سواليف:
2025-02-02@10:48:46 GMT

الحياة مدرسة

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

#الحياة_مدرسة

د. #هاشم_غرايبه

كثيرة جدا هي المشاكل التي تنغص الحياة الزوجية، لكن أجهل الناس هم من يعتقدون أن توفر المال كفيل بحلها.
أهمها التباين الشاسع بين الزوجين في فهم الأمور، والذي ينجم عن التفاوت الإجتماعي والثقافي، مما يشكل هوة واسعة يصعب ردمها، ومنها ما لا يمكن تحملها فتؤدي الى الانفصال.
أذكر نصيحة أسداها أبي الى أحدهم جاءه خاطب لابنته لا يعرفه، قال له: الأخلاق هي علامة الدين، فلا تسأل عن صومه وصلاته، بل عن صدقه في تعاملاته، يمكنك تجاوز كثير من الخصال لكن هنالك أمران إن وجد أحدهما فيه فلا تعطه ابنتك وهما أن يكون بخيلا أو شكاكا.


فهمت معنى البخل، وعرفت أنه خصلة ذميمة تفسد متع الحياة، فهي تمنع الإنفاق وتجلب ضيق العيش، رغم أمكانية أن يكون في سعة.
لكني لم أفهم ما هي خطورة الشك على الحياة الزوجية، إلا بعد أن اطلعت على قصص الكثيرين، وتوسعت ثقافتي بالمطالعة.
المحبة بين الزوجين علاقة مقدسة، أوجدها الله بصورة التواد والتراحم، وهي حالة ثابتة متواصلة، وأبقى من الجاذبية الجنسية المتذبذبة.
كون التواد والتراحم تبادليا، أي أخذ وعطاء، فهو عرضة للتقييم الشخصي، فمن يشعر بالرضا عما يناله، يخشى من فقدانه، لذلك يكون حريصا على ديمومة هذه العلاقة، فيظهر خوفه بشكل غيرة..وهذا أمر محمود باعثه المحبة، أما أن يكون حالة نفسية مستحكمة أساسها الشك بإخلاص الطرف الآخر وصدق محبته، أوعدم الوثوق بأخلاقه وسلامة نواياه، فذاك هو الشكاك.
هنالك اعتقاد خاطئ أن الغيرة المبالغ بها بين الزوجين هي دلالة على الحب الشديد، فتظن الزوجة أن حرص زوجها على أن لا تقع أعين الرجال عليها، هو من كثرة شغفه وتعلقه بها، وتعتقد أن عدم تقبله وجود رجل ضمن دائرة رؤية زوجته هو من فرط اعجابه بمفاتنها، وخوفه من سحر جمالها وجاذبيتها للرجال، لكنه قد يكون بسبب ضعف ثقته في نفسه، فيعتقد أن زوجته إن أتيح لها معرفة رجل آخر ستنطلق معه فيفقدها.
أو يظن الرجل أن مراقبة زوجته الحثيثة له، وإصرارها على معرفة كل تحركاته، هو بسبب أنها تعتبره فاتنا ورجلا مميزا تهواه النساء، فتقع في غرامه من النظرة الأولى، لذا فإن غيرتها من باب الخوف من زواجه بأخرى تستأثر به دونها.
الغيرة الطبيعية أمر فطري أوجدها الله عند الزوجين، وهي من منتجات المودة والرحمة لكي تبقى الأسرة قائمة، ويمنع كل طرف اية مغريات خارجية بجذب الآخر خارجها.
أما الغيرة المرضية مختلفة تماما، فهي مرض نفسي طبيعته الشك في نوايا الآخر وصدقه، وأساسه الأنانية وحب التملك، ويتعمق كلما كان هنالك ضعف في الثقة بالنفس، وانعدام لحالة التكافؤ بين الطرفين، وهو ليس تعبيرا عن محبة شديدة للآخر، بدليل أن منتجها دائما هو الإضرار بالأخر إذا تركه، وقد يترتب عليها القسوة أو الحقد عليه لدرجة أنه ترتاح نفسه بإيذائه، ويفرح كثيرا إن أصابه ما يؤلمه.
المودة والرحمة التي يجعلها الله بين الزوجين، منذ أن يفضي بعضهما الى بعض، فيصبح ذلك ميثاقا غليظا على المحبة والاخلاص، لا يمكن أن تسمح لأحدهما بإيذاء الآخر، ولا يمكن أن يتمنى له السوء مهما كان مسيئا إليه، صحيح أن من يتعرض الى خيانة من قبل من كان يحبه، يعتقد أنه بات يكرهه، لكنه في حقيقة الأمر يكون غاضبا جدا لكرامته أكثر بكثير من شعوره بالخسارة، فهو يعتقد أنه تعرض للغش، من حيث أنه كان يضمر عواطف محبة صادقة، فيما كان الطرف الآخر يخدعه، لكن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يتحول حبه الى حقد، ولا تتولد لديه رغبة في الإنتقام، بل يتوقف عند الاحتساب عند الله عما لحق به من ظلم.
في الخلاصة نجد أن الغيرة بين الزوجين أمر طبيعي، بل ومستحب، لأنه تعبير عن المحبة والحرص من كل طرف على الآخر، لكنه يبقى غير مؤذ لأنه ليس شكّا في مصداقية المشاعر ولاهو تقييد مربك للحركة.
لكن الغيرة الضارة، هي التي منشؤها حالة مرضية نفسية، اساسها عدم ثقة الشخص بنفسه، وبأنه غير مقنع بذاته للطرف الآخر، فهي تحول الحياة الأسرية الى تعاسة وشقاء، بدل أن تكون واحة محبة وهناء.

مقالات ذات صلة خطران أمنيان بين الأردن وسورية 2024/08/07

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحياة مدرسة بین الزوجین

إقرأ أيضاً:

دراسة: المشي البطيء قد يكون علامة على القلق والاكتئاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة طبية حديثة أجراها فريق من الباحثين في الطب النفسي أن طريقة مشي الإنسان قد تعكس حالته النفسية والعاطفية، حيث يمكن أن تكون المشية مؤشرًا للاكتئاب أو القلق، وفقًا لما نشرته مجلة Riamo.ru.

وأوضحت الدكتورة إيرينا كراشكينا، أخصائية الطب النفسي، أن المشي يعد شكلًا من أشكال التواصل غير اللفظي، فهو لا يعبر فقط عن الحالة الجسدية للفرد، بل يعكس أيضًا صحته النفسية. وأشارت إلى أن خصائص المشي مثل السرعة، تباعد الخطوات، والوضعية ترتبط بالحالة العاطفية، فمثلًا، قد تكون المشية البطيئة دلالة على الاكتئاب أو القلق.

وأضافت أن الثقة بالنفس تنعكس أيضًا على المشي، حيث يمشي الأشخاص ذوو الثقة العالية بوضعية مستقيمة وخطوات ثابتة، بينما يسير من يعانون من القلق الاجتماعي أو انخفاض تقدير الذات بخطوات مترددة وغير مستقرة. كما أن المصابين بالاكتئاب غالبًا ما يتميزون بمشية بطيئة وغير ديناميكية، تعكس حالتهم المزاجية المنخفضة.

وأكدت الدراسة أن مراقبة الشخص لمشيته قد تساعده على إدراك التغيرات العاطفية التي يمر بها، مما يسهم في تعزيز الوعي الذاتي وتحسين الصحة النفسية. لذلك، ينصح الخبراء بضرورة الانتباه إلى التغيرات في المشي، وإذا لزم الأمر، طلب المساعدة من المختصين للحفاظ على الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • دراسة: المشي البطيء قد يكون علامة على القلق والاكتئاب
  • الحلقة 11 من مسلسل صفحة بيضا.. الغيرة تدفع مها نصار لخداع حنان مطاوع 
  • الاستاذ عقيل العجالين يكتب .. متى يكون القضاء تعسفيا.؟
  • تسجيل صوتي.. ماذا حدث لمراقب الحركة الجوية أثناء حادث طائرة أمريكا؟
  • تسجيل صوتي يوثق لحظة صراخ مراقب الحركة الجوية في حادث طائرة أمريكا
  • كيف يكون النداء على الناس يوم القيامة بأبائهم أم أمهاتهم؟.. الإفتاء تكشف
  • هل يكون إنهاء التهديد الإيراني إرثاً جديداً لترامب؟
  • عاجل | السويد ترجح أن يكون إطلاق النار على الناشط سلوان موميكا مرتبطا بقوة أجنبية
  • منخفض جويّ يضرب لبنان غداً.. أمطار وثلوج والأب خنيصر: ان شاء الله شباط يكون مولع الدني