فيديو.. جولة داخل أكبر معسكر فرنسي لتأمين أولمبياد باريس
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
باريس- بعد 65 يوما فقط من البناء، افتتح وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان ليكورنو الشهر الماضي معسكر "العريف آلان ميمون" في حديقة رويلي، في الدائرة الثانية عشرة بباريس، استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2024.
ومع حشد 18 آلف جندي في منطقة إيل دو فرانس؛ لتأمين مواقع أولمبياد باريس الـ15، بمن فيهم 10 آلاف من حراس الدوريات، كانت الأمور اللوجستية من أهم التحديات التي واجهها المنظمون، إذ كان من الضروري تخصيص منطقة تسمح بتمركز قوات الأمن بالقرب من المواقع التي تجري فيها المنافسات الرياضية وتقع على بعد أقل من 30 دقيقة.
ويعدّ المعسكر أكبر مبنى عسكري شُيّد في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية بمساحة تبلغ 30 ألف متر مربع، أي ضعف حجم أكبر معسكر للعمليات الخارجية للجيش الفرنسي.
نبذة عن آلان ميمون وصورته داخل القاعدة العسكرية (الجزيرة) بطل الحرب والرياضةوُلد علي ولد كاشا ميمون، المعروف باسم آلان ميمون، في يناير/كانون الثاني عام 1921، في قرية الميدر بالجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي. التحق بالجيش الفرنسي عندما كان عمره 18 عاما وشارك في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 1942 إلى مايو/أيار 1943 في حملة الحلفاء بتونس ضد الفيلق الأفريقي التابع لألمانيا.
وفي عام 1943 أصبح ميمون بطلا من أبطال الحرب في شمال أفريقيا، والتحق في العام نفسه بالحملة الإيطالية برتبة عريف. وفي 28 يناير/كانون الثاني 1944 أصيب بجروح خطرة خلال معركة مونتي كاسينو، ونجا من البتر بأعجوبة. ورغم الإصابة، شارك في إنزال الحلفاء في بروفانس جنوبي فرنسا في 15 أغسطس/آب 1944 مع كتيبته، ليحرز وسام الصليب الحربي.
وبدأ بعد ذلك مشواره المهني الرياضي، فكان أول فرنسي يفوز بالماراثون الأولمبي. نال بطولة فرنسا 32 مرة، وحصل على 3 ميداليات في الألعاب الأولمبية في أعوام 1948 و1952 و1956. أما في الجيش الفرنسي، فلا يزال يعدّ من مقاتلي فرنسا الحرة وبطلا من أبطال الظل.
ويشتهر ميمون بوصفه لسباقاته الأولمبية عندما قال "أنظر إلى مسيرتي المهنية مثل القلعة: ميداليتي الفضية في لندن تمثل الأساس، والاثنتان في هلسنكي هما الجدران، والميدالية في ملبورن تضع اللمسات الأخيرة على السقف".
وحتى نهاية حياته، واصل الجري، ولا سيما في بارك دو تريمبلاي بالقرب من مكان إقامته في شامبيني سور مارن، حتى تاريخ وفاته في 27 يونيو/حزيران 2013 عن عمر ناهز 92 عاما.
مشهد عام لقاعدة آلان ميمون العسكرية في وسط باريس (الجزيرة) قدرات المعسكرعلى خطوط من المهاجع باللونين الرمادي والأسود يتسع كل واحد منها لـ12 إلى 18 سريرا وخزانة ملابس، يؤوي معسكر "آلان ميمون" 4500 جندي.
وتضم هذه المنطقة الأمنية أماكن مخصصة لممارسة الرياضة ووحدات تحكم وقاعات استرخاء، وتكتمل المرافق بخدمة الطعام القادرة على تقديم 2500 وجبة طوال اليوم.
وقال المكلف بالأمور اللوجستية الخاصة ببناء الموقع مفوض القوات المسلحة مالك لارتوت -للجزيرة نت- إن "التحدي الحقيقي تمثل في بناء هذا المكان الضخم خلال 65 يوما فقط، إذ تفوق مساحته وقدرة استيعابه معسكر غاو في مالي الذي كان يضم ألفي جندي"، موضحا أن طبيعة الأرض المسطحة المتصلة بشبكات المياه والكهرباء أسهمت في اختيار موقع المعسكر.
ويشكل هذا المعسكر عنصرا أساسيا في النظام الأمني لأولمبياد باريس 2024 لضمان حماية الرياضيين والمتفرجين. ويعدّ موقع المخيم إستراتيجيا لأنه يتيح أقصى قدر من الاستجابة في حالة الطوارئ.
وتجوب دوريات مكافحة الإرهاب شوارع العاصمة، كما شاركت الوحدات في إزالة الألغام من القرية الأولمبية وتأمين منطقة وقوف قوارب حفل الافتتاح خلال شهر يوليو/تموز الماضي.
القاعدة العسكرية تؤوي 4500 جندي (الجزيرة) عمل كثيفويرى القائد بينوا من فوج المظليين الثامن للمشاة البحرية -مقره في كاستر- أن ظروف السكن تجعل الجنود يشعرون بالارتياح أثناء قيامهم بالدوريات في العاصمة، واصفا إيقاع العمل "بالكثيف" نظرا للجهود المبذولة لتأمين الباريسيين أو السياح الذي جاؤوا لمشاهدة الألعاب الأولمبية.
وعن التحديات التي تواجه الجنود، أوضح بينوا -في حديثه للجزيرة نت- أنها تتمثل في القدرة على الانتباه ومواجهة أي تهديد، وفي المقام الأول التهديد الإرهابي، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة معرفة كيفية التنسيق مع قوى الأمن الداخلي وقوات الشرطة والدرك.
من جهته، وصف الرقيب أدريان من الفوج نفسه -في حديث للجزيرة نت- بنية المعسكر التحتية "بالاستثنائية"، ولفت إلى أن ساعات العمل والدوريات ملائمة، إذ يقطع الجنود نحو 20 كيلومترا مشيا وهم يحملون معدات تصل إلى 20 كيلوغراما كل يوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
من مخدر في العمليات الجراحية إلى مادة محظورة.. تفاصيل ضبط أكبر شحنة من «GHP»
ضربة أمنية قاصمة وجهتها وزارة الداخلية لمهربي المخدرات مؤخرًا، عقب نجاح الوزارة فى ضبط 180 لترًا من مادة GHP أو (جاما هيدروكسي بيوتيريت) أثناء محاولة تهريبها إلى داخل البلاد، بمعرفة صانعة محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ووجه إعلامي معروف، وأحد الأجانب، حيث تبين أن المتهمة وتدعى «د.ف» قامت بادخال الصفقة بمعاونة شريكها الأجنبي، والبالغ قيمتها 145 مليون جنيه، ضمن شحنة مواد نظافة، وداخل عبوات عليها «استيكرات» مواد تنظيف.
ووفقا للتحريات فإن المادة المضبوطة هي «جاما هيدروسكي بيوتيريت»، وتُختصر بـ«GHP» وهي مادة شديدة الخطورة، كانت تستخدم في الستينيات كمخدر أثناء إجراء العمليات الجراحية كما تُستخدم بشكل سيء، لغير الغرض المخصص لها، فهي مصنوعة من مادة كيميائية، وتُصنف من العقاقير النفسية، وتُستخدم في التخدير، كما تُستخدم مع مرضى النوم القهري، لكن تم حظرها في معظم دول العالم، وأصبحت ضمن المخدرات شديدة الخطورة، وتُستخدم بشكل واسع في ارتكاب بعض الجرائم، مثل حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب لتخدير الضحايا وشل حركتهم.
وحسب اللواء عبد الوهاب الراعي الخبير الأمني، يتسبب المخدر المضبوط في وقوع جرائم الاغتصاب حيث تدخل الضحية بمرحلة من الغيبوبة الحسية، وفقدان التركيز والسيطرة على أفعالها، وبعد الاستيقاظ من هذه الحالة تفقد الفتاة أيضًا القدرة على تذكر ما حدث، ولذلك يصعب حتى إثبات تناولها لهذا المخدر دون علمها، وبالتالي لا تستطيع تحرير محضر بقسم الشرطة بالواقعة، كما أن الضحية قد تتناول «مخدر الاغتصاب» عن طيب خاطر لأغراض ترفيهية، أو قد يتم تقديمه بطريقة سرية، إذ عادة ما تتم إذابته في عصير مركز أو مشروب كحولي.
وكانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قد كشفت عن تفاصيل القبض على إعلامية صانعة محتوى ومتهم أجنبي الجنسية، وبحوزتهما أكثر من 180 لترًا من «مخدر اغتصاب الفتيات GHP» بالقاهرة، وقدرت القيمة المالية للمواد المخدرة بـ145 مليون جنيه.
وأكدت تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات استيراد المتهم للمخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وتهريبه إلى مصر مخفيًا داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه، بهدف ترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.
وحسب التحريات فان المتهم الأجنبي مقيم بدائرة قسم شرطة التجمع الخامس، ويتاجر في مخدر GHP المعروف بمخدر اغتصاب الفتيات عبر شرائه من أحد المواقع الإلكترونية بإحدى الدول، ثم شحنه لدولة أخرى تمهيداً لتهريبه إلى داخل البلاد داخل عبوات مثبت عليها ملصق لإحدى شركات النظافة، إمعاناً منه في عمليات التمويه لترويجه بين أوساط الشباب، وتحقيق أرباح مالية غير مشروعة، واعترف المتهم في التحقيقات بنشاطه الإجرامي، وتم ضبط إحدى المتعاملات معه «صانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، ولها معلومات جنائية، لقيامها بترويج المخدر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادى، وعُثر بحوزتها على زجاجة تحتوى بداخلها كمية من مادة «GHP» المخدرة، وعدد من الأقراص المخدرة، وأحيل المتهمان إلى النيابة التي تولت التحقيق، بينما تواصل الأجهزة الأمنية تحريات حول الواقعة.