فقد لاحظ المحللون الذين يتتبعون تأمين البضائع زيادة حادة في أسعار التأمين على رحلات البحر الأحمر وباب المندب، مما يعكس المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتجارة البحرية في هذه المنطقة.

زيادة أسعار التأمين

وفقًا لمركز جنيف لسياسة الأمن، ارتفعت أسعار التأمين على البضائع في البحر الأحمر من 0.6% إلى 2% من قيمة البضائع على متن السفينة.

كما أضافت شركات التأمين علاوة إضافية ضد مخاطر الحرب، مما يزيد من تكلفة اتخاذ طريق قناة السويس.

تأثير الهجمات على التجارة البحرية

فشلت عملية "حارس الرخاء" في ردع الهجوم على سفينة ميرسك في 30 ديسمبر، مما أدى إلى تحويل الشحن إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما يزيد وقت الشحن بنسبة 30 إلى 50%. هذه التغييرات لا تؤثر فقط على التكاليف الاقتصادية الفورية، بل تخلق أيضًا مشكلات لوجستية متوسطة الأجل لشركات الشحن.

ارتفاع تكاليف الشحن

قفز مؤشر درويري العالمي للحاويات، الذي يتتبع متوسط سعر نقل حاوية بطول 40 قدمًا، من 1521 دولارًا أمريكيًا في 14 ديسمبر 2023 إلى 3777 دولارًا أمريكيًا اعتبارًا من 18 يناير 2024. وشهدت الطرق من آسيا إلى أوروبا، التي تمر عادةً عبر البحر الأحمر، أكبر زيادة في الأسعار.

أسعار الشحن: متوسط شحنة من شنغهاي إلى جنوة يزيد عن 6000 دولار أمريكي لكل 40 قدمًا، بينما قفزت أسعار شحن شنغهاي إلى لوس أنجلوس من 1985 دولارًا أمريكيًا إلى 3860 دولارًا في نفس الفترة.
تأثيرات على الاقتصاد الأمريكي

وفقًا لموقع "Seeking Alpha"، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي انخفاضًا صافياً بنسبة 0.49% في عام 2024، أي ما يعادل تأثيرًا صافيًا بقيمة 8.93 مليار دولار. بين نوفمبر 2023 ومارس 2024، ارتفعت معدلات الشحن من الولايات المتحدة إلى آسيا وأوروبا بنسبة 17.4% و71.2% على التوالي.

التكاليف العسكرية

تظهر التكاليف العسكرية المرتبطة بالعمليات في المنطقة عبئًا إضافيًا على الميزانيات الأمريكية والبريطانية. فقد استخدمت الولايات المتحدة صواريخ "توماهوك" التي تبلغ تكلفة الواحد منها حوالي 2 مليون دولار، بينما استخدمت بريطانيا صواريخ "Storm Shadow" التي تبلغ قيمتها 2.5 مليون دولار.

تكاليف إضافية: تتطلب استمرار السفن الحربية في البحر الأحمر زيادة في الميزانية العسكرية، مما يضيف عبئًا على الميزانيات الدفاعية للدول المعنية.

تأثيرات على الميزانيات العسكرية

ميزانية الدفاع الأمريكية: زادت الولايات المتحدة من ميزانية الدفاع المقررة للعام المالي 2024/2025 إلى 842 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن 839 مليار دولار في عام 2023.
ميزانية الدفاع البريطانية: تواجه بريطانيا تحديات في الوفاء بالتزاماتها العسكرية، حيث تعهدت بنحو 3 مليارات دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا في 2024/2025.
وتتضح التداعيات الاقتصادية للإسناد اليمني على العدو الإسرائيلي، مما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني أيضًا.

مع زيادة تكاليف الشحن، وارتفاع أسعار التأمين، والضغوط العسكرية المتزايدة، تواجه هذه الدول تحديات اقتصادية كبيرة.

إن هذه الأحداث تبرز أهمية التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، وتؤكد على أن الأزمات السياسية والعسكرية لها تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق.

تداعيات العمليات اليمنية على الاقتصاد البريطاني

تباطؤ نشاط التصنيع

أفادت وسائل إعلام متخصصة في الشأن الاقتصادي أن نشاط التصنيع في بريطانيا شهد تباطؤًا الشهر الماضي، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 22 شهرًا. هذا التباطؤ ساهم في انخفاض الطلب من العملاء في الخارج، مما أدى إلى انخفاض التوظيف وتأخير أوقات التسليم. كما ارتفعت تكاليف مستلزمات المصنعين بأسرع وتيرة منذ يناير/كانون الثاني 2023.

تأثيرات على الشركات التجارية

أعلنت العديد من الشركات البريطانية عن انخفاض مبيعاتها بسبب عدم توفر البضائع. على سبيل المثال، أفادت شركة "بيبكو"، إحدى أشهر شركات بيع الملابس، بأنها شهدت انخفاضًا في المبيعات بنسبة تقارب 7%، حيث تسبب توقف الشحن في البحر الأحمر للسفن البريطانية في تأخر وصول "مخزون الصيف إلى أرفف المتاجر".

كما أصدرت شركة "دي إف إس"، المتخصصة في بيع الأثاث، تحذيرًا بشأن الأرباح، مشيرة إلى أن الاضطرابات في البحر الأحمر أدت إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخير التسليم. بينما خفضت شركة "شو زون"، إحدى شركات الإكسسوارات والأحذية، توقعات الأرباح لهذا العام بمقدار 5 ملايين جنيه إسترليني بسبب انخفاض المبيعات الناتج عن تأخر وصول البضائع.

زيادة تكاليف الشحن

أشار روس مولد، مدير الاستثمار في شركة "إيه جيه بيل"، إلى أن الزيادة الملحوظة في تكاليف الشحن تمثل ضغطًا تصاعديًا على الأسعار بسبب تحويل المسار بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس. وأكد أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة في النظام الاقتصادي العالمي، مما قد يؤثر على الشركات التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.

توقعات معهد التصدير والتجارة الدولية

توقع معهد التصدير والتجارة الدولية في بريطانيا أن يشهد نمو الصادرات انخفاضًا بنحو ستة مليارات جنيه إسترليني في العام 2024، نتيجة للعمليات العسكرية في البحر الأحمر وتأثيرها على حركة التجارة.

 

تداعيات العمليات اليمنية على الاقتصاد الأمريكي

تتزايد تداعيات العمليات العسكرية اليمنية على الاقتصاد الأمريكي، حيث بدأت آثارها تظهر بشكل واضح على مختلف القطاعات التجارية والصناعية. وقد أظهرت التقارير الاقتصادية أن الهجمات في البحر الأحمر أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد، مما أدى إلى زيادة التكاليف وتباطؤ النمو الاقتصادي.

تأثير الهجمات على سلاسل الإمداد

وفقًا لتقرير صادر عن "وود سنترال" الأسترالي، فإن الهجمات في البحر الأحمر أثرت على ما قيمته 50.8 مليار دولار من البضائع الأمريكية. كما أشار موقع "بنك الولايات المتحدة" إلى أن هذه الهجمات كان لها التأثير الأكبر على سلسلة التوريد في الربع الأول من هذا العام، حيث شهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا في النمو وصل إلى معدل سنوي قدره 1.3% بعد أن كان 2.5% في العام الماضي.

ارتفاع التضخم وتكاليف الشحن

توم هاينلين، استراتيجي الاستثمار الوطني في بنك الولايات المتحدة، أشار إلى أن ارتفاع التضخم يعكس تقييد المعروض من السلع في الوقت الذي يوجد فيه طلب قوي على كثير من تلك السلع. ووفقًا لمنصة "فرايتوس" لبيانات الشحن، فإن التأخيرات الكبيرة الناجمة عن تحويل مسار السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة تسبب اضطرابات كبيرة في حركة الإنتاج نتيجة عدم الحصول على المواد الخام في الوقت المطلوب.

زيادة أسعار الشحن

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تأثيرات العمليات اليمنية أصبحت محسوسة في الموانئ البعيدة، حيث تؤدي الاضطرابات إلى إطالة أوقات الرحلة وإخراج السفن من الجدول الزمني. كما أفادت شبكة "سي إن بي سي" بأن أسعار الشحن البحري الفوري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة تتراوح بين 36% إلى 41% شهريًا.

تأثير العمليات على المستهلكين

تأثير العمليات اليمنية يلقي بثقله على المستهلكين الأمريكيين، حيث تشكل زيادة تكاليف الشحن عبئًا غير متناسب على القطاعات ذات هوامش الربح الضيقة. وقد وصفت "نيويورك تايمز" أزمة البحر الأحمر بأنها "كوفيد جونيور"، في إشارة إلى الأزمات التي شهدها العالم خلال وباء كورونا.

توقعات التضخم

أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن استمرار ارتفاع تكاليف الشحن نتيجة العمليات اليمنية يمكن أن يزيد من تضخم أسعار الواردات على المدى القصير في الولايات المتحدة بنحو 5%. وفي هذا السياق، توقع موقع "Seeking Alpha" انخفاضًا صافياً بنسبة 0.49% في عام 2024، ما يعادل 8.93 مليار دولار.

التكاليف العسكرية الأمريكية

تتضمن التكاليف العسكرية الأمريكية المرتبطة بالعمليات في البحر الأحمر أعباء مالية ضخمة. فقد أطلقت مجموعة "آيزنهاور" أكثر من 500 قذيفة، بينما أطلقت المقاتلات الحربية الأمريكية أكثر من 350 صاروخ جو-أرض وأكثر من 50 صاروخ جو-جو. كما تم إطلاق 100 صاروخ توماهوك بتكلفة إجمالية تصل إلى 200 مليون دولار، مع تكاليف إضافية تصل إلى مليار دولار خلال 6 أشهر.

تتضح التداعيات الاقتصادية للعمليات اليمنية على الاقتصاد الأمريكي من خلال ارتفاع تكاليف الشحن، وزيادة التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي. إن هذه الأحداث تعكس الترابط بين الأزمات العسكرية والاقتصادية، مما يستدعي اهتمامًا أكبر من قبل صانعي السياسات لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: على الاقتصاد الأمریکی الیمنیة على الاقتصاد الولایات المتحدة العملیات الیمنیة فی البحر الأحمر أسعار التأمین ملیار دولار أمریکی ا انخفاض ا دولار ا تأثیر ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية

الثورة / متابعات

حذرت شركات عاملة في مجال الأمن البحرى من أي خروقات او انحرافات للاتفاق المعلن فيما يخص وقف إطلاق النار بغزة قد يقوم بها العدو الصهيوني وأن ذلك قد يؤدي الى استئناف الهجمات من اليمن

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن جاكوب لارسن مسؤول الأمن البحري في “بيمكو” أكبر جمعية شحن في العالم ان وقف إطلاق النار في غزة ما زال يعتبر هشًا، ولذلك حتى الانحرافات البسيطة عن اتفاقات وقف إطلاق النار قد تؤدي إلى تجدد الهجمات البحرية من اليمن

من جانبها قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري ان السفن التي تملكها “إسرائيل” وترفع علمها لا تزال معرضة للاستهداف في البحر الأحمر وخليج عدن

واشارت الشركة الى ان استئناف عمليات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، يتوقف على مدى استمرار وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت الشركة ” نحذر من الشحن المرتبط بـ”إسرائيل” والتجارة الإسرائيلية في البحر الأحمر معرض لخطر أكبر من الشحن المملوك لأمريكا وبريطانيا حيث لا يزال وقف إطلاق النار هشًا وتستمر المفاوضات الثانوية

من جانبه قال مركز المعلومات البحرية المشترك “JMIC” الذي تشرف عليه البحرية الأمريكية” التهديد في البحر الأحمر وخليج عدن للشحن المرتبط بـ”إسرائيل” أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة “سيظل مرتفعًا”

ذكر موقع “لويد ليست” البريطاني أن” الحوثيين” لا زالوا يسيطرون على البحر الأحمر وإعلان الاتفاق في غزة يفتح الباب أمام إمكانية عودة الشحن إلى باب المندب. مضيفا أن قطاعا كبيرا من الصناعة لا يزال رهينًا بما يقرر “الحوثيون” القيام به بشأن عودة الشحن عبر باب المندب.

وكان مسؤولون تنفيذيون في صناعة الشحن والتأمين والتجزئة قد ذكروا في وقت سابق أن الشركات التي تنقل منتجاتها في جميع أنحاء العالم ليست مستعدة للعودة إلى طريق البحر الأحمر في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بسبب عدم اليقين بشأن ما إذا كان “الحوثيون” في اليمن سيواصلون مهاجمة السفن.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين تنفيذيين في صناعات الشحن والتأمين والتجزئة، إن المخاطر لا تزال مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن استئناف الرحلات عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر الذي يجب أن تمر عبره الصادرات إلى الأسواق الغربية من الخليج وآسيا قبل دخول قناة السويس.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Basic Fun ومقرها الولايات المتحدة، جاي فورمان، والتي تزود الألعاب لتجار التجزئة الأميركيين الرئيسيين مثل Walmart و Amazon.com لا توجد طريقة لأضع أيا من بضائعي على متن قارب سيمر عبر البحر الأحمر لبعض الوقت في المستقبل. وأضاف فورمان: سأنفق الأموال الإضافية، وسأرسل كل شيء عن طريق إفريقيا، لا يستحق الأمر المخاطرة.

وأعلنت شركة “ميرسك” للشحن البحري تحفظها الشديد على العودة السريعة إلى حركة الشحن عبر البحر الأحمر. وأكدت أنها ستواصل مراقبة الوضع عن كثب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استئناف عملياتها بشكل كامل في المنطقة.

وقال نائب رئيس الشحن العالمي في مجموعة الخدمات اللوجستية سي إتش روبنسون، مات كاسل: من غير المحتمل أن تشهد الصناعة تحولا كبيرا إلى قناة السويس على المدى القصير. وأضاف أن هذا يرجع إلى التحديات المتعلقة بتأمين التأمين على البضائع نظرا للمخاطر العالية والقيود الزمنية المتصورة، حيث سيستغرق الأمر أسابيعا أو شهورا لتنفيذ خطة جديدة للشحن البحري.

من جانبه قال كريج بول، العضو المنتدب في شركة كاردينال جلوبال لوجستيكس، التي تشمل عملائها شركة بي آند إم ريتيل وبيتس آت هوم: “إذا أوقف الحوثيون الهجمات، فقد يضطر تجار التجزئة إلى الانتظار حتى الربع الثاني حتى تغير خطوط الشحن مساراتها بالكامل”، مضيفا: “ستكون بالتأكيد حالة تجربة الطريق، والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي”.

وبالنسبة للسفن الأكبر حجما، مثل الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال، فإن أي استئناف سيستغرق وقتا أطول بسبب مخاطر أكبر إذا تعرضت مثل هذه السفينة التي تحمل شحنة قابلة للاشتعال.

وقالت شركة الشاحن النرويجية والينيوس فيلهلمسن التي تنقل المركبات بالسفن إنها لن تستأنف الإبحار عبر البحر الأحمر حتى تصبح آمنة.

وقالت القوة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر إن تقييمها للتهديد لم يتغير.

ووفق تقارير دولية، أضافت هجمات “الحوثيين” ما لا يقل عن 175 مليار دولار إلى تكاليف الشحن في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024.

 

 

مقالات مشابهة

  • توقع تراجع أسعار الشحن البحري 20% بتوقف هجمات الحوثيين
  • لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية
  • شركات أمن بحري تحذر أي خروقات سيؤدي لتجدد الهجمات من اليمن
  • امبري للأمن البحري: نحذر الشحن المرتبط بـ”إسرائيل” من المرور في البحر الأحمر
  • شركات بريطانية: سفن الحاويات ستتأثر بشدة من الشحن في البحر الأحمر 
  • ترقب حذر لشركات الشحن العالمية بخصوص أزمة البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار بغزة
  • موقع بريطاني: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار “اليمنيين”
  • موقع بريطاني: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار “الحوثيين”
  • الحوثي تعلن موعد رفع الحظر البحري عن السفن المرتبطة بالاحتلال
  • الحوثيون: هجماتنا على السفن التجارية ستقتصر على المرتبطة بـ”إسرائيل”