بدأ اليوم ملتقى الإعلام البترولي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي، ويهدف إلى تمكين التواصل وتعزيز التعاون بين الخبراء والإعلاميين في مجال الطاقة، وإطلاع الإعلاميين على أحدث المستجدات في القطاع لمواكبة التطورات السريعة، ومواجهة الشائعات والتحديات المتعلقة بالنفط والغاز، وبناء منصة حوارية لمناقشة القضايا ذات الصلة، وتبادل الخبرات، وتنمية مهارات الإعلاميين والمهتمين بالقطاع في مجال الطاقة.

قال سعادة محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، في كلمته الافتتاحية: إن انعقاد الملتقى في سلطنة عمان يعكس التعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويسعى لتعزيز التواصل والفهم في مجال النفط والغاز، ويأتي الملتقى لتسليط الضوء على أهمية هذا القطاع الاقتصادي الهام وتبادل الأفكار والخبرات بين الإعلاميين والخبراء.

وأضاف: «نحن ندرك التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة ونسعى لتقديم المعلومات الدقيقة والموضوعية للجمهور المحلي والدولي».

تذبذب أسعار النفط

وفي تصريح صحفي حول تذبذب أسعار النفط في ظل الأوضاع الجيوسياسية، قال سعادة محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن: إن أسعار النفط تتأثر بعدد من العوامل المختلفة، كما أنها تعتمد على العرض والطلب في السوق، وسلطنة عمان بالتعاون مع الدول المنتجة للنفط على اطّلاع ومتابعة مستمرة للسوق، ولكن السعر لا يمكن أن يتم التحكم فيه من خلال مؤسسة أو دولة معينة، وأردف قائلا: «نستطيع فقط التحكم في عمليات الاستكشاف والإنتاج».

قدم الدكتور محمد بن فلاح الرشيدي، الوزير المفوض ومدير إدارة الطاقة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة خلال الملتقى أكد فيها أهمية الملتقى ودوره في تعزيز التعاون في رفع مستوى دور الإعلام لدول مجلس التعاون لدعم مختلف قضايا الطاقة، ونشر الوعي وبث المعلومات الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة الراهنة التي يواجهها القطاع، مشيرًا إلى أن الملتقى يسهم في دعم التنسيق والتواصل المستمر بين الإعلام وقطاع الطاقة لمواكبة مستجدات القطاع إقليميا وعالميا.

استعرض سعادة المهندس جمال بن عيسى اللوغاني، الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أهمية النفط والغاز العربي في مزيج الطاقة العالمي، ودور الإعلام البترولي في مواجهة التحديات المستقبلية. وركز خلال عرضه المرئي على ثلاثة محاور رئيسية هي: أهمية النفط والغاز الطبيعي في الدول العربية، والدور المستقبلي للدول العربية في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، والتحديات المستقبلية التي تواجه صناعة النفط والغاز والدور المحوري للإعلام البترولي في مشهد الطاقة المستقبلي.

الاحتياطيات العالمية

وقال اللوغاني: إن الحصة من الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط الخام بلغت 511.9 مليار برميل، والغاز الطبيعي 44.1 تريليون متر مكعب في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2023، في حين بلغت حصة دول مجلس التعاون من الإنتاج العالمي من النفط الخام 16.8 مليون برميل يوميًا في عام 2023.

وأكد اللوغاني أن النفط سيظل يستحوذ على الحصة الأكبر في مزيج الطاقة العالمي خلال الفترة (2023-2045) حيث بلغت 34.4% في عام 2023، ومؤكدًا على أن الدول العربية ستكون حاضرة وبقوة في المشهد العالمي المستقبلي للغاز الطبيعي.

ولفت اللوغاني إلى أن صناعة النفط والغاز أصبحت أكثر استدامة وموثوقية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وضمان أمن الطاقة والحصول عليها بأسعار معقولة وخفض الانبعاثات.

تأمين إمدادات الطاقة

تحدث المكرم الدكتور عامر بن ناصر المطاعني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، عن قطاع الطاقة وأهميته الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية للقطاع ودور الإعلام في تعزيز الفهم، مشيرًا إلى أن النفط والغاز يعد المحرك الأساسي لاقتصاد العالم، وأن الطلب العالمي على الطاقة في تزايد مستمر.

قال: إن سلطنة عُمان تعزز دورها في تأمين إمدادات الطاقة العالمية من خلال استراتيجية التحول في الطاقة التي تركز على تمكين قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين، ملفتًا إلى أن سلطنة عُمان تخطط لزيادة نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 20% بحلول عام 2030، وطرحت فرصًا استثمارية في مجال الطاقة الخضراء وخصصت مساحات من المواقع المناسبة تزيد عن 50 ألف كيلو متر مربع.

بيّن الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال أن سلطنة عُمان تتجه نحو دعم مشاريع الطاقة المستدامة وتتضمن هذه المشاريع تقنيات الطاقة النووية، وتكنولوجيا الاحتراق النظيف للحفاظ على البيئة وتوفير طاقة نظيفة للأجيال القادمة.

عرّج المطاعني للحديث عن أهمية الإعلام في تعزيز قطاع الطاقة في المجتمع وأوضح أن الإعلام يجب أن يكون شفافًا حول جهود قطاع الطاقة ودوره في مجالات مختلفة، وأن يكون مسؤولا عن تعزيز الرسالة الصحيحة لقطاع الطاقة، وأن يسهم في حماية البيئة والمناخ من خلال التشريعات والقوانين.

أكد أن قطاع النفط والطاقة من أهم القطاعات في دول مجلس التعاون الخليجي وتداخلت معه ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتدفق المعلومات حول قطاع النفط والطاقة كثيف ومتنوع ومنه ما يسعى إلى مآرب أخرى.

قال عبدالعزيز المقبل، مستشار شؤون الطاقة بالمملكة العربية السعودية: إن الملتقى يسهم في إيضاح الكثير من الاتجاهات، وتصحيح المغالطات والعمل على وضع قاعدة إعلامية قادرة ومتمكنة على مجابهة وإيصال الكثير من الرسائل المهمة في دول مجلس التعاون في قطاع الطاقة المتجددة والنفط في دول الخليج.

سعادة الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح، وكيل وزارة النفط الكويتي، قال: يسعى الملتقى إلى التركيز بشكل كبير على توحيد استراتيجية الإعلام البترولي لدول مجلس التعاون الخليجي ليخرج في إطار واحد والعمل على التنسيق المتكامل بين مجلس التعاون الخليجي في الإعلام البترولي وتبادل الخبرات فيما بينها.

الجلسات الحوارية

تضمن ملتقى الإعلام البترولي الخليجي جلسة حوارية بعنوان «النفط والغاز: واقع ومستقبل الطاقة عالميًا».

ناقشت الجلسة مع مجموعة من الخبراء ورؤساء القطاع النفطي أهمية النفط والغاز كركيزة للاقتصاد العالمي ودورهما في تحقيق التنمية المستدامة للدول المنتجة، وتعزيز الاستفادة من الثروة النفطية عبر الصناعات التحويلية، وتسويق النفط والغاز على المستوى العالمي وتأثيرهما على أمن الطاقة.

كما تناولت الجلسة مستقبل إنتاج النفط والغاز مع التركيز على الإنتاج النظيف والمستدام الذي يتضمن صفر حرق روتيني للغاز، وخفض انبعاثات الميثان، وكفاءة الطاقة، وتقنيات التقاط وتخزين الكربون.

الجلسة النقاشية الثانية المصاحبة للملتقى حملت عنوان «الإعلام والبترول: الشفافية والمسؤولية». سلطت الجلسة الضوء على التوجهات المستقبلية للإعلام في قطاع النفط والغاز، وناقشت تأهيل الأجيال الشابة لصناعة محتوى إعلامي متخصص في القطاع، ودور الإعلام في تعزيز الاستدامة في صناعة النفط.

استعرضت الجلسة تأثير التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على قطاع الإعلام في النفط والغاز، والتحديات التي تواجه الإعلام في معالجة قضايا الطاقة في الدول النفطية. كما تناولت الجلسة توقعات الإعلام حول أسواق النفط، ودور الإعلام النفطي في الصناعة النفطية، وأهمية تطوير مهارات العاملين في مجال الإعلام البترولي، وأهمية تكامل الأدوار بين دول مجلس التعاون الخليجي في تعزيز أهمية النفط كمصدر للطاقة عالميًا ومواجهة الخطاب المعاكس.

أقيمت على هامش الملتقى ورشة عمل للإعلاميين بعنوان «دور الإعلام في قضايا الطاقة». ناقشت الورشة دور الإعلام في نشر الوعي بأهمية الطاقة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للنشر حول مواضيع الطاقة، والاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي في إعلام الطاقة، ودور الإعلام في تغطية أزمات الطاقة بشكل مسؤول وموضوعي، وتمكين الإعلاميين في مجال الطاقة في صناعة المحتوى، وكيفية مكافحة المعلومات المضللة والشائعات حول قضايا الطاقة.

جدير بالذكر أن ملتقى الإعلام البترولي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي يُقام لأول مرة في سلطنة عُمان بتنظيم من وزارة الطاقة والمعادن تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يعكس التزام دول المجلس بتعزيز التعاون والتواصل في مجال الطاقة، ويؤكد على أهمية الإعلام في فهم أعمق للقضايا المتعلقة بالطاقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون الخلیجی لدول مجلس التعاون فی مجال الطاقة قضایا الطاقة ودور الإعلام النفط والغاز أهمیة النفط صناعة النفط قطاع الطاقة الإعلام فی قطاع النفط دول الخلیج الطاقة فی فی تعزیز إلى أن فی دول

إقرأ أيضاً:

مؤسسة النفط تطلق المرحلة الثالثة لـ«جولة العطاء العام» في لندن

أطلق رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف المهندس مسعود سليمان، بالعاصمة البريطانية “لندن”، المرحلة الثالثة من جولة العطاء العام، أمام جمع غفير من مديري وممثلي كبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات الطاقة وإنتاج النفط والغاز، بحضور الدكتور خليفة عبد الصادق وزير النفط المكلف ورئيس مجلس الأعمال الليبي البريطاني بيتر ميليت.

وأكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أن “قطاع النفط الليبي يشهد عملية تطوير شاملة لكل مرافقه ومجالات عمله، وأن المؤسسة قد اتخذت حزمة من التدابير بكل حرص لضمان نتائج إيجابية تحقق الهدف الذي ينتظره عامة الليبيين والشركاء الاستراتيجيون على حد سواء”.

وأوضح المهندس مسعود أن “جولة العطاء العام ما هي إلا جزءٌ مهمٌ من مراحل التطوير التي يشهدها قطاع النفط الليبي، سعياً للرفع من إنتاج ليبيا النفطي، وبالتالي الدفع بعجلة الاقتصاد وتحقيق الانتعاش”.

وأشار إلى “عزم المؤسسة على فتح مجال الاستثمار أمام الشركات العالمية، وتوسيع دائرة الشراكة ومد الجسور المتينة للتعاون وتبادل الخبرات، داعياً الشركات الراغبة لخوض غمار الاستكشاف والتنقيب في مساحات جغرافية واعدة بالخيرات”.

كما قدم أعضاء لجنة العطاء بالمؤسسة الوطنية للنفط المرافقين لرئيس مجلس الإدارة، “عرضاً تفصيلياً لجولة العطاء العام، تضمن وصفاً فنياً كاملاً، التأمت علي إثره جلسات حوارية تناولت الجوانب القانونية والتنظيمية والتقنية لمنح تراخيص الاستثمار في قطاع النفط الليبي”.

يشار إلى أن “جولة العطاء العام كانت متوقفة منذ ما يزيد عن 17 عاما، شهدت خلالها ليبيا حالةً من الركود في مجالات التنقيب والاستكشاف، ما ساهم في تناقص احتياطات النفط والغاز بسبب توقف النشاط الذي يدعم تعويض المخزون المستهلك خلال هذه السنوات”.

هذا “وتسعى المؤسسة الوطنية للنفط وفق استراتيجية دقيقة تم وضعها وفق ضوابط علمية عكف على إعدادها خبراء ومختصون ليبيون خلال سنوات، تهدف إلى إنقاذ قطاع النفط الليبي من انخفاض مستويات إنتاج النفط، في وقت صار التزايد فيه على طلب الطاقات البديلة أمراً ملحوظاً وواقعاً يشكل دافعاً قوياً للإسراع في عمليات التنقيب والاستكشاف واستغلال هذه الموارد في وقتها”.

وتطرح المؤسسة “22 قطعة جغرافية للعطاء العام أمام الشركات العالمية، للاستكشاف والتنقيب منها 11 قطعة بحرية فيما تقع الأخريات في مواقع متقاربة في الجنوب والوسط من ليبيا”.

مقالات مشابهة

  • تركيا تنقب عن النفط والغاز في الصومال
  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو
  • رئيس مؤسسة النفط يبحث مع “إيني” توسيع الشراكة على هامش مؤتمر رافينا
  • السعودية توسع احتياطياتها من النفط والغاز بـ 14 اكتشافا جديدا
  • مؤسسة النفط تعزز تعاونها مع شركة «إيني» الإيطالية
  • سليمان يبحث في لندن فرص التعاون مع كبرى شركات الطاقة العالمية
  • وزير النفط يدعو قادة صناعة الطاقة للتعرف للاستثمار في ليبيا
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • «مسعود سليمان» يطلق المرحلة الثالثة من جولة العطاء العام في لندن
  • مؤسسة النفط تطلق المرحلة الثالثة لـ«جولة العطاء العام» في لندن