صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-10@09:31:51 GMT

أمطار الولاية الشمالية والمناخ

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

أمطار الولاية الشمالية والمناخ

* د. الفاتح يس

شهدت مدن الولاية الشمالية أبو حمد ودنقلا وكريمة وحلفا والدبة وغيرها أمطاراً شديدة في الأيام الماضية لم تشهدها من قبل في تاريخها؛ نسبة للفاصل المداري الذي يشهد مروره شمال كسلا مروراً بأبي حمد ثم جنوب دنقلا ثم شمال الأبيض الفاشر، والفاصل المداري هو خط تلاقٍ للرياح الشمالية الشرقية مع الجنوبية الشرقية، ويتسم بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية (بخار الماء) الذي يكون السحب الكثيفة تؤدي إلى هطول الأمطار.

ظاهرة تغير المناخ ظاهرة عالمية، وليست حكراً على الولاية الشمالية، وتتركز أكثر في ارتفاع درجة حرارة الأرض على المدى الطويل؛ وأسبابه كثيرة لكن أهمها الانبعاثات الكربونية الناتجة من استخدام وحرق الوقود الأحفوري (البنزين والجاز).

ارتفاع درجة الحرارة يتبعه زيادة معدل التبخر للمياه السطحية، ويتبعه حركة الرياح والتيارات الهوائية التي تتسبب في تكثيف بخار الماء، وتكون السحب ثم هطول الأمطار في أماكن غير متوقعة أو غير مألوفة الهطول.

هنالك خلل بيئي كبير في النظام الحيوي والسلسلة الغذائية وأسبابه كثيرة ومعروفة للعلماء؛ لدرجة جعلت العالم في حيرة من أمره، والعام الماضي حدثت أمطار كثيرة جداً في الإمارات؛ لم يشهدها تاريخهم، وأيضاً جنوب وغرب الولايات المتحدة الأمريكية شهدت موجة حر في العام الماضي.

بالنسبة للولاية الشمالية السودان أصابع الاتهام موجهة لسد مروي لتسببه في زيادة معدلات تبخر الماء؛ لكن الموضوع أكبر من ذلك، وتغير المناخ ظاهرة عالمية والسودان ليس بمعزل عن هذا العالم المختل مناخياً، وما أبرئ سد النهضة الإثيوبي من هذا التغير المناخي.

ظاهرة تغير المناخ قضية عالمية تؤرق مضاجع العالم بأكمله خاصة الدول التي تقع في خط الاستواء والسودان يقع شماله، لأن مناخها دافئ، وهذا يحوجها لمزيد من الطاقة، ويفقدها إنتاج المحاصيل الشتوية لقُصر فترة الشتاء أو انعدامه كلياً.

بالنسبة للسودان بعض العلماء يرون أن تغير المناخ مهما كان تأثيره لن يكون سلبياً.

صعوبة حل ظاهرة تغير المناخ؛ جعلت العالم ينظر ويركز على كيفية مجابهته والتخفيف من آثاره والتكيف؛ ولهذا تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية، هذه الأموال تدفعها الدول المتسببة في هذا التغير المناخي للدول الفقيرة المتضررة منه.

خلاصة القول إن التصدي لظاهرة تغير المناخ تحتاج إلى وضع الخطط الوقائية والعلاجية من تمويل وتنظيم وتكنولوجيا ومشاريع حصاد المياه.

على الولاية الشمالية أن تتهيأ لهذا التغير المناخي بمزيد من المشروعات الزراعية ومشروعات حصاد المياه، وأن تعيد بناء مساكنها ومبانيها وقيام شبكات المجاري ومحطات المعالجة، ولا بد لها أن تتحسب لمحصولاتها الشتوية خاصة القمح والفول المصري.

وعلى الحكومة أن تسعى دبلوماسيتها سعياً جاداً بتقديم دراسات جدوى لمشروعات خضراء يتم دعمها وتمويلها من صناديق المناخ، ومن الأموال التي رصدتها الأمم المتحدة متمثلة في منظمة الأمم المتحدة للبيئة لمجابهة هذا التغير المناخي.

* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة

alfatihyassen@gmail.com

الوسومد. الفاتح يس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د الفاتح يس هذا التغیر المناخی ظاهرة تغیر المناخ الولایة الشمالیة

إقرأ أيضاً:

السعودية تنظم قمة عالمية للذكاء الاصطناعي بمشاركة 25 دولة

تنظم المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO) بمشاركة أكثر من 25 دولة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن هذه القمة تأتي بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) ومركز الأبحاث الدولي للذكاء الاصطناعي (IRCAI) بسلوفينيا، برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

وتهدف "سدايا" من تنظيم هذا الأولمبياد الدولي إلى أن يكون منصة دولية للمسابقات في مجال الذكاء الاصطناعي، تحتضن الموهوبين وتنمي مهاراتهم، وأن يكون ملتقى يجمع العلماء والمهتمين من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات، وتطوير المهارات، والاطلاع على آخر المستجدات.
كما تطمح "سدايا" أن يكون هذا الأولمبياد النواة الأولى لانطلاقته في مختلف دول العالم في المستقبل، حيث يعد خطوة مميزة لتحفيز الشباب والفتيات حول العالم للمشاركة، لتكوين جيل جديد لديه فهم عميق بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية وأنظمة قطاع الأعمال.

ونظمت "سدايا" في إطار التحضير للأولمبياد عدة محاضرات افتراضية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال موقع الأولمبياد بهدف تأهيل الفرق الدولية المشاركة في المسابقة، وتمكين الراغبين من الطلاب من مختلف دول العالم من الاستفادة من هذه المحاضرات لتوسيع مداركهم في هذا المجال الحيوي، امتدت لمدة 5 أسابيع، وتشمل المواضيع التالية: مقدمة في الذكاء الاصطناعي (Introduction to AI) تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع (الأخلاق، العدالة) (Societal impact of AI (ethics، fairness)) طرق النواة (Kernel Methods) العمل مع البيانات (Working with Data) نماذج التوليد العميقة المنشورة (Deployed deep generative models) التعلم الموجه (Supervised learning) بحث الذكاء الاصطناعي (AI-Search) تقييم التعلم (Learning Evaluation) التعلم المعزز (Reinforcement learning) التعلم غير الموجه ‏(Unsupervised Learning).

وستشارك كل دولة بفريق واحد مكون من 4 طلاب بحد أقصى، ويتسابق الطلاب بشكل منفرد على مدى يومين، خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، حيث سيتم تخصيص اليوم الأول من المسابقة للأسئلة العلمية، وفي اليوم الثاني يقوم الطلاب بحل مشكلات علمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال منصة مصممة خصيصًا لهذا الغرض.
ويأتي الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO) ضمن إطار جهود "سدايا" في تعزيز مكانة المملكة العالمية كدولة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقيق مستهدفات أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 الرامية إلى رفع الوعي تجاه أهمية هذه التقنيات المتقدمة وتزويد المجتمعات بالمعارف والمهارات اللازمة لإتقانها.

مقالات مشابهة

  • كيف أدى تغيّر المناخ إلى تطرّف الطقس عبر العالم؟
  • الأمم المتحدة: اليمن يواجه تحديات متفاقمة بسبب تغير المناخ أدت لدمار القطاع الزراعي
  • ثلاثة أرباع سكان العالم أمام خطر التطرف المناخي.. هل يمكن تجنب ذلك؟
  • هطول أمطار تعادل عاما كاملا في يومين.. ظاهرة استثنائية تضرب المغرب
  • قوة الكلمة الطيبة.. كيف يمكنها أن تغير العالم ؟
  • تحقيق تقدم في المفاوضات الأمريكية الصينية بشأن المناخ
  • مع تحذير المنظمة العالمية للأرصاد.. كيف يمكن الوقاية من تأثيرات ظاهرة النينو؟
  • السعودية تنظم قمة عالمية للذكاء الاصطناعي بمشاركة 25 دولة
  • مركز أبحاث: اليمن يقف عند مفترق طرق حرج حيث يلتقي تغير المناخ والصراع المسلح (ترجمة خاصة)
  • صيف 2024 الأحر على كوكب الأرض بسبب التغير المناخي