بعد أن عبّرت أنغام عن قوتها وصرامتها في قراراتها خلال معظم أغاني ألبوم “تيجي نسيب”، حوّلت مشاعرها إلى النقيض، تماما فانهزمت أمام مشاعر الحنين والبحث عن حبيبها الغائب  ورفع لافتة الحنين والقلق ، والصراخ بكم كبير من الحنين والقلق والبحث عن إجابة واحدة لـ آلاف الاسئلة عندها، عن مكان حبيبها أين ذهب ولماذا لا أسمع عنه شيئًا، تلك هي الأجواء التي حملتها أغنية إيه الاخبار.

أغنية إيه الأخبار.. البحث عن الحبيب المجهول والانتظار دون أمل 

 تتشابه أجواء تلك الأغنية مع قصة مر عليها عقدين من الزمن تقريبًا وهي “مجابش سيرتي”، البحث باستماتة عن حبيبها الغائب والتمحيص عن كل ما ومن حوله للحصول على إجابة واحدة تبرد نار شوقها وتطفىء لهيب الحنين. لم تتمالك أنغام نفسها من التعبير عن آلامها التي احتستها طوال مدة انتظار حبيبها قائلة “أَ َنـا اللِي مضـیـعـة َحــیاتـھا بـتـسـتـنى َواحــد َفــاتـھا بـِتـسأَل أَسـِئـَلـة ُمش لاقـَیـة إَِجـاَبـاتـَھا ُظَــُنـوني فـإِنـھ راح ِمــني وأفـكـاري اللِي َتـاعـبـیـني”. 

 

ومع طول انتظارة المجهول، والبحث عن الغائب أقرت أنغام بأنها مستعدة استكمال ذلك المشوار حتى النهاية لكن على الأقل تشبع فضولها بسبب الغياب، وقتها فهي على أهبة الاستعداد لانتظاره مدى حياتها.

انسجام الكليب مع معاناة “إيه الاخبار”

ولم ينأى تصوير الأغنية عن رسم هدف الأغنية، فظهرت أنغام وهي حبيسة غرفة ضوئها خافت، تنتقل بين أرجاءها على كرسيها تارة وسريرها تارةً أخرى، والنافذة التي تظهر لنا أوقات اليوم بأكمله من الصباح الباكر مرورًا بالظهيرة حتى المساء، وهي تسكن غرفتها دون حراك، وكأنما صوّر المخرجان يوسف حماد وحسين شعبان تلك الغرفة بمشاعرها التي اسجنتها وجعلت بينها وبين عالمها حاجز لاتستطيع التخلص منه.

 

 

وينتهي مشهد الأغنية بـ جلوس أنغام مع كعك عيد الميلاد وأمامها كرسي ينتظر قدومه ومعه كوب وطبق ملأهما الفراغ والانتظار، فتضيء انغام الشمعتان وتظل مستمرة في انتظار المجهول.

فريق عمل أغنية إيه الأخبار وكلماتها 

أغنية “إيه الاخبار” من كلمات نادر عبد الله، ألحان أحمد الناصر، توزيع تميم، وتقول كلماتها"إَِیـھ الأخـبار َما ِفـیش أخـبار ِجدیدة َعـلِـیھ أِكــیدِ فیھَ بـّسِ بـیقُـولولِى لِـسـھَ ماِفـیش َسأََلت َمعارفُھ و صحابھ اللِي َكانوا َحوالِیھ نِسیني َطبِ نِسیني بـ إِیھ فاِكرِني َطب لِیھ َما یقُولِیش ماِفـیشَ واِحـدِ یـَبانِ مـرَتـاح وُھـو بـِعــید غیرإنھ یُكونِ نِسيَِ یا َجّد فـحیاُتھ جِدیـد حـَرقِني الشـكِ فیھ وَسابَ ناُرهِ فـیا تِقـید و ِبـین الشـك و ال َتـأكـید بموت والإسم اني بعیش أَ َنـا اللِي مضـیـعـة َحــیاتـھا بـتـسـتـنى َواحــد َفــاتـھا بـِتـسأَل أَسـِئـَلـة ُمش لاقـَیـة إَِجـاَبـاتـَھا ُظَــُنـوني فـإِنـھ راح ِمــني وأفـكـاري اللِي َتـاعـبـیـني لاَ حــّدَ نـَفـاَھـاَ وَلاِفـیھَ حــّد أثـــَبـتـَھا ماَحـدشَ قـابلُھَ وَلا َشـافُھَ مالُوش َعَناِوین إِیھ َیعنيِ َخـلاص َما ِبـیكـلمش َبـني آدمـین َما ِبـین ُخـوفي َعلیھ و ِمـنھ َقـتلني الخوف ِو َلو َسـبب الغـیاب َمـعروف أَنا أَستـنى َعـشانھ سـنـین "

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ألبوم تيجي نسيب أنغام ألبوم تيجي نسيب أنغام

إقرأ أيضاً:

تسُرُّك الأخبارُ

لا الموقف اليتيم، ولا الثاني ولا الثالث أن يصادف أحدنا، أو يسمع عن قصص ومواقف حدثت «حتى زمن قريب»، أن هناك من تسمر في وسط المجلس الذي يضم المئات من الحضور، موجها عتابًا شديدًا وقاسيًا على أصحاب المكان فقط لأنهم لم يسألوه عن الأخبار والعلوم، وهو الآت من البعيد البعيد، حيث يعد ذلك تقصيرًا في حقه كضيف، وتقليلًا من شأنه كفرد له شخصية اعتبارية بغض النظر عن المستوى الاجتماعي، وهذا عرف اجتماعي شديد الحساسية، ولذلك يعمل له الحسابات الدقيقة، وإن نظر إليه البعض حديثًا أنه ليس بالأهمية ذاتها، حتى تنتفخ لأجله الأوداج، وتشتد الأعصاب، ولعل مبرر ما كان على هذه الحالة، وهم كبار السن على وجه الخصوص، أن هذه الممارسة هي جزء لا يتجزأ من قيم المجتمع العماني المخضب بالود والتعاون والتآزر والتكاتف، التي لا يجب التنازل عنها، وكانت تشكل أهمية كبيرة لنقل الأخبار والأحداث بين البلدان، في زمن لم تكن هناك وسائل للتواصل كما هو الحال اليوم، الذي استغنى فيه الفرد عن أخذ العلوم والأخبار عن طريق الأفراد، حيث تعددت وسائل التواصل وتنوعت. ولكن على الرغم من أن تلك اللحظة التي يتبادل فيها طرفان «شيء علوم، شيء خبر» إلا أنها حملت شيئًا من اللفظ الجميل، ومن الاستعارات، وشيئًا من المحسنات البديعية التي لا يتقنها الكثيرون أيضًا، من ذلك: سؤال أحدهما: «شيء علوم؟»، ورد الآخر: «كفيت الهموم»، وكذلك سؤال الأول: «شيء خبر؟»، ورد الثاني: «غدير صافي»، فالمتمعن في مثل هذه الردود، أن الطرف الثاني يحاول إعطاء صورة جميلة لواقع الحال، وأن الحياة في سياقاتها المعتادة، حيث لا خوف يستدعي استنفارًا للواقع، ولا توقعًا يوجب استشراف ما لا يود أحد وقوعه، وهذه حنكة وحكمة تجلت عبر أفق التعامل بين أبناء المجتمع العماني، وإلا كيف يتم استحضار مثل هذه الصور الذهنية البالغة الأهمية والتقدير عبر هذه المحسنات المعنوية وبهذا الأسلوب الجميل والعميق في الوقت نفسه؟

ومع ذلك، هناك من لا يزال يحرص كثيرًا على عدم إهمال هذه العادة، ويرى فيها شيئًا من الالتزام المعنوي للقيم ذاتها التي لا تزال تؤرخ لأبناء المجتمع التأصيل الحضاري الممتد، فالمسألة ليست فقط معرفة أخبار وعلوم، وماذا حدث؟ بل المسألة أعمق من ذلك بكثير، وبالتالي فالحرص على كثير من القيم السامية والخاصة بالمجتمع العماني فيها تحييد هذا المجتمع عن التماهي في مجموعة من القيم الواردة إليه من كل حدب وصوب، خاصة وأن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تشهد انفتاحًا اجتماعيًا، لن نتجاوز في المقولة إن قلنا إنه انفتاح غير مسبوق، وذلك انعكاس لواقع الحال لدى كل المجتمعات الإنسانية التي تتداخل مع بعضها، وتندمج في مكوناتها العلائقية من غير تسييس، أو توجيه، حيث إن الأمر فارض نفسه بالضرورة الزمنية، وإن تعنت المكان قليلًا لخصوصيته الجغرافية، كما هي الصورة الذهنية المترسخة عند البعض.

«تَسُرُّكَ الأخبار»: هنا ليس ضرورة اجتماعية ملحة، أو ضرورة معرفية مقدرة؛ لأن المجتمع وبما يشهده من «تنقلات» وممارسات سلوكية فيها الكثير من المستورد، لم يعد هو ذلك المجتمع المتموضع على كثير من قيمه العمانية الخاصة قبل عشرين عامًا على سبيل المثال، بما في ذلك تطور وسائل التواصل في العصر الحديث، فالأجيال تعيش تراكمات معرفية، وسلوكية سريعة يعفيها عن الالتزام الاجتماعي «الحاد» وإن لم تتمكن من أن تؤرخ لنفسها منهجًا يمكن اعتماده لـ«رتم» الحياة السريع جدًا، وذلك انعكاسًا لأدواتها المتجددة، وأساليب حياتها المتنوعة، ومستويات التبدل في قناعاتها.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الحنين إلى الماضي مهم للصحة النفسية
  • تسُرُّك الأخبارُ
  • المكسيك تُؤكد موقفها الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
  • السومة «الغائب الحاضر» في لقاء الشباب والعروبة
  • تحقيق لـعربي21 يكشف كيفية اختراق التمور الإسرائيلية لموائد المغاربة (شاهد)
  • ترامب يكشف: "صفقة تيك توك قيد الإعداد".. فهل يكون المصير البيع أم الحظر أم تأجيل جديد؟
  • فتاة تسرق تاجًا ذهبيًا بسبب حبيبها .. فيديو
  • محسن جابر: الألبوم الكامل يمثل تكلفة كبيرة للمنتج
  • محسن جابر: عصر الألبومات انتهى والسينجل هو الغالب حالياً
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يرفع كفاءة نظر عشريني خلال 10 دقائق فقط باستخدام تقنيات الفيمتوليزر