أمطار الولاية الشمالية والمناخ
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
* د. الفاتح يس
شهدت مدن الولاية الشمالية أبو حمد ودنقلا وكريمة وحلفا والدبة وغيرها أمطاراً شديدة في الأيام الماضية لم تشهدها من قبل في تاريخها؛ نسبة للفاصل المداري الذي يشهد مروره شمال كسلا مروراً بأبي حمد ثم جنوب دنقلا ثم شمال الأبيض الفاشر، والفاصل المداري هو خط تلاقٍ للرياح الشمالية الشرقية مع الجنوبية الشرقية، ويتسم بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية (بخار الماء) الذي يكون السحب الكثيفة تؤدي إلى هطول الأمطار.
ظاهرة تغير المناخ ظاهرة عالمية، وليست حكراً على الولاية الشمالية، وتتركز أكثر في ارتفاع درجة حرارة الأرض على المدى الطويل؛ وأسبابه كثيرة لكن أهمها الانبعاثات الكربونية الناتجة من استخدام وحرق الوقود الأحفوري (البنزين والجاز).
ارتفاع درجة الحرارة يتبعه زيادة معدل التبخر للمياه السطحية، ويتبعه حركة الرياح والتيارات الهوائية التي تتسبب في تكثيف بخار الماء، وتكون السحب ثم هطول الأمطار في أماكن غير متوقعة أو غير مألوفة الهطول.
هنالك خلل بيئي كبير في النظام الحيوي والسلسلة الغذائية وأسبابه كثيرة ومعروفة للعلماء؛ لدرجة جعلت العالم في حيرة من أمره، والعام الماضي حدثت أمطار كثيرة جداً في الإمارات؛ لم يشهدها تاريخهم، وأيضاً جنوب وغرب الولايات المتحدة الأمريكية شهدت موجة حر في العام الماضي.
بالنسبة للولاية الشمالية السودان أصابع الاتهام موجهة لسد مروي لتسببه في زيادة معدلات تبخر الماء؛ لكن الموضوع أكبر من ذلك، وتغير المناخ ظاهرة عالمية والسودان ليس بمعزل عن هذا العالم المختل مناخياً، وما أبرئ سد النهضة الإثيوبي من هذا التغير المناخي.
ظاهرة تغير المناخ قضية عالمية تؤرق مضاجع العالم بأكمله خاصة الدول التي تقع في خط الاستواء والسودان يقع شماله، لأن مناخها دافئ، وهذا يحوجها لمزيد من الطاقة، ويفقدها إنتاج المحاصيل الشتوية لقُصر فترة الشتاء أو انعدامه كلياً.
بالنسبة للسودان بعض العلماء يرون أن تغير المناخ مهما كان تأثيره لن يكون سلبياً.
صعوبة حل ظاهرة تغير المناخ؛ جعلت العالم ينظر ويركز على كيفية مجابهته والتخفيف من آثاره والتكيف؛ ولهذا تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية، هذه الأموال تدفعها الدول المتسببة في هذا التغير المناخي للدول الفقيرة المتضررة منه.
خلاصة القول إن التصدي لظاهرة تغير المناخ تحتاج إلى وضع الخطط الوقائية والعلاجية من تمويل وتنظيم وتكنولوجيا ومشاريع حصاد المياه.
على الولاية الشمالية أن تتهيأ لهذا التغير المناخي بمزيد من المشروعات الزراعية ومشروعات حصاد المياه، وأن تعيد بناء مساكنها ومبانيها وقيام شبكات المجاري ومحطات المعالجة، ولا بد لها أن تتحسب لمحصولاتها الشتوية خاصة القمح والفول المصري.
وعلى الحكومة أن تسعى دبلوماسيتها سعياً جاداً بتقديم دراسات جدوى لمشروعات خضراء يتم دعمها وتمويلها من صناديق المناخ، ومن الأموال التي رصدتها الأمم المتحدة متمثلة في منظمة الأمم المتحدة للبيئة لمجابهة هذا التغير المناخي.
* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة
alfatihyassen@gmail.com
الوسومد. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس هذا التغیر المناخی ظاهرة تغیر المناخ الولایة الشمالیة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستضيف بطولات وأحداث رياضية عالمية في ديسمبر
تشهد دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، زخماً رياضياً كبيراً من خلال استضافة مجموعة واسعة من البطولات والفعاليات الدولية، بما يؤكد مكانتها على خريطة الرياضة العالمية ويبرز جاهزيتها التنظيمية وبنيتها التحتية المتطورة، كوجهة رئيسية للاستثمار الرياضي والسياحة.
توزعت الفعاليات بين إمارات الدولة، حيث بدأت العاصمة أبوظبي فعاليات الشهر باستضافة النسخة الـ16 من سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 على حلبة مرسى ياس، الذي شهد حضوراً جماهيرياً عالمياً وتابعه ملايين المشاهدين حول العالم، بما يجسد أهمية الحدث ومكانة أبوظبي كمركز رياضي بارز.
وتواصلت الأجندة الرياضية مع فعاليات بارزة في عدد من إمارات الدولة، حيث شهدت أبوظبي ماراثون أدنوك أبوظبي، وبطولة العالم للدراجات في المناطق الحضرية، إضافة إلى المنتدى العالمي للتنقل ومدن الدراجات الهوائية، والدوري العالمي للتنس، وبطولة آسيا للشطرنج، وكأس رئيس الدولة للخيول العربية، وبطولة الفرسان الدولية لقفز الحواجز.
وفي الشارقة، استضافت الإمارة جائزة الشارقة الكبرى، الجولة الختامية من بطولة العالم للزوارق السريعة "فورمولا 1" في دورتها الـ23، التي أقيمت في بحيرة خالد بمشاركة 19 من نخبة السائقين العالميين، ما أضفى أجواء حماسية وترويجاً سياحياً للإمارة، فضلاً عن مهرجان الشارقة كلباء السادس للجواد العربي، الذي نظمه نادي الشارقة للفروسية والسباق على شاطئ كورنيش كلباء، بمشاركة 242 جواداً من مختلف مرابط وأندية الدولة.
وحضرت دبي، بقوة عبر عدة فعاليات كبرى؛ إذ استضافت النسخة الأولى من قمة تأثير الرياضة 2024، التي شارك فيها 200 شخصية عالمية بارزة من صنّاع القرار في المجال الرياضي، كما نظمت بطولة دبي الدولية للياقة البدنية، التي جمعت نخبة الرياضيين العالميين من الرجال والنساء، إضافة إلى بطولة تحدي دبي العالمية للموانع 2024 التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي ودائرة الاقتصاد والسياحة، ومجلس دبي الرياضي، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لسباقات الحواجز، وبمشاركة 1170 رياضيًا ورياضية من دول العالم، وجائزة دبي الكبرى للزوارق السريعة "إكس كات"، وهي الجولة الختامية من بطولة العالم 2024، وبطولة الدوري العالمي للسباحة الفنية التي شاركت فيها 15 دولة، وبطولة تشرشل للبولو في نادي ومنتجع الحبتور للبولو والفروسية، وهي بطولة سنوية تشهد منافسة بين فرق محلية ودولية، وتعتبر استعدادًا لبطولة كأس دبي الفضية.
ويُختتم الشهر في دبي بحدثين مميزين هما مؤتمر دبي الرياضي الدولي وحفل دبي جلوب سوكر، المقرر عقدهما في 27 ديسمبر (كانون الأول)، بينما يقام في 29 ديسمبر، السباق الأول من بطولة السلم للدراجات الهوائية، التي تعد من أكبر البطولات المجتمعية، وتسهم في إبراز معالم الإمارة الطبيعية وتعزيز الرياضة المجتمعية.
وتستضيف منطقة الظفرة، مهرجان ليوا الدولي "ليوا 2025"، الذي يقام من 13 ديسمبر (كانون الأول) إلى 4 يناير (كانون الثاني)، ويبرز كوجهة شتوية مهمة لعشاق التخييم والرياضات التراثية وسباقات السيارات والدراجات، ويجذب مشاركين من مختلف أنحاء العالم.