مستشار بحملة ترامب الانتخابية لـ «الأسبوع»: مرشحنا سينهي حرب غزة
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
◄ د.جبريال صوما: نقدر «الوضع المستقر» في مصر.. وترامب «سيعاقب إيران بالخيار الاقتصادي لا العسكري».. وكنا نتوقع انسحاب جو بايدن
أكد الدكتور جبريال صوما، المستشار في الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لـ«الأسبوع» أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر طيبة، ولن يكون هناك تنافر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب، في حالة إعادة انتخابه، في ظل الاهتمام وتقدير الوضع المستقر في مصر، ومن ثم، لن تكون هناك مشكلات، بل توافق.
وعن كيفية استقبال ترامب لخبر انسحاب منافسه، جو بايدن، من السباق الرئاسي، أوضح جبريال صوما، البروفيسور في القانون الدولي، أن حملة ترامب كانت تتوقع خطوة انسحاب بايدن من الانتخابات الأمريكية، بالنظر لوضعه الصحي، حيث إنه لم يكن قادرًا على القيام بمهام الرئاسة لمدة 4 سنوات أخرى، وهو ما ظهر عليه أثناء المناظرة التى جمعته بترامب.
وحول السبب المباشر لاحتمال دفع الحزب الديمقراطي بنائبة الرئيس، كامالا هاريس، لخوض الانتخابات الرئاسية، قال: «الديمقراطيون سيرشحون كامالا هاريس، خلال المؤتمر الوطنى للحزب، في 19 أغسطس القادم. هاريس تمثل التيار اليساري في الحزب الديمقراطي. هي أول مرشحة للانتخابات الرئاسية، تميل إلى أقصى اليسار المتطرف بالولايات المتحدة» يأتي هذا فيما وافق ترامب على «مناظرة، كامالا هاريس، اليسارية المتطرفة».
وتابع: «هي المرشحة الوحيدة، ولا أعتقد أنه سيترشح شخص آخر ضدها، خاصة بعدما أعلن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، جيمي هاريسون، أن كامالا هاريس، تخطت عتبة العدد المطلوب للمندوبين لتصبح المرشحة الرئاسية للحزب في السباق القادم نحو البيت الأبيض، في انتظار الإعلان الرسمي آخر الشهر الجاري».
خيار «كامالا هاريس»:استبعد «جبريال صوما»، حدوث مفاجأة في معسكر الحزب الديمقراطي، كترشيح زوجة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، كون «ميشيل أوباما، امتنعت عن الترشح، في وقت سابق». وبخصوص تقدم ترامب، في استطلاعات الرأي الأولية (خاصة التى أجرتها مؤسسات: أون بوينت بولتيكس، سوشال ريسيرش، و(CNN) بعد انسحاب بايدن، قال: «الاستطلاعات تؤكد تقدم ترامب على هاريس. حتى قبل انسحاب بايدن، نتذكر ما قاله ديفيد أكسلورد، المحلل الاستراتيجي، مستشار باراك أوباما، من أنه على قناعة بأن ترامب، لا يزال المفضل إلى حد كبير في انتخابات الرئاسة الأمريكية، التى تتم في نوفمبر المقبل».
لكن استطلاعات رأي أخرى، أقل مصداقية (أجرتها: سيفكس، ليجر، ومورنينج كونسولت) أظهرت «تقدم كامالا هاريس، نسبيا على ترامب»، فيما أعلنت حملتها الانتخابية أنها «جمعت 310 ملايين دولار في شهر يوليو، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه المرشح الجمهوري دونالد ترامب».
توافق «جبريال صوما» مع سؤال «الأسبوع» حول دور الاستقلالية المالية لترامب، وتأثيرها على تحرره من جماعات الضغط الأمريكية، مشيرًا إلى أنه «لدى ترامب، حاليًا، حوالي 120 مليون دولار، وهناك تقارير تشير إلى تبرع رجال أعمال لحملته الانتخابية، كما أن الماراثون سيشهد الكثير والكثير حتى موعد الانتخابات نهاية شهر نوفمبر المقبل».
وتفسيرا لحصول ترامب على 75 مليون صوت في انتخابات 2020، ثم تشكيكه، وأنصاره في سلامة الإجراءات، حينها، وموقف الجهات الدستورية والقانونية من ذلك، قال «جبريال صوما»: «صحيح، شكك ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، نتيجة التجاوزات التي شهدتها تلك الانتخابات من قبل الحزب الديمقراطي، لكن منذ شهرين قررت المحكمة العليا براءة أنصار ترامب الذين اشتركوا في المظاهرات في مبنى الكونجرس، التى تمت في السادس من يناير 2021، حيث اعتبرت المحكمة أنه لم يكن هناك جرم. كان في السجون حوالي 300 شخص، كلهم أُخلى سبيلهم».
العدوان على غزة:من الداخل الأمريكي، إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتطورات الدرامية المتلاحقة في الشرق الأوسط، توقع «جبريال صوما» قيام ترامب، حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بـ «إنهاء حرب غزة، فور وصوله إلى البيت الأبيض، خاصة أنه يرى أن عددًا كبيرًا من الناس قتلوا من الطرفين، وأنه لو كان رئيسًا للولايات المتحدة، ما حصلت الحرب في غزة، وأن إيران تقف خلف حماس، وتدرب عناصرها، ومن ثم فإن إيران هي المسئولة عما حصل في 7 أكتوبر».
ينبه «جبريال صوما» إلى أنه «لو كان الرئيس جو بايدن، وضع عقوبات قاسية على إيران، وشل اقتصادها، لما حدث ما حدث، حينها، كانت إيران لن تتمكن من تقديم المساعدات المالية والعسكرية للمنظمات التابعة كحزب الله، وحماس والفصائل المسلحة في العراق. سنضع الحوثيين علي قائمة الإرهاب، هم كانوا على قائمة الإرهاب، لكن الرئيس بايدن رفعهم من القائمة».
وحول التعامل المرتقب لترامب مع إيران ومشروعها النووي، يقول «جبريال صوما»: «أتوقع أن يفرض ترامب عقوبات اقتصادية على إيران بشكل يشل اقتصادها، وقد فعلها، عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة، حيث وضع عليها عقوبات اقتصادية صارمة، خاصة أنه لا يفضل اللجوء للقوة العسكرية في حل النزاعات، وطالما هناك إمكانية لزيادة العقوبات فإنه سيسرع وتيرتها على إيران، بصورة خاصة، سيمنعها من تصدير النفط، علما، بأن إيران في عهده، لم يكن باستطاعتها بيع النفط للخارج».
يشير «جبريال صوما» إلى أنه «عندما وصل بايدن للبيت الأبيض سمح لإيران بإعادة تصديره النفط، واليوم إيران تصدر حوالي 3 ملايين ونصف المليون برميل، يوميًا، بين 70 إلى 80 مليار دولار في السنة، كما أنه لدى إيران حوالى 250 مليار دولار من العملات الأجنبية، وهذه المليارات تساعدها على تقديم المساعدات للفصائل المسلحة في المنطقة العربية من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، لذا يعتقد الرئيس ترامب أن وضع عقوبات صارمة على إيران سيخفض نفوذها في المنطقة».
ملفات خارجية شائكة:فيما يتعلق بأوكرانيا، يرى «جبريال صوما» أن «سياسة بايدن كانت ترمى إلى زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية، وحتى الآن، دفعت الولايات المتحدة حوالى 130 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، سياسة ترامب ستغير ذلك، لأنه ليس بإمكان الولايات المتحدة المضيّ في مساعدة أوكرانيا، وعليه، يجب أن يكون هناك حل سياسي بين روسيا وأوكرانيا والرئيس ترامب عازم على حل المشكلة بطريقة ترضى الطرفين».
أما عن التعامل المرتقب لترامب، مع أوروبا، فيوضح «جبريال صوما» أن «ترامب يعتقد بأنه على أوروبا أن تهتم بوضعها المالى والعسكري، حيث لا يمكن أن تعتمد، كليًا، على الولايات المتحدة، التي تدفع حوالي 3% من دخلها القومى كمصاريف عسكرية، بينما بعض الدول الأوروبية لا تدفع حتى 1% من ميزانيتها، لذلك عليها أن تزيد من مصاريفها العسكرية، لكى تتمكن من الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها من أى عدوان خارجى، وبصورة خاصة من قبل روسيا».
وأضاف «جبريال صوما»: «الاتجاه في الوقت الحاضر، يستهدف تعزيز الدفاع في شرق آسيا، وتبنى رؤية استباقية لتهديدات الصين باحتلال تايوان، لذا سيركز ترامب على المساعدات العسكرية للدول المحيطة بالصين. سيركز اهتمامه على الوضع في تلك المنطقة. أوروبا يجب أن يكون لها دور أكبر من الدور الذي تلعبه في الوقت الحاضر».
ويبقى أن «جبريال صوما» تجاوز عن تساؤلات أخرى طرحتها «الأسبوع» حول «حجم ورطة الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا. من الخاسر والرابح في تلك الحرب. مستقبل حلف الناتو حال فوز ترامب. تأثير عودة ترامب على العلاقات الأمريكية - الروسية، وعلى العلاقات الأمريكية - الصينية، ولماذا تشيطن الإدارات الديمقراطية كوريا الشمالية، رغم نجاح ترامب، خلال ولايته الرئاسية في نزع فتيل الأزمة عبر قمتين مع الزعيم، كيم جونغ أون؟ وما مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق؟ بعيدًا عن المتهم المباشر، توماس كروكس، من حاول اغتيال ترامب؟ من يغذي الكراهية، والعنف والإرهاب في الداخل الأمريكي؟».
يذكر أن «جبريال صوما» من مواليد لبنان. تخرج في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. يعتمد على خبرته الكبيرة في القانون الدولي، ويعمل أستاذًا في جامعة «فيرلي ديكنسون» بنيوجيرسي إلى جانب دوره في المجلس الاستشاري لترامب خلال فترته الرئاسية السابقة، ونشاطه الاستشاري في الحملة الانتخابية، حاليًا.
اقرأ أيضاًرئيس منظمة «عرب أمريكيون من أجل ترامب»: دونالد يدعم حل الدولتين
حملة هاريس تتهم ترامب بمحاولة الانسحاب من المناظرة الرئاسية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ترامب جو بايدن غزة كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحرب في غزة حملة ترامب الانتخابية الولایات المتحدة الحزب الدیمقراطی کامالا هاریس ترامب على على إیران رئیس ا
إقرأ أيضاً:
خبراء: نتنياهو يراوغ بين إدارتي بايدن وترامب لتحقيق وثيقة استسلام من حماس
اتفق خبراء على أن المفاوضات الجارية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة تمر بمرحلة حرجة، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن تعثر المباحثات.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن شروطا جديدة وضعها الاحتلال الإسرائيلي أجّلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى في خضم المفاوضات التي تجري في الدوحة والقاهرة.
وأصدرت حركة حماس، الأربعاء، بيانا قالت فيه إن المفاوضات "تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة".
وأضافت "غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجّل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
الموقف الأميركي
في المقابل، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس "تكذب مرة أخرى وتنسحب من التفاهمات التي تم التوصل إليها وتواصل خلق الصعوبات أمام المفاوضات".
وأشار المحلل السياسي والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور حسن منيمنة إلى أن الموقف الأميركي متماهٍ تماما مع الموقف الإسرائيلي القائل بضرورة "تحقيق انتصار إسرائيلي وهزيمة حماس"، مؤكدا أن واشنطن لا تمارس دور الوسيط بل دور الوكيل عن إسرائيل.
إعلانومن جهته، أشار الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إلى أن الاتفاق كان على مرمى حجر في الأيام الماضية، لكن نتنياهو وضع عراقيل جديدة في مسارات رئيسية، أبرزها مسار الأسرى حيث يطالب بكشف كامل بأسماء الأسرى الأحياء والأموات، وهو ما ترفضه حماس باعتباره مستحيلا من الناحية الأمنية واللوجستية.
ويرى الكاتب المتخصص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن إسرائيل تحاول المناورة في 3 اتجاهات متوازية: أولاً محاولة الحصول على وثيقة استسلام من حماس، وثانيا جس نبض الوسطاء والطرف الآخر، وثالثا كسب مزيد من الوقت لاستكمال عمليات التدمير في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالضمانات التي تطلبها حماس لعدم استئناف الحرب، أوضح سعيد زياد أن الحركة لا تعول على الضمانات الدولية أو الأميركية، بل على قدرتها على الصمود وإعادة بناء قوتها العسكرية، مشيرا إلى أن "المقاومة تعول على المقاتلين الذين لا يزالون يقاتلون في جباليا بعد 445 يوما".
إدارة ترامب
وحول الموقف الأميركي المستقبلي، يرى الدكتور منيمنة أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تكون أكثر تشددا في دعم الموقف الإسرائيلي، موضحا أن "طاقم ترامب غير معني بالاعتبارات القيمية والإنسانية إلا كما هي بمقياس إسرائيل".
ويلفت جبارين إلى أن نتنياهو يحاول استغلال الفترة الانتقالية في الإدارة الأميركية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية، مع محاولة تأجيل المفاوضات الحقيقية للمرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة إلى ما بعد وصول ترامب للبيت الأبيض، مضيفا أن "نتنياهو يعلم جيدا أن ترامب ليس كبايدن والجمهوريين ليسوا كالديمقراطيين".
وعن مرونة حماس في المفاوضات، أكد زياد أن الحركة أبدت مرونة كبيرة في عدة مسائل، منها توقيتات الانسحاب وإعادة الانتشار ومفاتيح الأسرى وتوقيتات عودة النازحين، لكنها "لا يمكن أن تتنازل أكثر من ذلك لأنها تتعامل مع شخص ابتزازي".
إعلانويخلص الدكتور منيمنة إلى أن إسرائيل تواجه معضلة إستراتيجية على المدى البعيد، حيث إن "الفلسطينيين لا يزالون هم الأكثرية في فلسطين التاريخية وهي أكثرية إلى تزايد فيما إسرائيل… أقلية إلى تناقص"، مشيرا إلى أن نتنياهو واليمين الإسرائيلي "قطعا السبيل أمام إمكانية التعايش والصلح والسلام على المستقبل البعيد".
وفي ظل هذه التعقيدات، يرى جبارين أن الوضع الحالي "ليس منظرا شاذا" في الديمقراطية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن "أغلبية الاتفاقات التي أبرمت في داخل إسرائيل أبرمت رغم وجود معارضة في داخل الشارع"، وأن المعارضة غالبا ما تحاول ترتيب سلم الأولويات للحكومة.