تقرير يكشف تأثير عمليات اليمن على الاقتصاد الامريكي والبريطاني
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
فقد لاحظ المحللون الذين يتتبعون تأمين البضائع زيادة حادة في أسعار التأمين على رحلات البحر الأحمر وباب المندب، مما يعكس المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتجارة البحرية في هذه المنطقة.
زيادة أسعار التأمين
وفقًا لمركز جنيف لسياسة الأمن، ارتفعت أسعار التأمين على البضائع في البحر الأحمر من 0.6% إلى 2% من قيمة البضائع على متن السفينة.
تأثير الهجمات على التجارة البحرية
فشلت عملية "حارس الرخاء" في ردع الهجوم على سفينة ميرسك في 30 ديسمبر، مما أدى إلى تحويل الشحن إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما يزيد وقت الشحن بنسبة 30 إلى 50%. هذه التغييرات لا تؤثر فقط على التكاليف الاقتصادية الفورية، بل تخلق أيضًا مشكلات لوجستية متوسطة الأجل لشركات الشحن.
ارتفاع تكاليف الشحن
قفز مؤشر درويري العالمي للحاويات، الذي يتتبع متوسط سعر نقل حاوية بطول 40 قدمًا، من 1521 دولارًا أمريكيًا في 14 ديسمبر 2023 إلى 3777 دولارًا أمريكيًا اعتبارًا من 18 يناير 2024. وشهدت الطرق من آسيا إلى أوروبا، التي تمر عادةً عبر البحر الأحمر، أكبر زيادة في الأسعار.
أسعار الشحن: متوسط شحنة من شنغهاي إلى جنوة يزيد عن 6000 دولار أمريكي لكل 40 قدمًا، بينما قفزت أسعار شحن شنغهاي إلى لوس أنجلوس من 1985 دولارًا أمريكيًا إلى 3860 دولارًا في نفس الفترة.
تأثيرات على الاقتصاد الأمريكي
وفقًا لموقع "Seeking Alpha"، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي انخفاضًا صافياً بنسبة 0.49% في عام 2024، أي ما يعادل تأثيرًا صافيًا بقيمة 8.93 مليار دولار. بين نوفمبر 2023 ومارس 2024، ارتفعت معدلات الشحن من الولايات المتحدة إلى آسيا وأوروبا بنسبة 17.4% و71.2% على التوالي.
التكاليف العسكرية
تظهر التكاليف العسكرية المرتبطة بالعمليات في المنطقة عبئًا إضافيًا على الميزانيات الأمريكية والبريطانية. فقد استخدمت الولايات المتحدة صواريخ "توماهوك" التي تبلغ تكلفة الواحد منها حوالي 2 مليون دولار، بينما استخدمت بريطانيا صواريخ "Storm Shadow" التي تبلغ قيمتها 2.5 مليون دولار.
تكاليف إضافية: تتطلب استمرار السفن الحربية في البحر الأحمر زيادة في الميزانية العسكرية، مما يضيف عبئًا على الميزانيات الدفاعية للدول المعنية.
تأثيرات على الميزانيات العسكرية
ميزانية الدفاع الأمريكية: زادت الولايات المتحدة من ميزانية الدفاع المقررة للعام المالي 2024/2025 إلى 842 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن 839 مليار دولار في عام 2023.
ميزانية الدفاع البريطانية: تواجه بريطانيا تحديات في الوفاء بالتزاماتها العسكرية، حيث تعهدت بنحو 3 مليارات دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا في 2024/2025.
وتتضح التداعيات الاقتصادية للإسناد اليمني على العدو الإسرائيلي، مما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني أيضًا.
مع زيادة تكاليف الشحن، وارتفاع أسعار التأمين، والضغوط العسكرية المتزايدة، تواجه هذه الدول تحديات اقتصادية كبيرة.
إن هذه الأحداث تبرز أهمية التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، وتؤكد على أن الأزمات السياسية والعسكرية لها تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق.
تداعيات العمليات اليمنية على الاقتصاد البريطاني
تباطؤ نشاط التصنيع
أفادت وسائل إعلام متخصصة في الشأن الاقتصادي أن نشاط التصنيع في بريطانيا شهد تباطؤًا الشهر الماضي، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 22 شهرًا. هذا التباطؤ ساهم في انخفاض الطلب من العملاء في الخارج، مما أدى إلى انخفاض التوظيف وتأخير أوقات التسليم. كما ارتفعت تكاليف مستلزمات المصنعين بأسرع وتيرة منذ يناير/كانون الثاني 2023.
تأثيرات على الشركات التجارية
أعلنت العديد من الشركات البريطانية عن انخفاض مبيعاتها بسبب عدم توفر البضائع. على سبيل المثال، أفادت شركة "بيبكو"، إحدى أشهر شركات بيع الملابس، بأنها شهدت انخفاضًا في المبيعات بنسبة تقارب 7%، حيث تسبب توقف الشحن في البحر الأحمر للسفن البريطانية في تأخر وصول "مخزون الصيف إلى أرفف المتاجر".
كما أصدرت شركة "دي إف إس"، المتخصصة في بيع الأثاث، تحذيرًا بشأن الأرباح، مشيرة إلى أن الاضطرابات في البحر الأحمر أدت إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخير التسليم. بينما خفضت شركة "شو زون"، إحدى شركات الإكسسوارات والأحذية، توقعات الأرباح لهذا العام بمقدار 5 ملايين جنيه إسترليني بسبب انخفاض المبيعات الناتج عن تأخر وصول البضائع.
زيادة تكاليف الشحن
أشار روس مولد، مدير الاستثمار في شركة "إيه جيه بيل"، إلى أن الزيادة الملحوظة في تكاليف الشحن تمثل ضغطًا تصاعديًا على الأسعار بسبب تحويل المسار بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس. وأكد أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة في النظام الاقتصادي العالمي، مما قد يؤثر على الشركات التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.
توقعات معهد التصدير والتجارة الدولية
توقع معهد التصدير والتجارة الدولية في بريطانيا أن يشهد نمو الصادرات انخفاضًا بنحو ستة مليارات جنيه إسترليني في العام 2024، نتيجة للعمليات العسكرية في البحر الأحمر وتأثيرها على حركة التجارة.
تداعيات العمليات اليمنية على الاقتصاد الأمريكي
تتزايد تداعيات العمليات العسكرية اليمنية على الاقتصاد الأمريكي، حيث بدأت آثارها تظهر بشكل واضح على مختلف القطاعات التجارية والصناعية. وقد أظهرت التقارير الاقتصادية أن الهجمات في البحر الأحمر أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد، مما أدى إلى زيادة التكاليف وتباطؤ النمو الاقتصادي.
تأثير الهجمات على سلاسل الإمداد
وفقًا لتقرير صادر عن "وود سنترال" الأسترالي، فإن الهجمات في البحر الأحمر أثرت على ما قيمته 50.8 مليار دولار من البضائع الأمريكية. كما أشار موقع "بنك الولايات المتحدة" إلى أن هذه الهجمات كان لها التأثير الأكبر على سلسلة التوريد في الربع الأول من هذا العام، حيث شهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا في النمو وصل إلى معدل سنوي قدره 1.3% بعد أن كان 2.5% في العام الماضي.
ارتفاع التضخم وتكاليف الشحن
توم هاينلين، استراتيجي الاستثمار الوطني في بنك الولايات المتحدة، أشار إلى أن ارتفاع التضخم يعكس تقييد المعروض من السلع في الوقت الذي يوجد فيه طلب قوي على كثير من تلك السلع. ووفقًا لمنصة "فرايتوس" لبيانات الشحن، فإن التأخيرات الكبيرة الناجمة عن تحويل مسار السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة تسبب اضطرابات كبيرة في حركة الإنتاج نتيجة عدم الحصول على المواد الخام في الوقت المطلوب.
زيادة أسعار الشحن
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تأثيرات العمليات اليمنية أصبحت محسوسة في الموانئ البعيدة، حيث تؤدي الاضطرابات إلى إطالة أوقات الرحلة وإخراج السفن من الجدول الزمني. كما أفادت شبكة "سي إن بي سي" بأن أسعار الشحن البحري الفوري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة تتراوح بين 36% إلى 41% شهريًا.
تأثير العمليات على المستهلكين
تأثير العمليات اليمنية يلقي بثقله على المستهلكين الأمريكيين، حيث تشكل زيادة تكاليف الشحن عبئًا غير متناسب على القطاعات ذات هوامش الربح الضيقة. وقد وصفت "نيويورك تايمز" أزمة البحر الأحمر بأنها "كوفيد جونيور"، في إشارة إلى الأزمات التي شهدها العالم خلال وباء كورونا.
توقعات التضخم
أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن استمرار ارتفاع تكاليف الشحن نتيجة العمليات اليمنية يمكن أن يزيد من تضخم أسعار الواردات على المدى القصير في الولايات المتحدة بنحو 5%. وفي هذا السياق، توقع موقع "Seeking Alpha" انخفاضًا صافياً بنسبة 0.49% في عام 2024، ما يعادل 8.93 مليار دولار.
التكاليف العسكرية الأمريكية
تتضمن التكاليف العسكرية الأمريكية المرتبطة بالعمليات في البحر الأحمر أعباء مالية ضخمة. فقد أطلقت مجموعة "آيزنهاور" أكثر من 500 قذيفة، بينما أطلقت المقاتلات الحربية الأمريكية أكثر من 350 صاروخ جو-أرض وأكثر من 50 صاروخ جو-جو. كما تم إطلاق 100 صاروخ توماهوك بتكلفة إجمالية تصل إلى 200 مليون دولار، مع تكاليف إضافية تصل إلى مليار دولار خلال 6 أشهر.
تتضح التداعيات الاقتصادية للعمليات اليمنية على الاقتصاد الأمريكي من خلال ارتفاع تكاليف الشحن، وزيادة التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي. إن هذه الأحداث تعكس الترابط بين الأزمات العسكرية والاقتصادية، مما يستدعي اهتمامًا أكبر من قبل صانعي السياسات لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: على الاقتصاد الأمریکی الیمنیة على الاقتصاد الولایات المتحدة العملیات الیمنیة فی البحر الأحمر أسعار التأمین ملیار دولار أمریکی ا انخفاض ا دولار ا تأثیر ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: ما الذي يمكن أن يخلفه سقوط الأسد من تأثير مباشر على اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على الانقسام في ردود الفعل باليمن جراء سقوط نظام بشار الأسد في دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.
وقال "المعهد الأمريكي للسلام" في تحليل للخبيرة في شؤون الخليج واليمن أبريل لونجلي ألي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحكومة اليمنية، رحبت بسقوط نظام الأسد، وهنأت الشعب السوري على عودته إلى الحضن العربي ورفضه "الوصاية الأجنبية الإيرانية". وأعلن رئيس المجلس الرئاسي القيادي رشاد العليمي أن الوقت قد حان لإيران "لرفع يدها عن اليمن".
وأضاف "من ناحية أخرى، دعمت جماعة أنصار الله (المعروفة شعبيا باسم الحوثيين) نظام الأسد منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن يكون لها وجهة نظر مختلفة. ففي خطاب عاطفي في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول، حاول زعيمهم عبد الملك الحوثي إعادة تركيز الاهتمام على غزة ، مؤكدا دفاع الحوثيين الثابت عن فلسطين، في حين وصف التطورات في سوريا وأماكن أخرى بأنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية لإضعاف المنطقة.
وتابع "لكن من غير الواضح ما إذا كان سقوط نظام الأسد سيخلف أي تأثير مباشر على اليمن. وعلى مستوى الصورة الكبيرة، فإن الضربة التي تلقتها إيران تخلق تصوراً بأن الحوثيين معرضون للخطر".
وأوضح "نتيجة لهذا، يستغل أنصار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الفرصة للقول بأن الوقت قد حان الآن لضرب الحديد وهو ساخن ضد ما يبدو بشكل متزايد وكأنه العقدة الشاذة في محور المقاومة قبل أن يصبح أكثر تهديداً".
وقال ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت دعواتهم ستُقابل بالعمل. فالحكومة منقسمة وستحتاج إلى دعم عسكري لاستئناف القتال الذي توقف إلى حد كبير منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022".
وأردف التحليل "لا تريد المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة العودة إلى الحرب، والموقف السياسي للإدارة الأمريكية الجديدة غير مؤكد. وهناك أيضًا فرصة لأن تحول إسرائيل انتباهها نحو اليمن، خاصة في ظل استمرار هجمات الحوثيين على الأراضي الإسرائيلية".
وترى الخبيرة ألي أن تصور الحوثيين لنقاط ضعفهم غير واضح أيضاً. فحتى الآن، كانوا يضاعفون هجماتهم على إسرائيل ــ التي أكسبتهم شعبية في الداخل ولكنها ألحقت أضراراً محدودة بتل أبيب ــ والسفن في البحر الأحمر، في حين صعدوا من خطابهم ضد الولايات المتحدة.
وقالت "ربما يرى البعض في الجماعة أن التطورات الإقليمية تشكل فرصة وحتى التزاماً بمحاولة تأكيد دور قيادي في محور المقاومة والأهم من ذلك قضية معارضة إسرائيل والنفوذ الغربي في المنطقة، ولو أن هذه الطموحات سوف تتشكل وفقاً لاستعداد إيران لمواصلة المساعدة".
وزادت "ربما يرى آخرون سبباً لمحاولة جني المكاسب التي تحققت في أقرب وقت ممكن وإعادة تركيز الاهتمام على اتفاق السلام في اليمن".