اكتشاف مهم.. عينات القمر الصينية تكشف عن وجود جزيئات الماء
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أدرك علماء صينيون وجود عنصر جديد لدى تحليلهم عيّنات التربة التي جلبها مسبارهم القمري من القمر، وهو: وجود الماء إلى جانب المعادن في التربة.
لكن العثور على الماء على سطح القمر ليس بالأمر الجديد بحد ذاته.
وسبق أن رصدت وكالة "ناسا"، والمركبات الفضائية الهندية، ما يُعتقد أنّه مياه على سطح القمر، كما اكتشف علماء صينيون العام الماضي، مياهًا محاصرة في حبات زجاجية متناثرة عبر القمر.
لكن بحسب العلماء، الاكتشاف الأخير يعتبر المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الماء في شكله الجزيئي، "H2O"، في عيّنات فيزيائية. والأهم من ذلك أنه استخرج من جزء من القمر اعتُقِد سابقًا انه لا يمكن أن يكون موجودًا فيه بهذا الشكل.
وفحص باحثون عن كثب العينات التي جمعها المسبار الصيني " Chang'e-5" الذي هبط على سطح القمر عام 2020، ووجدوا "بلورة شفافة منشورية تشبه صفيحة" توازي عرض شعرة إنسان تقريبًا، والتي كانت في الواقع تشكل "معدنًا قمريًا غير معروف" أُطلق عليه اسم " ULM-1"، وفقًا للدراسة المنشورة بمجلة " Nature Astronomy"،في 16 يوليو/ تموز.
وتتكون بلورة "ULM-1" من الماء بنسبة 41% تقريبًا، مع أجزاء من الأمونيا التي تحافظ على ثبات جزيئات " H2O" رُغم التقلبات الشديدة في درجات الحرارة على القمر، بحسب الدراسة.
وكتب العلماء في دراستهم أنّ هذا النوع من المياه قد يكون "موردًا محتملًا للسكن على سطح القمر".
وهذا الاكتشاف هو الأحدث عندما يأتي نتيجة جهود الصين الضخمة كي تصبح قوة فضائية مهيمنة، بطموحات كاسحة مثل بناء قاعدة بحثية على القمر.
وأشاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصينيون المتحمسون بالدراسة، وأشاروا إلى كون برنامج الفضاء مصدرًا للفخر الوطني.
وقال العالِم الرئيسي بمعهد القمر والكواكب في تكساس، ديفيد أ. كرينغ، غير المشارك في الدراسة: "إن اكتشاف المعدن المائي في موقع هبوط Chang'e-5 لأمر رائع وسيعزز فهمنا لتفاعلات بخار الصخور في القشرة القمرية وعلى سطح القمر".
صعوبة عملية الاستخراجهناك ثلاثة أنواع من المياه التي يمكن أن تكون موجودة على سطح القمر، بحسب يوكي تشيان عالم جيولوجيا الكواكب في جامعة هونغ كونغ غير المشارك في الدراسة.
وهي تشمل جزيئات الماء، أي المركّب الذي نعرفه باسم " H2O"، وشكله المتجمد، أي الجليد، إضافةً لمركب جزيئي يسمّى الهيدروكسيل، وهو قريب من الناحية الكيميائية.
وتشير الاكتشافات السابقة إلى وجود الماء على القمر عندما كانت البراكين تثور في الماضي السحيق، وأن الماء القمري جاء من تلك البراكين، أي أنّه جاء من داخل القمر، وهو هناك منذ بداية نشأة القمر.
ولكن لم يكن الأشخاص على علم دوما بوجود الماء على القمر، رُغم أنّ العلماء وضعوا نظريات حول وجوده منذ مئات السنين.
وفي السنوات الأخيرة فقط، اكتشف العلماء أن جزيئات الماء والجليد تقع في الغالب في القطبين القمريين المظلمين والباردين حيث لا تصل إليهما الشمس.
واقترحت دراسة حديثة أيضًا أن الماء أو الهيدروكسيل قد يكون محصورًا في حبات زجاجية متناثرة عبر سطح القمر، وأن الرياح الشمسية يمكن أن تُحوِّل الهيدروكسيل (وصيغته الكيميائية هو OH) إلى الماء، أو "H2O".
ولكن يصعب التنقل في قطبي القمر بسبب التضاريس الصخرية، ما يجعلها مواقع يصعب استخراج الماء منها بالنسبة للبشر.
وأوضح تشيان أن المياه الجزيئية "غير مستقرة في مناطق أخرى من القمر"، فهي تتبخر عند خطوط العرض المنخفضة حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 100 درجة مئوية.
وتغير هذه الدراسة الجديدة ذلك.
وجاءت العينات، التي استعادها المسبار الصيني "Chang’e-5"، من جزء يقع عند خط العرض الأوسط من القمر، وهي منطقة "غير مستقرة للمياه الجزيئية" عادةً، بحسب تشيان.
وأشار إلى أنّه تم العثور على مادة الأمونيوم في العينات، والتي تعمل كمثبت لجزيئات الماء.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الفضاء القمر دراسات علوم الفضاء مسبار فضائي على سطح القمر جزیئات الماء على القمر من القمر یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أول تجربة سريرية عالمية تكشف فعالية علاج فموي للدغات الثعابين
#سواليف
نجح فريق من الباحثين من كلية ليفربول للطب الاستوائي (LSTM) في إكمال المرحلة الأولى من #التجارب_السريرية لعقار فموي جديد قد يحدث تحولا جذريا في #علاج_لدغات_الثعابين.
يعاني العالم يعاني سنويا من أكثر من 140 ألف حالة وفاة بسبب لدغات الثعابين، خاصة في المناطق الريفية بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية وآسيا. ورغم وجود علاجات مضادة للسموم، فإنها تواجه تحديات عديدة، منها ارتفاع التكلفة والحاجة إلى إعطائها عبر الوريد في المستشفيات، ما يعيق التدخل الفوري لإنقاذ المرضى.
وبهذا الصدد، أُجريت دراسة بالتعاون بين مركز أبحاث وتدخلات لدغات الثعابين (CSRI) في LSTM وبرنامج أبحاث Wellcome Trust في معهد كينيا للأبحاث الطبية (KEMRI) في كيليفي، بهدف إيجاد حلول أكثر كفاءة وأقل تكلفة للتعامل مع التسمم الناتج عن لدغات الثعابين.
مقالات ذات صلة عواقب نقص أوميغا 3 في الجسم 2025/03/15وأثبتت الدراسة أن الدواء، المسمى “يونيثيول”، آمن وجيد التحمل وسهل الاستخدام في العيادات الريفية، ما يجعله خيارا واعدا كعلاج ميداني سريع وفعال.
وتمت الموافقة على عقار “يونيثيول” سابقا لعلاج التسمم بالمعادن الثقيلة، لكن الباحثين حددوا قدرته على تحييد إنزيمات ” #ميتالوبروتيناز #سم_الثعبان” (SVMPs)، وهي مكونات سامة مسؤولة عن تلف الأنسجة الحاد والنزيف المهدد للحياة.
وأكد الدكتور مايكل أبو يانيس، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن العلاجات الحالية المشتقة من الحيوانات تستند إلى تقنيات قديمة عمرها قرن من الزمن، ما يعكس إهمال مشكلة لدغات الثعابين. وأضاف: “العلاجات الجزيئية الصغيرة، مثل “يونيثيول”، توفر بديلا أكثر أمانا وأقل تكلفة وأسهل في الاستخدام، حيث يمكن تناولها بسهولة على شكل أقراص”.
وخلال التجربة، اختبر الباحثون جرعات مختلفة من “يونيثيول” عن طريق الفم والوريد، ولم تظهر أي منها آثارا جانبية خطيرة، حتى عند الجرعة القصوى. كما أثبتت التحاليل أن الدواء يُمتص بسرعة، ويصل إلى مستويات يتوقع أن تثبط سموم الثعابين بفعالية.
واستنادا إلى هذه النتائج المشجعة، يعتزم الباحثون الانتقال إلى المرحلة الثانية من التجارب السريرية، حيث سيتم اختبار العقار على مرضى تعرضوا بالفعل للدغات الثعابين.
وفي حال نجاح التجربة، يمكن أن يصبح “يونيثيول” علاجا ميدانيا سريعا يُستخدم في العيادات الريفية.
جدير بالذكر أن تطوير علاجات سهلة الاستخدام، مثل العقاقير الفموية، يعد أمرا ضروريا لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية (WHO) المتمثل في خفض معدلات الوفيات والإعاقات الناتجة عن لدغات الثعابين إلى النصف بحلول عام 2030. وتمثل هذه الدراسة خطوة محورية في هذا الاتجاه، حيث يمكن أن يصبح “يونيثيول” أحد الحلول الفعالة التي تحدث نقلة نوعية في علاج التسمم بلدغات الثعابين.