فيلادلفيا "د.ب.أ": مرت أربعة أعوام منذ أن قدم المخرج السينمائي وال أويجيدي، الذي ينحدر من غرب فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، العرض الأول لفيلم جديد له في مهرجان "بلاك ستار" السينمائي، حيث تم عرض فيلمه الأول "آفتر مايجريشن: كالابريا" (بعد الهجرة: كالابريا) في عام 2020، بمهرجان افتراضي لمشاهدين يتابعونه على شاشات في منازلهم.

وأفادت صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر" الامريكية في تقرير لها، بأن أويجيدي ظل يعمل بجد منذ أن تم هذا العرض الافتراضي للفيلم. أما فيلمه الروائي الطويل الأول، والذي يحمل اسم "برافو، بوركينا!"، فقد تم عرضه لأول مرة بمهرجان "صن دانس" السينمائي لعام 2023، وهو المهرجان الابرز في أمريكا الشمالية.

وقد عاد المخرج المميز الآن من خلال فيلم "دو يو سي مي" (هل تراني)، وهو فيلم قصير يناقش ملاحظات مألوفة عن الحزن والتقاليد بالنسبة لصانع الأفلام ومصمم الملابس المولود في نيجيريا. ومع عرض فيلمه الجديد لأول مرة يوم السبت الماضي ضمن فعاليات مهرجان "بلاك ستار" السينمائي، تمكن أويجيدي من أن يعيش بنفسه تجربة الاستمتاع بالسحر السينمائي الذي يبثه المهرجان منذ فترة طويلة.

ويقول أويجيدي إن " عرض الأمور هو كل شيء، والتعامل معها هو كل شيء. فكلما رأينا أنفسنا نفعل شيئا في هذا الفضاء، كلما زادت قدرتنا على التفكير /حسنا، يمكنني القيام بذلك/"، مضيفا: "أعتقد بنسبة 100% أن هذا هو السبب وراء تحقيقي لما تمكنت من تحقيقه حتى الآن. هذا لأنني تمكنت من الوصول إلى (مهرجان بلاك ستار) ورأيت أشخاصا مثلي يقومون بهذه الأشياء المذهلة".

ويعرض فيلم "دو يو سي مي" في "مركز جون وريتشاندا رودن للفنون" التابع لـ "أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة"، وهي أول وأقدم متحف ومدرسة فنية في الولايات المتحدة. ويركز الفيلم على أم وابن وعم واقعيين، يجسد أدوارهم أدي جاي، وسيث جاي، وأكين جاي، بينما يكافحون من أجل التأقلم مع وفاة أحد أفراد الأسرة. إنها قصة ذات أحداث واقعية مفعمة بالحياة، يتم تقديمها من خلال تصوير سينمائي بارع للمصور السينمائي رين رينيه، وإخراج مميز لأويجيدي.

وبينما تم تصوير جميع أفلامه الأخرى في إيطاليا، نفذ أويجيدي هذا المشروع في مسقط رأسه. وتعتبر خلفية الاحداث في مغسلة توجد بغرب فيلادلفيا، وتسلط الضوء على قلب المشروع المحرك للمشاعر. إلا أن الأمر لم يخل من التحديات الفنية.

وبحسب "فيلادلفيا انكوايرر"، فقد كانت فيلادلفيا بالنسبة لأويجيدي هي المكان الأمثل بالنسبة لابن يتعامل مع وفاة والدته، وكيف يظل وجودها باقيا. ويتناول الفيلم إعادة تعريف مجازات "الرجولة لدى ذوي البشرة السمراء"، حيث تتولى شخصية "أكين جاي" مسؤولية الرعاية بينما يعاني من شعور عميق بالحزن.

ويأمل أويجيدي أن يكون فيلمه الجديد هو مصدر إلهام للناس ، لمواصلة البحث بشأن الشجاعة في فيلادلفيا.

ويوضح المخرج السينمائي أن "فيلادلفيا هي مدينة ذات نواة ومجتمع فنيين وعظيمين، ومع ذلك هناك رواية مفادها أن الفنانين غالبا ما يشعرون بأنهم لا يحصلون على الرعاية حتى يجدون الحب في الخارج"، وهو ما يريد أويجيدي أن يغيره. كما يأمل أن تحظى الشخصيات الثابتة والعاطفية التي يستحضرها على الشاشة، بحب الجمهور المحلي والدولي.

ويرغب أويجيدي، من خلال أفلامه، أن يؤجج تعطش الآخرين لصناعة السينما. لذلك يعرفون أنه أيضا لديهم الفرصة لعرض أعمالهم من خلال منصة مثل "مهرجان بلاك ستار". ويقول: "أتخيل أن هناك أشخاصا سيشاهدون هذا الفيلم، وذلك ليس لأنني مذهل، ولكن لأنه من المحتمل أن يشعل شيئا ما بداخلهم... ثم بعد ذلك يمكنهم أن يتجاوزوني كثيرا".

وفي حين أن عنصر "ما هو التالي" في صناعة السينما قد يكون صعبا في بعض الأحيان، قال أويجيدي إنه في مرحلة "الشغف الشديد" بالإبداع.

وبالنسبة لأولئك الذين تابعوا تصميمات أويجيدي المفصلة وتصويره الفوتوغرافي، فإن اعتباره لقدرته على التقاط الصور المذهلة بأنه من أكبر نقاط قوته باعتباره راويا للقصص، لا يعد مفاجأة. وتتضمن مشاريعه المستقبلية ثلاثية من الأفلام التي تركز على الهجرة، إلا أن أويجيدي استسلم لنمط حياته الذي يتسم بعدم القدرة على التنبؤ. لقد كان موسيقيا ومحاميا قبل أن يصير صانع أفلام، لذلك فلا أحد يعرف إلى أين قد تأخذه الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

مهرجان الجونة السينمائي يعلن مجموعة من الأفلام العالمية في دورته السابعة

أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن اختيار 13 فيلمًا للمشاركة في أقسام المهرجان المختلفة، والمنافسة على جوائز نجمة الجونة، وذلك ضمن فعاليات دورته السابعة المقرر إقامتها في الفترة من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر. 

وتتنوع هذه المجموعة بين الروائي والوثائقي، كما تمثل بعضًا من أفضل الأعمال التي قدمتها السينما العالمية خلال العام الحالي وبذلك يكون المهرجان قد بدأ في إزاحة الستار عن أفلام دورته القادمة المرتقبة.

وتقول ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، "منذ إنشائه، أكد مهرجان الجونة السينمائي التزامه بدوره كجسر بين الثقافات المختلفة، ومنصة لعرض أعمال صناع الأفلام الشباب والطموحين. اختيار أفلام هذا العام هو مظهر آخر من مظاهر هذا الالتزام".

بينما علق أندرو محسن، رئيس البرمجة في مهرجان الجونة السينمائي: "سعينا للحفاظ على مكانة المهرجان الجونة السينمائي في انفراده بالعروض العربية الأولى لأبرز أفلام السنة، بجانب تسليط الضوء على أصوات سينمائية جديدة هذا العام تنافس على مختلف الجوائز".

وتأتي قصص الأفلام المختارة لهذه الدورة من مهرجان الجونة السينمائي من بقاع مختلفة في العالم، بعضها غير مألوف بالنسبة للجمهور، بما يضمن شمولية التجربة السينمائية لهذا العام، وتحمل هذه الأعمال أيضًا شهادة ضمان على تفردها من أكبر وأعرق المهرجانات العالمية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فاز فيلم "المادة" (The Substance) للمخرجة كورالي فارجاه بجائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي، بينما حصل "الاحتضار" (Dying) للمخرج ماتياس غلاسنر بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي، في حين فاز الفيلم الليتواني "سام" (Toxic) للمخرجة سولي بلوفايت بأربع جوائز في مهرجان لوكارنو من بينها جائزة الفهد الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، بينما حصل فيلم "غريب" (Stranger) للمخرج شونغفان يانغ على الجائزة الكبرى في مسابقة بروكسيما في مهرجان كارلوفي فاري.


المادة -  The Substance

إخراج: كورالي فارجاه

المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا

الفيلم الحاصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي، والذي يعد أفضل أدوار ديمي مور منذ فترة طويلة، تدور أحداثه عن نجمة أفل بريقها، تقرر استخدام مادة غير معروفة المصدر من السوق السوداء، تعيد إنتاج الخلايا وتخلق نسخة أكثر شبابًا منها.


الموسيقى التصويرية للانقلاب - Soundtrack to a Coup d'Etat

إخراج: يوهان غريمونبريز

بلجيكا، فرنسا، هولندا

فاز بجائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان صندانس، وتدور أحداثه في فبراير/شباط 1961، حين اقتحم عازفو الجاز وناشطات من ذوات البشرة السمراء مقر الأمم المتحدة في نيويورك احتجاجًا على اغتيال باتريس لومومبا.  يحتفي الفيلم بتأثير موسيقى الجاز والقوى الناعمة على جبهات الحروب التي خاضتها أمريكا خلال فترة الحرب الباردة.

 

يتعلم - Elementary

‏Apprendre

إخراج: كلير سيمون

فرنسا

شارك في برنامج العروض الخاصة في مهرجان كان.  تنطلق أحداثه من مدرسة ماكارينكو الابتدائية في ضواحي باريس حيث يود الأطفال أن يتعلموا ويحصلوا على قدر من البهجة، في حين أن الأساتذة يدركون أنهم لا يدرّسون المناهج فحسب بل يعلّمون.  بعناية ومثابرة، يتدرب الأطفال ليس لكي يصبحوا مواطنين صالحين فحسب بل بشرًا أيضًا.


غريب - Stranger

إخراج: شونغفان يانغ

أمريكا، الصين، هولندا، النرويج، فرنسا

حصل على الجائزة الكبرى في مسابقة بروكسيما في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي.  تتركز أحداثه في غرف الفندق حيث يكون الجميع غرباء.  يرصد الفيلم الحميمية اللحظية التي تحتفظ بها غرف الفنادق، وكل فصل هو لقطة واحدة، وكل لقطة هي قصة مختلفة.


الفتيات يبقين فتيات - Girls Will Be Girls

إخراج: شوتشي تالاتي

الهند، فرنسا، أمريكا، النرويج

في مدرسة داخلية صارمة الأجواء، تقع في جبال الهيمالايا، تستكشف ميرا المراهقة الرغبة والرومانسية، لكن أمها تعيق صحوتها الجنسية المتمردة، التي لم تتخطَ مراهقتها بعد.  فاز الفيلم بجائزة الجمهور في مسابقة السينما الدرامية العالمية من مهرجان صندانس السينمائي، وجائزة أفضل إخراج في مهرجان صوفيا السينمائي الدولي.


سام - Toxic

إخراج: سولي بليوفايت

ليتوانيا

مراهقتان تحلمان بالهرب من كآبة بلدتهما، تتشكل بينهما رابطة فريدة من نوعها في مدرسة محلية لتعليم عرض الأزياء حيث يدفع الحلم بحياة أفضل الفتيات إلى انتهاك أجسادهن بطرق شديدة التطرف.  اكتسح الفيلم مهرجان لوكارنو بأربع جوائز، من بينها جائزة الفهد الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية وجائزة أفضل عمل طويل أول.


الأشباح - Ghost Trail

‏Les Fantômes

إخراج: جوناثان مييه

فرنسا، ألمانيا، بلجيكا

افتتح مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان، ويدور حول "حميد" عضو في جماعة سرية تلاحق قيادات النظام السوري الهاربين.  يتكلف حميد بمهمة تأخذه إلى فرنسا حيث يقتفي درب جلاده السابق ويتحتم عليه أن يواجهه.


الاحتضار - Dying

‏Sterben

الإخراج: ماتياس غلاسنر

ألمانيا

حصل على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وتلقى العديد من الترشيحات في جوائز الفيلم الأوروبي. آل لونيز، عائلة مفككة منذ زمن طويل، ولأن كل شيء في الحياة له ثمنه، يجتمع شتات أفراد العائلة مرة أخرى عند مواجهة الموت.


طائر - Bird

إخراج: أندريا أرنولد

المملكة المتحدة، فرنسا

شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان، بطلته بايلي، البالغة من العمر 12 عامًا، تعيش مع والدها الأعزب باغ وشقيقها هانتر في منزل صغير في شمال كينت. باغ لا يملك الكثير من الوقت ليمنحه لأبنائه، لذا تسعى بايلي وهي على مشارف مرحلة البلوغ إلى الاهتمام والمغامرة في مكان آخر.


احتياجات مسافرة - A Traveler's Needs

إخراج: هونغ سانغ سو

كوريا الجنوبية

فاز بجائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الكبرى في مهرجان برلين، ويتتبع قصة امرأة فرنسية تجد نفسها بلا مال أو أي شيء لتعتمد عليه في حياتها في كوريا الجنوبية سوى النبيذ المحلي "ماكجيولي". وفي سبيل إعالة نفسها، نصحها الجميع بتعليم اللغة الفرنسية، فتبدأ في ابتكار طريقة جديدة للتعليم.


حصار المد والجزر - Caught by the Tides

إخراج: جا جنكي

الصين

شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، بالإضافة لمشاركته في مهرجان تورنتو، ويدور في فلك قصة حب تؤطرها الهشاشة، تنطلق أحداثها في الصين منذ بداية الألفية الحالية وحتى وقتنا هذا.


تدفق - Flow

المخرج: جينتس زيلبالوديس

لاتفيا، بلجيكا، فرنسا

"كات" حيوان منفرد، دمر الفيضان العظيم منزله، لذا يجد لنفسه مأوى في قارب تسكنه العديد من الفصائل وسيضطر إلى التعاون معهم بالرغم من اختلافاتهم. حصد فيلم التحريك أربع جوائز في مهرجان أنيسي، أبرز المهرجانات المتخصصة في أفلام التحريك، ومن بين هذه الجوائز، جائزتي الجمهور ولجنة التحكيم.


أبناء - Sons

‏Vogter

إخراج: غوستاف مولر

الدنمارك، السويد

إيڤا، ضابطة في السجن، تتبع منهجًا مثاليًا في الحياة، تواجه معضلة حياتها عندما يُنقل شاب من ماضيها إلى السجن الذي تعمل به. حصل على جائزة أفضل فيلم في قسم سينما الشباب في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي، بعد مشاركته في مسابقة لمهرجان برلين السينمائي الدولي.

مقالات مشابهة

  • الشيب يغزو شعر سلمى حايك في مهرجان تورنتو السينمائي (صور)
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يعلن اسم الفنانة نيللي نجمة الدورة 40
  • انطلاق مهرجان ظفار السينمائي الدولي في سلطنة عُمان
  • مؤسسة البحر الأحمر تحتفي بالسينما العربية في مهرجان تورونتو السينمائي
  • مهرجان الجونة السينمائي يعلن مجموعة من الأفلام العالمية في دورته السابعة
  • فجر كل يوم للمخرج أمير يوسف يشارك في مهرجان لندن السينمائي
  • "فجر كل يوم" للمخرج أمير يوسف يشارك في مهرجان لندن السينمائي
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم نيللي في دورته الـ40
  • انطلاق فعاليات "مهرجان ظفار السينمائي الدولي"
  • صراع الأسرة في مسلسل برغم القانون يكشف عن أداء مميز لـ وليد فواز