اكتشاف جديد.. علاج واعد يوقف مرض التصلب المتعدد
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
بعد سنوات من المعاناة، ظهر أمل جديد لمرضى التصلب المتعدد. فقد توصل العلماء إلى علاج واعد قادر على إيقاف تطور هذا المرض المزمن وإصلاح الأضرار التي يسببها، فقد أسفرت عشر سنوات من العمل، وقليل من المساعدة من أفعى المامبا الخضراء، عن الكشف عن دواء جديد واعد يتم اختباره على البشر لعلاج التصلب المتعدد.
التصلب المتعدديصيب التصلب المتعدد الجهاز العصبي المركزي، وهو مرض مزمن يبقى مع المريض طويلا.
ويسبب التصلب المتعدد تدهورا في المادة العازلة الواقية التي تحيط بالخلايا العصبية والتي تُسمى المايلين وهو غلاف واق يحيط بالأعصاب، مثل عزل الأسلاك الكهربائية، وعندما يتلف هذا الغلاف تتأثر قدرة الأعصاب على نقل الإشارات.
ويجعل ترك محاور الأعصاب التي تنقل النبضات الكهربائية مكشوفة دون طبقة الميالين فتصبح مثل الأسلاك العارية، ويمكن أن يتسبب ذلك في مشاكل مدمرة في الحركة والتوازن والرؤية. وقد يؤدي ترك المرض دون علاج إلى الشلل وفقدان الاستقلالية وقصر العمر.
طور العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وشركة كونتينيوم ثيرابيوتكس دواء يحفز الجسم على استبدال المادة العازلة المفقودة. وإذا نجح هذا الدواء في التجارب على البشر، فقد يكون وسيلة لإصلاح الأضرار التي يسببها المرض.
ويعمل الدواء الجديد -الذي أُطلق عليه اسم "بايب 307"- على تنشيط خلايا معينة في الدماغ مسؤولة عن إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي للأعصاب. ويحفز هذا الدواء الخلايا على النمو والتكاثر، لتقوم بدورها بإصلاح الغلاف التالف وإعادة بناء الأجزاء المفقودة منه.
ويُتوج العمل -الذي نُشرت نتائجه في 31 من يوليو/تموز في مجلة "بي إن إيه إس"- 10 سنوات من العمل من قبل علماء جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بمشاركة اثنين من حملة الدكتوراه: جوناه تشان وآري غرين.
وقاد تشان فريق العلماء عام 2014 لاكتشاف مضاد الهيستامين غير ذائع الصيت والذي يحمل الاسم كليماستين حيث يمكن أن يحفز إعادة تكوين المايلين، وهو أمر لم يكن أحد يعلم أنه ممكن من الأساس.
وقال قائد الفريق وهو أستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيسي للورقة وفقا لموقع يوريك أليرت "قبل 10 سنوات، اكتشفنا طريقة واحدة يمكن للجسم من خلالها تجديد المايلين كاستجابة للإشارة الصحيحة، مما يصلح ما أفسده التصلب المتعدد. ومن خلال دراسة بيولوجيا إعادة تكوين المايلين بعناية، قمنا بتطوير علاج دقيق هو الأول من نوعه من العلاجات الجديدة للتصلب المتعدد".
دواء غير دقيق يمنح فرصة تطوير أدوية أكثر دقةبدأ التقدم نحو هذا الاكتشاف عندما اخترع تشان طريقة لفحص قدرة الأدوية على بدء إعادة تكوين المايلين. وحدد الفحص مجموعة من الأدوية، بما في ذلك الكليماستين، وكانت جميعها تشترك في شيء واحد: إنها تحجب المستقبلات المسكارينية.
وتبدأ فوائد الكليماستين بتأثيره على الخلايا التي تنضج لتصبح خلايا قليلة التغصن. وتبقى هذه الخلايا خاملة في الدماغ والحبل الشوكي حتى تستشعر وجود أنسجة مصابة، فتنتقل وتتحول إلى خلايا قليلة التغصن، وهي التي تنتج المايلين.
وتتجمع الخلايا التي يمكن أن تنضج وتتحول إلى خلايا قليلة التغصن حول المايلين المتدهور، لكنها تفشل في إعادة بنائه لسبب ما خلال التصلب المتعدد. وقد اكتشف تشان أن الكليماستين ينشط عن طريق حجب المستقبلات المسكارينية، مما يمكنها من النضوج إلى خلايا قليلة التغصن منتجة للمايلين.
ويصعب إصلاح الأعصاب والمايلين الذي يحميها إن تلف، سواء بسبب التصلب المتعدد أو الخرف. وقد أجرى غرين وتشان تجربة على الكليماستين لدى مرضى التصلب المتعدد، ونجحت. وكان هذا أول ظهور لدواء له القدرة على استعادة المايلين المفقود في التصلب المتعدد. ورغم أنه آمن للاستخدام، فإن الكليماستين كان فعاليته محدودة.
قال غرين، وهو رئيس قسم علم المناعة العصبية وعلم أحياء الخلايا الدبقية في قسم الأعصاب جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف المشارك للورقة "الكليماستين ليس دواء دقيقا يستهدف مستقبلا واحدا، إذ يؤثر على عدة مسارات مختلفة في الجسم. لكن من البداية، رأينا أن عمله مع المستقبلات المسكارينية يمكن أن يساعدنا على الوصول للجيل التالي من علاجات التصلب المتعدد".
سم أفعى يكشف الهدف الصحيحواصل الباحثون استخدام الكليماستين لفهم الإمكانية العلاجية لتجديد المايلين في التصلب المتعدد. وطوروا سلسلة من الأدوات لمراقبة إعادة تكوين المايلين، سواء في نماذج حيوانية للتصلب المتعدد أو في مرضى التصلب المتعدد، مما أظهر أن الفوائد التي تمت رؤيتها مع الكليماستين جاءت من إعادة تكوين المايلين.
ووجد الفريق أن فوائد الكليماستين جاءت من حجب أحد المستقبلات المسكارينية الخمس فقط، وهو المستقبل إم 1، لكن تأثيره عليه كان متوسطا، وكان الدواء يؤثر أيضا على المستقبلات الأخرى. ويحتاج الدواء المثالي التركيز على مستقبلات إم 1.
وأدرك بون، عالم الأحياء في شركة كونتينيوم ثيرابيوتكس، أن سما موجودا لدى أفعى المامبا الخضراء القاتلة يعرف باسم "إم تي 7" (MT7) يمكن أن يكشف بالضبط مكان وجود مستقبلات إم 1 في الدماغ.
واستخدم بون "إم تي 7" لتصميم علامة جزيئية تميز وجود مستقبلات إم 1 وهو ما ساعد في الكشف عن حلقات من الخلايا التي يمكن أن تتطور لتصبح خلايا قليلة التغصن تتجمع حول الأماكن المتضررة في نموذج الفأر المصاب بمرض التصلب المتعدد، وفي أنسجة التصلب المتعدد لدى الإنسان التي تم العمل عليها في المختبر.
تطوير دواء جاهز للعيادةصمم فريق من الكيميائيين الطبيين في شركة كونتينيوم ثيرابيوتكس، بقيادة الدكتور أوستن، الدواء الذي تخيله تشان وغرين، ووصلوا للدواء "بايب 307" الذي حجب مستقبلات إم 1.
وعام 2021، اجتاز بايب 307 تجربة سريرية من المرحلة الأولى، مما أثبت سلامته. ويتم حاليا اختباره على مرضى التصلب المتعدد في المرحلة الثانية.
وإذا نجح، فقد يغير كيفية علاج التصلب المتعدد. ويعلق غرين بالقول "كل مريض نقوم بتشخيصه بالتصلب المتعدد يأتي مع درجة معينة من الأضرار السابقة، والآن قد يكون لدينا فرصة ليس فقط لإيقاف المرض، ولكن أيضا للشفاء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کالیفورنیا فی سان فرانسیسکو التصلب المتعدد یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عرض التجربة المصرية في صناعة الدواء بمؤتمر دولي
عقد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، اجتماعًا تنسيقيًا مع ممثلي الشركة المنظمة لمؤتمر فارماكونيكس 2025، المقرر انعقاده خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2025، وذلك في إطار الإعداد لمشاركة الهيئة في هذا الحدث الدولي الهام.
تُعد فارماكونيكس منصة رائدة تجمع كبرى الشركات والجهات الفاعلة في مجال الصناعات الدوائية والبيو-تكنولوجية، وتتيح فرصًا واعدة لتبادل الخبرات، وعرض أحدث الابتكارات في القطاع.
تناول الاجتماع مناقشة آليات مشاركة الهيئة في المؤتمر، والمحاور المقترحة للتواجد المؤسسي الفعّال، إلى جانب سبل إبراز جهود هيئة الدواء المصرية في تنظيم وتطوير القطاع الدوائي، ودورها في دعم تنافسية المستحضرات المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن المشاركة في مؤتمر فارماكونيكس 2025 تأتي في إطار رؤية الهيئة الهادفة إلى التفاعل مع الفعاليات المتخصصة ذات الطابع الدولي، التي تتيح استعراض التجربة المصرية في الحوكمة والتنظيم، وتسهم في دعم التصنيع المحلي وتحقيق الأمن الدوائي.
وأشار إلى أن الهيئة تحرص على أن تكون مشاركتها فاعلة ومؤثرة، بما يعكس الجهود المبذولة لتطوير المنظومة الدوائية المصرية، وتعزيز قدرتها التنافسية في السوقين الإقليمي والعالمي.
تحقيق شراكة ناجحةكما أشاد وفد الشركة بالدور التنظيمي والتنموي الذي تضطلع به هيئة الدواء المصرية، وأعرب عن تطلع الشركة إلى تحقيق شراكة ناجحة خلال فعاليات المؤتمر؛ تتيح من خلالها للهيئة عرض تجربتها الرائدة في تطوير السياسات الدوائية وتنظيم السوق أمام الحضور المحلي والدولي من الشركات والخبراء والمؤسسات الدوائية الكبرى.
حضر الاجتماع عدد من قيادات هيئة الدواء المصرية، الدكتور يس رجائي، مساعد رئيس الهيئة لشئون الإعلام ودعم الاستثمار والمشرف على الإدارة المركزية للرعاية الصيدلية، الدكتورة أماني جودت، معاون رئيس الهيئة لشئون مكتب رئيس الهيئة، والمشرف على الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، الدكتور أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة للسياسات والتعاون الدولي والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية ودعم الأسواق، ومن خارج الهيئة الدكتور يسري نوار، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والمستلزمات الطبية، ا. مصطفى خليل، ممثل شركة انفورما فى مصر. وا.أدهم عصام مدير المحتوى بشركة انفورما
تُعد مشاركة هيئة الدواء المصرية في هذا الحدث الدولي امتدادًا لجهودها المتواصلة في تعزيز حضورها المؤسسي على المستويين الإقليمي والدولي، وتأكيدًا على مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة وتنظيم الدواء. كما تعكس هذه المشاركة دعم الدولة المصرية لمنظومة الابتكار والتصنيع الدوائي، وحرص الهيئة على تبادل الخبرات مع مختلف الأطراف المعنية، بما يسهم في تطوير السياسات التنظيمية، وتعزيز كفاءة المنظومة الصحية، وتحقيق أفضل نتائج علاجية للمريض.