للقمر غلاف جوي رقيق لكن كيف تَكوّن؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
ما زالت التحريات التي يجريها العلماء على عينات رحلات "أبولو" إلى القمر -خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي- تلقي بظلالها على اكتشافات اليوم، فما أعلن عنه فريق من الباحثين من نتائج في ورقة بحثية نُشرت في دورية "ساينس أدفانسز" يكشف عن المسببات المثيرة لتكوّن الغلاف الجوي الرقيق للقمر.
وأظهرت رحلات الفضاء خلال العقود الماضية أنّ للقمر غلاف جوّي رقيق، يُطلق عليه عمليا "إكسوسفير" (Exosphere) ويتكون في المقام الأول من عناصر الهيليوم والأرغون والصوديوم والبوتاسيوم.
وقد توصل الباحثون من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا إلى أن انفجار النيازك على سطح القمر هو الدافع الرئيس لتكون طبقة الغلاف الجوي الرقيقة، إذ إن الارتطام الشديد يولد حرارة تتراوح درجتها بين ألفين و6 آلاف درجة مئوية، وذلك كفيل بأن يذيب الصخور ويدفعها للتبخر، بشكل يشبه تبخر الماء حينما يتعرض للحرارة، فينتج عن ذلك صعود العديد من الذرات وهروبها من جاذبية القمر.
ويعد الغلاف الجوي للقمر رقيقا وهشا للغاية يكاد لا يُشعر به، ذلك لأنّ الذرات متطايرة في الفراغ وغير متجانسة على نقيض ما عليه الأمر بالنسبة لكوكب الأرض الذي يتمتع بغلاف جوي سميك ومستقر.
ورغم أن رحلات "أبولو" في القرن الماضي كانت هي أولى ما أثارت هذه الميزة الفلكية الخفية للقمر، فإنّ رحلة الفضاء "إل آي دي إيه إيه" (مستكشف بيئة الغبار والغلاف الجوي القمري) التابعة لوكالة "ناسا" -والتي انطلقت عام 2013- تعد الأكثر تخصصا لدراسة الغلاف الجوي، فقد دار القمر الصناعي حول القمر وجمع العديد من البيانات عن تكوين الغلاف الجوي القمري وتقلباته.
وكان أحد أهداف المهمة الأساسية تحديد مصادر الغبار القمري وفهم كيفية تفاعل هذا الغبار مع الغلاف الجوي للقمر، كما حمل القمر الصناعي أدوات علمية لتحقيق أهداف المهمة قدمت قياسات شاملة، مما ساعد العلماء على فهم ديناميكيات وتكوين الغلاف الجوي بشكل أفضل.
واستمرت المهمة الفضائية حوالي 6 أشهر قبل أن يصطدم القمر الصناعي عمدا بسطح القمر، ليكشف عن نمطي "التجوية الفضائية" التي يتعرض لها، النمط الأول هو اصطدام النيازك المتواتر، والآخر هو "رشرشة الرياح الشمسية".
والتجوية الفضائية مصطلح فلكي يرمز إلى الظروف القاسية التي تتعرض لها الأجرام السماوية التي لا تمتلك غلاف جويا سميكا قادرا على توفير الحماية من مختلف الأجسام الغريبة الخارجية.
وتؤثر الرياح الشمسية الحاملة لجزيئات مشحونة عالية الطاقة مثل البروتونات، على تربة القمر، بنقل الطاقة إليها مما يتسبب في تناثر التربة التي أصبحت مشحونة فترتفع متناثرة عن سطح القمر.
غلاف القمر الجوي
ورغم أن رحلة "إل آي دي إيه إيه" الفضائية قد توصلت إلى نتائج غير مسبوقة فيما يتعلق بغلاف القمر الجوي، فإنّها لم تحدد نسب مساهمة كلٍّ من العاملين المذكورين، وهو ما أظهرته الدراسة الحديثة التي قالت إن الغلاف الجوي للقمر يساهم في تكوينه ارتطام النيازك بنسبة 70%، في حين تساهم الرياح الشمسية بنحو 30%.
وعلى ما يبدو عليه القمر من شكله الحالي بفوهاته الكبيرة والمنتشرة في أرجائه، فقد تعرض لمختلف أحجام النيازك على مر التاريخ خلال مراحل تكوينه، وعلى الرغم من انخفاض وتيرة النيازك الكبيرة الساقطة عليه، تبقى النيازك الأصغر حجما تهطل باستمرار حتى اليوم متسببة في تشكل الغلاف الجوي الرقيق للقمر.
ويمتد هذا الغلاف من سطح القمر إلى ارتفاع حوالي 100 كيلومتر، في حين يمتد الغلاف الجوي للأرض إلى حوالي 10 كيلومترات، وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على دراسة العينات التي جلبها رواد الفضاء ضمن برنامج "أبولو" بدلا من دراسة الغلاف الجوي الفعلي للقمر.
وذلك لأن تربة القمر تتفاعل باستمرار مع الغلاف الجوي، ويترك هذا التفاعل بصمات مميزة حول تركيب النظائر والتي يمكن مقارنتها، والنظائر هي ذرات من نفس العنصر الكيميائي بكتل مختلفة قليلا بسبب اختلاف أعداد الجسيمات دون الذرية المعروفة بالنيوترونات.
وقد استخدم العلماء أجهزة متطوّرة لقياس "مطيافية الكتلة" لفحص نسبة النظائر المختلفة لبعض العناصر مثل البوتاسيوم والروبيديوم في تربة القمر، وهو ما أدى إلى الوصول إلى النتائج الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القمر الصناعی الغلاف الجوی سطح القمر
إقرأ أيضاً:
مشهد فلكي بديع فجر الجمعة المقبل.. دون ابتسامة في مصر
القاهرة - أ ش أ:
قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الاقتران الثلاثي النادر بين القمر وكوكبي الزهرة وزحل، والذي سيحدث فجر الجمعة المقبل، لن يظهر في هيئة "وجه إنسان مبتسم" في سماء مصر أو المنطقة العربية، بل يمكن رؤيته بهذا الشكل فقط في أقصى الغرب كالولايات المتحدة، أو في أقصى الشرق كدول آسيا.
وأضاف تادرس لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن هذا المشهد السماوي البديع سيظهر في السماء بشكل مائل ومتباعد، حيث يتوسط القمر كوكب الزهرة من الأعلى وكوكب زحل من الأسفل، ويمكن رؤيته بالعين المجردة السليمة عند الساعة 4:40 فجراً، باتجاه الأفق الشرقي، قبل أن يختفي تدريجياً مع ازدياد ضوء الشفق الصباحي الناتج عن شروق الشمس، موضحا أن كوكب عطارد قد يكون مرئياً أيضاً ضمن هذا المشهد السماوي، بالقرب من الأفق الشرقي قبيل شروق الشمس مباشرة.
وأشار تادرس إلى أن "الاقتران" هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يظهر جرم سماوي قريباً من جرم سماوي آخر ظاهرياً من منظور الرؤية الأرضية، لافتا إلى أن الزاوية الظاهرة بين القمر والمريخ في هذا اليوم ستكون صغيرة جداً، وهو ما يطلق عليه "الاقتران".
من جانبه، قال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن مشهد هذا الاقتران سيبدو مختلفاً في مناطق متعددة من العالم بسبب 3 عوامل فلكية رئيسية، أهمها الشكل الكروي للأرض، والذي يسبب اختلاف زاوية رؤية السماء من مكان إلى آخر.
وأوضح أن المناطق الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، خاصة الاستوائية، تتميز بزاوية أفق تميل إلى جعل مسار الشمس والكواكب أكثر عمودية عند الفجر، ما يؤدي إلى ظهور القمر والكواكب الثلاثة في شكل قوس شبيه بالابتسامة، أما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فتظهر هذه الأجرام السماوية بشكل مائل، ما يمنع تشكل "الابتسامة" السماوية.
وأضاف أبو زاهرة، أن مسار الشمس في المناطق القريبة من خط الاستواء يرتفع بشكل شبه عمودي عند الفجر، مما يسهم في انتظام القمر والكواكب على هيئة قوس، بينما يكون هذا المسار أفقياً أكثر في المناطق الشمالية، وهو ما يؤدي إلى تباعد الأجرام السماوية وعدم انتظامها في شكل الابتسامة.
ولفت إلى أن القمر وكوكبي الزهرة وزحل تشغل مواقع متقاربة نسبياً في الفضاء، إلا أن الزوايا الظاهرة بينها تختلف حسب زاوية الرؤية من سطح الأرض، حيث تكون هذه الزوايا أكثر ملاءمة لتكوين الابتسامة في المناطق الجنوبية، مقارنة بالمناطق الشمالية التي تظهر فيها الأجرام بزوايا مختلفة.
هذا المحتوى منلمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مشهد فلكي بديع فجر الجمعة الاقتران الثلاثي النادر اقتران القمر وزحل والزهرة وجه إنسان مبتسم المعهد القومي للبحوث الفلكيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: أحمد موسى: تطوير هائل بمنطقة سانت كاترين على كافة الأصعدة الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
مشهد فلكي بديع فجر الجمعة المقبل.. دون "ابتسامة" في مصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك