لجريدة عمان:
2024-12-25@01:06:41 GMT

التقنيات الحديثة وتعزيز الاقتصاد

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

التقنيات الحديثة وتعزيز الاقتصاد

تنطلق رؤية عمان 2024 في أحد أهم مساراتها من استراتيجية تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط باعتباره المصدر الأول والأخير للدخل الوطني. وقطعت سلطنة عمان أشواطا جيدة نحو تحقيق هذه الاستراتيجية، وهذا الأمر يتطلب بحثا مستمر خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي ما زالت تؤثر على اقتصاد العالم.

ومع بروز التقنيات الحديثة بوصفها عنصرا محوريا في تحسين الكفاءة الاقتصادية، تظهر أمامنا بعض الفرص الواعدة التي يمكن استغلالها لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.

وإذا كانت الأزمات التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين بدءا من أزمة الرهون العقارية في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وإلى أزمة جائحة كورونا قد أظهرت هشاشة العديد من القطاعات الاقتصادية في العالم وتأثرها بسياقات العولمة، فإنها في الوقت نفسه أتاحت للجميع بما في ذلك سلطنة عمان فرصة ثمينة لإعادة النظر في استراتيجياتنا الاقتصادية وتبني تقنيات حديثة تعزز مناعتها وتضمن استدامتها.

تلعب التكنولوجيا والابتكار دورًا حاسمًا في تعزيز الاقتصاد، وتقنيات مثل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء تحولت سريعا من مجرد أدوات لتحسين الكفاءة، إلى عوامل أساسية لتحويل الاقتصاد وجعله أكثر قدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية. على سبيل المثال، يمكن للتقنيات الزراعية الذكية أن تحسن من إنتاجية القطاع الزراعي في سلطنة عُمان وتجعله أكثر استدامة. يمكن للزراعة الدقيقة التي تعتمد على استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي تحسين استخدام الموارد وتقليل الفاقد، مما يؤدي إلى تحقيق إنتاجية أعلى بتكلفة أقل وبدون الإضرار بالبيئة تقريبا.

ربما يبدو هذا الأمر غير واضح للكثر من المشتغلين بالزراعة على اعتبار الزراعة ما زالت في سلطنة عمان زراعة تقليدية جدا وتحافظ على الأساليب القديمة ولم ينظر لها في الكثير من الأماكن باعتبارها يمكن أن تكون مصدر دخل حقيقي ليس للفرد فقط وإنما للدولة. وهنا تتجلى الأدوار المنوطة بالمؤسسات الحكومية وكذلك القطاع الخاص في دعم التحولات التكنولوجية التي يمكن أن تصنع الفارق الكبير في الكثير من المجالات الاقتصادية.

تحتاج سلطنة عمان إلى تعزيز السياسات المشجعة على الابتكار وكذلك إلى دعم الاستثمار في التقنيات الحديثة والاستثمار بها باعتبارها أداة متقدمة وقادرة على صناعة الفرق.. كما نحتاج إلى مزيد من تعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص من أجل تحقيق أهداف الاقتصاد المستدامة، والقطاع الخاص يمكن أن يسهم في نقل التكنولوجيا وتوطينها، وكذلك في تدريب القوى العاملة وتأهيلها للتعامل مع هذه التقنيات المتقدمة.. ولكن لا بد أن تكون هذه الخطوة بناء على استراتيجية حكومية واضحة المعالم.

ويمكن للكثير من التجارب العالمية في استخدام التقنيات الحديثة لتحقيق الاستدامة الاقتصادية أن توفر الكثير من الدروس التي يمكن الاستفادة منها.. وعلى سبيل المثال لا الحصر، استفادت دولة مثل سنغافورة من التكنولوجيا لتحسين كفاءة قطاعاتها الاقتصادية، وحققت نجاحات ملموسة في هذا المجال وهي تجربة تستحق الدراسة والمتابعة، وسلطنة عُمان لديها الإمكانيات والموارد الطبيعية والبشرية التي تؤهلها لتحقيق نجاحات مماثلة خاصة وأن لديها قوى بشرية مؤهلة على أعلى المستويات ما زالت في قائمة الباحثين عن عمل.

نحتاج في سلطنة عمان أن نعي جيدا أن الاستثمار في التقنيات الحديثة أصبح ضرورة لتحقيق اقتصاد مستدام ومزدهر، وعلينا أن ندعم هذا التحول ونشجع الابتكار ونستفيد من التجارب الناجحة لبناء مستقبل اقتصادي قوي. لا نريد أن نتحدث كثيرا عن ثورة الذكاء الاصطناعي وننسى كيف نستفيد منه في تحقيق تحولات كبرى في حياتنا.. فنحن في أمّس الحاجة إلى أن نتحدث بالذكاء الاصطناعي وبانجازاته في حياتنا لا أن نبقى نتحدث عنه إلى اللحظة التي نكتشف فيها أنه تجاوزنا بمراحل كثيرة جدا لا نستطيع اللحاق بها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التقنیات الحدیثة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024

أثرت العديد القوى والعوامل على الاقتصاد والأعمال في عام 2024، مثل خفض أسعار الفائدة، وارتفاعات سوق الأسهم، وتهديدات التعريفات الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير ترجمته "عربي 21"، إنه من المتوقع أن ينهي الاقتصاد سنة 2024 في وضع مستقر، مع انخفاض التضخم ونمو اقتصادي قوي، خاصة في الولايات المتحدة، وذلك رغم الحملة الانتخابية الأمريكية المضطربة والصراعات العالمية المتصاعدة.

وأضافت أنه رغم ذلك لا تزال التوقعات لسنة 2025 غامضة بسبب تأثير تغييرات سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

أرقام قياسية 
في نهاية سنة 2023، كان مؤشر "إس آند بي 500" يتجه نحو تسجيل رقم قياسي جديد، وفي كانون الثاني/ يناير، وصل أخيرًا إلى هذا الارتفاع، مدفوعًا جزئيًا بأسهم شركات التكنولوجيا "السبعة الرائعة" وهي: "ألفابت، وأمازون، وآبل، وميتا، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وتسلا"، ومع استمرار السوق الصاعدة، أصبحت الارتفاعات في سوق الأسهم أمرًا شائعا.

حقق مؤشر "إس آند بي" 500 إلى مستوى قياسي مرتفع 57 مرة في سنة 2024، مع بعض الارتفاعات الكبيرة خصوصًا بعد الانتخابات، رغم أن الارتفاع قد تباطأ في الأسابيع الأخيرة.

عام من تخفيضات أسعار الفائدة
وأشارت الصحيفة إلى أن التباطؤ العالمي ساعد في التضخم، ومعه التوقعات بتخفيف السياسة النقدية، في تعزيز سوق الأسهم الرائجة.

وذكرت أن سياسة التشديد النقدي كانت هي السائدة في معظم الاقتصادات الكبرى على مدار السنتين الماضيتين، حيث رفع محافظو البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح التضخم المتصاعد. وفي صيف وخريف هذه السنة، بدأت العديد من الاقتصادات المتقدمة في خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ الجائحة.


وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي نفس النهج بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، وهي خطوة كبيرة غير معتادة وإشارة واضحة إلى أنهم يحوّلون اهتمامهم من مكافحة التضخم إلى حماية سوق العمل.

ومع تحسن الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة، انخفضت أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي أيضًا.

وأفادت الصحيفة بأن التحركات الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي أوضحت أن مخاطر التضخم عادت، وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن عن خفض ثالث للفائدة هذه السنة بمقدار ربع نقطة، لكنه قلل من التوقعات بتخفيضات إضافية، مشيرًا إلى أنه قد يتم خفض الفائدة مرتين فقط حتى نهاية 2025.

ويعتقد مسؤول واحد فقط من الاحتياطي الفدرالي أن أسعار الفائدة ستبقى على حالها السنة المقبلة، بينما يتوقع آخرون إجراء تخفيضات.

وأدى هذا الإعلان، مع نطاق عدم اليقين في توقعات الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عدم إجراء أي تخفيضات على الإطلاق السنة المقبلة، بينما يتوقع مسؤول آخر خمسة تخفيضات، إلى تراجع الأسواق.

السندات تروي قصة أقل تفاؤلاً
وعلى خلفية أخبار الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ أيار/ مايو.

وبينت الصحيفة أن عوائد سندات الخزانة ارتفعت في أيلول/ سبتمبر وأوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، حتى بعد بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة وارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب. كما ارتفع متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 سنة، مما يبدو متناقضًا مع تخفيضات الفائدة.

ويشير ارتفاع العوائد طويلة الأجل إلى أن وول ستريت لا تزال غير متأكدة من استمرار حالة عدم اليقين في ظل تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

ويفكر المستثمرون في الأصول مثل سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فيما سيحدث للنمو والتضخم على مدى شهور أو سنوات، وقد يشير ارتفاع العوائد إلى أن المستثمرين يتوقعون ارتفاع التضخم في المستقبل بالنسبة للاستثمارات طويلة الأجل.

وذكرت الصحيفة أن بعض العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب، مثل خفض الضرائب، وإلغاء اللوائح التنظيمية، والإنفاق الحكومي، قد تشكل مصدر قلق لمستثمري السندات، الذين يخشون أن تؤدي خطط ترامب الاقتصادية إلى زيادة العجز الفيدرالي والتضخم.

تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية
وخلال موسم الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، عبّر كلا المرشحين عن دعمهما للتعريفات الجمركية كأداة أساسية لحماية الشركات الأمريكية من المنافسين الصينيين والعالميين الآخرين.

وأضافت الصحيفة أن ترامب أعلن، بعد أسابيع قليلة من فوزه بالانتخابات، أنه سيفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك والصين في أول يوم له في المنصب، وخلال ولايته الأولى، فرض ترامب تعريفات جمركية على بعض الواردات، خصوصًا تلك القادمة من الصين، مما أدى إلى انخفاض حصتها من الواردات.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية الشاملة إلى اندلاع حرب تجارية إذا ردت الدول بفرض تعريفات جمركية مماثلة، وأظهرت الدراسات أن تكلفة التعريفات الجمركية غالبًا ما يتم تمريرها إلى المستهلكين الأمريكيين، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.

آفاق اقتصادية منقسمة
ويرى الديمقراطيون والجمهوريون آثار سياسات ترامب المحتملة بشكل مختلف، فقد ارتفعت مشاعر المستهلكين بين الجمهوريين بعد يوم الانتخابات، وفقًا لاستطلاع رأي المستهلكين الذي أجرته جامعة ميشيغان. بينما انخفضت لدى الديمقراطيين.

ونقلت الصحيفة عن جوان و. شو، مديرة استطلاع جامعة ميشيغان، قولها: "أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أن التغييرات السياسية المتوقعة، خاصة زيادة التعريفات الجمركية، ستؤدي إلى عودة التضخم، بينما توقع الجمهوريون أن الرئيس المقبل سيؤدي إلى تباطؤ كبير في التضخم".

عودة البتكوين
وقالت الصحيفة إن ازدهار العملات المشفرة كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بفوز ترامب، فخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في العالم"، وفي اليوم الذي تلاه فوزه، ارتفعت قيمة بيتكوين إلى مستوى قياسي.

ويأتي هذا بينما قفزت أسعار بيتكوين بشكل هائل في الأشهر الأخيرة.


وفي وقت سابق من هذا الشهر، ارتفع سعر بيتكوين الواحد إلى 100 ألف دولار لأول مرة، وهو تحول مذهل بعد أن انخفض سعره إلى أقل من 17 ألف دولار في 2022 بعد انهيار بورصة "إف تي إكس" للعملات المشفرة.

لكن، مثل سوق الأسهم، تتسم البتكوين بالتقلب، مما يجعلها أكثر من مجرد أداة مضاربة أكثر من كونها عملة، وبعد أن سجلت أعلى مستوى لها فوق 108 ألف دولار هذا الأسبوع، انخفضت إلى أقل من 100 ألف دولار. 

وقال جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي: "إنها ليست منافسًا للدولار، بل للذهب".

النمو الفلكي لشركة إنفيديا
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة إنفيديا، التي أصبحت هذه السنة الأكثر قيمة في العالم لفترة قصيرة، ستستفيد أيضًا من ازدهار العملات المشفرة، حيث تُستخدم شرائحها في ألعاب الفيديو وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وكذلك في تعدين العملات المشفرة.

وكانت إنفيديا من أفضل الشركات أداءً في السوق.

وقالت الصحيفة أن إنفيديا سجلت أكبر نمو، حيث ارتفعت أسهمها بنحو 800 بالمئة منذ بداية سنة 2023، وفي مؤشر آخر على ازدهار الذكاء الاصطناعي، بلغت شركة "برودكوم"، وهي شركة تصنيع شرائح أخرى، قيمتها السوقية تريليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر.

ورغم ذلك، انخفضت أسهم إنفيديا في الأسابيع الأخيرة بعد فتح السلطات الصينية تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضدها.

مستقبل عقد الصفقات
في سنة 2023، انخفضت صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 10 سنوات، مما يعكس القلق بشأن الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية، فضلاً عن عدم اليقين قبيل الانتخابات في العديد من البلدان.


واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن صانعي الصفقات في الولايات المتحدة يأملون أن تكون إدارة ترامب الثانية مفيدة لعمليات الاندماج، خاصة مع توقع تساهل رئيس لجنة التجارة الفيدرالية الجديد، أندرو فيرغسون، مع عمليات الاندماج مقارنةً برئيسة اللجنة الحالية، لينا خان. 

وتعهد فيرغسون أيضًا بمكافحة هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى، وقد تبقى أسعار الفائدة مرتفعة مع استمرار الغموض حول مقترحات ترامب الاقتصادية، فهل انتهت حقبة الاندماجات الكبرى أم ستعود بقوة؟

مقالات مشابهة

  • "حماية المستهلك" تناقش استخدامات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الأمن الغذائي
  • المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
  • «ليالي مسقط»
  • تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا الحديثة في تطوير علم الجغرافيا
  • الأرصاد: تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • بحث التعاون في مجال السياسات الاقتصادية بين سلطنة عمان والكويت
  • من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
  • عُمان وأنجولا تؤكدان إقامة تعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية