في ذكرى هيروشيما.. روسيا ترفع السرية عن وثائق حول القنبلة الذرية لألمانيا الهتلرية
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
روسيا – رفع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السرية عن وثائق حول القنبلة الذرية في ألمانيا النازية في ذكرى مرور 79 عاما على القصف الذري الأمريكي لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
وقد اكتشف العلماء الألمان، أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، الانشطار النووي لذرات اليورانيوم، وقدموا مساهمة كبيرة في إنشاء أسس الفيزياء الذرية، بينما كانت ألمانيا هتلر أول دولة تطلق مشروعها الخاص لصنع القنبلة الذرية.
وينشر جهاز الأمن الفيدرالي نسخا من الوثائق المتعلقة بقضية المسؤول النازي الكبير الذي كان يحمل رتبة قيادية في الحزب النازي “غروبنفهر”، فيرنر فيختر، حيث أرسل اللواء أليكسي سيدنيف، رئيس القطاع التنفيذي للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية للاتحاد السوفيتي بمدينة برلين، رسالة خاصة إلى نائبه العميد إيفان سيروف حول سير التحقيقات في قضية فيختر.
واتضح أثناء الاستجوابات، أن فيختر كان يشغل إلى جانب منصب رئيس أركان المديرية الرئيسية للدعاية لحزب هتلر النازي، منصب القائد العام للأسلحة وبناء القنبلة الذرية في نفس الإدارة.
وأدلى فيختر بشهادته حول تطوير ألمانيا النازية لأنواع جديدة من الأسلحة، وعلى وجه الخصوص، حول القنبلة الذرية الألمانية.
وأفاد سيدنيف، وفقا للوثائق المنشورة حديثا، بأن فيختر علم في عام 1943، خلال محادثة مع كبير المهندسين بوزارة الدعاية دومينيك أنه “تم إنجاز عمل عظيم بشأن اختراع القنبلة الذرية”. ومن خلال المحادثات مع البروفيسور الدكتور إريك شومان والبروفيسور مينتسل، علم فيختر أن العمل على القنبلة الذرية “تم تنفيذه في معهد القيصر فيلهلم ببرلين”. وأشار سيدنيف إلى أن “رئيس قسم الإنتاج بوزارة التسليح سوير، ونائبه فيلدمان، كانا مسؤولين شخصيا عن إنتاج القنابل الذرية”.
وأضاف اللواء السوفيتي: “يجب أن يكون الأكثر دراية بهذا الصدد هو الجنرال دورنبيرغر والدكتور إريك شومان، اللذين عملا بشكل خاص في القضايا البحثية المتعلقة بإنتاج القنبلة الذرية”.
واستنادا لهذه الوثائق الأرشيفية، كشف جهاز الأمن الفيدرالي عن خطط هتلر لاستخدام هذه القنبلة ضد الاتحاد السوفيتي في يونيو 1945، حيث أراد النازيون استخدام الصواريخ الباليستية طويلة المدى “فاو-2” V-2 لشن هجمات نووية على المراكز الصناعية للاتحاد السوفيتي بجبال الأورال وآسيا الوسطى.
ويتابع فيختر نقلا عن سيدنيف في رسالته لنائبه وفقا للاستجواب الذي جرى في 10 أكتوبر 1945: “علمت لأول مرة أن وزارة التسليح الألمانية كانت تستعد لاستخدام القنبلة الذرية من المهندس دومينيك، الذي كان يعمل بوزارة الدعاية كمهندس اتصالات، وبحكم طبيعة عمله ظل على اتصال مع كبار قادة قطاعات الأسلحة السرية من مهندسين متخصصين، لا سيما قطاع القنبلة الذرية. وقد أخبرني دومينيك أن العلماء الألمان تمكنوا من تحقيق انشطار النواة الذرية، وأنهم يقومون الآن بتطوير أساليب وطرق للاستخدام العملي للطاقة الذرية كوسيلة حرب”. وأشار فيختر إلى أنه في عام 1944 طورت ألمانيا مشاريع لقاذفات بعيدة المدى قادرة على قصف مراكز البناء العسكرية للاتحاد السوفيتي في جبال الأورال والمنشآت الصناعية في أمريكا الشمالية، وكان من المفترض “أن تستخدم هذه القاذفات لنقل القنابل الذرية”، حيث تابع: “كان القائد الرئيسي لجميع الأعمال بأحدث أنواع الأسلحة هو الجنرال دورنبيرغر، وهو من كان مسؤولا عن إنتاج قنبلتي V-1 وV-2، إضافة إلى القنابل الذرية الأخرى”.
وبحسب ما أدلى به فيختر، فإنه كان يعلم أن وزارة التسليح كانت تجري تجارب عملية على استخدام القنبلة الذرية.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: القنبلة الذریة
إقرأ أيضاً:
وثائق سرية بريطانية: مصر جهزت خطة لإنشاء دولة فلسطينية انطلاقا من غزة في الخمسينيات
مصر – كشفت وثائق بريطانية سرية نشرها الأرشيف الوطني البريطاني عن مخطط مصري بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لإنشاء دولة فلسطينية في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وتُظهر الوثائق أن عبد الناصر سعى إلى تحويل قطاع غزة إلى جزء من رؤية استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الوحدة العربية، التي تجسدت لاحقا في تأسيس الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا عام 1958.
ووفقا للوثائق التي تضمنت برقيات دبلوماسية سرية من بينها رسالة نقلها السفير البلجيكي في القاهرة إلى لندن عام 1957 اقترحت مصر تشكيل دولة فلسطينية تمتد من غزة كخطوة لتوحيد الجهود العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع خطط لتعيين المفتي الفلسطيني أمين الحسيني رئيسًا لهذه الدولة المقترحة.
وجاءت هذه الخطة المصرية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وسيناء في مارس 1957 إثر ضغوط دولية من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، لكن الوثائق تكشف أيضًا معارضة بريطانية حادة لهذه الفكرة، إذ اعتبرتها لندن “خطوة متطرفة” قد تعزز نفوذ عبد الناصر في المنطقة.
وشهد قطاع غزة، الذي كان تحت الإدارة المصرية منذ نكبة 1948 تحولات كبيرة عقب العدوان الثلاثي حيث احتلته إسرائيل لمدة أربعة أشهر بين نوفمبر 1956 ومارس 1957، مخلفة دمارا واسعا ومجازر أودت بحياة المئات، أبرزها مجزرة خان يونس التي قُتل فيها 275 فلسطينيا في 3 نوفمبر 1956، وفقا لتقارير منظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد الانسحاب الإسرائيلي، عملت مصر على تعزيز وجودها في القطاع عبر إنشاء هياكل إدارية جديدة مثل المجلس التشريعي الفلسطيني في مارس 1958 في محاولة لإعادة تنظيم الحياة السياسية والعسكرية هناك.
وتكشف الوثائق أن عبد الناصر رأى في غزة نقطة انطلاق لتعبئة المقاومة الفلسطينية حيث أشرف على تدريب الفدائيين منذ 1955 مما أثار قلق إسرائيل ودفعها لتصعيد عملياتها ضد القطاع قبل العدوان، ومع ذلك أظهرت الوثائق مخاوف بريطانية من أن يؤدي إعلان دولة فلسطينية إلى تقوية الموقف المصري، خاصة بعد نجاح عبد الناصر في تحدي بريطانيا وفرنسا في أزمة السويس، مما دفع لندن للضغط على الأمم المتحدة لإجهاض هذا المشروع.
جاءت هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد تأميم قناة السويس في يوليو 1956، الذي أشعل فتيل العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) ضد مصر، وعلى الرغم من فشل الحملة عسكريًا بسبب الضغوط الأمريكية-السوفيتية، إلا أنها عززت مكانة عبد الناصر كزعيم قومي، مما دفعه للتفكير في مشاريع طموحة مثل إنشاء دولة فلسطينية كجزء من استراتيجيته لمواجهة الاستعمار والصهيونية.
وتشير الوثائق إلى أن بريطانيا خشيت أن يؤدي ذلك إلى إعادة رسم خريطة المنطقة، خاصة مع تزايد شعبية القضية الفلسطينية بعد نزوح نحو 200 ألف لاجئ إلى غزة إثر حرب 1948.
المصدر: RT