فعاليات متنوعة في الحدث الرياضي سبورتس سبارك
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
تتواصل فعاليات الحدث الرياضي "سبورتس سبارك" في أسبوعها الثاني، حتى 24 أغسطس الجاري، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض ضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والمبادرات الرياضية التي تستهدف جميع أفراد الأسرة. ويقدم المخيم الصيفي عددا من الفعاليات والأنشطة الرياضية والمسابقات الترفيهية المتنوعة، التي تستهدف الأطفال من عمر 6 سنوات إلى 14 سنة.
حيث قال وضاح الحارثي من إدارة الفعاليات في مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات ومسؤول التنظيم لبطولة الفنون القتالية عن مشاركة الأطفال في الفنون القتالية: هناك إقبال واضح من الأطفال حيث بلغ عدد الأطفال المشاركين في البرنامج مائة طفل، قُسِموا على مجموعات من أربعين طفل بشكل يومي، سعيًا منا لمنح الفرصة لأكبر عدد من المشاركين لتعلم هذه الفنون القتالية المختلفة.
وأشار الحارثي إلى أن الهدف من التركيز على هذه الرياضة هو إبرازها وتعزيز وجودها في القطاع الرياضي، وذلك لما شهدته هذه الرياضة من إقبال على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تم إدراج الفنون القتالية هذا العام في المخيم الصيفي لما لها من فوائد عدة ومنها الانضباط وضبط النفس، وطريقة التعامل والدفاع عن النفس حيث يستفيد منها الطفل في مراحل متقدمة من العمر.
كما أضاف: الفنون القتالية كذلك متاحة في الفترة المسائية للكبار لكل من يرغب في الحضور للمتابعة أو المشاركة، حيث إنها رياضة ديناميكية ولها عدة فوائد مثل حرق الدهون والقوة البدنية وتعزيز عدد من السلوكيات مثل ضبط النفس.
بطولة الفنون القتالية
وذكر وضاح الحارثي أن بطولة الفنون القتالية ستكون في 16 من أغسطس الجاري، ضمن برامج وفعاليات "سبورتس سبارك"، وستكون البطولة بالشراكة مع شركة عُمانية متخصصة بتنظيم هذا النوع من البطولات، وتهدف هذه البطولة إلى تعزيز الاهتمام بالفنون القتالية وإظهارها للمجتمع العُماني، حيث هناك نسبة من الرياضيين العُمانيين الذين شاركوا في بطولات محلية ودولية، كما شهدنا ظهور عدد من أندية الفنون القتالية، والرياضيين العُمانيين الذين لهم إنجازات خارج سلطنة عُمان.
وقال الحارثي: البطولة التي ستقام في 16 أغسطس الجاري، هي بطولة مصغرة، ستقام في حلبة ملاكمة أصغر، وتم تقليص عدد الجولات، وذلك بسبب زيادة عدد المشاركين في البطولة وفتح المجال للهواة للمشاركة، كما سيكون هناك حُكام من خارج سلطنة عُمان، وفريق طبي واستشاري طبي عُماني مختص في الفنون القتالية"، وأضاف: في يوم 15 أغسطس ستكون هناك عدد من الإجراءات ومنها وزن المشاركين في البطولة، وتعريفهم بالقوانين وإرشادات البطولة، وما يجب الالتزام به خلال البطولة من ناحية الأمن والسلامة.
اليوم النسائي
وسعيًا من محافظة مسقط لتوفير بيئة رياضية مخصصة للنساء، تم تخصيص أيام محددة لهن ضمن الفعاليات الرياضية، وذلك حفاظًا على خصوصيتهن وإتاحة الفرصة لهن لممارسة الأنشطة الرياضية في بيئة مناسبة. وقال عامر العيسري مدير فعالية سبورتس سبارك ومدير العمليات التجارية لسابكو الرياضية: إن اليوم النسائي الأول الذي كان في 3 أغسطس الجاري قد لاقى إقبالًا من قِبل المشاركات، وبلغ عدد المشاركات فيه 40 امرأة وعائلة، ونأمل أن يكون العدد أكبر في اليوم النسائي القادم. وأضاف: الفعاليات الرياضية اشتملت كذلك على حصص الأيروبيك، والدفاع عن النفس، بالإضافة إلى حصة الزومبا، واليوجا، كما سيكون يوم السبت الموافق 17 أغسطس الجاري كذلك يومًا مخصصًا للنساء، وذلك من الساعة الثالثة مساءً وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل.
وتعد فعالية "سبورتس سبارك" الحدث الرياضي الأبرز في محافظة مسقط خلال الفترة الصيفية، التي تهدف إلى الاستفادة من الرياضات الصيفية لجميع فئات المجتمع وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، حيث تشكل بذلك ملتقى للعائلة والرياضيين، كما تهدف هذه الفعالية إلى تعزيز الصحة واللياقة البدنية من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والمبادرات الرياضية.
وتسعى محافظة مسقط من خلال تنظيمها لفعالية "سبورتس سبارك" إلى توطيد الشراكة الفعّالة في قطاع إدارة الترفيه مع الجهات المهتمة والاستفادة من خبراتهم في إدارة الفعاليات وصناعة الترفيه، بالإضافة إلى تشجيع السياحة الرياضية المحلية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفنون القتالیة سبورتس سبارک أغسطس الجاری عدد من
إقرأ أيضاً:
كأس الخليج: الظاهرة الاجتماعية
يحفل الشارع الخليجي هذه الأيام بالحديث وتوجيه النظر نحو بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وذلك في نسختها الـ 26 والتي تستضيفها دولة الكويت العزيزة، وتجتمع فيها منتخبات الخليج العربي الـ 8 لتعيد إلى الأذهان صورًا ومشاهد امتدت عبر تاريخ هذه المنطقة من التنافس على البطولة التي يعتبرها سكان منطقة الخليج العربي ذات رمزية مهمة في سياق الاجتماع الخليجي. البطولة التي انطلقت منذ عام 1970 واستضافت نسختها الأولى مملكة البحرين رسخت في الذاكرة الخليجية أسماء ومواقف وسطرت مجد أعلامٍ في مختلف المجالات سواء في الرياضة أو الإدارة أو الإعلام، وكانت كل نسخة من نسخها شاهدًا على اتصال شعبي ومجتمعي أقوى وأكبر بين مجتمعات المنطقة، رغم الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي توالت عبر خمسة عقود، لتضل أحد ثوابت العمل الخليجي واللحمة الخليجية، ويراهن عليها في الوقت ذاته - بعيدًا على الجوانب الفنية - أنها الحدث الذي تخلع معه المجتمعات قبعتها السياسية، لترتدي زيًّا خليجيًّا موحدًا عنوانه التنافس المحمود، والقربى، وتعميق الأواصر.
في تقديرنا هناك خمسة أسباب تستوجب استمرار بطولة كأس الخليج كحدث أساسي ودوري في هذه المنطقة، ومع هذه الأسباب لابد للقيادات الخليجية أن تحرص على تطوير ودعم وتمكين هذا الحدث؛ الأول أن هذه البطولة عبر تاريخها أسهمت بشكل موسع في تطوير العديد من أشكال البنى الأساسية في دول المنطقة، فالدول في استضافاتها المتعددة سارعت لتجهيز أفضل المرافق الرياضية، وهيأت العديد من البنى الأساسية في مجال السياحة والضيافة، إضافة إلى المنشآت والمرافق اللوجستية الأخرى التي هدفت معها لتقديم أفضل الاستضافات والنسخ، وعلى مستوى المجمعات الرياضية فهناك ملاعب أصبحت اليوم من أبرز المرافق الرياضية على مستوى الإقليم والعالم كانت قد أنشأت لأغراض استضافة البطولة. وهي حالها - في أوقات سابقة - من تاريخ المنطقة كحال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وهذا يقودنا للسبب الثاني لضرورة استمرار مثل هذا الحدث؛ وهو أن اليوم ومع تسابق دول المنطقة لاستضافة أحداث رياضية كبرى وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم، والأحداث الرياضية العالمية والإقليمية الأخرى فإنها تتكئ على إرث من خبرات التنظيم والتجهيزات وإدارة الفعاليات الذي كانت بطولة كأس الخليج رافدًا أساسيًّا له عبر عقود سابقة. لقد استطاعت هذه البطولة عبر ما تشهده من توافدٍ واسع من كافة الأقطار الخليجية للدول المستضيفة أن تشكل رصيدًا جيدًا لهذه الدول، سواء في مجال تصميم وإدارة التجارب الرياضية المتكاملة، أو تنظيم الاحتفالات الافتتاحية والختامية، أو إدارة الحشود والتجمعات، أو التسويق والإدارة الإعلامية، أو التنسيق الدولي للأحداث، ونسخة بعد نسخة كانت القوى البشرية في المنطقة تتعلم وتكتسب خبرات وتجارب جديدة في هذا السياق.
السبب الثالث الذي نراه لضرورة استمرارية مثل هذا الحدث هو أنه أبرز خبرات خليجية في مجالات مختلفة مرتبطة بـ Ecosystem المنافسة الرياضية في ذاتها؛ فلو أخذنا الإعلام على سبيل المثال يمكن العد في الكثير من أسماء الإعلاميين الرياضيين الذين ارتبط بزوغهم واستمرارهم وتأثيرهم من خلال بطولات كأس الخليج المتوالية، وعلى الجانب الآخر هناك من القنوات الإعلامية والبرامج المصاحبة التي بدأت وبعضها استمر حتى اليوم مرتبطًا بهوية البطولة، ومعبرًا عن التشاركية الخليجية - الخليجية في إبراز مشهدها، فالإعلاميون الرياضيون في المنطقة يعتبرون التجمع الخليجي فرصة بارزة للتعبير عن قدراتهم، ومشاركة أقرانهم في أقطار الخليج الأخرى تفاصيل الحدث، والتنافس في إبرازه بالصورة اللائقة. أما السبب الرابع والأهم في ضرورة استمرارية كأس الخليج العربي فهو أنها ظاهرة اجتماعية بامتياز، لدرجة أن بعض متابعيها يرون أن ما يحدث خارج الملعب من تفاعل اجتماعي وشعبي وهوياتي أهم وأكثر لفتًا مما يحدث داخله، شكلت كأس الخليج ما يُعرف في علم الاجتماع بنسق (الهويات التفاوضية Identity negotiation) يأتي المشجع من (س) من دول الخليج بزيه وأهازيجه وثقافته وكل الرمزيات المعبرة عن هويته الوطنية، وانتمائه القُطري، ليجد نفسه منصهرًا لاحقًا ضمن هوية خليجية أشمل، يتفاعل معها، ويعيد من خلالها تشكيل ذاته، وينسجم بطريقة تلقائية ضمن حيز مكاني، أو تجمع عام، أو مع مشهد معين في صورة الهوية الخليجية الأسمى. وهناك الكثير من السرديات في شكل أغنيات أو مشاهد أو مواقف تشكل الدلالة الرمزية لما نتحدث عنها، هذا الحدث في ذاته كما يقول جوفمان يجعل من «الهوية عملية تفاعلية»، ويجعل من الحدث بكل تفاصيله موقفًا تفاوضيًّا على الهوية ذاتها.
السبب الخامس الذي نسرده في هذا السياق هو أن هذه البطولة تستمد قيمتها في الأساس من اجتماع الفاعلين الاجتماعيين، أكثر من أي قيمة أخرى، فهي لا تحكمها في المقام الأول المرجعية لمعايير البطولات العالمية والاعتراف المؤسساتي بها، ولا تحكمها كذلك سطوة وقوة منتخبات بعينها، ولا تحكمها القيمة المادية لجوائزها ومكافآتها، بقدر ما يحكمها ما يمنحه المجتمع الخليجي ككل من قيمة وتفاعل وأهمية لكل تفاصيلها، وما تشكله عبر ذاكرتهم من أهمية قصوى لاستدامة الاجتماع الخليجي. في 2015 كنت قد أجريت دراسة وصفية شملت عينة من شباب دول الخليج العربي في الأعمار بين (18 - 45 عامًا)، وكانت تبحث في التأثيرات الاجتماعية لكأس الخليج العربي لكرة القدم على الهوية الخليجية، وما لفتني في النتائج أن النتيجة الوحيدة التي لم يكن للعوامل الاجتماعية تأثير فيها (أي أن هناك إجماعا مطلقا من مختلف عناصر العينة عليها) هي الشباب في المنقطة يرون بشكل مطلق بأن كأس الخليج يعزز من روح التعاون والتضامن بين الشباب الخليجي. وهذا في تقديرنا مكتسب مهم يجب البناء عليها والمحافظة على استدامته بعيدًا عن أي تفاصيل أخرى مرتبطة بالجوانب الفنية أو الجوانب المؤسساتية.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان