يحيى السنوار.. القائد السياسي والعسكري الذي تهابه إسرائيل
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
◄ السنوار في لقاء سابق من داخل السجون: سنجعل حياة الإسرائيليين مريرة في المقاومة والتفاوض
◄ أكاديمي إسرائيلي: السنوار ضابط مخابرات مثالي ويفهمنا أكثر من أنفسنا
◄ طبيب إسرائيلي: يحيى السنوار كان زعيما داخل السجون
◄ محللون إسرائيلون يعتبرون السنوار "أسطورة لا يُمكن التنبؤ بما يفكر به"
◄ "تايمز أوف إسرائيل": حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها
الرؤية- غرفة الأخبار
في مقابلة للتلفزيون الإسرائيلي مع يحيى السنوار داخل سجون الاحتلال عام 2006، طرح المذيع الإسرائيلي سؤالا حول إمكانية الوصول إلى هدنة طويلة مع إسرائيل، فأجاب السنوار أنه لا يعارض ذلك، وأنه كما جعل الفلسطينيون حياة الإسرائيليين مريرة في مرحلة المُقاومة، سيجعلونها مريرة أيضاً في مرحلة الحوار والاتفاق للوصول إلى هدنة.
ولم تكن زعامة يحيى السنوار حاضرة فقط في غزة، بل كان زعيما أيضا داخل السجون الإسرائيلية، وهو ما أكده الطبيب الإسرائيلي الذي كان يعالج الأسرى الفلسطينيين، حين قال: "في عام 2010 خطط السنوار لإضراب كبير عن الطعام، وأقنع 1600 أسير آخر للالتزام بالإضراب، وكل ذلك من أجل إخراج أسيرين كانا في الحبس الانفرادي".
وخلال فترة حبسه التي امتدت لأكثر من 23 سنة، تمكن يحيى السنوار من تعلم اللغة العبرية بإتقان، ليخرج بعد ذلك في عام 2011 في صفقة التبادل التي وقعتها المقاومة مع الاحتلال للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ويصف المؤرخ السياسي والاسترايتيجي الإسرائيلي، الدكتور مردخاي كيدار، يحيى السنوار بأنه: "إسرائيلي تماماً لأنه يعرف العبرية ويقرؤنا ويفهمنا ويعرف بالضبط جهازنا النفسي الإسرائيلي للتأثير عليه، ويفهم نظامنا السياسي، وأجرى دراسات أكاديمية بالعبرية".
وعلى المستوى العسكري يقول مردخاي: "السنوار هو بمثابة ضابط مخابرات مثالي، ويعمل وفق طريقة مثالية وقيم ثابتة، فهو يفكر انطلاقا من أيدلوجية عربية إسلامية فلسطينية، ولديه القدرة على فهم كل شيء، ويعرف كل ما يحدث، ويعرف كيفية تفعيل سلة أدواته للتأثير على النفسية الإسرائيلية".
كما أن بروفيسور قانوني إسرائيلي كتب مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال فيه: "أمة كاملة (إسرائيل) توقف جيشها وتوقف نفسها بانتظار قرارات يحيى السنوار". كما أن عددا من المحللين الإسرائيليين يرونه "أسطورة" ولا يعرفون ماذا يُريد وفي ماذا يفكر".
ولقد جاء إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفا لإسماعيل هنية الذي استشهد في العاصمة الإيرانية طهران، صادما للمجتمع الإسرائيلي على المستوى الشعبي والسياسي والعسكرية.
قال آفي يسخاروف محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها".
ويرى الباحث الفلسطيني، سعيد زياد، أن اختيار السنوار كقائد لحماس يؤكد إجماع القادة والقاعدة على قرار تنفيذ عملية طوفان الأقصى مرة أخرى، مضيفا: "السنوار هو الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة ومحور الطوفان".
وأوضح: "إسرائيل جعلت من السنوار رمزا بأن وضعته على رأس أهدافها، ولو انتهت المعركة وخرج السنوار حيّا يرفع راية النصر بين البيوت المهدمة، فهذا كاف لتقول المقاومة أنها انتصرت في هذه الحرب".
وأشار زياد إلى أن اختيار السنوار يشير إلى العديد من الرسائل وهي: قوة الحركة وحيويتها باختيارها قائداً جديداً لها في غضون يومين، وسلاسة عملية الاتصال والتواصل اليومي للتشاور حول القائد الجديد، بالإضافة إلى رسالة قوة للإسرائيلي الذي يظن أنه يستطيع تقويض موقف المقاومة أو أن ينقص من عزيمتها شيئا، وكذلك دلالة التصاق هذه المقاومة مع ابناء شعبها باختيار قائد لحماس من قلب غزة وتحت الأحزمة النارية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، على متابعتها مسار التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحتل لفترة 6 أسابيع كمرحلة أولى، وهو الاتفاق الذي من المفترض أن يشمل تبادل الأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة السكان الفلسطينيين من حرب التجويع الإسرائيلية، ودخول معدات الدفاع المدني لانتشال جثامين ما بين 11 إلى 12 ألف قتيل تحت أنقاض 70 بالمائة من مباني القطاع المدمرة بالكامل، ويترك الاتفاق المجال وكالات الأمم المتحدة للنهوض بمسؤولياتها الإنسانية، وكذا وصول عربات المساكن المتنقلة وخيام لإيواء 1.8 مليون مشرد فلسطيني.
وأضافت المنظمة في بيان لها، أنها مع التقدير لما يشكله هذا الاتفاق من اختراق مهم لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 15 شهراً والتي أوقعت ما لا يقل عن 170 ألفا بين قتيل وجريح من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء و80 بالمائة منهم من النساء والأطفال والشيوخ، فإن المنظمة ترى أنه من الضروري إعادة التأكيد على عدد من الثوابت الجوهرية للتعامل مع ما جرى والتي تتضمن:
1- أن قضية الشعب الفلسطيني تبقى قضية حقوق ثابتة ومشروعة وغير قابلة للتصرف، وأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه "التي تم احتلالها في يونيو 1967 بما فيها القدس الفلسطينية المحتلة" يبقى أمرا مستحقا ولا يقبل المساومة.
2- وتؤكد المنظمة مجددا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعودة بصورة كاملة - ودون انتقاص - إلى خطوط 4 يونيو 1967 يظل الحد الأدنى الواجب تلبيته في أسرع وقت ممكن ودون إبطاء، وهو مسؤولية المجتمع الدولي دون مواربة، وهي مسؤولية لا يمكن تفويضها لأي طرف دولي.
3- تندد المنظمة بكل ما من شأنه أن يمس بالحقوق السياسية الفلسطينية، وخاصة ما تناولته تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية التي لا تزال تسعى لتشتيت البصر تحت مسمى معالجة الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.
4- تستنكر المنظمة كل جهد يستهدف تقويض مسار الوصول للعدالة، وبعد هذا الكم الهائل من دماء الضحايا الفلسطينيين الأبرياء، وتشدد المنظمة على أهمية المضي قدما في الدعوى المطروحة أمام محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان في قطاع غزة المحتل، وتندد بأي محاولات تستهدف تقويض مضي أطراف القضية قدما في مسعاهم لتحقيق العدالة.
5- وفي السياق ذاته، تندد المنظمة بكل المقدمات والمؤشرات على محاولات إضعاف ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وخاصة التهديدات لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، وتدعو إلى الإسراع بوتيرة التحقيقات التي يجريها جهاز الإدعاء العام للمحكمة، وخاصة نحو إصدار مذكرات التوقيف لكبار القادة العسكريين والأمنيين للاحتلال، وإضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم.
6- كما تتطلع المنظمة لمؤتمر الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 لحماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والذي دعت لعقده الحكومة السويسرية في مارس 2025 تفعيلًا لقرار الجمعية العامة في سبتمبر 2024، وتأمل المنظمة في نهوض المؤتمر بمسئولياته نحو حماية المدنيين الفلسطينيين لحين إنهاء الاحتلال ومساءلة الجناة عن الانتهاكات الجسيمة لأحكام الاتفاقية، وتدعو المنظمة لعمل جماعي عربي منظم لضمان توصل المؤتمر لآليات فعالة لتنفيذ الاتفاقية.
وختاما، تنظر المنظمة بتقدير كبير لجهود كل من قطر ومصر في العمل الحثيث من أجل وقف إطلاق النار لحقن دماء الأبرياء الفلسطينيين، وإسراعهما بتجهيز مساعدات إنسانية يحتاجها سكان القطاع بصورة ماسة.
وتدعو كافة دول العالم للإسراع بتوفير المساعدات الضرورية لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة، أخذا في الاعتبار أن العدوان الإسرائيلي قد أتى على كل مقومات الحياة في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها في القطاع.