ومع تعاقب الغزاة عليها كان كل غازي يسرق ما أمكنه من أثارها قبل ان يرحل مدحورا، إلى أن ياخذ مكانه غازي أخر ليضيف الى ماسبقوه المزيد من النهب والتخريب لأثار اليمن التي باتت اليوم ضمن بنك أهداف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن والمحتل لأجزاء من جنوبه، ويبدو ان دافع غزاة اليوم يختلف عن دافع أسلافهم بالأمس الذين كان هدفهم السطو على كنوز اليمن وتاريخها بعكس غزاة اليوم الذين تكشفت دوافعهم بأنها بهدف الحقد على تاريخ اليمن بدليل أن صواريخهم سبقت أياديهم بالوصول الى عدد من المواقع الأثرية اليمنية .

. تفاصيل في سياق التقرير التالي:

تقرير : مارش الحسام
يعد اليمن مهد الحضارات لتعاقبها عليه منذ فجر التاريخ، وقد تركت كل حضارة شواهدها الاثرية والتي لا تقتصر فقط على المعمار والتحف والتماثيل والصخور وانما لتشمل الكم الهائل من المخطوطات والوثائق المكتوبة والتى تفوق في تعدادها على ماخلفته عدد من الحضارات الاخرى في مختلف البلدان.
ويقول باحث الآثار اليمني عبدالله محسن، في منشور له على منصة أكس: " اليمن القديم خلف لنا من الوثائق المكتوبة عدداً أكبر مما خلَّفه عديد من الحضارات الأخرى الأكثر شهرة بين الناس، ولو حاولنا القيام بجردة كاملة لتبين لنا أنَّ اليمن أحد أغنى مناطق العالم بالنسبة لعلم النقوش".

مكتبة من مخطوطات اليمن
ومن المؤسف القول أن السواد الأعظم من تلك المخطوطات والمنقوشات الكتابية انتهى بها المطاف في متاحف ومكتبات دول غربية، بل ان بعض الدول حضيت من المخطوطات اليمنية مايوازي مكتبة متكاملة ولاسيما دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي حضيت بنصيب الأسد منها مع هجرة اليهود اليمنيين الى فلسطين المحتلة.
ويشير الباحث عبدالله محسن، أن احدى العائلات اليهودية اليمنية قامت بتهريب 60 ألف مخطوطة يمنية إلى القدس، وهي أكبر مجموعة من المخطوطات اليمنية في العالم، من قبل عائلة يهودا ليفي ناحوم (1915-1998) وهو يهودي يمني هاجر إلى فلسطين عام 1929.

مخطوطات ذهبت مع بساط الريح
فيما يوكد باحثون في الهيئة العامة للآثار لصحيفة اليمن، ان أكبر عملية تهريب للمخطوطات اليمنية إلى فلسطين المحتلة كانت خلال الفترة يونيو 1949 إلى سبتمبر 1956 ومايعرف بعملية بساط الربح التي نفذتها الوكالة اليهودية لترحيل نحو 49 ألف يهودي من يهود اليمن إلى إسرائيل عبر ميناء عدن.
وهولاء لم يذهبو خاليي الوفاض، وبحسب وصف أحد المهتمين بالآثار: "اذا كانوا قد اخذو معاهم شتلات القات إلى فلسطين المحتلة، فهل يمكن ان يتخلوا عن مخطوطاتهم وكتبهم القديمة والتى تعد جزء من ديانتهم".
مضيفا: "بعض العائلات اليهودية كانت تحتفظ بنسخ نادرة من التوارت والتى توارثتها العائلات لما يقارب نحو 600 سنة، بل ان عدد من البيوت اليهودية كانت تحوي مكتبة مصغرة تظم مخطوطات بعضها تحوي نصوص من الكتاب المقدس، وكتب تراثية قديمة كانو يحرصون على تدريس ابنائهم إياها، وهو دليل لاجدل عليه ان بيوت العائلات اليهودية كانت زاخرة بالكتب والمخطوطات القديمة والتي بالتاكيد حرصو على نقلها معهم إلى فلسطين المحتلة اما باعتبارها ارث يهودي أو ممتلكات خاصة، لفت انها ارث يمني لايحق لاي شخص التصرف به حتى لو كان يهوديا، ارث اليمن القديم وتاريخها وحق عام تمتلكه الدولة ومن حقها استعادته".

نسخة عمرها 6000 سنة
تعد عملية بساط الريح الأشهر وليست الوحيدة لترحيل اليهود اليمنين الى فلسطين المحتلة والذين استمر تدفقهم إليها بمعية مخطوطاتهم تباعا حتى رحيل أخر عائلة يهودية من اليمن.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ففي ٢١ مارس ٢٠١٦ وصل الى مطار بن غوريون الدولي وصل ١٩ يهوديًا يمنياً وبحوزتهم نسخة نادرة من التوارات توارثها حاخامات اليهود اليمنيين لنحو 600 سنة.
وهذه المخطوطة تعد أقدم وأكبر نسخة من التوراة مكتوبة على جلد حيوان، والتي تضمن محتواها بشارة برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، حيث وصفت صحيفة "هآرتس" العملية بـ"السرية والمعقدة".

قديمة ومستمرة
يؤكد وكيل الهيئة العامة للآثار إبراهيم الهادي، لصحيفة اليمن، أن عملية تهريب الآثار اليمنية قديمة قدم الاهتمام الغربي بباب المندب.
ولفت إلى أن اليمن بموقعها الاستراتيجي وتاريخها الحضاري الحافل برصيد وافر من الكنوز الأثرية قد جعل منها مطمعا للغزاة والطامعين بموقعها وكنوزها وكانو يطلقون عليها اسم العربية السعيدة.
وأضاف: "عملية نهب الآثار اليمنية من قبل الغزاة والباحثين والمستشرقين قديمة جدا ولكن ماهو مدون في التاريخ يذكر أن أول بعثة أجنبية الي اليمن كانت في العام 1762 عبر الدنماركي كارستين نيبور، ويذكر التاريخ ان اليمن دخلت في لعبة المنافسة بين القوى الاستعمارية الكبرى، للسيطرة باب المندب، ووصلتها عدد من الحملات الاستعمارية والبعثات الاستكشافية، ومنها على سبيل المثال بعثة البحوث الاثرية الفرنسية، والباحث الاثري النمساوي جلازير الذي زار اليمن اربع مرات، وعملية الانتهاب مازلت مستمر حتى الان وخلال العدوان الذي دمر كثير من الآثار وأوجد مضله لتهريبها عبر المنافذ التي يسيطر عليها".

تهريب وتزوير ومسرحية
بالتزامن مع استمرار تدمير وتهريب وتزوير الآثار اليمنية وبالاخص في المناطق المحتلة واختفاء لقطع وتحف من متاحفها هناك وظهورها في مزادات وصحاري بلدان أخرى، اعتدنا من أسبوع لأخر سماع خبر يفيد ببيع قطع أثرية يمنية في مزادات لندن وباريس وكوبنهاجن وتل أبيب وواشطن.. الخ، كما اعتدنا من وقت لأخر سماع فصول جديدة من مسرحية هزلية عنوانها اكتشاف قطع وتحف أثرية في صحاري الإمارات في محاولة بائسة منها لطمس الهوية اليمنية وتأصيل أبوتها.

80% لصحراء الإمارات
تشير تقديرات خبراء في الهيئة العامة للآثار، أن وتيرة تهريب الآثار اليمنية ارتفعت بشكل كبير خلال العدوان وسيطرته على المنافذ واجزاء من البلاد.
وأوضحوا أن نحو 80% من الآثار اليمنية المهربة تأخذ طريقها صوب الإمارات بغية انتاج فصول جديدة من مسرحيتها الهزلية.
وأن ما يتم عرضه في المزادات العالمية لا يتجاوز 20% من التي يجري تهريبها عبر سماسرة وعصابات متخصصة في سرقة وتهريب الآثار إلى خارج اليمن تحت مضلة العدوان.
وهذه التقديرات والتقارير يؤكدها تقرير أخر للباحث اليمني المختص في تتبع ورصد الآثار المهربة الباحث عبدالله محسن، الذي يقول "إن التقديرات الأولية لعمليات بيع القطع الأثرية اليمنية، المُهرّبة والمسروقة منذ بداية الحرب وحتى العام، تتجاوز 10 الآف قطعة".
وفي منشور آخر له يؤكد أن القطع الأثرية اليمنية التي عرضت في صالات ومزادت دولية منذ بداية العدوان وحتى العام 2022 بلغت 2,610 قطعة، منها 2,167 قطعة في الولايات المتحدة لوحدها، تجاوزت قيمتها (12) مليون دولار.
ومابين الرقم الذي حدده الباحث في تقديراته الأولية (لعدد الآثار التى جرى تهريبها) وبين الرقم الذي رصده لعدد القطع التي عرضت للبيع في مزادات خارجية، تثور ألف علامة استفهام حول مصير بقية القطع الأثرية؟

62 وما خفي أعظم
في منشور له على منصة أكس، ورصدته صحيفة اليمن، يفيد الباحث محسن أن نحو 62 قطعة أثرية يمنية، عُرضت وتُعرض للبيع في العديد من المزادات العالمية خلال العام 2023م.
ووفق باحث الآثار اليمني عبدالله محسن، فإن القطع الأثرية ال62 التي عُرضت خلال العام 2023م تم بيع بعضها، وبعضها ما زالت معروضةً للبيع، في مزادات عالمية عدة في “أمريكا، فرنسا، بريطانيا، اسكتلندا، اليابان، كندا، سويسرا، إسرائيل، والكويت”.

7 متاحف غربية لسرقة الحضارة اليمنية
أوضح الباحث عبد الله محسن، احتواء 7 متاحف عالمية على 1,384 قطعة أثرية يمنية مهربة ومسروقة.. مبيناً أن عدد من تماثيل الأسُود البرونزية اليمنية موزّعة في متاحف أوروبية، وفي الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن أشهرها تلك الموجودة في المتحف الوطني للفن الآسيوي "سميثسونيان" في الولايات المتحدة الأمريكية، ومتحف فيتزويليام "كامبردج" في بريطانيا، ومتحف "إسرائيل" في القدس.
وأوضح، في منشور له على صفحته ب"فيس بوك"، أنه قبل ما يزيد عن 27 قرنا من الزمان في مدينة نشن (نشان) مملكة معين، كانت الصناعة وسبك المعادن من جوانب الصورة الذهنية عن حضارة اليمن.
وتابع: "كانت البرونزيات بأنواعها رائجة بما في ذلك تماثيل الأسُود، ومن هناك جاءت أسُود مجموعة شلومو موساييف، وهو جامع آثار وتاجر مجوهرات صهيوني".
أما أسَد متحف فيتزويليام "كامبردج"، يضيف "فهو من آثارنا في حضرموت، وله قصة شهيرة"، وقد أوردها في سياق التعليقات عن طريق حكاية جرت بين السلطان القعيطي وأحد المستشرقين الغربيين.
ويؤكد محسن أن الأسُود الأخرى تبرّعت بها لمتحف سميثسونيان المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان "مجموعة ويندل وميرلين فيليبس"، وهي واحدة من أشهر بعثات الآثار في اليمن، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، كشف الباحث المهتم بالآثار، عن تمثالا أثريا يمنيا عرض للبيع في مزاد الفن القديم والعسكري لدار مزادات "أبولو" لندن في 13 من يوليو الجاري.
وأوضح، في منشور له على صفحته في "فيس بوك"، أن التمثال "من المرمر من القرن الثالث قبل الميلاد من آثار اليمن من قتبان يقف مرتدياً قبعة وسترة طويلة ضيقة، على قاعدة منحوتة إلى ثلاث طبقات، في الطبقتين العلويتين اسم صاحب التمثال بحروف المسند".

متاحفنا محصنة وتهريب محدود
وحول ما إذا كانت المتاحف والمناطق الأثرية في سيطرة حكومة صنعاء محصنة مما ابتليت به نظيراتها في المناطق المحتلة التي تتفشى فيها ظاهرة تهريب الآثار ووصلت إلى درجة اختفاء قطع أثرية من متحفي تعز وعدن وظهورهما في مزادات غربية.
أكد وكيل هيئة الآثار إبراهيم الهادي، أن المتاحف الوقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء محصنة تماما ولم يحدث ان فرطت احداها بقطعة واحدة خلال سنوات العدوان.
وأردف قائلاً: "الحصانة التي اتحدث عنها تخص المتاحف ولا تخص المناطق الواقعة تحت سيطرتنا، فتهريب الآثار اليمنية مستمر منذ قرون ولم يتوقف ولكن في مناطقنا محدود جداً أقل من السنوات السابقة، بعكس المناطق المحتلة، ولذلك أتحدى أحد أو جهة ان تثبت تهريب قطعة واحدة من المتاحف الواقعة تحت سيطرتنا، أنا لا انفي وجود تهريب لقطع أثرية من مناطقنا، نعم مازال هناك تهريب محدود لقطع تم نقلها من مواقع أثرية تم شراءها من تجار، وتهريبها إلى المناطق المحتلة تمهيدا لتهريبها أو بالأصح نقلها إلى الخارج بحماية من العدوان، هذا يحدث من وقت لآخر وبشكل محدود، وبعكس المناطق المحتلة التي لم تسلم حتى المتاحف من النهب، أما متاحفنا فهي مصانة والمستحيل بعينه ان تهرب منها قطعة واحدة".

قاعدة لتعقب الآثار المهربة
وعند سوائله عن توجهات الهيئة في الحفاظ على الآثار وموقفها من نهب الآثار اليمنية في المحافظات المحتلة وعرضها في مزادات غربية؟ .. كان رد وكيل الهيئة العامة للآثار، كالتالي: "المعضلة الكبرى التى نواجها هي العدوان يوفر الحماية لتجار ومهربي الآثار ويوفر مضلة وحماية لتهربيها، والمنافذ ليست تحت سيطرتنا، ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية التي تقع على عاتقنا تجاه تاريخنا، ونحن بدورنا قمنا بانشاء موقع اليكتروني لرصد وتوثيق وتتبع الآثار اليمنية، ولدينا معرض صور يحوي كل القطع التي تم تهريبها للخارج وبيعها في مزادات أو تلك التي تدعى الإمارات أنها اكتشفتها في صحرائها.. وقمنا بعمل قاعدة بيانات لكل قطعة تم عرضها أو بيعها في مزادات خارجية، قاعدة البيانات تحوي ليس فقط صورة القطعة أو تاريخها وانما كل المعلومات التفصيلية المتعلقة بها".
وأضاف "ومع زيادة جرائم تهريب الآثار برعاية من العدوان السعودي الإماراتي، حاليا في الموقع صور لآلاف القطع التي عرضت في مزادات بالخارج، وخصوصا هولندا وبريطانيا والمانيا، وعملنا لكل صورة أو قطعة قاعدة بيانات، مدون فيها اسم القطعة وتاريخها وإلى أي عصر تعود، ومعلومات عن المزاد الذي عرضت فيه والجهة أو الموسسة التي عرضتها في المزاد والجهة المنظمة أو الراعية وكل المؤسسات التى لها علاقة ببيع وتهريب الآثار، وندون أيضاً كم بيت للمشتري، واسم المشتري، وضعنا قوائم للجهات الرسمية والانتربول ولن نسكت حتى يتم استعادتها".

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الهیئة العامة للآثار المناطق المحتلة فلسطین المحتلة الآثار الیمنیة القطع الأثریة عبدالله محسن تهریب الآثار إلى فلسطین فی مزادات التی عرضت عدد من

إقرأ أيضاً:

ما تعرضت له الموانئ اليمنية من استهداف وتدمير ممنهج منذ العام 2015م يندرج في إطار جرائم الحرب الكبرى

 

الثورة / أحمد كنفاني

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجلّ الاعتداءات الوحشية، دمّر طيران العدوان الأمريكي مساء الخميس الماضي ميناء رأس عيسى النفطي بالصليف في محافظة الحديدة بالكامل، في إطار حرب إبادة ممنهجة تستهدف المنشآت الاقتصادية.

وهذه هي المرة الثانية التي يستهدف فيها الميناء النفطي، حيث تعرّض من قبل لقصف مكثّف من الطيران الأمريكي الإسرائيلي، الذي استهدف البنية التحتية بشكل مباشر، مخلّفًا دمارًا هائلًا في أرصفته ومرافقه الحيوية.

الميناء، الذي كان يُشكّل منشأة مدنية يُستخدم لأغراض مدنية بحتة يقتصر على استقبال وتفريغ المشتقات النفطية والغازية، وتخزينها قبل نقلها وتوزيعها إلى العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، لتغطية احتياج المواطن من المواد الحيوية المرتبطة بالحياة اليومية، أصبح الآن حطامًا متناثرًا، بعدما مزّقت الصواريخ بنيته وجعلت منه ساحة رمادٍ مليئة بدماء 80 شهيدا، ناهيك عن إصابة أكثر من 150 من عمال وموظفي المنشأة من شركتي النفط والغاز.

لم يكن استهداف الميناء حدثًا منفصلًا، بل يأتي ضمن استراتيجية العدوان الأمريكي الصهيوني الأرعن لتدمير كل مقوّمات الحياة في اليمن، فإلى جانب الميناء، طالت الغارات الأسواق والمصانع والمزارع، ما يعمّق من الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 30 مليون مواطن يمني محاصرين منذ سنوات طويلة.

إن عجز الإدارة الأمريكية عن تحقيق أي من أهدافها في إرغام اليمن وقواته المسلحة على وقف مساندته للشعب الفلسطيني في غزة جعلها تتمادى في جرائمها وتتهور أكثر من أي وقت مضى في استهداف المدنيين وضرب البنية التحتية، وتحديدًا تدمير ما تبقى من المقدّرات الاقتصادية، بما في ذلك استهداف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومطار الحديدة الخارج عن الخدمة بأكثر من 60 غارة متتالية، وُصفت بالأعنف منذ منتصف مارس الماضي وابريل الجاري 2025م.

ويؤكد النائب الأول لرئيس الوزراء بحكومة البناء والتغيير العلامة محمد مفتاح، أن الجريمة الأمريكية لا مبرر لها على الإطلاق، والعدوان الأمريكي بأكمله على اليمن غير مبرر.. وقال” إن الأمريكي منفرداً عن كل العالم أتى إلى بلادنا يعتدي علينا بذريعة حماية الملاحة التي لا توجد أي مشكلة حولها”.

وأشار إلى أن الملاحة محمية، والذي يهددها ويهدد السلم والأمن الدوليين هو العدوان الأمريكي على الشعوب وعلى رأسها الشعب اليمني.. موضحاً أن موضوع منع الملاحة عن البحرية الصهيونية مرتبط بوقف الكيان الصهيوني العدوان ورفع الحصار عن غزة.

ودعا العلامة مفتاح جميع دول العالم إلى إدانة الجريمة الأمريكية التي استهدفت العاملين في الميناء وملاك المحطات وأصحاب قاطرات النفط.. مؤكداً أن العدو الأمريكي تعمد إبادة جميع المتواجدين في ميناء رأس عيسى بسلسلة غارات إجرامية.

وجدد التأكيد على أن اليمن لن يسمح للأمريكي بفرض حصار على بلادنا، وعلى العدو تحمّل تبعات هذه الجريمة.. مضيفاً “على من بلعوا ألسنتهم ولم يدينوا هذه الجريمة، أن يخرسوا عندما يأتي الرد اليمني”.

بدورهما يعتبر وزيرا النقل والأشغال العامة بحكومة البناء والتغيير محمد عياش قحيم والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، أن الاستهداف المباشر لموانئ الحديدة من قبل العدو الأمريكي الإسرائيلي له تداعيات كارثية خطيرة، ويفاقم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

وأشارا إلى أن الجريمة الأمريكية في ميناء رأس عيسى عنوان فشل ذريع للعدوان على اليمن.. ولفتا إلى أن تدمير العدو الأمريكي للمنشآت المدنية محاولة فاشلة لإثناء الشعب اليمني عن موقفه المبدئي في نصرة غزة.

وأضافا ” نقول للمرتزقة وكل الذين باعوا دينهم بحفنة من الأموال: اصمتوا ولا تكونوا أبواقاً للأمريكي والصهيوني”.

وأكدا أن ميناء رأس عيسى منشأة مدنية خدمية للشعب اليمني، والعدو الأمريكي تعمد تدميرها لإلحاق الأذى بالمواطنين.. ونوها إلى أن هذه الجريمة الكبرى لن يتم السكوت عليها ولن ثني الشعب اليمني عن إسناد غزة.

من جانبه يوضح محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن ما أقدم عليه العدو الأمريكي من استهداف ميناء رأس عيسى حرب ممنهجة ضد المواطنين.. مؤكدًا استمرار موقف اليمن الثابت في إسناد غزة حتى يتوقف العدوان الصهيوني على الفلسطينيين.

“كارثة بيئية وإنسانية”

إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، يُنذر تدمير الموانئ بكارثة بيئية، حيث حذرت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية من مخاطر التلوث البحري الناجم عن استهداف العدوان الأمريكي لميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة، والذي تسبب في تسرب كميات كبيرة من النفط إلى مياه البحر.

وأوضحت الوزارة أن القصف بأكثر من 16 غارة الخميس الماضي، أدى إلى تدمير مرافق الميناء وخزانات التخزين، الأمر الذي تسبب في تسرب كميات من المواد النفطية والصناعية السامة إلى مياه البحر، ما يُنذر بوقوع كارثة بيئية وشيكة في البحر الأحمر، قد تتسبب في تدمير النظام البيئي البحري، ونفوق كميات كبيرة من الأحياء البحرية، وتهديد الثروة السمكية التي تعد مصدر رزق لمئات الآلاف من الأسر اليمنية.

وأشارت الوزارة في بيان صادر عنها إلى أن انتشار بقع التلوث النفطي في المياه الإقليمية اليمنية قد يؤدي إلى إغلاق مناطق صيد واسعة، ويعطل النشاط البحري، ويؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي في البلاد، في ظل الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن.

ودعت المنظمات الدولية المعنية بالبيئة إلى إدانة هذه الجريمة والمساعدة في احتواء التسرب النفطي الناجم عن استهداف الميناء للحد من تأثيراته الكارثية على البيئة البحرية.

وحمّلت الوزارة أمريكا المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة وما تترتب عليها من تداعيات إنسانية وبيئية واقتصادية جسيمة.. مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، شجّع العدوان على ارتكاب مثل هذه الجرائم.

بدوره، يقول الناشط البيئي محمد خليل “ما جرى ليس فقط تدميرًا لميناء رأس عيسى، بل جريمة بيئية تهدد البحر والكائنات البحرية، العدوان الأمريكي الاسرائيلي لم يكتفِ بقتل البشر، بل يقتل حتى البحر”.

ورغم الدمار الهائل للأعيان المدنية والاقتصادية في معظم المحافظات، يتمسّك اليمنيون بقضية مناصرة الفلسطينين في غزة، في مشهد مؤثّر، في رسالة تحدٍّ واضحة بأن اليمن مع غزة وفلسطين مهما حاول العدوان محو ملامح الحياة فيها.

من جانبه يقول رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية زيد أحمد طه الوشلي، طيلة الفترة الماضية، صوّب العدوان عبر أبواق إعلامه من المرتزقة الفاشلة على ميناء الحديدة مقر تستخدمه القوات المسلحة اليمنية كحجة سخيفة تريد من بعدها استهداف هذا الميناء وقطع الشريان الإنساني الوحيد للبلاد وبالتالي تشديد الحصار وخنق الشعب اليمني.

وأوضح أن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة منذ 20 يوليو حتى 19 ديسمبر العام الماضي خلفت خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.

وأكد الوشلي أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر ما زالت تعاني تبعات الأضرار السابقة للغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة الثلاثة.

وبيّن أن الغارات الأمريكية وما سبقها من الإسرائيلية الأخيرة تسببت بأضرار جسيمة في المعدات والبنية التحتية لميناء الحديدة، والتي طالت الكرينات (الرافعات) الجسرية ومحطة الكهرباء واللنشات القاطرة المساعدة للسفن.

معتبرا تدمير الموانئ اليمنية انتهاكا صارخا لمبادئ وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومنها اتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولات الملحقة بها، التي تجرم استهداف المرافق الحيوية التي لا غنى للناس عنها كالموانئ والمنشآت الاقتصادية باعتبارها من الأعيان المدنية المحظور استهدافها.

“زيارة البعثة الأممية لموانئ الحديدة”

زار وفد من البعثة الأممية المقيمة في الحديدة الاثنين الماضي، ميناءي الصليف ورأس عيسى برئاسة محمد رفيق الإسلام.

وأطلع الوفد المكون من الخبراء الأمميين محمد زيني بن عثمان، وأوغسطين كويسي أسيبور، وريتشارد سيكيتيلكو، على حجم الأضرار التي لحقت بهما جراء الغارات التي شنّها العدوان الأمريكي.

واستمع من ضابط الارتباط الميداني العقيد علي المطري إلى شرح حول التداعيات الخطيرة لاستهداف الموانئ، وانعكاسات ذلك على الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد، لاسيما في ظل استمرار الحصار وتصاعد الأزمة الإنسانية.

وأعرب أعضاء البعثة الأممية عن استيائهم الشديد إزاء حجم الدمار، مؤكدين أن زيارتهم تهدف إلى توثيق الانتهاكات وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وأنهم بصدد إعداد تقرير محايد وموضوعي سيتم رفعه إلى الجهات الأممية المعنية.

من جانبه، أكد العقيد المطري أن الزيارة تأتي في إطار التعاون مع الأمم المتحدة لكشف وفضح جرائم العدوان.. مشيراً إلى أن تدمير الموانئ يعرقل وصول المساعدات ويزيد من معاناة المواطنين.

“نبذة عن ميناءي الحديدة والصليف”

تبلغ المساحة الكلية لميناء الحديدة (314,955,726) متر مربع، تتوزع كالآتي :

المساحة المائية (307,455,726) متراً مربعاً. المساحة البرية (7,500,000) متر مربع.

فيما تبلغ الطاقة التصميمية القصوى (9,000,000) طن سنوياً، تتوزع للبضائع عامة (1,000,000 طن)، صب جاف (1,500,000طن) ، صب سائل (4,000,000 طن)، بضائع محواه (2,500,000 طن)، للحاويات (280.000) حاوية مكافئة سنوياً.

في حين يبلغ اجمالي المساحة الكلية لميناء الصليف (33,174,313) متراً مربعاً.

المساحة المائية (32,056,513) متراً مربعاً.

المساحة البرية (1,117,800) مترمربع .

وتقدر الطاقة التصميمية القصوى (2,500,000) طن سنوياً، للبضائع صب جاف (2,500,000طن ).

وتشكل تلك الموانئ المدنية شريان حياة لليمنيين يعتمدون عليها في استقبال السفن وتزويدهم بالمواد الغذائية والنفطية.

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو: للمرة العاشرة يتم إطلاق صاروخ من اليمن خلال شهر
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه صاروخا أطلق من اليمن
  • جيش الاحتلال يعلن اعتراضه صاروخا أطلق من اليمن
  • إسرائيل تعلن إعتراض صاروخا أطلق من اليمن
  • موقع صهيوني: الضربات اليمنية ستتصاعد وتستهدف الأعماق الاستراتيجية رغم التصعيد الأمريكي
  • ما تعرضت له الموانئ اليمنية من استهداف وتدمير ممنهج منذ العام 2015م يندرج في إطار جرائم الحرب الكبرى
  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات
  • رسائل الردع تتوسع.. الصواريخ اليمنية تصل إلى شمال فلسطين المحتلة
  • عمليتين عسكريتين لـقوات صنعاء في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة