جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-01@07:38:30 GMT

الرقمنة وتأثيراتها على البيئة

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

الرقمنة وتأثيراتها على البيئة

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تُواكب الدول التطورات التي يشهدها العالم في التحول الرقمي في مختلف مؤسساتها من أجل دفع النمو الاقتصادي لديها وتوفير فرص للعمل في هذا القطاع الحيوي وغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وتأتي سلطنة عُمان ضمن هذه الدول التي تعمل مؤسساتها بإدخال المزيد من التقنيات في الأعمال اليومية والاعتماد على التقنيات الحديثة في عالم معرفي وتقني يعمل من خلال المنصات والتطبيقات الرقمية التي تشمل مُعظم شؤون الحياة، والكثير من المعلومات والخدمات التي يحتاج إليها المرء في الحياة.

ورغم أهمية هذه التقينات والتطورات في عالم التحول الرقمي، وحثّ المنظمات الدولية على ضرورة العمل بالرقمنة، إلا أنها تتحدث أيضًا عن التداعيات التي يخلفها التحول الرقمي على الحياة البيئية من خلال استخدام الأجهزة ومستلزماتها الضرورية من المخلفات الإلكترونية الداخلة بها. وقد نبهت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" مؤخرًا إلى تلك التداعيات التي تفرزها الحياة الرقمية على المؤسسات والأفراد والحياة بشكل عام؛ حيث يشير تقرير المنظمة الأخير لعام 2024 إلى أنَّ البلدان النامية تتحمل هذه التأثيرات البيئية الناجمة عن القطاع الرقمي العالمي، وكذلك العبء غير المتناسب الذي تتحمله بسبب استخدامها لتلك التقنيات، مشددةً على أن هذه الدول لديها القدرة على الاستفادة من التحول الرقمي لتعزيز التنمية.

والتحول الرقمي في الاقتصاد العُماني بارزٌ في عدة مؤسسات حكومية، إلّا أن العمل الورقي ما زال ساريًا ومطلوبًا من العملاء والمُراجعين في عدة مؤسسات تعمل على تقديم الخدمات للمواطنين. وتستمر الحكومة في مجال العمل بخطط التحول الرقمي، وتمتلك العديد من المنصات والتطبيقات الرقمية للتسهيل في تقديم الخدمات وإنجاز الاعمال في عدة أمور تتعلق بقضايا المرور والأحوال المدنية، والتأشيرات الإلكترونية، والبوابة التعليمية، والمنصة الوطنية الموحدة للتشغيل، ونظام الحج الإلكتروني وغيرها من الخدمات في مجال الاسكان والصحة والتعليم والمواصلات والأمور المصرفية والمالية، بالإضافة إلى خدمات البيع والشراء عبر المراكز والمحلات التجارية الكبيرة والصغيرة.

وفي كل عام تحقق السلطنة مستويات جديدة في رقمنة القطاعات الخدمية من خلال تبنيها لاستراتيجية عُمان الرقمية التي تهدف إلى تفعيل تقنية المعلومات والاتصالات في مختلف الخدمات الحكومية والخاصة من أجل إثراء قطاع الأعمال، والعمل على بناء صناعات تعتمد على المعرفة التي توفر جميعها فرص عمل جديدة ومتنوعة للمواطنين. ولتحقيق المزيد منها فقد اعتمدت الحكومة العُمانية مخصصات كبيرة لدعم تنفيذ برنامج التحول الرقمي الحكومي خلال العامين الماضين 2023 و2024 وتم رصد حوالي 55 مليون ريال في الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، فيما تتوقع الخطة التنفيذية لبرنامج التحول الرقمي الحكومي خلال فترة تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) أن يصل حجم استثمارات تنفيذ البرامج في هذا القطاع إلى حوالي 170 مليون ريال عُماني من أجل تحسين الإجراءات، وإعادة هندسة الخدمات الحكومية وتقنياتها بالإضافة إلى تحسين البنية الأساسية الرقمية، وتمكين الكفاءات الوطنية العاملة في هذه القطاعات من خلال التعليم والتأهيل والتدريب للمهارات الجديدة في تلك المجالات.

إن المؤسسات المعنية مستمرة في إيجاد قنوات وأدوات تُحقق الاستفادة المثلى من المتغيرات التقنية المتسارعة، بجانب دعم الابتكارات والإنتاجية، وتعزيز القدرات الوطنية ورفع حجم الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة للاقتصاد العُماني. ومع كل هذه التطورات ترتفع مستويات مؤشر الخدمات الحكومية الإلكترونية ومؤشر الأعمال والابتكار الرقمي، فيما تستهدف الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" رفع تصنيف سلطنة عُمان لتحل بين أفضل 20 دولة عالميا في مجال تطوير الخدمات الإلكترونية.

لكن في جميع الحالات تبقى هناك تأثيرات سلبية لهذه التقنيات في العديد من الدول النامية، الأمر الذي يتطلب تعظيم الفرصة لديها للاستفادة من المواد الخام المستخدمة في هذه التقنيات الرقمية على أراضيها من خلال المعالجة والتصنيع المحلي لتعزيز إيراداتها المالية من جهة وتأمين حصة أكبر من الاقتصاد الرقمي العالمي وخلق فرص العمل، ورفع مستويات المعيشة لمواطنيها من جهة أخرى. فقد أصبح فهم ارتباط هذه التقنيات واضحة للعيان، وبشكل متزايد، الأمر الذي يتطلب العمل للاستدامة البيئية مع الاستمرار بالاستعانة بتلك التقنيات وأدواتها المتعددة، وفهم  الحكومات وقادة الصناعة والمجتمع المدني بضرورة تحقيق التنمية الرقمية المستدامة والشاملة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التحول الرقمي في القطاع الزراعي.. ثورة جديدة لدعم الثروة الحيوانية

تلعب وزارة الزراعة دورًا محوريًا في دعم وتنمية قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني. وتعمل الوزارة على تنفيذ استراتيجيات متكاملة تستهدف تحسين الإنتاجية، وضمان استدامة الموارد، وتعزيز قدرات المربين والمزارعين. 

الدكتور طارق سليمان: الزراعة تواصل متابعتها اليومية لأنشطة مشروعات الثروة الحيوانية والداجنة وزير الزراعة: الشباب هم عماد المستقبل والقوة الدافعة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة

أولًا: توفير الدعم الفني والبيطري : 

تحرص الوزارة على تقديم الخدمات البيطرية لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية من خلال: - تنفيذ حملات تحصين دوريةضد الأمراض المتوطنة والمستجدة. - إنشاء وتطوير وحدات بيطرية متنقلةللوصول إلى صغار المربين في القرى والمناطق الريفية. - دعم الأبحاث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية البيطرية. ثانيًا: دعم المربين وصغار المستثمرين: لتحفيز الإنتاج المحلي، تقدم الوزارة حزمًا من الحوافز والتسهيلات، تشمل: - 

تقديم القروض الميسرة للمربين ضمن مبادرات التمويل الزراعي. - توفير الأعلاف المدعمة بأسعار تنافسية لتقليل تكاليف الإنتاج. - إطلاق برامج التدريب والإرشاد الزراعي لتعريف المربين بأحدث أساليب التربية والتغذية والرعاية الصحية. ثالثًا: تنمية صناعة الدواجن وزيادة الإنتاج المحلي: تعد صناعة الدواجن من أهم مصادر البروتين الحيواني، وتسعى الوزارة إلى: - دعم مشروعات التوسع في الإنتاج الداجني لزيادة المعروض المحلي وتقليل الاستيراد. 

- تطبيق نظم الأمان الحيويفي المزارع للحد من انتشار الأمراض. - تعزيز عمليات التصدير من خلال تطوير البنية التحتية واعتماد المزارع للتصدير. رابعًا: تعزيز الاستثمارات وتطوير المشروعات الكبرى تدعم الوزارة دخول القطاع الخاص والمستثمرين في مشروعات الثروة الحيوانية والداجنة عبر: - تخصيص أراضٍ زراعية لإقامة مزارع متكاملة. - توفير التراخيص والتسهيلات لإنشاء مشروعات إنتاجية جديدة. 

- دعم المزارع الكبرى والمجمعات الإنتاجية لضمان استقرار الأسعار وتحقيق فائض للتصدير. خامسًا: التحول الرقمي في القطاع الزراعي حرصت الوزارة على رقمنة الخدمات المقدمة للمربين، مثل: - إنشاء قاعدة بيانات لحصر الثروة الحيوانية وتقديم الدعم المستهدف. - إطلاق منصات إلكترونية للإرشاد الزراعي وتحقيق التواصل المباشر مع المربين. 

- تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الإنتاج والتنبؤ بالتحديات المستقبلية. دعم الاقتصاد الوطني: يمثل دعم وزارة الزراعة لقطاع الثروة الحيوانية والداجنة رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني، ويعزز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان والدواجن. ومع استمرار الجهود الحكومية في التطوير والتحديث، يُتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا مستدامًا يسهم في تحسين مستوى معيشة المربين، ودعم الاستثمارات، وتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.


 

مقالات مشابهة

  • البداية نحو التحول الرقمي... حمية أطلق الموقع الالكتروني للتنظيم المدني
  • العربية للتنمية الإدارية: ختام فعاليات ملتقى الحكومات المفتوحة في ظل التحول الرقمي بشرم الشيخ
  • المالية تؤكد التزامها باعتماد التحول الرقمي بالتعاملات
  • التحول الرقمي في القطاع الزراعي.. ثورة جديدة لدعم الثروة الحيوانية
  • دورة تدريبية حول تطبيق التحول الرقمي في مجالات الزراعة بالشرقية
  • السبكي يلتقي مدير صحة دبي لتعزيز التعاون في التحول الرقمي والابتكار الطبي
  • «السبكي» يلتقي مدير صحة دبي لتبادل الخبرات في التحول الرقمي والابتكار الطبي
  • «الطيب» يبحث التحول الرقمي بجميع المنشآت الصحية.. وسرعة الميكنة بالقاهرة
  • بحث سبل تطوير خدمات التحول الرقمي بمنشآت وزارة الصحة
  • الرعاية الصحية: نسعى للتغطية الشاملة عبر التحول الرقمي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص