جهود أمريكية حثيثة لإنجاح مفاوضات «جنيف»
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
يصف كاميرون هدسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، التغيير في توصيف «البرهان» برئيس مجلس السيادة بدلاً عن قائد القوات المسلحة على أنه تغيير رمزي مهم من قبل واشنطن..
التغيير:(وكالات)
بيان يبدو في ظاهره كالبيانات السابقة الصادرة من وزارة الخارجية الأميركية، يعرض اتصالاً بين وزير الخارجية الأميركي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، للتشديد على ضرورة مشاركة القوات المسلحة في محادثات سويسرا، لكن الناظر في تفاصيله سرعان ما يتفاجأ بتفصيل مهم.
«تغيير رمزي مهم»
يصف كاميرون هدسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، التغيير في التوصيف على أنه «تغيير رمزي مهم من قبل واشنطن»، ويفسر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «إنه يمنح البرهان والقوات المسلحة السودانية أمراً طالما طالبوا به منذ البداية، وهو الاعتراف بأنه لا يزال يمثل السلطة السيادية في البلاد، وأنه ليس مجرد طرف آخر في الصراع على قدم المساواة مع (قوات الدعم السريع)».
ويوافق ألبيرتو فرنانديز، القائم بالأعمال السابق للسفارة الأميركية في السودان، على تقييم هدسون، فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاعتراف الأميركي بالبرهان «يهدف إلى إظهار أنه يتعدى كونه طرفاً من طرفي الحرب الأهلية، ويتماشى مع نظرة الجيش لنفسه بوصفه مؤسسةً فريدة تمثل الأمة وتحميها»، مضيفاً: «لقد كان هذا تحفيزاً ضرورياً للقوات المسلحة لحضور المحادثات؛ لأنه يعد نوعاً من المكافأة الملموسة».
ويعرض البيان تفاصيل الاتصال بين البرهان وبلينكن، فيقول إن وزير الخارجية الأميركية «شدد على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في المحادثات على وقف إطلاق النار في سويسرا»، مؤكداً أن «الدمار والخراب اللذين شهدتهما البلاد منذ أبريل 2023 دليلاً على أن عقد محادثات وطنية على وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وتجنب انتشار المجاعة، واستعادة العملية السياسية المدنية».
من جانبه، قال البرهان في وقت لاحق على منصة «إكس»: «تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدثت معه عن ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات، وأبلغته بأن (الميليشيا المتمردة) تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم».
ورداً على دعوة حديثة لحضور مفاوضات جنيف، قالت الحكومة السودانية إنها «أوضحت أن أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني»، لكن الحكومة طلبت عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين لمناقشة جدول أعمال المحادثات. ومن المتوقع أن تكون محادثات جنيف، التي وافقت «قوات الدعم السريع» على حضورها، أول محاولة كبرى منذ أشهر للتوسط بين الجانبين المتحاربين لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.
هل تنعقد المحادثات؟
تشديد واضح على أهمية عقد المحادثات التي تراهن عليها الإدارة الأميركية بوصفها ورقةً أخيرة لحل الأزمة ووقف إطلاق النار في بلد يعاني أزمة إنسانية مستشرية، وصلت إلى حد المجاعة، لكن انعقادها يعتمد بشكل جذري على موافقة طرفي النزاع؛ أي «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، على المشاركة فيها، وهو أمر لم يحسم بعد من جانب البرهان.
هدسون: التغيير في لهجة الخارجية الأميركية لا يضمن أن القوات المسلحة السودانية ستحضر المحادثات
ويرى هدسون أن التغيير في لهجة الخارجية الأميركية «لا يضمن أن القوات المسلحة السودانية ستحضر المحادثات»، لكنه يشدد في الوقت نفسه على أنه يحسن من فرص تلك المشاركة.
إلا أن فرنانديز متفائل أكثر بانعقاد هذه المحادثات، فيقول: «من شبه المؤكد أن تنعقد هذه المحادثات»، لكنه يعقّب قائلاً: «رغم ذلك، نجاحها غير مضمون، فالطرفان، وخاصة القوات المسلحة السودانية، يريدان الفوز العسكري، ومن المحتمل أن تقبل (قوات الدعم السريع) بالتقسيم، وهو ما لا يمكن للجيش قبوله».
ويفسر فرنانديز قائلاً: «الجيش هو الطرف الأكثر تشدداً، وأعتقد أن احتمالية النجاح الكامل لأي وقف لإطلاق النار وإنهاء القتال والتوصل إلى تسوية سياسية، هي منخفضة جداً، لكن بالنظر إلى أن هذا هو موسم الأمطار، وأن القتال قد تباطأ، فإن احتمال تحقيق نجاح جزئي عبر المحادثات من دون نهاية كاملة للحرب، بل وقفة إنسانية، كما في غزة، لإدخال المساعدات الغذائية الطارئة، كبير جداً».
من ناحيته، يعدّ هدسون أن نجاح المحادثات هو في انعقادها فقط، مشيراً إلى أن هناك احتمالات جيدة في حصول هذا، مضيفاً: «أما على المدى الطويل، فمن الصعب تخيّل كيف سيتجسد النجاح».
نقلاً عن الشرق الأوسط
الوسومالخارجية الأمريكية حرب الجيش والدعم السريع مباحثات جنيفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخارجية الأمريكية حرب الجيش والدعم السريع مباحثات جنيف القوات المسلحة السودانیة الخارجیة الأمیرکیة قوات الدعم السریع التغییر فی على أنه على أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: أوكرانيا تُعزز سيطرتها على كورسك كورقة مساومة
رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في عددها الصادر، اليوم الإثنين، أن أوكرانيا تحاول تعزيز سيطرتها وتحقيق التقدم في مدينة كورسك الروسية لاستخدامها كورقة مساومة محتملة إذا دفع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب باتجاه محادثات السلام.
أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ 732 ألفا و350 جنديًا منذ بدء العملية العسكرية تاس:أوكرانيا تتكبد نحو 65 ألف قتيل وجريح منذ مايو 2024وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - أنه في منطقة كورسك الروسية الواقعة إلى الشمال مباشرة من منطقة سومي الأوكرانية، كانت الهجمات الروسية المضادة شديدة لدرجة أن جنود المشاة الروس كانوا يخطون أحيانا على جثث رفاقهم الذين سقطوا بينما أطلقت أوكرانيا موجة من الصواريخ الغربية في الاتجاه المعاكس.
وذكرت الصحيفة أن معركة السيطرة على منطقة كورسك الروسية قد بلغت شدة لم نشهدها إلا نادرا خلال عامين ونصف العام من الحرب، حيث يحاول كل جانب تعزيز موقفه قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب - الذي يريد من الجانبين التفاوض - منصبه في يناير المقبل.
وتابعت الصحيفة أن موسكو نشرت حوالي 45 ألف جندي في المنطقة، وفقا لمسؤولين أوكرانيين، بما في ذلك بعض أفضل قواتها التي تهاجم في موجات متواصلة.. وعلى الرغم من الخسائر المرعبة، يبدو أن الإستراتيجية ناجحة .. ففي الأسابيع الأخيرة، استعادت روسيا ما يقرب من نصف الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا خلال توغلها في أغسطس الماضي فيما يقول المحللون إن روسيا ربما تخطط لشن هجوم أكبر هناك.
لكن أوكرانيا أرسلت أيضا العديد من أفضل ألويتها إلى كورسك.. بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي بالسماح لكييف بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على روسيا أعطى القوات الأوكرانية دفعة ضرورية للغاية وقدرة يمكن أن تعطل خطوط الإمداد والقيادة لموسكو، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا) - الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي - قوله إنه التقى بنظيره في إدارة بايدن، وأعرب أمس عن بعض الدعم للقرار الأخير بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن الألغام الأرضية.
وقال والتز "بالنسبة لخصومنا الذين يعتقدون أن هذا هو وقت الفرصة، وأنهم يستطيعون استغلال إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون، نحن متماسكون، نحن فريق واحد في هذا الانتقال".
ومع ذلك، يشعر البعض في كييف بالقلق من أن رغبة ترامب في المفاوضات ستلعب لصالح الروس .. وقال المسئولون الأوكرانيون إنهم يعتقدون أن روسيا تحاول استعادة كورسك قبل تنصيب ترامب.. وإذا تمكنت كييف من الاحتفاظ ببعض الأراضي في كورسك، فقد يمنح ذلك أوكرانيا ورقة مساومة قيمة في أي محادثات سلام.
ونقلت الصحيفة عن جيني - وهو قائد الكتيبة في اللواء 47 الأوكراني - قوله "أفضل القوات الأوكرانية تقاتل ضد أفضل القوات الروسية في كورسك، وبهذا المعدل، لا أرى أي سبب يدعونا إلى الانسحاب".
وقال جيني إنه عندما وصلت قواته إلى منطقة كورسك قبل شهرين، كان الروس يدافعون عن المنطقة بجنود مجندين فقط .. ثم قبل حوالي ستة أسابيع، بدأ الهجوم المضاد الروسي.. وتقدموا في صفوف من المركبات المدرعة، وأجبروا الأوكرانيين على التراجع من قرية صغيرة في المنطقة.
وأضاف جيني أنه بعد خسارة اثنتي عشرة مركبة مدرعة، تخلى الروس عن هذه الاستراتيجية وبدأوا في إرسال الرجال سيرًا على الأقدام في مجموعات صغيرة.
وعلى النقيض من الجبهة الشرقية -ـ حيث اشتكت القوات الأوكرانية لشهور من نقص الذخيرة، وخاصة الرجال ــ فإن الألوية التي تقاتل في كورسك مجهزة تجهيزاً جيداً في الغالب.. وقال جيني إن وحدته تمكنت من تنفيذ عمليات تناوب منتظمة للقوات في الخنادق باستخدام مركبات برادلي القتالية الأمريكية الصنع، وهو الأمر الذي جعله التهديد المستمر بالطائرات بدون طيار مستحيلاً تقريباً بالنسبة للوحدات التي لا تمتلك معدات عالية المستوى.
وأشار إلى أن مركبات برادلي مثل هذه في منطقة سومي الحدودية الأوكرانية تحظى بشعبية كبيرة بين القوات بسبب الحماية التي توفرها، مضيفا أن الصواريخ الغربية بعيدة المدى غيرت الحسابات في المنطقة، ففي الأسبوع الماضي، ضربت أوكرانيا مركز قيادة بصواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع.
وقال جيني إن الروس لديهم مزايا أخرى في كورسك: ففي المنطقة التي يقاتل فيها اللواء 47، تمتلك موسكو ثلاثة أضعاف عدد الرجال مقارنة بالأوكرانيين وستة أضعاف عدد الطائرات بدون طيار المتفجرة الصغيرة المستخدمة لمهاجمة المركبات والمشاة.
وكانت خسائر موسكو في هجوم كورسك هائلة - وفقًا للقوات الأوكرانية التي تقاتل في أجزاء مختلفة من المنطقة - ويقدر المسئولون الأمريكيون أن روسيا تخسر حوالي 1200 رجل قتيل وجريح يوميًا، عبر خط المواجهة بالكامل.. ومنذ بدء التدخل العسكري الكامل لأوكرانيا، تكبدت موسكو 700 ألف ضحية، وفقًا لمسؤولين بريطانيين.
ونقلت الصحيفة عن فرانز ستيفان جادي، المحلل العسكري المقيم في فيينا والذي زار مؤخراً الوحدات العسكرية الأوكرانية قوله إن أوكرانيا تكافح من أجل استبدال الضحايا بقوات جديدة، الأمر الذي ترك العديد من الوحدات في حالة من الفوضى.
وأضاف أن الروس يبدو أنهم يحاولون استنزاف الأوكرانيين قبل حملة أكبر لاستعادة منطقة كورسك، وأنه لا يعتقد أن بوتين مستعد حاليًا للتفاوض لأنه يرى أنه سيفوز بالحرب، لكن هذا قد يتغير إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لزيادة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا لجلب موسكو إلى طاولة المفاوضات.
وتابع : "أن الاستراتيجية الأوكرانية هناك هي التمسك بها كورقة مساومة والحصول على نسبة استنزاف مواتية في مواجهة الروس، وأعتقد أنه سيكون من الصعب على أوكرانيا الاحتفاظ بكورسك"، لكنه أضاف: "أعتقد أن الروس سيخوضون معركة صعبة".
وقال الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون في كورسك إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت العملية تستحق العناء.. وأعرب البعض عن غضبهم إزاء الأراضي المفقودة في الشرق، حيث تعرضت الوحدات التي تعاني من نقص في القوات للاجتياح. وقال آخرون إنه إذا تمكنوا من الصمود في كورسك حتى حلول فصل الشتاء، فسيكون من الصعب إخراجهم قبل الربيع.