آفاق النهضة المُتجددة في عُمان
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
د. أحمد عبدالكريم عبدالله
مما لا شك فيه أننا كلنا ثقة برؤية وخطة بلادنا الغالية "عمان 2040"، وكذلك الإدارة الوطنية التي تقود هذه الخطة نحو النجاح والتطور، وأن آمالنا وطموحنا كبير في الدفع بموارد ومقدرات بلادنا نحو تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستغلال الأمثل وتعظيم الاستفادة.
ولا شك أن تحقيق التنمية الشاملة يحتاج إلى اهتمام أشمل، فلن نستطيع أن ننجح في تحقيق اقتصاد قوي وحديث إذا لم نحقق تعليما قويا وحديثا مبنيا على اهتمام بالغ بتطور تكنولوجي زراعي وصناعي حديث يدعمه اهتمام وتطور لوجستي مع إصدار أنظمة وتشريعات مدروسة ومحفزة للاستثمار المحلي والخارجي والتجارة وإعادة التصدير ومناطق اقتصادية متكاملة ومرتبطة ونراعي نصب أعيننا المصالح الوطنية العليا للوطن والشعب وكل تلك الاهتمامات عبارة عن سلسلة من الحلقات والدوائر المتكاملة كل دائرة تكمل وتؤدي إلى أخرى، ولن تكتمل الدورة الاقتصادية إلا باهتمام وعناية فائقة بتوصيل كل تلك الحلقات ببعضها البعض.
ويأتي دور القيادة والإدارة المؤسسية التي تضع الأهداف ومن ثم تخطط وتنفذ وتنسق ثم تشرف وتتابع وتقيم حتى تصل إلى تحقيق أهدافها بنجاح ثم تحتفل وتكافئ كل رواد وفرق النجاح وليس هناك مجال لتكريم أو مكافأة إلا للمبدعين والقيادات الكفؤة التي ساهمت وتساهم في هذا الإنجاز والتقدم، من خلال تحقيق أهداف برامجها المؤسسية كل بدوره نحو تحقيق آفاق النهضة الوطنية.
ومن يشكك في إمكانات وقدرات وطننا ليس على حق ولا على صواب، ومن يشكك في أهداف إستراتيجيات وخطط وطننا وفي قيادات وشخصياتنا الوطنية أيضًا ليس على صواب أو على حق، فلن ينهض هذا الوطن إلا بقدراته وإمكاناته ورجالاته، لذلك فنحن بحاجة شديدة إلى تعزيز الثقة والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد نحو هدف واحد من النمو والتطور المرجو، وبتضافر قدرات وإمكانات هذا الوطن خلف قيادتنا الصادقة والمخلصة لتحقيق هذه النهضة المتجددة.
ومما لاشك فيه أن النهضة والتطور والنمو الاقتصادي لأي بلد لا يتأتى إلا في ظل الأمن والاستقرار بكافة أبعاده السياسية الاجتماعية، مما يتطلب توفر وعي عام وتضافر الجهود على كافة الأصعدة والمستويات الداخلية والخارجية، وبالتالي فإنَّ المواطن المخلص الواعي يعتبر صمام الأمان والعنصر الأساسي لهذا التوجه؛ مما يوجب على كل مواطن سوي أمين على مستقبله ومستقبل أبنائه ووطنه، أن يعمل بصدق وإخلاص في تحقيق هذا التوجه وليكون الركيزة الأساسية للمساهمة في البناء والتقدم وتحقيق النهضة والتنمية المستدامة، وحتى تتوجه إمكانات البلد إلى هذا المسار بدل التوجه إلى مسارات أخرى لا تخدم مسيرتنا الوطنية في النمو والازدهار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
معاناة الشعوب العربية بسبب ويلات الحروب تتصدر مسابقة آفاق بـ«القاهرة السينمائي»
نجح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45، منذ لحظاته الأولى فى خطف الأنظار بقوة ليحافظ على صدارته ضمن أفضل المهرجانات حول العالم؛ لا سيما أنه أحد أعرق المهرجانات فى العالم العربى وأفريقيا، إذ ينفرد بكونه المهرجان الوحيد فى المنطقة العربية والأفريقية المسجل فى الاتحاد الدولى للمنتجين فى بروكسل FIAPF، وقد تميز المهرجان فى دورته الحالية بتنوع كبير فى الأفلام المشاركة بجميع المسابقات، وبخاصة مسابقة آفاق السينما العربية التى سيطرت عليها القضايا الإنسانية والعربية كالقضية الفلسطينية والحرب على لبنان والأزمة السورية، حيث نقل صورة ومعاناة الشعوب من خلال السينما.
«أرزة» يجسد صلابة المرأة اللبنانيةوكان فى مقدمة تلك الأفلام «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب، وهو إنتاج مشترك بين مصر ولبنان والسعودية، ويعود اسم الفيلم إلى الأرزة وهى شعار لبنان والعلم اللبنانى، ويتناول معاناة الشعب اللبنانى من أزمات مستمرة منذ عدة سنوات، والعمل من بطولة الفنانة اللبنانية دايموند بو عبود، ووضع زوجها الفنان هانى عادل الموسيقى التصويرية للفيلم، والذى تدور أحداثه حول الأم العزباء «أرزة»، والتى تصطحب ابنها المراهق فى مغامرة عبر بيروت بحثاً عن دراجتهما البخارية التى تُعد مصدر دخل العائلة الوحيد، وتضطر لاستخدام أساليب لحماية نفسها وابنها من خلال التنكر وتغير لهجتها من أجل إيجاد الدراجة.
«وين صرنا؟» يرصد محنة غزةكما تناول الفيلم الوثائقى «وين صرنا» معاناة الشعب الفلسطينى، وهو العرض العالمى الأول للفيلم من خلال مسابقة آفاق للسينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الـ45، وهو إنتاج وإخراج الفنانة درة، التى أرادت توثيق معاناة أشخاص حقيقيين من فلسطين ورحلتهم فى النزوح من غزة بعد أيام صعبة تحت القصف المستمر.
وقالت الفنانة درة لـ«الوطن»، إنها أرادت ألا تشارك بالفيلم كممثلة لكى تسلط الضوء على الأبطال الحقيقيين للقصة، قائلة: «أردت فقط دعم القضية الفلسطينية من خلال خبرتى الفنية». وتدور أحداث «وين صرنا»، حول شخصية امرأة شابة من غزة، نزحت إلى مصر بعد نحو 3 أشهر من الحرب، مع ابنتيها الرضيعتين، واللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر ومعاناة 5 سنوات.
«سلمى» يعكس الواقع السورى المريرويشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية فيلم «سلمى»، والذى يبرز معاناة الشعب السورى، ورحلته المستمرة منذ سنوات من أجل الوصول إلى الراحة والاطمئنان فى ظل ما يعايشه من أحداث مؤسفة جراء الحرب المستمرة منذ سنوات، من خلال قصة واقعية بعد الحرب وزلزال سوريا، وهو من بطولة وإنتاج الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أرادت دعم بلادها فى محنتها من خلال رسائل فنية تعبر عنها وترصد واقعاً يعيشه آلاف الأسر السورية تحت ويلات الحرب.
وأوضحت «سولاف»، لـ«الوطن»، أن «سلمى» يخاطب الجمهور العادى ويعبر عن حال المرأة القوية، قائلة: «أحب دائماً فى أعمالى مخاطبة الناس لأن عملى ليهم فى الأساس، وهناك قصص كتيرة صعبة»، وأشارت إلى أن الظروف المعيشية فى سوريا أصعب من التخيل، بسبب توابع الحرب والزلزال، وهو ما جسّدته شخصية «سلمى» من لحظات الضعف والقوة وقلة الحيلة وعدة مشاعر متباينة، فى محاولة للصمود أمام ما يحدث حولها، فهى تجسد دور الأم والمعلمة والمضحية من أجل المجتمع، فتحولت لشخصية أخرى لكى تحمى مَن حولها فى ظل معاناة لا متناهية.