التقنيات الحديثة وتعزيز الاقتصاد
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
تنطلق رؤية عمان 2024 في أحد أهم مساراتها من استراتيجية تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط باعتباره المصدر الأول والأخير للدخل الوطني. وقطعت سلطنة عمان أشواطا جيدة نحو تحقيق هذه الاستراتيجية، وهذا الأمر يتطلب بحثا مستمر خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي ما زالت تؤثر على اقتصاد العالم.
وإذا كانت الأزمات التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين بدءا من أزمة الرهون العقارية في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وإلى أزمة جائحة كورونا قد أظهرت هشاشة العديد من القطاعات الاقتصادية في العالم وتأثرها بسياقات العولمة، فإنها في الوقت نفسه أتاحت للجميع بما في ذلك سلطنة عمان فرصة ثمينة لإعادة النظر في استراتيجياتنا الاقتصادية وتبني تقنيات حديثة تعزز مناعتها وتضمن استدامتها.
تلعب التكنولوجيا والابتكار دورًا حاسمًا في تعزيز الاقتصاد، وتقنيات مثل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء تحولت سريعا من مجرد أدوات لتحسين الكفاءة، إلى عوامل أساسية لتحويل الاقتصاد وجعله أكثر قدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية. على سبيل المثال، يمكن للتقنيات الزراعية الذكية أن تحسن من إنتاجية القطاع الزراعي في سلطنة عُمان وتجعله أكثر استدامة. يمكن للزراعة الدقيقة التي تعتمد على استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي تحسين استخدام الموارد وتقليل الفاقد، مما يؤدي إلى تحقيق إنتاجية أعلى بتكلفة أقل وبدون الإضرار بالبيئة تقريبا.
ربما يبدو هذا الأمر غير واضح للكثر من المشتغلين بالزراعة على اعتبار الزراعة ما زالت في سلطنة عمان زراعة تقليدية جدا وتحافظ على الأساليب القديمة ولم ينظر لها في الكثير من الأماكن باعتبارها يمكن أن تكون مصدر دخل حقيقي ليس للفرد فقط وإنما للدولة. وهنا تتجلى الأدوار المنوطة بالمؤسسات الحكومية وكذلك القطاع الخاص في دعم التحولات التكنولوجية التي يمكن أن تصنع الفارق الكبير في الكثير من المجالات الاقتصادية.
تحتاج سلطنة عمان إلى تعزيز السياسات المشجعة على الابتكار وكذلك إلى دعم الاستثمار في التقنيات الحديثة والاستثمار بها باعتبارها أداة متقدمة وقادرة على صناعة الفرق.. كما نحتاج إلى مزيد من تعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص من أجل تحقيق أهداف الاقتصاد المستدامة، والقطاع الخاص يمكن أن يسهم في نقل التكنولوجيا وتوطينها، وكذلك في تدريب القوى العاملة وتأهيلها للتعامل مع هذه التقنيات المتقدمة.. ولكن لا بد أن تكون هذه الخطوة بناء على استراتيجية حكومية واضحة المعالم.
ويمكن للكثير من التجارب العالمية في استخدام التقنيات الحديثة لتحقيق الاستدامة الاقتصادية أن توفر الكثير من الدروس التي يمكن الاستفادة منها.. وعلى سبيل المثال لا الحصر، استفادت دولة مثل سنغافورة من التكنولوجيا لتحسين كفاءة قطاعاتها الاقتصادية، وحققت نجاحات ملموسة في هذا المجال وهي تجربة تستحق الدراسة والمتابعة، وسلطنة عُمان لديها الإمكانيات والموارد الطبيعية والبشرية التي تؤهلها لتحقيق نجاحات مماثلة خاصة وأن لديها قوى بشرية مؤهلة على أعلى المستويات ما زالت في قائمة الباحثين عن عمل.
نحتاج في سلطنة عمان أن نعي جيدا أن الاستثمار في التقنيات الحديثة أصبح ضرورة لتحقيق اقتصاد مستدام ومزدهر، وعلينا أن ندعم هذا التحول ونشجع الابتكار ونستفيد من التجارب الناجحة لبناء مستقبل اقتصادي قوي. لا نريد أن نتحدث كثيرا عن ثورة الذكاء الاصطناعي وننسى كيف نستفيد منه في تحقيق تحولات كبرى في حياتنا.. فنحن في أمّس الحاجة إلى أن نتحدث بالذكاء الاصطناعي وبانجازاته في حياتنا لا أن نبقى نتحدث عنه إلى اللحظة التي نكتشف فيها أنه تجاوزنا بمراحل كثيرة جدا لا نستطيع اللحاق بها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التقنیات الحدیثة سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
مشاركة 81 دولة في بطولة " اكتشف عًمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط.. غدا"
مسقط- الرؤية
استضافت مسقط مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل استضافة سلطنة عمان بطولة "اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط" التي تنظمها شركة "تريلون ميدل إيست إل إل سي"- الشركة الرائدة في تنظيم الفعاليات الرياضية- بالشراكة مع وزارة التراث و السياحة، والتي ستنطلق خلال الفترة من 6 وحتى 8 فبراير الجاري من محافظة مسقط، بمشاركة 1100 رياضي من 81 دولة في النسخة السابعة للبطولة.
وسيخوض المشاركون واحدة من أروع وأكثر السباقات تحديا في سلسلة سباقات الرجل الحديدي العالمية، والتي ستساهم في تنشيط الحركة السياحية الرياضية والثقافية في سلطنة عمان.
ويتكون السباق من 3 مراحل: الأولى 1.9 كيلومتر سباحة حيث تم تصنيف مسار السباحة في مياه بحر عُمان كثالث أفضل مسار سباحة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA) ، و90 كيلومترًا للدراجات المعد من أفضل المسارات في سلسلة بطولة الرجل الحديدي، و21.1 كيلومترًا للجري على طول الساحل الخلاب لشاطئ القرم في محافظة مسقط.
يشار إلى أن البطولة سوف تشهد عددا من الفعاليات حيث سيشهد شاطئ القرم يوم الخميس 6 فبراير الجاري تسجيل الوصول للرياضيين، واستلام المعدات، بالإضافة إلى كونها المكان المثالي للاستمتاع بأجواء الرجل الحديدي، ويوم الجمعة 7 فبراير سيكون يوم مخصص للأطفال و السيدات، حيث سيتم تنظيم سباق للجري "She Runs 5k" الخاص بالنساء، سواء كن عدّاءات محترفات أو مبتدئات، والذي سيقام خلال الفترة الصباحية يبدأ في الساعة 8:00 صباحًا وسباق "Iron kids" للأطفال في الساعة 4:00 مساء بهدف منح الأبطال الصغار فرصة للتألق، وسيتم تخصيص يوم السبت 8 فبراير وهو الحدث الرئيسي للرياضيين، سواء المحترفين أو المبتدئين، حيث سيكون سباق مليء بالإثارة، والذي سيتضمن اقامت عددا من المراحل الرياضية من سباحة، وركوب الدراجة الهوائية، والجري.
وأكدت ساجدة بنت راشد الغيثية مديرة دائرة التسويق السياحي في وزارة التراث والسياحة، أن بطولة "اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط" تحظى باهتمام كبير في سلطنة عمان حيث تعتبر واحدة من أكثر السباقات تحديا في سلسلة سباقات الرجل الحديدي العالمية، والتي ستساهم في تنشيط الحركة السياحية الرياضية والثقافية.
وقالت الغيثية: تعتبر البطولة من أكبر الأحداث الرياضية العالمية المستوى يقام في سلطنة عمان حيث تحظى البطولة بدعم من وزارة التراث والسياحة وتضم فعاليات متنوعة منها السباحة وركوب الدراجة الهوائية والجري حيث تشكل البيئة العمانية التي تمزج بين الثقافة العربية الأصيلة وحداثة الحياة العصرية الوجهة الأمثل لإقامة بطولة الرجل الحديدي.
وأضافت مديرة دائرة التسويق السياحي: أن مساعي الوزارة تتمحور في إبراز مكانة سلطنة عمان كوجهة مثالية لإقامة البطولات العالمية مؤكدا أن سلطنة عمان تمتاز بالجمال الأخاذ والطقس الجميل المثالي الذي سيسهم في استقطاب المشاركين الهواة وذوي الخبرة، كما تتميز بإمكانيات متنوعة تؤهلها لاستضافة العديد من الفعاليات المختلفة.
وذكر محمد العبيداني الرئيس التنفيذي لشركة "ميدل إيست جلوبال إيفنتس": بينما نحتفل بالنسخة السابعة من بطولة" اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط"، من الرائع أن نرى كيف تطور هذا الحدث ليصبح واحدًا من أكثر السباقات طلبًا في المنطقة.