الرقمنة وتأثيراتها على البيئة
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
تُواكب الدول التطورات التي يشهدها العالم في التحول الرقمي في مختلف مؤسساتها من أجل دفع النمو الاقتصادي لديها وتوفير فرص للعمل في هذا القطاع الحيوي وغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وتأتي سلطنة عُمان ضمن هذه الدول التي تعمل مؤسساتها بإدخال المزيد من التقنيات في الأعمال اليومية والاعتماد على التقنيات الحديثة في عالم معرفي وتقني يعمل من خلال المنصات والتطبيقات الرقمية التي تشمل مُعظم شؤون الحياة، والكثير من المعلومات والخدمات التي يحتاج إليها المرء في الحياة.
ورغم أهمية هذه التقينات والتطورات في عالم التحول الرقمي، وحثّ المنظمات الدولية على ضرورة العمل بالرقمنة، إلا أنها تتحدث أيضًا عن التداعيات التي يخلفها التحول الرقمي على الحياة البيئية من خلال استخدام الأجهزة ومستلزماتها الضرورية من المخلفات الإلكترونية الداخلة بها. وقد نبهت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" مؤخرًا إلى تلك التداعيات التي تفرزها الحياة الرقمية على المؤسسات والأفراد والحياة بشكل عام؛ حيث يشير تقرير المنظمة الأخير لعام 2024 إلى أنَّ البلدان النامية تتحمل هذه التأثيرات البيئية الناجمة عن القطاع الرقمي العالمي، وكذلك العبء غير المتناسب الذي تتحمله بسبب استخدامها لتلك التقنيات، مشددةً على أن هذه الدول لديها القدرة على الاستفادة من التحول الرقمي لتعزيز التنمية.
والتحول الرقمي في الاقتصاد العُماني بارزٌ في عدة مؤسسات حكومية، إلّا أن العمل الورقي ما زال ساريًا ومطلوبًا من العملاء والمُراجعين في عدة مؤسسات تعمل على تقديم الخدمات للمواطنين. وتستمر الحكومة في مجال العمل بخطط التحول الرقمي، وتمتلك العديد من المنصات والتطبيقات الرقمية للتسهيل في تقديم الخدمات وإنجاز الاعمال في عدة أمور تتعلق بقضايا المرور والأحوال المدنية، والتأشيرات الإلكترونية، والبوابة التعليمية، والمنصة الوطنية الموحدة للتشغيل، ونظام الحج الإلكتروني وغيرها من الخدمات في مجال الاسكان والصحة والتعليم والمواصلات والأمور المصرفية والمالية، بالإضافة إلى خدمات البيع والشراء عبر المراكز والمحلات التجارية الكبيرة والصغيرة.
وفي كل عام تحقق السلطنة مستويات جديدة في رقمنة القطاعات الخدمية من خلال تبنيها لاستراتيجية عُمان الرقمية التي تهدف إلى تفعيل تقنية المعلومات والاتصالات في مختلف الخدمات الحكومية والخاصة من أجل إثراء قطاع الأعمال، والعمل على بناء صناعات تعتمد على المعرفة التي توفر جميعها فرص عمل جديدة ومتنوعة للمواطنين. ولتحقيق المزيد منها فقد اعتمدت الحكومة العُمانية مخصصات كبيرة لدعم تنفيذ برنامج التحول الرقمي الحكومي خلال العامين الماضين 2023 و2024 وتم رصد حوالي 55 مليون ريال في الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، فيما تتوقع الخطة التنفيذية لبرنامج التحول الرقمي الحكومي خلال فترة تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) أن يصل حجم استثمارات تنفيذ البرامج في هذا القطاع إلى حوالي 170 مليون ريال عُماني من أجل تحسين الإجراءات، وإعادة هندسة الخدمات الحكومية وتقنياتها بالإضافة إلى تحسين البنية الأساسية الرقمية، وتمكين الكفاءات الوطنية العاملة في هذه القطاعات من خلال التعليم والتأهيل والتدريب للمهارات الجديدة في تلك المجالات.
إن المؤسسات المعنية مستمرة في إيجاد قنوات وأدوات تُحقق الاستفادة المثلى من المتغيرات التقنية المتسارعة، بجانب دعم الابتكارات والإنتاجية، وتعزيز القدرات الوطنية ورفع حجم الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة للاقتصاد العُماني. ومع كل هذه التطورات ترتفع مستويات مؤشر الخدمات الحكومية الإلكترونية ومؤشر الأعمال والابتكار الرقمي، فيما تستهدف الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" رفع تصنيف سلطنة عُمان لتحل بين أفضل 20 دولة عالميا في مجال تطوير الخدمات الإلكترونية.
لكن في جميع الحالات تبقى هناك تأثيرات سلبية لهذه التقنيات في العديد من الدول النامية، الأمر الذي يتطلب تعظيم الفرصة لديها للاستفادة من المواد الخام المستخدمة في هذه التقنيات الرقمية على أراضيها من خلال المعالجة والتصنيع المحلي لتعزيز إيراداتها المالية من جهة وتأمين حصة أكبر من الاقتصاد الرقمي العالمي وخلق فرص العمل، ورفع مستويات المعيشة لمواطنيها من جهة أخرى. فقد أصبح فهم ارتباط هذه التقنيات واضحة للعيان، وبشكل متزايد، الأمر الذي يتطلب العمل للاستدامة البيئية مع الاستمرار بالاستعانة بتلك التقنيات وأدواتها المتعددة، وفهم الحكومات وقادة الصناعة والمجتمع المدني بضرورة تحقيق التنمية الرقمية المستدامة والشاملة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العلوم الصحية تعرض دور "الذكاء الاصطناعي" في دعم التقنيات الجديدة للأشعة
استقبلت النقابة العامة للعلوم الصحية، عددا من قيادات وزارة الصحة، والشركات والجهات الداعمة للمنظومة الصحية، وذلك في جناحها بالمعرض الدولي الثالث للأشعة، والذي تنظمه الإدارة العامة للأشعة بوزارة الصحة، تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، المنعقد في أحد فنادق القاهرة، في الفترة بين 18 و 20 ديسمبر.
وأكد د. محمد فوزي، مستشار وزير الصحة للأشعة، خلال زيارة لجناح العلوم الصحية، على أن النقابة قامت بدور كبير في إنجاح المؤتمر هذا العام، وفي تقديم المادة العلمية، وتحفيز أعضاءها على الحضور والمشاركة، وكانت لتجربة العلوم الصحية أهمية كبيرة، في العرض والاطلاع على كل ما هو جديد في العالم، من تقنيات مختلفة في علوم وتخصصات الأشعة.
وتحدث الدكتور أحمد عطا، رئيس الإدارة المركزية للشئون الطبية بالهيئة العامة للتأمين الصحي، مع نقيب العلوم الصحية أحمد السيد الدبيكي، في زيارته لموقع العلوم الصحية، عن تدريب أبناء العلوم الصحية في مستشفيات الهيئة، والتعاون بين النقابة والهيئة في هذا المجال، وتناقشا في تطور أجهزة الأشعة في المنشآت التابعة، واقتناء الهيئة مؤخرا لأجهزة حديثة، مثل مستشفى أطفال مصر، والتي تم مدها بجهاز أشعة مقطعية من الجيل السابع بتقنية 160 شريحة، وأثنى على اضطلاع النقابة لتطوير أبناءها، وتنمية مهاراتهم، لمواكبة التطور في مجال الأشعة.
وشاركت النقابة العامة للعلوم الصحية، في أيام المؤتمر الثلاث، بمحاضرات علمية حاضر فيه أبناء العلوم الصحية، الذين قدموا خلال 7 عروض متخصصة في محاضرة على هامش المؤتمر العلمي، الجديد في عدد من التقنيات الحديثة للتصوير الطبي والأشعة، لأبناء العلوم الصحية والأطباء في هذا المجال، وحيث يحصل كل متدرب على شهادة معتمدة بساعات التدريب، من المؤتمر، وهي معتمدة من المجلس الصحي المصري.
وعرض عمر علي مطاوع، أخصائي تكنولوجيا الأشعة، معلومات عن الجرعات الآمنة المختلفة في الأشعة، ودرجة سلامتها على جسم الإنسان الخاضع للفحص، وهي تختلف حسب نوع الأشعة نفسها، ما بين "مقطعية وعادية وماموجرام"، حيث أن أشعة الرنين المغناطيسي تتم عبر تقنية أخرى، وكذلك الموجات الصوتية.
كما تحدث محمد مسعد الريالي، أخصائي تكنولوجيا الأشعة، عن فحوص البروستاتا بالرنين المغناطيسي، وتطورها وبروتوكولات الفحوص، والجديد في هذا المجال، متضمنا أسباب إجراء الفحص، وموانع إجراء الفحص والتي منها وجود منظم لضربات القلب، أو عملية تثبيت معدني قريب من البروستاتا، وفي حالات عمل عينة من البروستاتا خلال فترة من 6 إلى 8 أسابيع.
وتحدث عن طرق تشخيص أمراض البروستاتا ومنها الرنين المغناطيسي، موضحا وضع المريض خلال الفحص والتخطيط للفحص.
وعرض عبدالله عمر، أخصائي تكنولوجيا الأشعة، طريقة فحص الشرج بالأشعة بمواد التباين "الصبغة"، والأدوات الواجب توافرها لعمل الفحص، وضرورة التحضير الجيد للمريض قبل الفحص، لضمان دقة الفحص والنتائج الصادرة عنه، مما يسهم في دقة تشخيص المريض ووصف العلاج المناسب من قبل الطبيب، موضحا الفرق بين نفس الفحص في الأشعة العادية والرنين المغناطيسي.
وتحدث طه السيد، أخصائي تكنولوجيا الأشعة، محاضرة عن كيفية استخدام الأشعة في العمليات التداخلية، والتي تختلف تماما عن الأشعة العادية، حيث يتم استخدام أجهزة مختلفة في الفحص، وتدخل بجسم الإنسان لتصوير الفحص المطلوب، كما عرض معلومات عن الأشعة التداخلية التشخيصية، وتطبيقاتها، حيث يستخدم فيها البالون لفتح الشريان الضيق أو المسدود، وتفتيت الجلطات، وغيرها، وينصح بها الأطباء في حالات متعددة منها التشوهات الوعائية، وإجراء سونار للوعاء الدموي أثناء الوجود بداخله، ليظهر تفاصيل الجدار نفسه، وحقن أدوية في مكان التجلطات لإذابتها في مكانها، كما شرح الأوضاع المثلى للمريض خلال إجراء الفحص.
وعرض رابح منصور، أخصائي تكنولوجيا الأشعة، دور الذكاء الاصطناعي في الأشعة، ودوره في تحضير المريض للعملية، والجديد في الصور التشريحية للأشعة، مؤكدا على أن الجودة العالية في شرائح تصوير وطريقة عرضها، يميز كل متخصص عن غيره في مجال الأشعة.
أحمد سلطان، مهندس أجهزة طبية، في أحد شركات الأجهزة الطبية العالمية، عرض كيفية تعديل بروتوكولات الرنين، في الفحوص المختلفة، وضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي في إدخال المعلومات الخاصة بالمريض على الأجهزة، لكي نحصل على معلومات وإفادة ورأي أكثر وضوحا في الحالات الشبيهة، والتي تكون بعض تفاصيلها مشتركة بين المرضى، ويمكن لهذه التقنية خدمة أعداد أكبر من المرضى، وبجودة عالمية.
عيد فريد محمد، مهندس أجهزة طبية، تحدث عن كيفية نقل صور الأشعة، عبر الوحدات المتنقلة للأشعة.