"مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته".. ضمن برنامج البناء الثقافي بأوقاف الفيوم
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، برنامج البناء الثقافي للأئمة بعنوان: "مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته" بمسجد الحاج يوسف بإدارة أوقاف العجميين.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي مدير أوقاف الفيوم، وفضيلة الشيخ سعيد مصطفى مدير الإدارة، وعدد من الأئمة.
وخلال اللقاء أكد الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم أن الدين قوام الحياة الطبيعية وعمادها، والحياة بلا دين حياة بلا قيم بلا ضوابط، بلا أخلاق، والدين هو العمود الفقري لضبط مسار البشرية على الطريق القويم، ولا يمكن للقوانين الوضعية والأعراف والتقاليد وحدها مهما كانت دقتها أن تضبط حركة الإنسان في الكون مالم يكن لهذا الإنسان ارتباط وثيق بخالقه، وقد قال أحد الحكماء: من الصعب بل ربما كان من المستبعد أو المستحيل أن نخصص لكل إنسان شرطيًا أو حارسًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه، وحتى لو خصصنا لكل إنسان شرطيًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه، فالحارس قد يحتاج إلى من يحرسه، والمراقب قد يحتاج إلى من يراقبه، ولكن من السهل أن نربي في كل إنسان ضميرًا حيًّا ينبض بالحق ويدفع إليه، راقبناه أو لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم، يقول الحق سبحانه وتعالى: ” اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” ( البقرة :255) .
وقد أجمعت الشرائع السماوية على ما فيه خير البشرية، وما يؤدي إلى سلامة النفس والمال والعرض، وقيم: العدل والمساواة والصدق والأمانة والحلم والصفح وحفظ العهود وأداء الأمانات وصلة الأرحام وحق الجوار، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، وقد جمع القرآن الكريم القيم والمشتركات التي أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية، في قوله تعالى: ” قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ۖ وَبِعَهْدِاللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” الأنعام (151-153).
وأشار "الشيمي" إلى أنه في الآيات الكونية أيضا ما يؤكد على وجود الخالق وعظمته، وأن لهذا الكون ربًا عظيمًا، سواء ما ذكر من هذه الآيات على سبيل الإعجاز أم على سبيل التحدي، يقول الحق سبحانه: ” خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ” ( لقمان : 10-11 )، موجها الأئمة بأن السبيل الأمثل للتعامل مع الإلحاد في ظل عدم اعتراف هؤلاء بالقرآن والسنة هو بالرجوع إلى الأدلة العقلية التي تستطيع إقامة الأدلة والحجج على وجود الله ثم على النبوات والانتقال منها إلى جدلية الإيمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف الفيوم الأئمة بوابة الوفد جريدة الوفد
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تعقد ندوة علمية بمسجد ناصر الكبير بسنورس بعنوان: ”ضوابط بناء الأسرة ”
نظمت مديرية أوقاف الفيوم، اليوم الإثنين، ندوة علمية بعنوان "ضوابط بناء الأسرة" بمسجد ناصر الكبير بسنورس.
وجاءت الندوة بتوجيهات من وزير الأوقاف، الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبمشاركة لفيف من علماء الدين، من بينهم الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة، والشيخ أحمد سيد عبد الله، مدير الإدارة، إلى جانب أئمة المسجد، الشيخ جمعة عبد الفتاح والشيخ أحمد طه، وبحضور عدد كبير من رواد المسجد.
أوقاف الفيوم.. انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسابيع الثقافية تحت عنوان "من سمات المؤمنين: الأمل والتفاؤل" وكيل أوقاف الفيوم يترأس لجان التصفية لاختبارات تصريح الخطابة على بند التحسينالأسرة أساس المجتمع
خلال الندوة، أكد العلماء أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وصمام أمانه. بصلاح الأسرة تستقيم المجتمعات، بينما يؤدي تفككها إلى خلل اجتماعي خطير.
وشدد المتحدثون على أن الإسلام وضع أسسًا راسخة لبناء الأسرة على قواعد السكن والمودة والرحمة، مستشهدين بقول الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً».
أوقاف الفيوم... انطلاق فعاليات الأسابيع الثقافية: تحت عنوان "حسن الظن بالله" جامعة الفيوم تستضيف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقافوأشار العلماء إلى التكافؤ الذي يدعو إليه القرآن الكريم في العلاقات الأسرية، حيث وصف المرأة بأنها "زوج" للرجل، في دلالة على المساواة والتوازن بين الطرفين.
واستشهدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «ألا وإن لكم على نسائكم حقًا، ولنسائكم عليكم حقًا».
حقوق متبادلة بين أفراد الأسرة
تطرقت الندوة إلى أهمية الحقوق المتبادلة داخل الأسرة، سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء. وأكد المتحدثون على مكانة الوالدين في الإسلام، مشيرين إلى أن برهما يأتي مباشرة بعد طاعة الله عز وجل في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».
دعوة إلى مكارم الأخلاق
اختتم العلماء الندوة بالدعوة إلى إقامة العلاقات الأسرية على أسس الرحمة والبر ومكارم الأخلاق، مشددين على أن التحلي بهذه القيم من شأنه أن يحصن المجتمع من التفكك، ويحقق رضا الله سبحانه وتعالى. وأكدوا أن المسؤولية الأسرية واجب مشترك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
تأتي هذه الندوة كجزء من جهود وزارة الأوقاف لترسيخ القيم الأسرية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية بناء أسر قوية ومتماسكة تقوم على المحبة والاحترام المتبادل.