لجريدة عمان:
2025-01-31@19:59:27 GMT

بلطجي العالم المدلل!!

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

البلطجي هو "الشخص الذي يقوم بقطع الطريق على الناس، والتعدي عليهم، وأخذ ما يملكون، ويستخدم في كل الحالات ذراعه، وقوته، وأسلحته، ولا يجرؤ أن يواجهه أحد، لذلك هو شخص خارج القانون، لا يعترف به، ولا يهمه، طالما أنه يمتلك القوة"، وتطور هذا المفهوم الفردي في هذا العصر إلى أن يشمل كيانات سياسية، وعصابات إجرامية تنتشر في كل العالم، وتشيع الفساد والذعر في قلوب الناس، والدول، فهم في كل الأحوال يستخدمون القانون حين يكون لصالحهم، ويرمون به في سلة المهملات إن خالف أمزجتهم، أو أجندتهم.

وظهر من ذلك "المافيا" بكل أشكالها، وأنواعها، ودوافعها، وأصبحت دولا داخل دول، بينما تضخمت كيانات سياسية أخرى، و"تعملقت" وأصبحت تعمل خارج القانون الدولي، وخارج إطار الأعراف السياسية، فهي تفعل ما تريد، وقت ما تريد، وكيف ما تريد، فتحولت إلى كيانات إرهابية، غوغائية، تتعدى على الغير، وتتمادى في ذلك، وتعتمد الإرهاب أسلوبا لها، وطريقا لإجرامها، لا يردعها رادع، ولا يقف في وجهها مانع، وأصبح لهذه الكيانات دولا "كبرى" ترعاها، وتتستر عليها، وتحافظ على صورتها السوداء، وتفسد أي قرار يعارضها، أو يتجاوزها، أو حتى يدين مجرميها، حتى تماهت الدول الراعية للإرهاب مع بعضها لدرجة لم تعد تعرف معها من هو المجرم الحقيقي، هل هو "البلطجي" الأصغر أو "البلطجي" الأكبر الذي يحميه؟!!.

ولنطبق مفهوم "البلطجة" على الكيان الإسرائيلي، ذلك الكيان الورقي الذي زرعته بريطانيا في قلب العالم العربي، ثم رعته، ودعمته، ووفرت له سبل الحماية، والرعاية، ثم نشرت فكرة "مظلومية اليهود" لدى دول أوروبا، وأمريكا، حتى كبرت الفكرة، وأصبحت واقعا في أذهان شعوب تلك الدول، وأعانته على احتلال أراضٍ من دول عربية أخرى، ووطدت أركانه، وحين شبّ "البلطجي" عن الطوق استلمته الولايات المتحدة الأمريكية، ووفرت له الغطاء العسكري، والقانوني، والإعلامي، حتى "بطر" وفجر، وأصبح يعربد دون خوف، ولا رادع، ويتصرف بهمجية لا يضاهيه فيها أحد، وكلما زاد فجور هذا البلطجي، زادت حماية ورعاية "أمه" أمريكا له، وخوفها عليه، وتدخلت لحمايته من السقوط، أو حتى من عبارات الإدانة التي لا تقدم ولا تؤخر في الأمم المتحدة، أو حتى القمم العربية الهزيلة، لدرجة أننا لم نعد نسمع من هذه القمم أي كلمة أو عبارة تدين، أو تشجب، لكي لا تؤذي سمع، أو تجرح مشاعر الكيان البلطجي!! وكشفت "غزة" عن الوجه القبيح للعرب وللعالم المتمدن، وشاهد عيان على الزمن العربي الرديء الذي نعيشه.

وصار "البلطجي" المدلل ـ ودون مبالاة ـ يحرج والدته الراعية، والحامية، والداعمة له من خلال تدخلاته الفجة في التعدي على دول بعيدة عنه جغرافيا كإيران، بل ويكاد يجره إلى حرب كونية ثالثة، فهو لا يبالي بكل العالم في سبيل أن يبقى آمنا، وبعيدا عن أي تهديد وجودي له، ورغم أن ورقة التوت بدأت تتكشف عن دول "عربية" للأسف، تقوم بمهمة حماية "البلطجي" على حساب عروبتها، ودينها، وأخوتها، إلا أنها مازالت ماضية في توقيع الاتفاقيات والمعاهدات، والصفقات مع هذا الكيان الورقي، الزائف، الذي يكبر كل يوم بفضل العرب أنفسهم، وضعفهم، وانقسامهم، وخوفهم، وبفضل الدعم المعنوي والمادي الذي يقدمونه له، فكلما آل "البلطجي" إلى السقوط سارع بعض العرب إلى إنقاذه، ولا أعرف ما الذي يجعلهم يتمسكون لهذه الدرجة ببقاء هذا الكائن المهووس، السادي؟..فهو أثبت إنه كيان لا مستقبل له، آيل للسقوط مهما طال الزمن، ولن تظل الولايات المتحدة تدعمه إلى ما لا نهاية، فهو كائن مجرم، حوّل أمريكا نفسها إلى راعية وداعمة للإجرام والإرهاب، ولذلك فـ"دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة"، ولعل ساعة الكيان "البلطجي" باتت قريبة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الغاز والمفاعلات النووية.. أسلحة واشنطن لمواجهة تمدد الصين

بعد أن نجحت الصين خلال العقدين الماضيين في تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي على مستوى العالم وبخاصة في دول الجنوب، تتحدث دوائر صناعة القرار والفكر الاستراتيجي الأمريكي عن ضرورة إيجاد السبل المناسبة لمواجهة هذا التحدي.

ويعترف الأمريكيون بصعوبة مواجهة نفوذ الصين في الدول النامية بعد أن أصبحت أكبر شريك تجاري لدول العالم، من ناحية وإطلاقها للعديد من المبادرات متعددة الأطراف التي تعزز هذا النفوذ مثل تجمع بريكس بلس ومبادرة الحزام والطريق.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول الجنرال تيموثي راي الريس التنفيذي لمؤسسة "رؤساء  تنفيذيون من أجل الأمن القومي"  ورامون ماركس  المحامي الدولي المتقاعد ونائب رئيس "رؤساء تنفيذيون من أجل الأمن القومي" إنه على عكس الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية أثناء الحرب الباردة، فإن الصين اندمجت تماماً في اقتصاد السوق العالمي، وهو ما يجعلها منافساً قوياً للولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية، في إطار نظام عالمي متغير، حيث تلعب فيه الاعتبارات الاقتصادية نفس الدور المهم الذي تلعبه الاعتبارات السياسية والاقتصادية  التقليدية.  

الديمقراطية الغربية ومواجهة الصين

وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت واشنطن أخيراً إدراك هذه الحقيقة الجديدة، وأدركت أن القوة العسكرية الصلبة والسياسية لم تعد كافية لحماية نظام السوق الحرة العالمي أو دعم القيم الديمقراطية.

ويؤكد المحللان الأمريكيان أن الديمقراطيات الغربية الآن غير مستعدة بالشكل المناسب للتعامل مع المكانة الصاعدة للصين في الجنوب العالمي.

وعلى عكس الحال بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم،  لا تستطيع واشنطن توجيه الشركات الأمريكية نحو الاستثمار في دولة محددة لمنافسة الصين فيها. كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعطي الأولوية للعلاقات الاقتصادية الثنائية مع دول العالم، على حساب الاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف. ولكي تستفيد الولايات المتحدة من النهج الثنائي في التعامل الاقتصادي مع دول العالم، في مواجهة المنافسة الصينية، عليها الاستفادة بشكل أفضل من القطاعات التي تتمتع فيها بمزايا نسبية.

ويعتبر قطاع الطاقة القطاع الأمثل الذي يمكن لواشنطن الاستفادة من مزاياها النسبية فيه للفوز في سباق النفوذ مع الصين.

فالولايات المتحدة هي أكبر منتج للوقود الأحفوري بما في ذلك الغاز الطبيعي في العالم. وحتى مع الزيادة المستمرة لإنتاج العالم من الطاقة المتجددة، فإن الطلب على الوقود الأحفوري سيواصل النمو، مع استمرار دوره في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.

 ويعتبر الغاز الطبيعي بديلاً أنظف من النفط أو الفحم. في الوقت نفسه تمتلك الولايات المتحدة موارد ضخمة منه، وتعتبر أكبر منتج له في العالم. وعلى واشنطن الاستفادة من هذه الثروة لمساعدة دول عالم الجنوب في تقليص اعتمادها على النفط والفحم الأكثر تلويثاً للهواء في إنتاج الكهرباء.

#China’s #DeepSeek #AI should be a ‘wakeup call’ for the #US, says #DonaldTrump | https://t.co/RAZ2i14Dfx pic.twitter.com/QD1U0d9eBE

— Economic Times (@EconomicTimes) January 28, 2025 تطوير الطاقة في الفلبين وفيتنام

وفي منطقة المحيط الهادئ، هناك دولتان واعدتان مرشحتان لكي تطور الولايات المتحدة معهما برنامجاً ثنائياً للطاقة النظيفة وهما الفلبين وفيتنام.

فموارد الفلبين من النفط والغاز محدودة،  وتعتمد على الوقود الأحفوري المستورد بدرجة كبيرة. وتعتبر محطات التوليد التي تستخدم الفحم المحلي بعد النفط المصدر الرئيسي والمتنامي للكهرباء. كما تعتبر أسعار الكهرباء في الفلبين من بين أعلى أسعارها في جنوب شرق آسيا. في الوقت نفسه، فإن مواردها المحلية من الغاز الطبيعي محدودة وتقتصر على حقل مالامبايا  المتوقع نفاد احتياطياته بحلول 2027، لذلك بدأت تطور قدراتها في مجال استيراد الغاز المسال حيث نطور بالفعل أربعة مشروعات لاستقبال شحناته.

أما فيتنام فتعتمد على الوقود الأحفوري لإنتاج 80% من احتياجاتها من الكهرباء. ورغم أنها تنتج كميات من النفط والغاز، يسيطر الفحم على إنتاج الكهرباء في البلاد، حيث يمثل حوالي 60% من إنتاجها حتى أبريل(نيسان) 2024 كما تعمل فيتنام بجد لتنمية قدراتها في مجال استيراد الغاز الطبيعي المسال، حيث أقامت محطتين لاستقباله.

في الوقت نفسه تحتل الصين مكانة كبيرة بالنسبة للفلبين وفيتنام. فهي أكبر شريك تجاري للفلبين من حيث الواردات، في حين تعاني الولايات المتحدة باستمرار من عجز تجاري مع الفلبين. أما بالنسبة لفيتنام، فإن الصين هي أيضاً أكبر شريك تجاري إجمالي للبلاد بفارق كبير، فضلاً عن كونها المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر لديها، في حين بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع فيتنام مستويات مرتفعة جديدة خلال العام الماضي.

لذلك على واشنطن التفكير في تطوير استراتيجية للتجارة والمساعدات الخارجية لتزويد الفلبين وفيتنام وغيرهما من بلدان الجنوب العالمي بالغاز الطبيعي المسال الأكثر نظافة بيئياً بموجب سلسلة من الاتفاقيات الثنائية. وقد تشمل هذه الصفقات أيضاً إلزام تلك الدول بخفض استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء. ولتعزيز هذه العملية بشكل أكبر، يمكن لواشنطن بيع الغاز المسال الذي تشتريه من المنتجين الأمريكيين إلى تلك الدول بأسعار أقل من سعر السوق، وهو ما لا يمكن للصين أن تنافس الولايات المتحدة فيه.

 كما  ينبغي على واشنطن بحث تمويل وبيع المفاعلات النووية المعيارية الأصغر حجماً لإنتاج الكهرباء في تلك  الدول، خاصة أنه في أوائل عام 2023، صادقت هيئة تنظيم الطاقة النووية على أول تصميم للمفاعل النووي المعياري للاستخدام في الولايات المتحدة. ويمكن لهذا المفاعل أن يولد خمسين ميجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات.

وكذلك يتعين على واشنطن أن تطور نهجاً سياسياً جديداً لمواجهة النفوذ المتزايد للصين باعتبارها الشريك التجاري الأول لدول العالم.  فواشنطن لا تملك رفاهية خسارة مثل هذا السباق أمام بكين.  ويمكن لبرامج مثل  تصدير الغاز الطبيعي المسال والمفاعلات النووية الصغيرة أن تتيح للولايات المتحدة أدوات فعالة لمنافسة الصين تجارياً، ليس فقط في الفلبين وفيتنام ولكن أيضا مع عالم الجنوب بأكمله.

China now controls much of the Panama Canal including 2 of the 5 main ports, bridges over it, and the telecom services for much of the Canal zone. It would not take much for China to cripple the Canal and US trade along with it. Trump CANNOT let this continue. pic.twitter.com/pyAMZjQICo

— Glenn Beck (@glennbeck) January 23, 2025

وأخيراً تحتاج واشنطن لمزيد من الدعم الاستراتيجي للقطاع الخاص الأمريكي في المجالات التي يمكن أن تساعد فيها المزايا النسبية الأمريكية في بناء علاقات تجارية ثنائية أوثق لمواجهة النفوذ المتزايد للصين في ذلك الجزء من العالم، حيث يكون الغاز الطبيعي المسال والمفاعلات النووية الصغيرة الأمريكية  أوراقاً مهمة في يد الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع تلك الدول من ناحية، والحد من النفوذ الصيني من ناحية أخرى.

مقالات مشابهة

  • فتحي سند يطرح سؤالا مهما لجماهير الأهلي
  • الكشف عن الكرة الرسمية لكأس العالم للأندية
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • عمرو الدردير: كوتيسا يرفض الانضمام للأهلي
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب
  • الغاز والمفاعلات النووية.. أسلحة واشنطن لمواجهة تمدد الصين
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • مسؤول إيراني: لا عداوة لنا مع أمريكا