لم تلطّف صورها.. مصورة تظهّر معاناة بدو فلسطين تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— حقّقت المصوّرة السلوفاكية، بيترا باسناكوفا، سلسلة من الاكتشافات الرائعة التي غيّرتها على المستوى الشخصي خلال رحلة استمرّت ثلاث سنوات بين العائلات البدوية الفلسطينية.
وقالت باسناكوفا لـCNN: "كانت رحلة التصوير الفوتوغرافي هذه بمثابة دعوة للاستيقاظ بالنسبة لي لأنها غيرت شخصيتي بالكامل".
وتابعت: "لقد نضجت ووجدت سلامي الداخلي، وبدأت أقدّر الأشياء وهذا ما لم أكن أفعله من قبل".
وجاء كتابها للصور الفوتوغرافية، "Born of Sand and Sun"، نتيجةً للرحلة، بمحض الصدفة.
وثقت المصورة، بيترا باسناكوفا، حياة البدو الفلسطينيين.Credit: Petra Basnakovaوخلال رحلة مع الأصدقاء إلى مقام النبي موسى شرق القدس، الذي كان جزءًا من رحلتها الأولى خارج أوروبا، توجّهت باسناكوفا في جولة خاصة إلى عمق صحراء يهودا، المعروفة باسم البرية لمضيفيها الذين يفضلون الاسم العربي لهذه الصحراء.
وفي ظل الجو الساخن الذي لم تعتد عليه، تذكرت أنّها جلست لتريح رأسها لكي تستيقظ أمام "معجزة"، أي صبي بدوي على متن حمار أبيض يرعى اثنين من الماعز، وكان قد أشار إليها بأن تتبعه.
وقالت باسناكوفا إنّها فعلت ذلك بشكل غريزي.
يمشي البدو مسافات طويلة يوميًا، مع قطعانهم، للعثور على طعام لهم.Credit: Petra Basnakovaوكتبت السلوفاكية في كتابها: "انطلقنا في رحلة قوامها الثقة (التي جمعت) بين غريبين من عوالم مختلفة، وقادتنا إلى أغلى شيء.. العائلة".
والألفة التي احتُضِنَت بها باسناكوفا تجسّدت في كتابها الذي يُظهر الرعاة وهم يحدّقون بفخر باتجاه قطعانهم، والأطفال الذين يتشبثون بملابس أمهاتهم الآمنة، والأمهات أثناء تحضير العجين مع بناتهنّ، وتمريرهنّ للتقاليد البدوية التي أصبحت تتلاشى.
يعيش العديد من البدو على حافة الفقر، ويضطرون إلى بناء مساكنهم من المواد التي يجدونها في الصحراء.Credit: Petra Basnakovaوقالت السلوفاكية عن النساء البدويات اللواتي أمضت وقتًا معهنّ: "مع الوقت، أصبحن مثل أخواتي أو أمهاتي، ووجدتهنّ في غاية الشجاعة والقوة".
والبدو الفلسطينيون شعب شبه بدوي، يبلغ إجمالي عدد سكانهم الحالي حوالي 300 ألف نسمة، ويعيشون في منطقة النقب الممتدة من غزة إلى البحر الميت، منذ القرن الخامس تقريبًا، والتي أصبحت الآن جزءًا من جنوب إسرائيل.
وهم يعملون تقليديًا في مجال الزراعة، والرعي، وإنتاج الألبان.
ومن شأن ارتباطهم التاريخي بالمنطقة أن يبدّد أي فكرة تقول إنهم بدو بلا جذور، أو أنّ ديارهم مجرّد "أرض بلا شعب"، كما ادّعى مؤسسو إسرائيل الأوائل غالب الأحيان.
سور مصنوع من الثلاجات.Credit: Petra Basnakovaونظرًا لوضعهم غير المحمي نسبيًا بموجب القانون الإسرائيلي، ومواجهة أسلوب حياتهم وسبل عيشهم تدهورًا مثيرًا للقلق، ذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير يعود لعام 2017، أنّ البدو الفلسطينيين، وتحديدًا من يقيمون الآن في الضفة الغربية، حيث قضت باسناكوفا معظم وقتها، يعانون من "وطأة الاحتلال"، بسبب القيود المفروضة على حرية تنقّلهم، والتهجير القسري بسبب توسيع المستوطنات، التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية، وتعرّضهم لعنف المستوطنين.
وأشارت المصوّرة إلى أنّها لم تلطّف الحقائق الظالمة التي وثّقتها صورها، والروايات التفصيلية المباشرة عن هجمات واعتداءات القوات الإسرائيلية، والمستوطنين، والعنف الذي تزايد في أعقاب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
ولدت فكرة كتاب "Born of Sand and Sun" من بدوية تدعى نادية.Credit: Petra Basnakovaوقالت السلوفاكية عند استذكارها مواجهة بينها وبين مستوطنين اعتدوا على مجموعة من النساء البدويات أثناء الرعي: "سألتهم: لماذا تفعلون هذا؟ ومن أعطاكم الحق بأن تفعلوا هذا؟".
وتابعت: "قالوا لي: لأننا نستطيع القيام بذلك".
وبحسب باسناكوفا، سخر منها المستوطنون بسبب احتجاجها، قبل أن يقتلوا عددًا من الماعز في القطيع التابع للبدو، والمغادرة.
وأدهشت المصوّرة قدرة البدو الفلسطينيين على تحويل الخردة إلى "مملكة"، على حد قولها، وأطلقت عليهم لقب "مهندسي الصحراء".
صورة لمجتمع بدوي أمام مساكن المستوطنين.Credit: Petra Basnakovaالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية التصوير الفلسطينيون القضية الفلسطينية حقوق الإنسان فلسطين
إقرأ أيضاً:
«باقون في كل فلسطين».. «الأونروا» تتحدى دخول الحظر الإسرائيلي حيز التنفيذ (خاص)
قالت إيناس حمدان، مسؤول الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بعد دخول قرار الحظر الإسرائيلي حيز التنفيذ، إن العمليات الإنسانية والإغاثية والمساعدات مستمرة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتسير بشكل معتاد.
وأكدت في تصريحات لـ«الوطن»، أن «الأونروا» ملتزمة بالبقاء وتقديم كافة الخدمات، وأن العمليات تسير كالمعتاد، مشيرة إلى أن المقر الرئيسي للأونروا في الشيخ جراح بالقدس المحتلة تم إغلاقه، لكن باقي المراكز تسير بشكل مُعتاد وطبيعي.
ارتفاع ملحوظ في دخول المساعدات لقطاع غزةوأوضحت أنه يتم توزيع المساعدات بالفعل على مدار الساعة، والمدارس في الضفة الغربية مفتوحة، وفي قطاع غزة تجري عمليات التوزيع أيضًا كالمعتاد، كما أن هناك ارتفاع ملحوظ في دخول المساعدات لغزة منذ بدء وقف إطلاق النار 19 يناير الماضي.
وأشارت مسؤول الإعلام بالوكالة أن الطواقم موجودة في كافة مراكز «الأونروا» وكافة المركز الصحية والخازن وغيرها، كما أن عمليات التوزيع تسير بشكل طبيعي.
وأكدت «إيناس» خلال حديثها لـ«الوطن»، أن غزة بحاجة إلى المزيد من المساعدات لأن الظروف في غزة صعبة للغاية وكان هناك تراجع كبير في كمية المساعدات قبل وقف إطلاق النار، تقول: «هناك حاجة إلى المزيد من المواد الغذائية ومستلزمات الشتاء والوقود وبكميات كبيرة من أجل تلبية حاجات السكان خصوصًا وأننا نتحدث عن تدمير شبه كامل للبنى التحتية والمناطق السكنية، لذلك هناك حاجة للمزيد من تكاتف الجهود».
استمرار محاولات عدم تطبيق القرار الإسرائيليوفيما يتعلق بقرار الحظر الإسرائيلي والذي دخل حيز التنفيذ بالفعل، قالت إن المحاولات مستمرة من أجل عدم المضي قدمًا في تطبيق القرار، لكن الوكالة لا تعلم حتى اللحظة كيف سيتم تنفيذ قرارات الكنسيت الإسرائيلي فيما يتعلق بقطاع غزة والضفة الغربية وذلك بعد إغلاق مقر الوكالة بالقدس المحتلة.
وأشارت إلى أن هناك دول كثيرة تحاول منع تطبيق قرار الحظر الإسرائيلي والتأكيد على دور وأهمية «الأونروا»: «هذا هو الوقت التي تحتاج الأونروا فيه أن تكون موجودة وبقوة في الأراضي الفلسطينية نظرًا للحاجة الماسة للخدمات الأساسية».