◄ د.جبريال صوما: نقدر «الوضع المستقر» في مصر.. وترامب «سيعاقب إيران بالخيار الاقتصادي لا العسكري».. وكنا نتوقع انسحاب جو بايدن

أكد الدكتور جبريال صوما، المستشار في الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لـ«الأسبوع» أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر طيبة، ولن يكون هناك تنافر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب، في حالة إعادة انتخابه، في ظل الاهتمام وتقدير الوضع المستقر في مصر، ومن ثم، لن تكون هناك مشكلات، بل توافق.

وعن كيفية استقبال ترامب لخبر انسحاب منافسه، جو بايدن، من السباق الرئاسي، أوضح جبريال صوما، البروفيسور في القانون الدولي، أن حملة ترامب كانت تتوقع خطوة انسحاب بايدن من الانتخابات الأمريكية، بالنظر لوضعه الصحي، حيث إنه لم يكن قادرًا على القيام بمهام الرئاسة لمدة 4 سنوات أخرى، وهو ما ظهر عليه أثناء المناظرة التى جمعته بترامب.

وحول السبب المباشر لاحتمال دفع الحزب الديمقراطي بنائبة الرئيس، كامالا هاريس، لخوض الانتخابات الرئاسية، قال: «الديمقراطيون سيرشحون كامالا هاريس، خلال المؤتمر الوطنى للحزب، في 19 أغسطس القادم. هاريس تمثل التيار اليساري في الحزب الديمقراطي. هي أول مرشحة للانتخابات الرئاسية، تميل إلى أقصى اليسار المتطرف بالولايات المتحدة» يأتي هذا فيما وافق ترامب على «مناظرة، كامالا هاريس، اليسارية المتطرفة».

وتابع: «هي المرشحة الوحيدة، ولا أعتقد أنه سيترشح شخص آخر ضدها، خاصة بعدما أعلن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، جيمي هاريسون، أن كامالا هاريس، تخطت عتبة العدد المطلوب للمندوبين لتصبح المرشحة الرئاسية للحزب في السباق القادم نحو البيت الأبيض، في انتظار الإعلان الرسمي آخر الشهر الجاري».

خيار «كامالا هاريس»:

استبعد «جبريال صوما»، حدوث مفاجأة في معسكر الحزب الديمقراطي، كترشيح زوجة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، كون «ميشيل أوباما، امتنعت عن الترشح، في وقت سابق». وبخصوص تقدم ترامب، في استطلاعات الرأي الأولية (خاصة التى أجرتها مؤسسات: أون بوينت بولتيكس، سوشال ريسيرش، و(CNN) بعد انسحاب بايدن، قال: «الاستطلاعات تؤكد تقدم ترامب على هاريس. حتى قبل انسحاب بايدن، نتذكر ما قاله ديفيد أكسلورد، المحلل الاستراتيجي، مستشار باراك أوباما، من أنه على قناعة بأن ترامب، لا يزال المفضل إلى حد كبير في انتخابات الرئاسة الأمريكية، التى تتم في نوفمبر المقبل».

لكن استطلاعات رأي أخرى، أقل مصداقية (أجرتها: سيفكس، ليجر، ومورنينج كونسولت) أظهرت «تقدم كامالا هاريس، نسبيا على ترامب»، فيما أعلنت حملتها الانتخابية أنها «جمعت 310 ملايين دولار في شهر يوليو، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه المرشح الجمهوري دونالد ترامب».

توافق «جبريال صوما» مع سؤال «الأسبوع» حول دور الاستقلالية المالية لترامب، وتأثيرها على تحرره من جماعات الضغط الأمريكية، مشيرًا إلى أنه «لدى ترامب، حاليًا، حوالي 120 مليون دولار، وهناك تقارير تشير إلى تبرع رجال أعمال لحملته الانتخابية، كما أن الماراثون سيشهد الكثير والكثير حتى موعد الانتخابات نهاية شهر نوفمبر المقبل».

وتفسيرا لحصول ترامب على 75 مليون صوت في انتخابات 2020، ثم تشكيكه، وأنصاره في سلامة الإجراءات، حينها، وموقف الجهات الدستورية والقانونية من ذلك، قال «جبريال صوما»: «صحيح، شكك ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، نتيجة التجاوزات التي شهدتها تلك الانتخابات من قبل الحزب الديمقراطي، لكن منذ شهرين قررت المحكمة العليا براءة أنصار ترامب الذين اشتركوا في المظاهرات في مبنى الكونجرس، التى تمت في السادس من يناير 2021، حيث اعتبرت المحكمة أنه لم يكن هناك جرم. كان في السجون حوالي 300 شخص، كلهم أُخلى سبيلهم».

العدوان على غزة:

من الداخل الأمريكي، إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتطورات الدرامية المتلاحقة في الشرق الأوسط، توقع «جبريال صوما» قيام ترامب، حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بـ «إنهاء حرب غزة، فور وصوله إلى البيت الأبيض، خاصة أنه يرى أن عددًا كبيرًا من الناس قتلوا من الطرفين، وأنه لو كان رئيسًا للولايات المتحدة، ما حصلت الحرب في غزة، وأن إيران تقف خلف حماس، وتدرب عناصرها، ومن ثم فإن إيران هي المسئولة عما حصل في 7 أكتوبر».

ينبه «جبريال صوما» إلى أنه «لو كان الرئيس جو بايدن، وضع عقوبات قاسية على إيران، وشل اقتصادها، لما حدث ما حدث، حينها، كانت إيران لن تتمكن من تقديم المساعدات المالية والعسكرية للمنظمات التابعة كحزب الله، وحماس والفصائل المسلحة في العراق. سنضع الحوثيين علي قائمة الإرهاب، هم كانوا على قائمة الإرهاب، لكن الرئيس بايدن رفعهم من القائمة».

وحول التعامل المرتقب لترامب مع إيران ومشروعها النووي، يقول «جبريال صوما»: «أتوقع أن يفرض ترامب عقوبات اقتصادية على إيران بشكل يشل اقتصادها، وقد فعلها، عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة، حيث وضع عليها عقوبات اقتصادية صارمة، خاصة أنه لا يفضل اللجوء للقوة العسكرية في حل النزاعات، وطالما هناك إمكانية لزيادة العقوبات فإنه سيسرع وتيرتها على إيران، بصورة خاصة، سيمنعها من تصدير النفط، علما، بأن إيران في عهده، لم يكن باستطاعتها بيع النفط للخارج».

يشير «جبريال صوما» إلى أنه «عندما وصل بايدن للبيت الأبيض سمح لإيران بإعادة تصديره النفط، واليوم إيران تصدر حوالي 3 ملايين ونصف المليون برميل، يوميًا، بين 70 إلى 80 مليار دولار في السنة، كما أنه لدى إيران حوالى 250 مليار دولار من العملات الأجنبية، وهذه المليارات تساعدها على تقديم المساعدات للفصائل المسلحة في المنطقة العربية من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، لذا يعتقد الرئيس ترامب أن وضع عقوبات صارمة على إيران سيخفض نفوذها في المنطقة».

ملفات خارجية شائكة:

فيما يتعلق بأوكرانيا، يرى «جبريال صوما» أن «سياسة بايدن كانت ترمى إلى زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية، وحتى الآن، دفعت الولايات المتحدة حوالى 130 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، سياسة ترامب ستغير ذلك، لأنه ليس بإمكان الولايات المتحدة المضيّ في مساعدة أوكرانيا، وعليه، يجب أن يكون هناك حل سياسي بين روسيا وأوكرانيا والرئيس ترامب عازم على حل المشكلة بطريقة ترضى الطرفين».

أما عن التعامل المرتقب لترامب، مع أوروبا، فيوضح «جبريال صوما» أن «ترامب يعتقد بأنه على أوروبا أن تهتم بوضعها المالى والعسكري، حيث لا يمكن أن تعتمد، كليًا، على الولايات المتحدة، التي تدفع حوالي 3% من دخلها القومى كمصاريف عسكرية، بينما بعض الدول الأوروبية لا تدفع حتى 1% من ميزانيتها، لذلك عليها أن تزيد من مصاريفها العسكرية، لكى تتمكن من الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها من أى عدوان خارجى، وبصورة خاصة من قبل روسيا».

وأضاف «جبريال صوما»: «الاتجاه في الوقت الحاضر، يستهدف تعزيز الدفاع في شرق آسيا، وتبنى رؤية استباقية لتهديدات الصين باحتلال تايوان، لذا سيركز ترامب على المساعدات العسكرية للدول المحيطة بالصين. سيركز اهتمامه على الوضع في تلك المنطقة. أوروبا يجب أن يكون لها دور أكبر من الدور الذي تلعبه في الوقت الحاضر».

ويبقى أن «جبريال صوما» تجاوز عن تساؤلات أخرى طرحتها «الأسبوع» حول «حجم ورطة الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا. من الخاسر والرابح في تلك الحرب. مستقبل حلف الناتو حال فوز ترامب. تأثير عودة ترامب على العلاقات الأمريكية - الروسية، وعلى العلاقات الأمريكية - الصينية، ولماذا تشيطن الإدارات الديمقراطية كوريا الشمالية، رغم نجاح ترامب، خلال ولايته الرئاسية في نزع فتيل الأزمة عبر قمتين مع الزعيم، كيم جونغ أون؟ وما مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق؟ بعيدًا عن المتهم المباشر، توماس كروكس، من حاول اغتيال ترامب؟ من يغذي الكراهية، والعنف والإرهاب في الداخل الأمريكي؟».

يذكر أن «جبريال صوما» من مواليد لبنان. تخرج في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. يعتمد على خبرته الكبيرة في القانون الدولي، ويعمل أستاذًا في جامعة «فيرلي ديكنسون» بنيوجيرسي إلى جانب دوره في المجلس الاستشاري لترامب خلال فترته الرئاسية السابقة، ونشاطه الاستشاري في الحملة الانتخابية، حاليًا.

اقرأ أيضاًرئيس منظمة «عرب أمريكيون من أجل ترامب»: دونالد يدعم حل الدولتين

حملة هاريس تتهم ترامب بمحاولة الانسحاب من المناظرة الرئاسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ترامب جو بايدن غزة كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحرب في غزة حملة ترامب الانتخابية الولایات المتحدة الحزب الدیمقراطی کامالا هاریس ترامب على على إیران رئیس ا

إقرأ أيضاً:

معركة الدوائر الانتخابية.. من يخشى اكتساح الشخصيات الشعبية؟

31 مارس، 2025

بغداد/المسلة: التعديلات المتكررة على قانون الانتخابات في العراق تثير جدلًا واسعًا بين السياسيين والمواطنين، إذ يرى البعض أنها تعكس اضطراب المشهد السياسي، بينما يعتبرها آخرون ضرورة لمواكبة التغييرات الديمقراطية.

وفي ظل هذه التقلبات، يجد الناخب نفسه في دوامة من القوانين المتغيرة، التي تؤثر بشكل مباشر على خياراته ومستقبل تمثيله السياسي.

قانون الانتخابات العراقي، الذي خضع لعدة تعديلات منذ 2018، لا يزال محور نقاش حاد، خاصة بعد اعتماد نظام سانت ليغو المعدل، الذي أثار انقسامات بين القوى السياسية. فالانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر 2025 ستجري وفق هذا النظام، لكن الحديث عن تعديلات جديدة بدأ يتسرب إلى المشهد السياسي، ما يفتح الباب أمام تكهنات حول إمكانية إعادة النظر فيه مرة أخرى.

صراع القوانين والناخب الحائر

وتُشكل التعديلات المتكررة على قانون الانتخابات إرباكًا للناخبين، الذين بدأوا يفهمون تفاصيل النظام الحالي ويكيفون خياراتهم وفقًا له.

الأحزاب السياسية، من جهتها، بنت استراتيجياتها وتحالفاتها على أسس هذا القانون، لكن الحديث عن تعديله مجددًا يهدد بإعادة خلط الأوراق السياسية في البلاد.

الخبير القانوني علي التميمي يشير إلى أن القانون الحالي، الذي يعتمد على نظام سانت ليغو المعدل، لم يُجرب بعد في الانتخابات البرلمانية، وإنما طُبق فقط في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة. ومع ذلك، بدأت بعض القوى السياسية بالتشكيك في جدواه، بل والمطالبة بالعودة إلى نظام انتخابي سبق أن ألغاه البرلمان، وهو ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الدعوات.

هواجس سياسية أم إصلاحات انتخابية؟

المطالبات بتعديل القانون تتراوح بين جعل المحافظة دائرة انتخابية واحدة وتقليل عدد الدوائر، في محاولة لتغيير التوازنات السياسية.

لكن ثمة مخاوف من أن يكون الدافع وراء هذه المقترحات هو منع اكتساح شخصيات ذات شعبية واسعة، حيث يمنح النظام الحالي فرصة أكبر لهذه الشخصيات مقارنة بالأنظمة السابقة.

وبينما تدور هذه النقاشات، يظل موعد الانتخابات ثابتًا حتى الآن، حيث أكد مجلس القضاء الأعلى استمرار عمل مجلس المفوضين حتى يناير 2027، مما يعزز الاستقرار القانوني للعملية الانتخابية. ورغم ذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستجري الانتخابات وفق القانون الحالي، أم أن العراق مقبل على تعديل جديد يعيد تشكيل مشهده السياسي مرة أخرى؟

التجربة الديمقراطية في العراق تواجه تحديات مستمرة، لكن الناخب العراقي أصبح أكثر وعيًا بآليات الانتخابات وتأثيراتها، وفقًا لما أكده التميمي. ومع تعدد الأنظمة الانتخابية التي مرت بها البلاد، يبدو أن المواطنين باتوا يدركون أن التغيير الحقيقي لا يتعلق فقط بنظام الاقتراع، بل بمن يمنحونه أصواتهم. الانتخابات المقبلة ستكون محطة حاسمة في هذا المسار، وسط ترقب واسع لأي تغييرات قد تطرأ على قواعد اللعبة السياسية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقوبات جديدة على إيران وروسيا.. وإسرائيل تعفي «السلع» الأمريكية من جميع الرسوم
  • هجوم وشيك على إيران.. دول خليجية تعلن عن موقفها من استخدام القواعد الأمريكية في أراضيها 
  • بعد تسريبات سيجنال.. فضيحة جديدة لإدارة ترامب على Gmail
  • هيئة البث الإسرائيلية: قائد القيادة المركزية الأمريكية سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل
  • تستهدف صناعة المسيّرات.. تفاصيل الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران
  • مستشار ترامب: الرسوم الجديدة ستدر 6 تريليونات دولار خلال عقد
  • مستشار المرشد الإيراني يعلق على محتوى رسالة ترامب
  • معركة الدوائر الانتخابية.. من يخشى اكتساح الشخصيات الشعبية؟
  • رداً على ترامب..إيران تستدعي سفير سويسرا ممثل المصالح الأمريكية في طهران
  • بعد عودته من إيران.. المبعوث الأممي يوصي بمقترحات جديدة عقب الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي