخير خلف جامع عمرو بن العاص.

تصريحات خاصة  

وحصلت الفجر على الصور التي تسجل أعمال الحفائر والترميم الجارية في بقايا مدينة الفسطاط الآن، والتي –كما سبق- تم اكتشاف العديد من آثارها، وأفاد مصدر من داخل المجلس الأعلى للآثار في تصريحات خاصة إلى الفجر أن الحفائر في مساحة الـ47 فدان المسجلة كآثار، وهي تسعى للكشف مزيد من اللقى والشواهد الأثرية بهدف تحويلها إلى متحف مفتوح. 

وأكد المصدر أن هناك أماكن في الفسطاط تتم فيها الحفائر للمرة الأولى ولم تمتد لها يد الحفر في أعمال الحفائر السابقة. 

وعند سؤال المصدر عن وسائل الحفر التي تتم في منطقة الفسطاط قال إنه يتم استخدام الحفر اليدوي، ويتم استخدام الحفر الآلي في المناطق التي ليس بها شواهد أثرية بعد، وعند ظهور أي بوادر يتم الحفر اليدوي الدقيق وتتبع مسار الشواهد حتى تنتهي. 

وبمطالعة الصور التي وصلتنا من داخل الفسطاط نجد أن هناك أعمال استكمال تتم لبعض الشواهد الأثرية، وأكد المصدر أن الاستكمال يتم من الداخل وليس خارج الأثر، وذلك بعد إعادة تدوير كل الآجر الأثري –الطوب الأحمر الأثري- الذي تم العثور عليه، وأشار إلى أن المادة المستخدمة في الترميم هي مادة «القصرمل»، وهي نفس المادة التي تم بها البناء قديمًا، وهي بديل للأسمنت، وأكد أن الظاهر في الصور هو قصرمل وليس أسمنت.

تساؤلات مشروعة

والأمر كله الآن يحتاج إلى مزيد من الإيضاح من قيادات المجلس الأعلى للآثار، إلى أي مرحلة وصل مشروع حفائر الفسطاط ومتى سينتهي؟ وما هو المأمول منه؟ وعلى كم متر يتم عمل مجسات أثرية؟ وهل تم العثور على لقى أثرية أو شواهد جديدة؟ وهل استخدام الاستكمال هنا تم بطريقة صحيحة وبموافقة اللجنة الدائمة؟ تساؤلات مشروعة تطرحها الفجر وفي انتظار الإجابة عنها...

0e551110-1da3-4262-a58d-b67d7f8110c8 4bcb1e28-e231-4a25-8e2c-76810b382a2a 20a1589c-b33d-49ee-842b-da868eeffe74 052dd664-c36f-485d-b73a-e393f138ae36 1280c630-324f-4e5d-8238-ca75eead2322 7289cd36-7d7d-4902-8ac4-efba5e84239c beecd90c-1072-4117-9806-53306e6757df c9cdc412-1eb0-4a22-ab67-14a2adf152de cb620d46-105a-4160-86ec-3875c86b4015 d17dcae0-3791-4a09-84c2-22f5806b466c e2897695-91b8-4cfd-acb8-7453bf62c482

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفسطاط تطوير الفسطاط حصرية صور حصرية علي بهجت مجمع الأديان تلال الفسطاط ما بین

إقرأ أيضاً:

مصطفى خليل: جهود تطوير المناطق الأثرية عزز مكانة مصر كوجهة سياحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور مصطفى خليل نائب رئيس الاتحاد العام لشركات السياحة السابق، إنّ جهود تطوير المناطق الأثرية ساهمت في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.

وأضاف خليل، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ كل المجهودات المبذولة طيلة الـ11 عاما الماضية محمودة لتنمية صناعة السياحة المصرية، ولكن، لتحقيق الهدف الذي وضعته الحكومة نصب أعينها، وهو تحقيق 30 مليارات دولار خلال الـ5 سنوات المقبلة يجب الاستفادة من كل الموارد الممكنة.

وتابع: «الموارد هي تنمية قطاع الطيران، فالطيران المحلي لابد أن يساهم في نقل الحركة السياحية بشكل ملموس، ولابد من تدريب وتنمية الكوادر وكل المتعامل مع السائح بشكل ملموس لرفع قيمة المنتج السياحي المصري».

وأوضح: «لابد من عرض المنتجات المصرية الزراعية والصناعية على السياح بشكل جيد كونها منتجات مصرية أصيلة، كما يجب تعظيم تجربة السائح، ومن ثم نستطيع زيادة الموارد الخاصة بصناعة السياحة بما ينعكس بشكل مباشر على الإيرادات من العملات الأجنبية».
 

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال الحفر لتوصيل الغاز الطبيعي بالقطاعات المتبقية ببيلا
  • محافظ كفر الشيخ: بدء أعمال الحفر لتوصيل الغاز الطبيعي في مدينة بيلا
  • انتهاء أعمال المرحلة الأولى لمشروع تطوير كورنيش أرمنت بتكلفة 60 مليون جنيه
  • آثار سوهاج تنظم ندوة حول الأمن والسلامة في المواقع الأثرية
  • تطوير قواعد الجودة والسلوكيات الخاصة بأعمال مراقبي الحسابات المُقيّدين في سجلات الهيئة
  • وضع تسعيرة موحدة.. توصيات عاجلة لـ سياحة النواب لسرعة أعمال تطوير منطقة الأهرامات
  • "سياحة النواب" توصي بخطة عاجلة لسرعة إنجاز أعمال تطوير منطقة الأهرامات
  • رئيس صندوق التنمية الحضرية يتحدث عن تطوير مشروع سور مجرى العيون
  • مصطفى خليل: جهود تطوير المناطق الأثرية عزز مكانة مصر كوجهة سياحية
  • مشروع تطوير الطريق الساحلي الغربي يحقق تقدما ملحوظا