أعلنت حركة "حماس" اختيار رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار، رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل أيام. 

وقالت الحركة، في بيان مقتضب، نشرته مساء الثلاثاء: "تعلن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية".

وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية، في حين كانت الترشيحات تدور في فلك عدد من قادتها على رأسهم: خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادي محمد إسماعيل درويش.

وجاء قرار حماس باختيار السنوار -المحاصر والمطارد في قطاع غزة-  مفاجئاً لإسرائيل. حيث يرى الكثير من الخبراء والمحليين أن الاختيار هو بمثابة رسالة وتحدٍ لإسرائيل التي تضع الرجل رقم واحد في قائمة المطلوبين لديها. مضيفين بحسب ما نقلته "الشرق الأوسط": "هذه رسالة تحدٍ لإسرائيل. فإذا كانوا يعدّونه خطيراً ودموياً وإرهابياً ويجب قتله، ها هو جاءهم خلفاً للشهيد هنية، الدبلوماسي المرن الذي اغتالوه بأيديهم".

ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.

وأمضى زعيم حماس الجديد 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة "الإرهابيين الدوليين" الأميركية.

مباركة أذرع إيران

من جانبها سارعت أذرع إيران في المنطقة بينها "حزب الله" في لبنان، وميليشيا الحوثي في اليمن، إلى مباركة هذا القرار الذي كان مفاجئا للفلسطينيين أيضاً.

وقالت الميليشيات الحوثية على لسان رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، إنهم يباركون اختيار يحيى السنوار رئيساً لحركة ‏حماس، لإكمال المسيرة والجهاد ضد العدو الإسرائيلي على حد تعبيره. مضيفاً: "إن تعيين السنوار من داخل غزة، يؤكد للعدو الإسرائيلي والأمريكي، صلابة المجاهدين في غزة وتوحدهم وإصرارهم على مواصلة الجهاد والصمود حتى تحقيق النصر". 

من جانبها هنأت ميليشيا "حزب الله"، السنوار بتوليه المنصب الجديد، وأكدت أن اختياره "رسالة قوية لإسرائيل وحلفائها بأن الحركة موحدة في قرارها".

ورأت ميليشيا "حزب الله" في بيان لها، أن اختيار السنوار "الموجود في ‏الخنادق الأمامية للمقاومة... هو تأكيد على أنّ ‏الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين ‏فشلت في تحقيق مبتغاها".

تعليق أميركي

وعقب تسمية "حماس" لرئيسها الجديد جاء الرد الأميركي سريعاً على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالتقليل من أهمية القرار بطريقة غير مباشرة.

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده: "اختيار السنوار يؤكد حقيقة واحدة مفادها أنه كان له الدور الحاسم في تحديد ما إذا كانت الحركة ستدعم وقف إطلاق النار في غزة أم لا، في إشارة إلى المفاوضات التي كانت تجري خلال الأشهر الماضية مع إسرائيل بوساطة أميركية مصرية وقطرية".

وقال بلينكن: "لقد كان ولا يزال صاحب القرار الأساسي في ما يتعلق بمفاوضات وقف النار.. ويقع على عاتقه بالتالي الآن أيضا أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدمًا في الهدنة".

في المقابل، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس السنوار، تعليقا على تعيينه رئيسا لحماس بـ"الإرهابي الكبير". وحث في تغريدة على حسابه في منصة إكس إلى محوه وتصفيته، كاتباً: تعيين يحيى السنوار زعيماً جديداً لحركة حماس، خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: یحیى السنوار فی غزة

إقرأ أيضاً:

هيئة البث الإسرائيلية: نتائج مثيرة للاهتمام كشفها تشريح جثمان السنوار

أفادت هيئة البث الإسرائيلية -اليوم الجمعة- بأن الفحوصات التي أجراها الجيش لجثمان قائد حركة حماس الراحل يحيى السنوار، أظهرت خلو دمه من أي تأثير لمواد مخدرة.

جاء ذلك في تقرير نشرته الهيئة قالت إنه يبرز "نتائج مثيرة للاهتمام" بشأن التقرير النهائي لعملية تشريح جثمان السنوار، والذي أعده الجيش الإسرائيلي.

ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية فقد أعد الجيش -الأيام الأخيرة- التقرير النهائي الذي يتناول عملية التشريح التي أجريت لجثة السنوار، وشملت الاختبارات التي أجراها الجيش مجموعة واسعة من المواد المخدرة، وجميع النتائج جاءت سلبية.

وأضافت أن من بين أبرز النتائج التي كشفها التقرير أن المادة الوحيدة التي ظهرت بتركيز مرتفع في دم السنوار هي مادة الكافيين.

ويوجد الكافيين في أطعمة ومشروبات مختلفة، ويوجد بشكل طبيعي في حبوب القهوة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية طوفان الأقصى وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.

وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية صورا لمقتنيات وثقها جنود كانت برفقة السنوار عند اغتياله، وأظهرت أنه كان بحوزته سبحة، وزجاجة عطر صغيرة، وإصبع من الحلوى، وكتيبات أدعية، إضافة إلى مصباح إضاءة صغير وسلاح أبيض.

اتهامات باطلة

ويدحض تقرير تحليل جثمان السنوار أي مزاعم وادعاءات إسرائيلية حاولت النيل من مقاتلي حماس، حيث اعتبرت هيئة البث في تقريرها اليوم أن غياب آثار مخدر الكبتاغون كان مفاجأة للجيش الإسرائيلي.

وتدعى إسرائيل أن الكبتاغون هو المخدر الذي كان يشتبه سابقا في استخدامه من قبل مقاتلي النخبة في حماس.

واعتبرت هيئة البث أن التقرير -الذي استكمل الأيام الأخيرة لدى الجيش بشأن تحليل دم السنوار- يحمل دلالات استخباراتية وإستراتيجية هامة.

وأردفت أن قيادات بارزة بالجيش تقوم حاليا بدراسة التقرير بكافة أبعاده الاستخباراتية والإستراتيجية، حيث لم يتم الإفصاح عن كامل التفاصيل. لكن من الواضح أن الوثيقة قد يكون لها تأثير على الخطوات العسكرية والسياسية المستقبلية.

وأشارت إلى أنه خلال أزمة وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن أحد أسباب تهديد محمد السنوار (الشقيق الأصغر ليحيى) بانهيار المفاوضات، أو حتى تنفيذ التهديد فعليا، كان مطلبه استعادة جثمان شقيقه، وهو الطلب الذي لم تتم الاستجابة له حتى الآن.

وتحتجز إسرائيل جثة قائد حركة حماس الراحل في مكان لم تحدده.

وفي السياق، أفادت الهيئة الإسرائيلية بأن الجيش قرر عدم استخراج الرصاصات التي وجدت في رأس السنوار وتسببت في مقتله، وهو ما سيمنع تحديد هوية الجندي الذي أطلق عليه النار، على حد قولها.

استشهاد السنوار

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قتل رئيس حركة حماس في قطاع غزة كان محض صدفة.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري آنذاك "لم نكن نعرف أن السنوار موجود هناك، في البداية تعرفنا عليه كمسلح داخل أحد المباني، وشوهد وهو ملثم يلقي لوحا خشبيا نحو طائرة مسيرة، قبل ثوان من مقتله".

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش بقطاع غزة كان من بينهم السنوار.

وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لإسرائيل، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

مقالات مشابهة

  • قبل «طوفان الأقصى» بـ6 أيام.. تقرير استخباراتي يكشف رفض نتنياهو اغتيال السنوار
  • جامعة المنصورة: اختيار العالم محمد الفار رئيساً للمؤتمر العالمي الـ11 لبحوث وعلاجات السرطان بفيينا
  • اختيار العالم محمد الفار رئيساً للمؤتمر العالمي الـ 11 لبحوث وعلاجات السرطان بفيينا
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • إعلام عبري: السنوار يفي بوعده للأسرى بعد 12 عاما
  • إعلام عبري: نتائج مثيرة كشفها تشريح جثة السنوار
  • هيئة البث الإسرائيلية: نتائج مثيرة للاهتمام كشفها تشريح جثمان السنوار
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار