جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@22:58:15 GMT

المرض أقوى منك

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

المرض أقوى منك

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 

يستفيق الإنسان يوميًا على العديد من النعم والخيرات ويغمض عينيه على ذلك، ويكبر والبعض سائر في ذلك، وآخرون يتقدم بهم العمر وهم حاصلون عليها، عائشون بسببها في بحبوحة وخير وفضل منه تعالى، ومن هذه النعم المهمة هي نعمة الصحة والعافية، ومع ذلك فإنَّ تلك الفئة المنعمة لم يسلم الناس من شرهم، ولم يستفيدوا بخيرهم، وحتى الإنسان المؤمن يرعوي عن الشر ويكون مفتاحًا للخير مغلاقا له أي الشر.

وعليه أن يزور المستشفيات ليعلم قيمة النعم التي هو بها، وليقف على الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الأخرى كمستشفى القوات المسلحة ومستشفى الشرطة للمرضى، وحجم الاهتمام والرعاية والتعامل الطيب الذي يجده المريض من كادر التمريض رجالا ونساءً، ومن الأطباء المعالجين.

لقد قُدِّر لي في الأيام القليلة الماضية أن أرقد في مستشفى القوات المسلحة، بسبب وعكة صحية مررت بها، وأزمة قلبية تعرضت لها، بسبب عوامل عديدة لم أسلم منها كوني إنسانا حالي حال أي بشر، لست معصوما من البلاء والابتلاء. وإن كان المرض في ظاهره ابتلاء وضيفا ثقيلا على الإنسان، لكنه يعلمنا الكثير ويفهمنا الكثير، ويقودنا إلى الرشد ويبعدنا عن الضلالة والقسوة والكبر والبطر والعنجهية والغطرسة، متى ما كان ذاك الإنسان ذا ضمير حي وعقل واعٍ متنور بنور الله، مغمور بالهداية والاستقامة والصلاح والتواضع وحب الخير وحب فعله والعمل به. نعم تم ترقيدي لأيام في أحد الأجنحة بالمستشفى المذكور.

وحقيقة الذي سمعته من أنين وصياح وصراخ عدد من المرضى، أمر مخيف ومتعب للغاية، خاصة مع عجز الأطباء عن فعل أي شيء لأولئك المرضى، بسبب عدم قدرتهم الجسدية لتحمل التخدير أو الأدوية المهدئة للآلام والأوجاع إلى حد إعطائهم جرعات كبيرة، أو لأسباب أخرى مختلفة، فإذا كان الحال كذلك في أقسام الرجال، فكيف الأحوال في أقسام النساء والأطفال.

وأنا ممدد على السرير، ساقتني الأفكار وقتها إلى إخواننا المرضى والمصابين في فلسطين والسودان واليمن والعراق وسوريا وغيرها من الدول. وقلت في نفسي إذا كان هؤلاء المرضى في السلطنة بلد أمن وأمان واستقرار، وفي هذا المستشفى بحجم مستشفى القوات المسلحة، وبعض المرضى يصرخ من الألم والأوجاع، ولم يستطع الأطباء فعل شيء تجاههم مع توفر الأجهزة والعلاج والأدوية والأمور طيبة، فكيف بإخواننا المرضى والمصابين في تلك الأماكن والدول التي ذكرتها.

علينا أن نقول الحمدلله على كل حال دائما وأبدا؛ ففي المستشفى المرقد لا يستطيع أن ينام لساعتين متواصلتين دون إزعاج من مريض آخر يئن من الألم والأوجاع. والمُرقَّد في المستشفى لا يستطيع أن يغمض عينيه لساعة، إلا ويجد طبيبًا أو ممرضًا آتٍ له يريد أن يحقنه بإبرة السيولة المتعلقة بالدم، أو بإبرة أخرى لحقنه بالأنسولين، أو بإبرة أخرى تغرس في جسدة وأحيانا في أماكن مختلفة منه لتعذر وجود عرق لأخذ دم لفحص إنزيمات القلب، أو لعمل فحوصات دم أخرى.

المُرقَّد في المستشفى يستجدي النوم لينام بهدوء وراحة بعض الوقت، ولكن هيهات هيهات ما أن يأتيه، إلا هناك من هو فوق رأسه طالبا منه أن يصحى لأن الطبيب الفلاني يريد أن يتحدث معه، وهم والحمدلله كثر. فطبيب القلب وطبيب الكلى وطبيب الكبد والأعصاب والأشعة والباطنية والقائمة تطول، كل أؤلئك يعملون لخدمة المريض ولعلاجه.

من خلال هذا المقال أقول شكرًا لوزارة الصحة ومستشفياتها، وشكرًا مستشفى القوات المسلحة وشكرًا مستشفى الشرطة. لكن أود الإشارة إلى ملاحظة بسيطة وهي أن المراكز الصحية في الولايات خدماتها محدودة، وتكتفي أحيانًا بإعطاء المريض لأيام عديدة بعض الحبوب المُسكِّنة، ويتفاجأ بعد استخدامها لفترة طويلة أن لديه التهاب في عضلة القلب أو في أماكن أخرى من جسده، وليس لتلك الأدوية والحبوب أية علاقة بما كان يُعانيه. لذلك فإن تزويد هذه المراكز الصحية بالأجهزة الطبية والكوادر الطبية بات أمرًا ضروريًا، يمليه حجم السكان وتزايد أعداد المرضى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خالد عمر: هذه الحرب حربٌ سلطوية إجرامية لا خير فيها

بورتسودان ـ تاق برس

قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف  إن هذه الحرب حرب سلطوية إجرامية لا خير فيها يسفك أطرافها الدماء ويتكسب بعضهم بمأساة الناس.

واوضح أن من يقرعون طبول  استمرارها  فئة منزوعة الخلق والضمير، مضيفاً “كلهم والغ في الدماء وشريك في هذا الجرم.

‏واشار إلى أنّ الصراعات داخل حلف بورتسودان بحسب تعبيره  بدأت بالتسريبات التي تحدثت عن المبالغ التي استلمتها الحركات المسلحة حتى تلتحق بالقتال إلى جانب القوات المسلحة.

 واضاف قائلاً: ” أن قصص الفساد التي يندى لها الجبين في بورتسودان وتواصلت بالتراشقات الاعلامية بين جناحي المؤتمر الوطني المحلول والصراع حول انعقاد مجلس الشورى الذي أخرج للعلن الخلاف المكتوم داخل طيات التنظيم لردح من الزمان.

واردف: “هذا الخلاف أكد في بيانات أطرافه الحقيقة التي لا جدال حولها وهي اختراق هذا التنظيم للأجهزة الأمنية والعسكرية وشعيه الدائم لتوظيف وجوده داخلها لمصالحه السلطوية الضيقة.

وقال إن قيادة القوات المسلحة ليست بمعزل عن كل هذه الأحداث فهي جزء لا يتجزأ من هذه الصراعات وهو ما ينذر بأن القادم أسوأ لا محالة.

وبيّن أن حلف بورتسودان يجتمع على شيء واحد فقط وهو استثماره في هذه الحرب ورغبته في إطالة أمدها بغرض التكسب منها دون أدنى اهتمام لكلفتها الإنسانية العالية وآثارها الكارثية على البلاد والعباد.

واكد أن جوهر الصراع الحالي هو صراع حول غنيمة السلطة والثروة، يتسابقون حول من يكون له القسط الأوفر منها فحسب.

ونوه الى ان عناصر الحلف يتسابق حول السلطة والثروة ولا يعيرون أدنى اهتمام لمأساة مواطن الجزيرة المكلوم الذي يعاني الأمرين من جرائم الدعم السريع.

وتابع:” غارات طيران القوات المسلحة تمزق أجساد النساء والأطفال في دارفور وتعطل المرافق الصحية وعدم قدرتها على التصدي لهذه الكارثة.

واكد أن ذلك التحالف لم ينظر لمعاناة ملايين اللاجئين والنازحين الذين تقطعت بهم السبل في المنافي ولا يعلمون متى يعودون لبلادهم ولحياتهم الطبيعية.

وقطع بانه آن أوان وحدة الصوت المناهض للحرب حتى يعزل عنها كل مشروعية ويفرض انهاءها الفوري ويضمن وضع قضايا وقف الحرب وحماية المدنيين كأولوية ويحاسب المنتهكين.

 مشيرا الى انه هذه الخطوة يبتدر حلاً سلمياً حقيقياً يؤسس لوطن يسع أبناءه وبناته دون تمييز أو هيمنة

الدعمالسريعالقوات

مقالات مشابهة

  • منظمة ” أطباء بلا حدود” تعلّق أنشطتها  في مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم
  • خالد عمر: هذه الحرب حربٌ سلطوية إجرامية لا خير فيها
  • "تنبيه آلي" لتناول الدواء.. تقنية جديدة في مستشفيات بريطانيا
  • قطر.. تعيين رئيس أركان القوات المسلحة
  • فوائده تفوق مخاطره.. أوروبا تقر علاج ألزهايمر "الممنوع"
  • الجراح الفلسطيني عدنان البرش.. من مستشفيات غزة إلى الشهادة في سجون الاحتلال (شاهد)
  • مستشفى شهداء الأقصى بغزة يناشد العالم توفير الأدوية لإنقاذ حياة مئات المرضى والجرحى لديه
  • كاريكاتير.. القوات المسلحة تفشل عدوان أمريكي على اليمن
  • محافظ الإسماعيلية يتفقد مستشفى القنطرة شرق المركزي
  • طفلة قد لا تتحدث أو تمشي مرة أخرى بسبب فيروس برد