لندن- رويترز

تتأهب الشرطة البريطانية لمزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين اليوم الأربعاء بعد أن تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.

وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بسكين في شمال غرب البلاد، وما تلا ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت تصف المشتبه به بأنه مهاجر مسلم متطرف.

وأُغلقت مكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة ومراكز دعم المهاجرين اليوم الأربعاء، وقالت بعض خدمات أطباء الأسرة في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات إنها ستغلق مبكرا لضمان سلامة موظفيها.

ونقل أشخاص لديهم عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إرشادات الشرطة عبر حساباتهم، وهناك أيضا مجموعة محلية على تطبيق واتساب توضح المناطق التي يجب تجنبها.

وقالت منظمة "أسيلم لينك ميرسيسايد"، التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، إن مبناها مغلق ولن يقبل أي وافدين. وأضافت "يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى".

وحذر رئيس الوزراء كير ستارمر مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عامًا. وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو تموز.

وقال لوسائل الإعلام "واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا". وتابع قائلا "ستكون آمنة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها، وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه".

وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها "أخرجوهم" و"أوقفوا القوارب" في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.

كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية إذ شعروا أنهم مستهدفون بالعنف.

وقال رئيس بلدية لندن صادق خان "أعلم أن المشاهد المروعة تركت العديد من المسلمين والأقليات العرقية في حالة خوف وذعر، لذلك أحث سكان لندن على الاطمئنان على أحوال أصدقائهم وجيرانهم وإظهار الرعاية والتعاطف التي يتسم بها سكان لندن".

فيما ذكرت رسائل على الإنترنت أن مراكز الهجرة ومكاتب المحاماة التي تساعد المهاجرين سوف تتعرض لهجمات اليوم الأربعاء وجاء في إحدى الرسائل "مساء الأربعاء يا شباب. لن يتوقفوا عن القدوم حتى نخبرهم بذلك".

وردًا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.

وذكر منشور تعليقا على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية في جنوب المملكة المتحدة "يحاول حثالة عنصريون استهداف مكتب محاماة متخصص في الهجرة لكننا لن نسمح بحدوث ذلك. ضعوا أغطية الوجه والكمامات".

وشكلت الحكومة ما يسمى "الجيش الدائم"، وهو وحدة تضم 6 آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وتقول إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات.

وقال نائب مساعد مفوض الشرطة آندي فالانتين المسؤول عن عمليات الشرطة في لندن إن "البلاد تواجه واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة منذ العقد الماضي". وأضاف "لن نتهاون مع هذه الأعمال في شوارعنا. وسنستخدم كافة الصلاحيات والإجراءات والأساليب المتاحة لدينا لمنع المزيد من مشاهد الفوضى".

وقال ستيفن باركنسون رئيس الادعاء العام إن أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما شاركوا في أعمال العنف. وأضاف "قد يواجهون عواقب أفعالهم مدى الحياة".

وتوعد ستارمر بمحاسبة مرتكبي أعمال الشغب ونهب المتاجر وحرق السيارات.

وقال إنه جرى اعتقال ما يربو على 400 شخص وتوجيه اتهامات رسمية لمئة منهم. وأضاف أنه من المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريبًا.

وتعاني سجون بريطانيا بالفعل أزمة اكتظاظ إذ أعلنت حكومة ستارمر الجديدة الشهر الماضي عن خطط للإفراج عن المزيد من السجناء قبل موعد إطلاق سراحهم المقرر في مسعى لتخفيف الضغط على منظومة السجون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كير ستارمر يعلن عن صفقة صواريخ بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا

مارس 3, 2025آخر تحديث: مارس 3, 2025

المستقلة/- أعلن السير كير ستارمر عن صفقة صواريخ بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا، عقب قمة زعماء أوروبيين في لندن.

كما أعلن رئيس الوزراء أن “عددًا” من الحلفاء قد انضموا إلى “تحالف الراغبين”، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على استعداد للالتزام بالقوات في الخطوط الأمامية الأوكرانية في حالة التوصل إلى اتفاق سلام.

حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاجتماع، حيث ناقش 17 زعيم أوروبي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخطوات التالية في تأمين السلام لأوكرانيا.

تأتي قمة لانكستر هاوس في لندن بعد مؤتمر صحفي متلفز من البيت الأبيض، حيث أخبر الرئيس ترامب زيلينسكي أنه لم يكن ممتنًا بما يكفي للدعم الأمريكي.

قال ستارمر: “دعمي لأوكرانيا ثابت”، مضيفًا أنه يشعر بمسؤولية شخصية لإنهاء الحرب غير القانونية لروسيا وضمان “سلام دائم قائم على السيادة والأمن” لأوكرانيا.

وقال: “أنا واضح أيضًا في أن الأمن القومي هو الأمن الاقتصادي. بالإضافة إلى رفع مستوى الدفاع الجوي لأوكرانيا، فإن هذا القرض سيجعل العمال هنا في المملكة المتحدة أفضل حالاً، ويعزز اقتصادنا ويدعم الوظائف في أيرلندا الشمالية وخارجها.

“من خلال مضاعفة دعمنا، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء الرئيسيين، وضمان أن يكون لأوكرانيا صوت قوي على الطاولة، أعتقد أننا نستطيع تحقيق صفقة قوية ودائمة تحقق سلامًا دائمًا في أوكرانيا.”

سيناقش ستارمر الآن خطته المكونة من أربع خطوات مع ترامب، بهدف إقناع الزعيم الأمريكي بتقديم ضمان أمني لأوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء إن ائتلافه “سيكثف التخطيط الآن، بإلحاح حقيقي” وأكد أن “المملكة المتحدة مستعدة لدعم هذا الأمر بقوات على الأرض وطائرات في الجو”.

وقال: “بالتعاون مع الآخرين، يجب على أوروبا أن تقوم بالعمل الشاق ولكن لدعم السلام في قارتنا وتحقيق النجاح، يجب أن يحظى هذا الجهد بدعم قوي من الولايات المتحدة. “نحن نعمل مع الولايات المتحدة بشأن هذه النقطة”.

وفي حديثه للصحافيين بعد القمة، قال رئيس الوزراء إنه “لا يقبل أن الولايات المتحدة حليف غير موثوق به”، وأن المناقشات شكلت خطة من شأنها أن تنظر إلى الولايات المتحدة كحليف.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال ينشر 3 آلاف شرطي بالقدس لأول جمعة برمضان
  • قرار أمريكي صارم.. قيود جديدة على تأشيرات مسؤولين أجانب
  • بعد إقرار تدابير مشددة ضدها..إيران ترفض اتهامها من بريطانيا بأنشطة معادية
  • تلغراف: بريطانيا لا تقوى على قرع طبول الحرب الآن
  • كوربين يدعو ستارمر للتحقيق بتورط بريطاني بالعدوان على غزة.. تهرب وصمت
  • بريطانيا تطلق حملة رقمية في العراق لردع المهاجرين.. فهل تنجح؟
  • رواندا تطالب بريطانيا بتسديد مستحقات اتفاق الهجرة الملغى
  • تفاصيل جديدة ومثيرة حول مقتل مراهق جزائري رميا بالنار على يد شرطي فرنسي
  • بريطانيا: طرح مقترحات للنقاش لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • كير ستارمر يعلن عن صفقة صواريخ بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا