عمرها 700 ألف عام.. علماء يكتشفون عظمة ذراع تعود لإنسان الهوبيت القديم
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة النقاب عن لغز قديم بعد التعرف على طبيعة أسنان وعظام ذراع تعود إلى إنسان "الهوبيت" الذي عاش منذ نحو 700 ألف عام على جزيرة بين المحيطين الهندي والهادئ.
وأظهرت دراسة نُشرت، الثلاثاء، بمجلة "Nature" العلمية، أن هذا النوع، وهو الإنسان القزم أو "Homo floresiensis"، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم "الهوبيت"، قد يكون أصغر حجما مما كان يُعتقد سابقا.
ومع ذلك، لا تزال النتائج تثير انقساما بين العلماء حول كيفية تطور مثل هؤلاء البشر الاستثنائيين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتم اكتشاف "الهوبيت" لأول مرة منذ 20 عاما داخل كهف ليانغ بوا في جزيرة فلوريس الإندونيسية، حيث وجد العلماء الأستراليون والإندونيسيون عظاما وأسنانا، بالإضافة إلى أدوات حجرية استُخدمت على الأرجح لتقطيع اللحم.
كان اكتشاف سلالة (الهوبيت) عام 2003 أحدث ضجة في الأوساط العلمية، وكان يبلغ طول قامته 106 سنتيمترات وله مخ صغير في حجم دماغ الشمبانزي، وكان يتقن صنع الأدوات الحجرية واستخدامها وربما كان يتغذى على صغار الفيلة، بحسب رويترز.
ومن خلال تحليل أرضية الكهف، حدد العلماء حينها أن عظام الإنسان القزم كانت تعود إلى فترة ما بين 60 و100 ألف عام.
وأثار هذا الاكتشاف المذهل حيرة العلماء في محاولة إدراج الإنسان القزم ضمن شجرة عائلة البشر وأقاربهم المنقرضين، وهي مجموعة تُعرف باسم البدائيين.
وافترض بعض العلماء أن العظام تعود إلى بشر مصابين بأمراض نمو، وفق "نيويورك تايمز"، لكن العديد من الباحثين رفضوا هذا التفسير؛ لأن تشريح الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض لا يتطابق بشكل وثيق مع تشريح الحفريات.
وأخذ الجدل منعطفا عام 2016 عندما أبلغ الباحثون عن مجموعة مثيرة للاهتمام من الحفريات الأقدم بكثير من منطقة أخرى في فلوريس تسمى ماتا مينغ، يعود تاريخها حوالي 700 ألف عام، وتتكون من 6 أسنان وجزء من الفك.
وهذا الأسبوع، كشف فريق العلماء بموقع يسمى "ماتا مينغ" عن سنيّن صغيرين أخريين، بالإضافة إلى جزء من عظم العضد، وهو العظم العلوي للذراع.
ونقلت الصحيفة عن عالم الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة طوكيو المشارك في الدراسة، يوسوكي كايفو، قوله: "لم نتمكن من تحديد ما إذا كان هذا ينتمي إلى طفل أو بالغ. هذا هو السؤال الرئيسي".
وقارن كايفو وزملاؤه عظم العضد بعظام ذراع الأطفال والبالغين في العصر الحديث، غير أن كان لعظم "الهوبيت" العديد من العلامات التي تشير إلى أنه توقف عن النمو، وأنه كان شخصا بالغا.
كان عظم العضد في "ماتا مينغ" أصغر عظم عُثر عليه لأي إنسان بالغ حتى الآن، إذ يُقدر العلماء وفق الدراسة أن صاحب الذراع كان طوله 100 سنتيمتر فقط.
ومع ذلك، تقول عالمة الأنثروبولوجيا القديمة بالجامعة الوطنية الأسترالية، ديبورا آرغ، إنها "غير مقتنعة من ذلك. وسيساعد العثور المزيد من المواد الهيكلية لهذا الإنسان الغامض في تحديد ما إذا كانت هذه المجموعة تمثل إنسان فلوريس".
في المقابل، تشير الدراسة إلى أن إنسان فلوريس تطور من نوع طويل القامة من البشر نشأ بأفريقيا ويعرف بالإنسان المنتصب، إذ انتقل إلى جزيرة جاوة الإندونيسية منذ حوالي 1.3 مليون عام وبقي هناك لأكثر من مليون عام.
وتوصلت الدراسة إلى أن الإنسان المنتصب سافر 450 ميلا شرقا من جاوة إلى فلوريس، ووصل إلى الجزيرة منذ حوالي مليون عام، وهو عمر أقدم الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها هناك.
ويقول العلماء إنه عزلة الإنسان المنتصب في فلوريس أسهمت في انكماش قامته، لتصل إلى قامة "الهوبيت" بحلول 700 ألف عام مضت.
وتوقع كايفو أن نقص إمدادات الغذاء على الجزيرة ربما دفع إلى التطور الاستثنائي للإنسان القزم، إذ يقول: "إذا ذهبت إلى جزيرة معزولة لا يوجد بها أسود أو نمور، فلن تضطر إلى أن تكون كبيرا".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية: معابد أسوان شاهدة على عبقرية المصري القديم
اختتم الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، جولته الرعوية في محافظة أسوان، بزيارة عدد من المعالم السياحية والتاريخية البارزة، وذلك في ختام سلسلة من اللقاءات والفعاليات التي تضمنت لقاءه بمحافظ أسوان.
إلى جانب مشاركته في احتفالية مرور 125 عامًا على تأسيس مستشفى أسوان الجيرمانية، أحد الصروح الطبية الرائدة في المحافظة.
المشروعات القوميةوخلال زيارته، أعرب الدكتور القس أندريه زكي عن فخره واعتزازه بالحضارة المصرية العريقة، مؤكدًا على أن معابد أسوان الأثرية تجسد عبقرية المصري القديم وإبداعه عبر العصور.
وقال: على ضفاف النيل، صاغ المصري القديم أسس التقدم التي ألهمت العالم، وشيّد صروحًا لا تزال شاهدة على عبقريته الفريدة.
كما زار أندريه زكي السد العالي، أحد أعظم المشروعات القومية في القرن العشرين، مشيدًا بهذا الإنجاز الوطني الذي يعكس قوة الإرادة المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات.
وفي القرية النوبية، أشاد رئيس الطائفة الإنجيلية بالثقافة النوبية، التي تُعد جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية المتنوعة، قائلًا: «النوبة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي روح متجذرة في أعماق التاريخ المصري».
رؤية الدولة المصريةكما أشاد رئيس الطائفة الإنجيلية برؤية الدولة المصرية في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، قائلًا: "ما نشهده اليوم من نهضة تنموية في مختلف القطاعات يؤكد أن مصر ماضية بخطى ثابتة نحو المستقبل. هذه الدولة العريقة، التي أنجبت أعظم الحضارات، تمتلك اليوم من الكفاءة والقدرات ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في البناء والتطوير."
يُذكر أن الدكتور القس أندريه زكي التقى، خلال زيارته لأسوان، باللواء الدكتور إسماعيل محمد كمال، محافظ أسوان، وذلك خلال الاحتفال بمرور 125 عامًا على خدمة المؤسسة الإنجيلية الجيرمانية في أسوان، حيث أشاد المحافظ بالدور التاريخي والروحي الذي قامت به الطائفة الإنجيلية في خدمة المجتمع الأسواني وتعزيز قيم المحبة والتعايش.