حذر خبراء الأرصاد في السودان، المواطنين والمسؤولين من أن ما حدث في أبو حمد من المتوقع أن يتكرر في الساعات والأيام القليلة القادمة في إحدى ولايات الشمالية ونهر النيل أو و لاية البحر الأحمر..

التغيير: محمد عبد الرحمن

منذ بداية شهر أغسطس بدأت الأمطار الغزيرة في السودان بالهطول الكثيف في الوسط والشمال والشرق والغرب والجنوب، أعقبتها سيول مدمرة أغرقت بعض المدن، ودمرت البيوت وجرفت الطرق.

كما أدت إلى سقوط عشرات الضحايا من المواطنين بين قتيل ومصاب، وكشفت عن سوء الاستعداد  للأمطار، رغم تحذيرات خبراء الأرصاد  يوليو الماضي.

وخلفت هذه الظواهر المناخية المتطرفة أضرارا بالغة في البنية التحتية وممتلكات السودانين وأدت لانهيار منازلهم.

تعد مدينة أبو حمد ومناطقها هي أكبر مدن السودان اقتصاديا بحكم إنتاجها لأكثر من 80% من ذهب السودان لسنوات طويلة وتضم مئات الشركات الأجنبية والمحلية المنتجة لذهب السودان المورد الأغلى ف العالم.

غرقت المدينة بعد هطول أمطار غزيرة استمرت لساعات خلفت سيولاً مدمرة انهارت على إثرها المنازل في جميع الأحياء والمناطق.

أبو حمد بها نسبة كبيرة من التعدين العشوائي، وتستخدم فيها مواد ضارة بالإنسان والبيئة.

وبعد أن غمرت السيول المدينة، فمن المتوقع أن تنتقل هذه المواد إلى مناطق مياه الشرب وسكن المواطنين؛ مما سيؤثر بصورة مباشرة على صحة إنسان المنطقة وتلوث البيئة للحيوان والنبات.

عانى إنسان المنطقة من التعدين العشوائي والمنظم للذهب طيلة السنوات الماضية، مما قاد لظهور أمراض جديدة في المنطقة.

وعلى الرغم من الضرر البالغ الذي لحق بالبيئة والإنسان في أبو حمد لم تحظى المجتمعات المحلية بأية فوائد ملموسة.

انجراف الطرق

جرفت السيول طرق قومية، وعزلت مناطق عن بعضها البعض، فقد انجرف الطريق القومي الذي يربط عطبرة مع أبو حمد.

وأكد مهندسون بأن الطريق لا يحمل أية معايير سلامة تقود إلى تفادي السيول والحفاظ عليه، لأن هناك “ماسورتين” لتصريف المياه بدلاً من إنشاء كبري طائر على امتداد مجرى السيل. كما لا توجد مجاري لتصريف المياه إلى جانب انخفاض الطريق. وأكد هؤلاء المهندسون أن الطريق يفتقد للجودة المهنية، مما بعدم خبرة من شيدوه.

وبسبب الأمطار انقطع أيضا طريق وادي حلفا ودنقلا في منطقة قرية عكاشة جنوب وادي حلفا، وهو أيضا طريق منخفض في نقطة تجمع السيول، وليس به منفذ جيد أو كبري طائر لذلك من المتوقع أن ينجرف وينقطع مع أقل كمية مياه.

وتواصلت انقطاعات طرق شمال السودان ونهر النيل أمس الثلاثاء، وانقطع طريق دنقلا ارقين أثر السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها الولاية.

انقطاع هذا الطريق يعني أنه أصبح غير صالح للسفر إلى حين إجراء معالجات عاجلة ومتطورة له، حتى يتمكن المواطنون من السفر والتنقل بين أرقين ودنقلا، وإلى ولايات السودان الأخرى.

وفي الولاية الشمالية بمحلية مروي إمتلأ “خور أبدوم” وخرج “الكبرى” من الخدمة، وأغلقت جميع الطرق بين تنقاسي ومروي.

كما ضربت السيول أيضاً مدينتي مروي وكريمة ومناطق الكاسنجر وقرية جدي المحس وقرية ساليو منطقة مشكلة المحس ومنطقة حفير مشو بالولاية الشمالية، وخلفت أضرارا في المنازل والبنى التحتية.

وفي غرب السودان أدت الأمطار إلى غرق مدينتي الجنينة وزالنجي، وسقط ضحايا من المواطنين، ودمرت المنازل وانهارت أثر الأمطار الغزيرة والسيول، ويعيش المواطنون معاناة كبيرة أثر السيول والأمطار.

وجرفت السيول طريق زالنجي مورني تماما، وأصبح خارج الخدمة وهو أيضا من الطرق التي شيدت بلا رؤية لتفادي مياه السيول وبلا جودة.

وفي مدينة الجنينة يعيش المواطنون واقعاً صعبا عقب فيضان وادي كجا، الذي لم يحدث منذ عشرات السنين مما فاجأ المواطنون الذين دُمرت منازلهم.

وفي وسط السودان شهدت ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وعدد من مناطق الوسط أمطارا غزيرة في الأيام القليلة الماضية.

وخلفت أيضا أضرارا بالغة في المنازل والشوارع، وشهد جنوب البلاد كذلك الأمطار الغزيرة المصاحبة للسيول.

وفي شرق السودان كانت السيول بصورة أكبر في كسلا والقضارف وولاية البحر الأحمر حيث جرفت السيول الطرق المؤدية لبورتسودان من أربعات ومناطق القنب والاوليب.

وشهدت منطقة جبال النمر بمحلية جبيت وأيضا بمنطقة شقر ولاية البحر الأحمر سيولا قوية خلفت أضرارا في المنازل والممتلكات.

وفي مدينة بورتسودان سقط ضحايا أثر الأمطار والعواصف في بداية أغسطس. الجاري.

خبراء يحذرون

وحذر خبراء الأرصاد في السودان المواطنين والمسؤولين أن ما حدث في أبو حمد وارد جدا أن يتكرر في الساعات والأيام القليلة القادمة في إحدى ولايات الشمالية ونهر النيل أو ولاية البحر الأحمر، لأن جميع الظروف المناخية والأرضية مهيأة لذلك، وحذروا من التواجد في مجاري السيول.

ودعوا إلى تجهيز المجاري وفتحها ومراجعة أسقف المنازل وردم الحفر وإزالة الأنقاض وبقايا الأتربة، وكل ما يعيق حركة جريان السيول من الشوارع.

وأكدوا  أن المناخ قد تغير ودورة المناخ ستعود كما كانت عليه قبل 100 عام. ولفت هؤلاء الخبراء إلى أن ما يحدث الآن في السودان دليل واضح على ذلك .

وحذر الخبير في مجال الطقس والأرصاد، عوض إبراهيم، من أنه تم رصد سحب خارقة استوائية من (الكوع للكوع) تتحرك نحو وادي حلفا من المتوقع أن تسبب أمطار 70 مرة ضعف المعدل السنوي مع خطر تشكل السيول الجارفة علي الجميع أخذ الحيطة والحذر.

وتوقع أن تتجاوز الأمطار معدل الـ(10) سنوات مشيرا إلى أن هنالك تغييراً كبيراً في المناخ بولايتي الشمالية ونهر النيل.

وتوقع عوض هطول أمطار غزيرة جدا قد تصل إلى مرحلة الطوفان، وربما تتجاوز 150 ملياً مع سيول غير مسبوقة في الساعات القادمة. وأضاف: رصدت سحابة خارقة استوائية في البحر الأحمر، وهي تتحرك نحو السودان.

الوسومالتغير المناخي السيول والأمطار في السودان حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التغير المناخي حرب الجيش والدعم السريع الأمطار الغزیرة من المتوقع أن البحر الأحمر ونهر النیل فی السودان أبو حمد

إقرأ أيضاً:

"القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال بدأ عملية عسكرية في طولكرم فجر اليوم.. تخلف ودمارًا واسعًا

كشفت مراسلة قناة “القاهرة الإخبارية” في رام الله، ولاء السلامين، عن مستجدات الأوضاع في الضفة الغربية، مشددة على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بعملية عسكرية في مخيم طولكرم، منذ فجر اليوم.

عملية عسكرية في مخيم طولكرم قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات طولكرم شمالي الضفة الغربية الكيان الصهيوني يقتحم طولكرم ويفرض حصارًا على مخيمها

وأوضحت أن هذه العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم توسعت لاحقًا لتشمل مخيم نور شمس، مؤكدة أن مخيمات طولكرم تتعرض لاستهداف مكثف من قبل قوات الاحتلال، حيث لا تزال العملية العسكرية في مخيم طولكرم مستمرة.

 

وتابعت: “هناك شهيدًا يبلغ من العمر 18 عامًا ارتقى برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي فجر هذا اليوم”، مشددة على أن طائرة مسيرة قامت قبل ساعات قليلة بقصف موقع بالقرب من حارة الحمام في مخيم طولكرم، ما أسفر عن استشهاد سيدة وإصابة ثلاثة آخرين، موضحة أن هناك تعزيزات عسكرية تصل للجيش الإسرائيلي في طولكرم بين الحين والآخر، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى تقطع شبكات الإنترنت والكهرباء.

 

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال استهدفت مسجد السلام داخل طولكرم، حيث هدمت أحد جدرانه خلال العملية، مؤكدة أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها أجزاء من المسجد للتدمير، وكانت وزارة الأوقاف الفلسطينية قد أمنت المسجد وأعادت ترميمه بعد الاستهداف الأول، إلا أن الاحتلال هدم أحد جدرانه مجددًا وأغلق محيطه بالسواتر الترابية خلال العملية العسكرية الأخيرة.

أفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت حصاراً على مستشفيات مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، في إطار تصعيد ميداني متواصل يشمل عمليات اقتحام واعتقالات واسعة في مختلف مناطق الضفة.

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين، إضافة إلى عمليات القصف المدفعي والاقتحامات المتكررة في نابلس وجنين وطولكرم.

كما شهدت الأيام الماضية تصعيداً موازياً في القدس المحتلة، حيث أغلق الاحتلال عدة طرق عقب محاولة طعن.

وتواجه المستشفيات في طولكرم والضفة الغربية ضغوطاً هائلة بسبب تزايد أعداد المصابين جراء المواجهات، في حين تُمنع الطواقم الطبية من الوصول بحرية إلى الجرحى والمصابين، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.

استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزة

استشهدت فلسطينية وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح بينهم طفل في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى في حي الدرج بمدينة غزة اليوم"الثلاثاء".

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا"،أن طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم مما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت لتلقي العلاج.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهرأكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهيدا، و107,764 مصابا،أغلبيتهم من النساء والأطفال،وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.

وفي سياق آخر اقتحم مستوطنون، اليوم "الثلاثاء" المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت محافظة القدس، بأن 240 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة،ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية،في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

مقالات مشابهة

  • 10 منازل منهارة في زليتن بفعل الأمطار وإخلاء سكانها
  • الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح
  • «الدقير»: وصول قافلة مساعدات إنسانية إلى الخرطوم خطوة إيجابية لتعزيز الحياد الإنساني
  • عام آخر والناس في متاهة الحرب أين الطريق ؟
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • صحف عالمية: صواريخ الحوثيين تخلف آثارا عميقة على إسرائيل
  • لماذا تخلف العراق عن دول المنطقة في التطبيع مع سوريا؟
  • شيشاوة : حادثة سير مأساوية في بوعنفير جماعة أيت هادي تخلف وفاة شاب وإصابة خطيرة
  • "القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال بدأ عملية عسكرية في طولكرم فجر اليوم.. تخلف ودمارًا واسعًا