الجزيرة:
2025-04-02@20:49:41 GMT

تومي روبنسون.. زعيم مناهضي الإسلام في بريطانيا

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

تومي روبنسون.. زعيم مناهضي الإسلام في بريطانيا

ناشط من أقصى اليمين البريطاني، أحد مؤسسي رابطة الدفاع الإنجليزية المعادية للإسلام، وهو عضو سابق في الحزب الوطني البريطاني ومجموعات أخرى توصف بأنها ذات روابط فاشية أو قومية بيضاء. سجن بعدة تهم جنائية منها الاعتداء والمطاردة والاحتيال وحيازة المخدرات وتزوير جواز سفر.

المولد والنشأة

ولد ستيفن كريستوفر ياكسلي لينون -المعروف باسم " تومي روبنسون"- في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1982 في بلدة لوتون بالقرب من العاصمة لندن، لأم أيرلندية وأب إنجليزي.

جاء اسم " تومي روبنسون" نسبة لعضو بارز في مجموعة "الهوليغانز" لتشجيع فرق كرة قدم، التي كان عضوا فيها، إذ تتبنى هذه المجموعة منهج العنف في التشجيع، كما كان يستخدم هذا الاسم لإخفاء هويته، وكان يرتدي قناعا يخفي وجهه، الأمر الذي مكنه من التحايل على الشرطة قبل أن تكشف هويته عام 2010.

بعد انفصال والديه تزوجت والدته من "توماس لينون" الذي يعمل في مصنع سيارات.

تزوج روبنسون عام 2011 من جينا فويلز.

تومي روبنسون درس هندسة الطيران في مطار لوتون وتخرج عام 2003 (رويترز) الدراسة والتكوين

بعد تخرجه من الثانوية درس هندسة الطيران في مطار لوتون، وتمكن من الحصول على فرصة تدريب تقدم إليها نحو 600 شخص ولم ينجح سوى 4 أشخاص، حسب روايته عن نفسه.

نال شهادة التخرج عام 2003، لكنه عوقب بالسجن لمدة سنة بسبب اعتدائه على ضابط شرطة، وقد كان روبنسون يومها سكران.

التوجه الفكري

أعلن روبنسون اهتمامه بالسياسة بعد خروجه من السجن، وتشكلت لديه نزعة ضد الإسلام، وأصبح جُل حديثه عما يسميه "التهديد الإسلامي"، متهما الشرطة بتقصيرها في مواجهة هذا التهديد، كما وصف الإسلام بأنه "مرض وتهديد لنمط عيشنا"، ولم يتردد في سب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي 2016 كتب مقالا قال فيه "أنا لا أنتمي إلى أقصى اليمين، أنا فقط ضد الإسلام أنا مؤمن أنه دين متخلف وفاشي"، واعتبر أزمة اللجوء التي شهدتها أوروبا في تلك الفترة بسبب التوترات في الشرق الأوسط "غزوا إسلاميا لأوروبا ولا علاقة لها باللجوء"، ودعا لمنع وصول اللاجئين إلى بريطانيا.

كما وصف مدينة برمنغهام بأنها "بؤرة الإرهاب في بريطانيا" وذلك لشهرتها بكثرة أعداد المسلمين فيها.

تومي روبنسون تبنى فكرة مواجهة ما يسميه "التهديد الإسلامي" عقب خروجه من السجن عام 2004 (رويترز) التجربة السياسية

بدأ اهتمام روبنسون بالسياسية عقب خروجه من السجن، وتبنى فكرة مواجهة ما يسميه "التهديد الإسلامي" في مسقط رأسه بمدينة لوتن وبدأ بترويجها، وكان يدعي أن الشرطة لا تقوم بأي شيء لمواجهة هذا "التهديد". وأججت توجهاته حادثة "هجوم جسر وستمنستر" في مارس/آذار 2017، وحادثة هجوم مانشستر أرينا بعدها بشهرين.

عقب الحادثتين نشر روبنسون فيديو مصورا على قناته في منصة يوتيوب، هاجم فيه الإسلام وحذر البريطانيين، قائلا إن المسلمين "مقاتلون أعداء يريدون قتلكم وتشويهكم وتدميركم"، ووصل عدد مشاهدات المقطع إلى ما يقارب 3 ملايين مشاهدة.

وفي عام 2004 أصبح روبنسون عضوا في الحزب الوطني البريطاني الفاشي، الذي ينتمي إلى أقصى اليمين، وفي 2009 قررت مجموعة "المهاجرين" التي توصف بأنها "إسلامية"، اعتراض طريق عدد من الجنود البريطانيين التابعين للفوج الملكي الأنجليكاني العائدين من حرب أفغانستان، فقرر روبنسون تنظيم مظاهرة مضادة للجماعة واشتبك معهم، وكانت تلك الحادثة سببا لولادة "رابطة الدفاع الإنجليزية".

وأسس روبنسون مع ابن عمه كيفن كارول رابطة الدفاع الإنجليزية "إي دي إل"، وقال إن ما قرأه في الصحف عن الإسلاميين في المنطقة ومحاولتهم تجنيد الرجال لصالح حركة طالبان ألهمه هذه الخطوة، وأعلن أن الرابطة "ضد صعود الإسلام المتطرف" كما يصفه.

نظمت الرابطة مظاهرات، وبدأت تروج توجهها المناهض للإسلام سنة 2010 عبر ترديد شعارات تسب الذات الإلهية، وتسب النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تقديمها التحية النازية، وإلى جانب مناهضي الإسلام ضمت الرابطة مشجعين لكرة القدم من فئة "الهوليغانز".

تومي روبينسون أثناء مشاركته في احتجاج بلندن يوم 27 يوليو/تموز 2024 (رويترز) اعتقال وإدانة

ألقي القبض على روبنسون عام 2011، بسبب قيادة جماعة تضم نحو 100 شخص تسببت بأعمال شغب، وطلب منه الخضوع لإعادة تأهيل مجتمعي.

كما قُبض عليه مرة ثانية عام 2013 لمحاولته استخدام جواز سفر مزور يعود لشخص آخر، من أجل دخول الولايات المتحدة الأميركية، وسجن 10 أشهر.

وفي 2014 حُكم عليه بالسجن مدة 18 شهرا بتهمة النصب للحصول على قروض. وعام 2017 أدين بتهمة ازدراء المحكمة، عقب إطلاقه بثا مباشرا من أمام المحكمة للتعليق على أطوار قضية لم تنته بعد، وخلال البث وجه كثيرا من الشتائم والانتقادات للمحكمة.

وحكم على روبنسون بالسجن 13 شهرا، فنظم أنصاره احتجاجا في وسط العاصمة لندن شارك فيه 15 ألف شخص، من أقصى اليمين والنازيين الجدد، وانتهى بمواجهات عنيفة مع رجال الشرطة.

وفي عام 2018، حذفت حساباته من مواقع التواصل الاجتماعي (إكس وفيسبوك وإنستغرام) بسبب خطابه الذي يحرض على العنف والكراهية، وفي العام التالي حظرت منصة "سناب شات" بدورها حسابه، كما قيّدت منصة "يوتيوب" الوصول إلى مقاطعه المصورة.

متظاهرون في احتجاج ضد تومي روبنسون خلال مسيرة نظمتها حركة مناهضة العنصرية عام 2024 (رويترز) حادثة الطفل السوري

انتشر مقطع مصور عبر مواقع التواصل في أكتوبر/تشرين الأول 2018، يظهر فيه عدد من أطفال المدرسة يضربون الطفل السوري جمال حجازي (15 عاما)، فخرج روبنسون بتصريحات يقول فيها إن هذا الولد لم يكن بريئا، متهما إياه "بالهجوم على فتاة بريطانية في مدرسته".

تصريحات روبنسون عرضت الطفل السوري لتهديدات اضطرت أسرته على إثرها لتغيير المنزل حماية له، وبعد أشهر من محاكمة روبنسون بسبب تحريضه ضد الطفل، قضت المحكمة بتعويض لصالح جمال حجازي بأكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (نحو 127 ألف دولار).

لكن روبنسون أكد عدم قدرته على دفع المبلغ لأنه "مفلس"، مما دفع كثيرا من مؤيديه حول العالم لجمع التبرعات وتغطية نفقاته القانونية. وعلى الرغم من أمره بالمثول أمام المحكمة، غادر البلاد تهربا من العواقب القانونية.

الدعم المالي

تلقى روبنسون خلال سنوات محاكماته وسجنه المتكررة أكثر من مليوني جنيه إسترليني على شكل رعاية وهدايا، كانت معظمها من مؤيديه خارج بريطانيا. وحصل على آلاف الدولارات شهريا مقابل زمالته مع موقع "ريبل نيوز" الكندي المقرب من أقصى اليمين.

استخدم روبنسون كذلك خاصية التبرعات الخيرية على فيسبوك لعدة أشهر في أواخر عام 2018، وتلقى تبرعا بقيمة مليوني جنيه إسترليني عام 2018 من معارضين لسجنه، كما دعمته منظمة "السترات الصفراء الأسترالية" اليمينية.

عودة بعد غياب

وعقب غياب روبنسون عن الأضواء فترة، ظهر مجددا يوم 27 يوليو/تموز 2024، وقاد مسيرة كبيرة ضد المهاجرين والمسلمين، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن اندلاع أعمال عنف، فغادر البلاد مجددا وصدرت مذكرة اعتقال بشأنه.

وتزامنا مع ذلك، اندلعت احتجاجات عنيفة في أنحاء بريطانيا بعد مقتل 3 فتيات في هجوم بسكين في حفل راقص للأطفال بساوثبورت شمال غربي إنجلترا، فاستغلت جماعات معادية للمهاجرين والمسلمين هذه الواقعة، وانتشرت أعمال عنف وفوضى ألقت الشرطة بمسؤوليتها على "رابطة الدفاع البريطانية".

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إنها رصدت يوم 29 يوليو/تموز روبنسون أثناء قضائه عطلة صيفية مع عائلته في فندق فاخر بقبرص، في الوقت الذي كان يشجع على أعمال الشغب والتحريض في جميع أنحاء بريطانيا، وذلك بنشره تغريدات ومشاركات تحريضية ضد المهاجرين في بريطانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رابطة الدفاع أقصى الیمین

إقرأ أيضاً:

تقرير: تقليص المساعدات الأمريكية لمؤسسات مكافحة الإرهاب يساعد على نمو المنظمات الإرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه جهود تمويل مكافحة الإرهاب العديد من التحديات أبرزها وقف المساعدات الخارجية الأمريكية منذ يناير الماضي، وخاصة في منطقة الساحل الأفريقي، إذ تعتمد مؤسسات ومنظمات ضد الإرهاب على الإعانات والمساعدات الأمريكية، وهو ما يساعد على نمو موجات العنف وتمدد الأنشطة الإرهابية أمام تراجع دور الدول والمؤسسات المساعدة.
وأوضح تقرير نشره موقع "هيسبريس المغربية"، أن مسئولين في ساحل العاج أكدوا أن قطع المساعدات يعرّض جهود مكافحة الإرهاب للخطر، ويضعف النفوذ الأمريكي في منطقة لجأت بعض دولها إلى المرتزقة الروس طلبا للمساعدة.


وساهمت هذه الإعانات في تدريب الشباب على وظائف مختلفة، وإنشاء مراعٍ لحماية الماشية من هجمات الجماعات المسلحة.
 

ووفقا للتقرير المشار إليه، قال مسئول في الأمم المتحدة إن ساحل العاج من بين الدول القليلة التي لا تزال تقاوم التهديد الإرهابي في منطقة الساحل، مشددا على أهمية استمرار دعم المجتمعات الحدودية لتجنب وقوعها في براثن التطرف.
 

وفي الوقت الذي تتراجع فيه قدرات المؤسسات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، فإن الجماعات المتطرفة والعنيفة تعمل في المقابل على زيادة نفوذها وحجم انتشارها بفضل التعاون المستمر مع العصابات المحلية العاملة في مجال تجارة المخدرات والإتجار في البشر والتهريب عبر الحدود.  
 

وأفاد تقرير نشره معهد دراسات الحرب الأمريكي Institute for the Study of War بأن تنظيمي القاعدة وداعش عملا على زيادة نفوذهما في منطقة الساحل الأفريقي من خلال زيادة روابطها مع الشبكات الإجرامية المحلية والتي تنشط في منطقة الصحراء الكبرى، مؤكدا أن التعاون المشترك بين الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية المتخصصة في الإتجار بالبشر والتهريب يزيد من نفوذ التنظيمات الإرهابية ويجعلها أكثر خطرًا.
 

ولفت التقرير في الوقت نفسه إلى أن العديد من الهجمات الإرهابية التي وقعت في مالي والنيجر، وزيادة نشاط المجموعات الإرهابية يعود إلى انسحاب قوات فرنسية وأمريكية من مواقعها.
 

وبحسب التقرير فإنه "من المؤكد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وجماعة الدولة الإسلامية في ولاية بورنو تتعاونان مع جهات فاعلة محلية كنقطة دخول لتوسيع مناطق عملياتهما. 
 

وأفادت وكالة أنباء وامابس بأن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعمل مع "تجار محليين" لدعم الهجمات ضد قوات الأمن النيجيرية في نقاط رئيسية على طول طرق التهريب.
 

وقد يساهم هذا التعاون المزعوم بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وقطاع الطرق المحليين في زيادة طفيفة في هجمات الجماعات المسلحة المجهولة على قوات الأمن النيجيرية في أقصى شمال النيجر. 
 

وسجلت بيانات موقع الصراع المسلح وأحداثه ثلاث هجمات شنتها "جماعات مسلحة مجهولة" ضد قوات الأمن النيجيرية في منطقة أجاديز والمنطقة الشمالية في منطقة تاهوا فيما يقرب من 6 أشهر منذ أن أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن هجومها الأول في أكتوبر 2024 مقارنة بهجمتين فقط من هذا القبيل خلال العام السابق".
 

وأضاف التقرير، أن "عمليات الاختطاف والتعاون مع الجماعات الإجرامية المحلية بمثابة نقاط دخول ومقدمات لتسلل المتمردين في منطقة الساحل.

وذكر تقرير صادر عن GITOC في عام 2023 أن عمليات الاختطاف هي نقاط دخول للجماعات المتطرفة العنيفة وأن المراحل الناشئة من تسلل الجماعات المتطرفة العنيفة إلى الأراضي عادة ما تكون مصحوبة بمستويات أعلى من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك عمليات الاختطاف.
 

ويشير التقرير إلى أن جزءًا من هذا التوسع يشمل التجنيد أو العمل مع الجماعات الإجرامية التي تنشط بالفعل في المنطقة. 
كانت هجمات الاختطاف مقابل الفدية في بوركينا فاسو بمثابة مقدمة لتوسع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية في بوركينا فاسو في عام 2015، حيث سعت الخلايا المتمردة إلى توليد الموارد لتوسعها".
 

وأكد التقرير، أن "النفوذ الأكبر على الشبكات عبر الصحراء الكبرى من شأنه أن يوسع من نطاق هذه الجماعات السلفية الجهادية الخارجية ويزيد من خطر المؤامرات الخارجية في شمال أفريقيا وربما أوروبا.
إن الوجود المعزز على طول خطوط التهريب عبر الصحراء الكبرى من شأنه أن يعزز الروابط بين الشركات التابعة للسلفية الجهادية في الساحل وشبكات الدعم والتيسير في شمال أفريقيا. لقد أدت جهود مكافحة الإرهاب التي تستهدف داعش في شمال أفريقيا إلى تآكل شبكات داعش بشكل كبير في الجزائر وليبيا. 
 

ولم تسجل بيانات موقع الصراع المسلح وحدثه أي هجوم لداعش في الجزائر أو ليبيا منذ عام 2022. ومع ذلك، يواصل داعش الحفاظ على وجود فضفاض في جنوب غرب ليبيا، وقد قتلت القوات الليبية حاكم داعش في ليبيا في عام 2024".
 

وتعليقا على هجوم لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة على موقع أمني في منطقة أجاديز في شمال النيجر وأسفر عن مقتل 11 جنديا، فذكر "لقد أدى رحيل القوات الأمريكية والفرنسية، وخاصة قاعدة الطائرات بدون طيار الأمريكية في أجاديز، إلى تقويض الدعم الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاعي الذي يغطي هذه المناطق النائية"؛ مشيرًا في الوقت نفسه إلى العديد من عمليات الخطف والقتل وطلب الفدية.

مقالات مشابهة

  • ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
  • تقرير: تقليص المساعدات الأمريكية لمؤسسات مكافحة الإرهاب يساعد على نمو المنظمات الإرهابية
  • الفاضلي: الإرهاب مجرد معركة وهمية كيدية صنعوها لنا
  • عيد الفطر في مصر طقسًا دينيًا لا يشبه سواه بالعالم العربي والإسلامي.. صور
  • زعيم طالبان: لا حاجة للقوانين الغربية في أفغانستان
  • تحقّق: هل تجبر بريطانيا فعلا تلاميذ المدارس على دراسة الإسلام؟
  • ترامب: كيم زعيم ذكي ولدينا قنوات تواصل مفتوحة
  • زوبية: الإسلام دين عقل ومنطق وليس نقل تفاسير من ألف سنة
  • خطاب زعيم طالبان.. هل ينجح فى تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى؟
  • العيسى يلقي خطبة عيد الفطر في أكبر جوامع ألبانيا ومنطقة البلقان