صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-22@21:37:13 GMT

أمطار الولاية الشمالية والمناخ

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

أمطار الولاية الشمالية والمناخ

* د. الفاتح يس

شهدت مدن الولاية الشمالية أبو حمد ودنقلا وكريمة وحلفا والدبة وغيرها أمطاراً شديدة في الأيام الماضية لم تشهدها من قبل في تاريخها؛ نسبة للفاصل المداري الذي يشهد مروره شمال كسلا مروراً بأبي حمد ثم جنوب دنقلا ثم شمال الأبيض الفاشر، والفاصل المداري هو خط تلاقٍ للرياح الشمالية الشرقية مع الجنوبية الشرقية، ويتسم بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية (بخار الماء) الذي يكون السحب الكثيفة تؤدي إلى هطول الأمطار.

ظاهرة تغير المناخ ظاهرة عالمية، وليست حكراً على الولاية الشمالية، وتتركز أكثر في ارتفاع درجة حرارة الأرض على المدى الطويل؛ وأسبابه كثيرة لكن أهمها الانبعاثات الكربونية الناتجة من استخدام وحرق الوقود الأحفوري (البنزين والجاز).

ارتفاع درجة الحرارة يتبعه زيادة معدل التبخر للمياه السطحية، ويتبعه حركة الرياح والتيارات الهوائية التي تتسبب في تكثيف بخار الماء، وتكون السحب ثم هطول الأمطار في أماكن غير متوقعة أو غير مألوفة الهطول.

هنالك خلل بيئي كبير في النظام الحيوي والسلسلة الغذائية وأسبابه كثيرة ومعروفة للعلماء؛ لدرجة جعلت العالم في حيرة من أمره، والعام الماضي حدثت أمطار كثيرة جداً في الإمارات؛ لم يشهدها تاريخهم، وأيضاً جنوب وغرب الولايات المتحدة الأمريكية شهدت موجة حر في العام الماضي.

بالنسبة للولاية الشمالية السودان أصابع الاتهام موجهة لسد مروي لتسببه في زيادة معدلات تبخر الماء؛ لكن الموضوع أكبر من ذلك، وتغير المناخ ظاهرة عالمية والسودان ليس بمعزل عن هذا العالم المختل مناخياً، وما أبرئ سد النهضة الإثيوبي من هذا التغير المناخي.

ظاهرة تغير المناخ قضية عالمية تؤرق مضاجع العالم بأكمله خاصة الدول التي تقع في خط الاستواء والسودان يقع شماله، لأن مناخها دافئ، وهذا يحوجها لمزيد من الطاقة، ويفقدها إنتاج المحاصيل الشتوية لقُصر فترة الشتاء أو انعدامه كلياً.

بالنسبة للسودان بعض العلماء يرون أن تغير المناخ مهما كان تأثيره لن يكون سلبياً.

صعوبة حل ظاهرة تغير المناخ؛ جعلت العالم ينظر ويركز على كيفية مجابهته والتخفيف من آثاره والتكيف؛ ولهذا تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية، هذه الأموال تدفعها الدول المتسببة في هذا التغير المناخي للدول الفقيرة المتضررة منه.

خلاصة القول إن التصدي لظاهرة تغير المناخ تحتاج إلى وضع الخطط الوقائية والعلاجية من تمويل وتنظيم وتكنولوجيا ومشاريع حصاد المياه.

على الولاية الشمالية أن تتهيأ لهذا التغير المناخي بمزيد من المشروعات الزراعية ومشروعات حصاد المياه، وأن تعيد بناء مساكنها ومبانيها وقيام شبكات المجاري ومحطات المعالجة، ولا بد لها أن تتحسب لمحصولاتها الشتوية خاصة القمح والفول المصري.

وعلى الحكومة أن تسعى دبلوماسيتها سعياً جاداً بتقديم دراسات جدوى لمشروعات خضراء يتم دعمها وتمويلها من صناديق المناخ، ومن الأموال التي رصدتها الأمم المتحدة متمثلة في منظمة الأمم المتحدة للبيئة لمجابهة هذا التغير المناخي.

* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة

alfatihyassen@gmail.com

الوسومد. الفاتح يس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د الفاتح يس هذا التغیر المناخی ظاهرة تغیر المناخ الولایة الشمالیة

إقرأ أيضاً:

قوتنا كوكبنا.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددة

أحيت دول العالم اليوم الثلاثاء يوم الأرض الذي يحتفل به في 22 أبريل/نيسان في كل عام، وذلك تحت شعار "قوتنا كوكبنا" من أجل وحدة عالمية لمضاعفة الطاقة النظيفة 3 مرات بحلول عام 2030، وهي مناسبة لتسليط الضوء على مصادر الطاقة المتجددة كمفتاح لاستقرار المناخ.

ويركز يوم الأرض هذا العام على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والمد والجزر والطاقة الحرارية الأرضية كمحفزات لاستقرار المناخ.

ولا يعد هذا التحول رفاهية بيئية، بل ضرورة حتمية لمجابهة الاحترار العالمي، خصوصا بعد تحذيرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي توقعت أن تتجاوز درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 إذا لم تتخذ إجراءات جذرية.

وقررت منظمة "يوم الأرض" التركيز على الطاقة المتجددة هذا العام لأسباب عدة، منها انخفاض تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير خلال العقد الماضي بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، وهذا يجعلها خيارا أكثر توفيرا.

ولفتت المنظمة إلى أن الطاقة المتجددة تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

كما تعود بالنفع على الاقتصاد، إذ إن الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة يمكن أن يوفر ما يقدر بـ14 مليون فرصة عمل حول العالم.

إعلان

وتنتج نحو 50 دولة حول العالم بالفعل أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مما يجدر التأكيد عليه وتشجيعه، وفق المنظمة.

ويهدف يوم الأرض إلى رفع الوعي البيئي بخطورة التغير المناخي وأثر النشاط البشري على البيئة وتعزيز المبادرات الخضراء والمشاريع المستدامة لحماية الطبيعة وتشجيع المجتمعات على خفض الانبعاثات والتقليل من النفايات والتأكيد على قوة الأفراد والجماعات في إحداث التغيير البيئي الإيجابي.

طلاب جامعيون يشاركون في زراعة أشجار المانغروف احتفالا بيوم الأرض في إندونيسيا (الفرنسية) "نهج يومي"

وبحسب خبراء البيئة، ما يحتاجه العالم هو أن يتحول يوم الأرض إلى نهج يومي تتجسد مبادئه في السياسات الحكومية والممارسات الصناعية والسلوكيات الفردية، في ظل ازدياد الظواهر المناخية القاسية نتيجة التغير المناخي.

ورغم بعض النجاحات المحققة كحظر المواد التي تُلحق الضرر بطبقة الأوزون فإن تغير المناخ يظل خطرا قائما يهدد حاضر الكوكب ومستقبله، في وقت تدفع دول الجنوب العالمي -التي لم تكن طرفا رئيسيا في الاحتباس الحراري- الثمن الأكبر لتبعاتها.

وكان يوم الأرض ركز العام الماضي على موضوع "الكوكب بمواجهة البلاستيك"، والذي لفت الانتباه العالمي إلى الآثار البيئية والصحية للتلوث البلاستيكي.

ودعا حينها إلى مضاعفة الجهود لتخفيض إنتاج البلاستيك بنسبة 60% بحلول عام 2040، ودعم سياسات التخلص التدريجي من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

وبدأ الاحتفال بيوم الأرض عام 1970 بمبادرة من السيناتور غايلورد نيلسون في الولايات المتحدة ردا على التلوث الصناعي، لكنه تحول إلى حركة عالمية تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المناخ.

مقالات مشابهة

  • قوتنا كوكبنا.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددة
  • يوم الأرض 2025.. جوجل يحتفل بـ التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي
  • رسميا .. إقالة والي الولاية الشمالية والحكومة تكشف التفاصيل
  • البابا فرنسيس.. بطل في العمل المناخي
  • عثمان حسين يصدر قراراً بإقالة والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله من منصبه وتعيين “اللواء معاش” عبد الرحمن عبد الحميد
  • كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟
  • تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
  • حدث فلكي استثنائي.. العالم على موعد مع ظاهرة الاقتران الثلاثي
  • هطول أمطار على عرعر بالحدود الشمالية
  • طقس السعودية.. "الأرصاد" ينبّه من هطول أمطار على الحدود الشمالية