عربي21:
2024-09-09@23:15:50 GMT

ما دلالة اختيار حركة حماس للسنوار خلفا لهنية؟

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

منذ اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران على يد الصهاينة؛ والتكهنات حول من سيخلفه في قيادة حركة حماس لم تتوقف يوما واحدا، وكانت أقل الاحتمالات المطروحة على الطاولة هي اختيار يحيى السنوار -من مواليد ١٩٦٢- رئيس الحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، والسبب الأبرز أنه داخل غزة لا يستطيع ممارسة العمل السياسي أو التفاوض، كما أنه المطلوب الأول للكيان الصهيوني الذي يعتبره المسئول الأول عما حدث منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

فلماذا اختارت الحركة السنوار رغم تعقد وضعه الشخصي وكذلك بيئة الصراع التي تخوضها الحركة؟

من وجهة نظري أن حركة حماس اختارت السنوار لجانب عملياتي وكذلك لتوصيل عدة رسائل للجميع. فأما الجانب العملياتي، فتواجد رئيس المكتب السياسي في ذات المكان مع القائد العام للجناح العسكري، يسهل عملية التنسيق والتشبيك واتخاذ القرارات، وخصوصا بعد أن ضاقت المسافة بين السياسي والعسكري بشكل كبير.

تواجد رئيس المكتب السياسي في ذات المكان مع القائد العام للجناح العسكري، يسهل عملية التنسيق والتشبيك واتخاذ القرارات، وخصوصا بعد أن ضاقت المسافة بين السياسي والعسكري بشكل كبير
بكل تأكيد، المكتب السياسي خارج فلسطين المحتلة هو جزء أساسي من عملية اتخاذ القرارات والتفاوض، ولكن وجود رأس القيادة السياسية مع القيادة العسكرية في مكان واحد يسهل كثيرا عملية اتخاذ القرار بينهما، كما يخفف الضغط على المكتب السياسي في الخارج والدول لمضيفة، فإذا سعت واشنطن وتل أبييب للضغط على المكتب السياسي في الخارج عبر الوساطاء سيكون الرد لسنا أصحاب القرار، صاحب القرار النهائي هو السنوار، وبالتالي بهذا الاختيار يخف الضغط كثيرا على دولة قطر، وهو أمر مطلوب حفاظا عليها كحليف استراتيجي للقضية.

أمّا الرسائل فهي كثيرة متعددة؛ أرادت الحركة إيصالها للجميع ومنها:

بهذا الاختيار تقول الحركة للجميع أن خط المقاومة والتحدي للاحتلال هو الخط الأصيل للحركة، وأنه موقفها الثابت الذي لن يتغير مهما كانت الظروف أو الضغوط عليها، وهو ما يستدعي من الجميع أن يعلم الحركة ماضية دون هوادة في خيار المقاومة بكل أشكالها، وأن الفعل السياسي تابع للمقاومة وليس سابقا له؛ على الأقل في الأمد القريب للصراع.

وجدير بالذكر أن السنوار كان المشرف على كتائب القسام الجناح العسكري قبل اختياره رئيسا للحركة في ٢٠٢١ م، وكان المؤسس لجهاز "مجد" الأمني، المختص باكتشاف العملاء، وبالتالي من كان يشرف على كتائب القسام أصبح رئيسا للحركة وينسق مباشرة مع قائدها الحالي محمد الضيف، وهي دلالة مهمة للغاية لفهم طبيعة المرحلة ومستقبل الصراع.

بهذا الاختيار تقول الحركة للجميع أن خط المقاومة والتحدي للاحتلال هو الخط الأصيل للحركة، وأنه موقفها الثابت الذي لن يتغير مهما كانت الظروف أو الضغوط عليها
كذلك أرادت الحركة أن توصل لمن يهمه الأمر رسالة مفادها أن السنوار لا يزال حيّا يرزق، يمارس مهام عمله بشكل طبيعي، بل سيقود الحركة كاملة، وهي تعني كذلك أن التواصل بين القيادة وباقي جسد الحركة ومؤسساتها لا تزال تعمل بشكل طبيعي وسلس ولم تتأثر بكل هذه الضغوط الإسرائيلية داخل القطاع.

من دلالات الخطوة كذلك، تأكيد الحركة على أن المعركة مع الاحتلال أصبحت معركة وجودية لا مكان فيها لأنصاف المواقف والحلول، وأن البندقية هي لغة التفاهم بينهم حاليا وحتى إشعار آخر.

أكّدت الحركة بهذه الخطوة فكرة أن من أشرف علـى صناعة مشهد السابع من أكتوبر يستحق التكريم والتقديم، وبهذه الخطوة تؤكد الحركة أنها بكل مؤسساتها وأفرادها راضية عن الثمن المدفوع في غزة والضفة، حتى أنها اختارت صانع المشهد رئيسا لها.

أيضا توصل الحركة رسالة تدعيم لمحور المقاومة بقيادة إيران، فمعروف أن الرجل كثيرا ما أشاد بإيران وحزب الله من زاوية دعمهما العسكري للحركة، وبالتالي اختياره سيكون رسالة تدعيم لمحور المقاومة، فالرجل على سبيل المثال لا الحصر أكد سابقا في أيار/ مايو ٢٠١٨ على قوة العلاقة مع قيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني، مشددا على أن "إيران لم تقصر في دعم الحركة بكل أشكال الدعم منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014"، وكانت كثيرا ما تستفز تصريحاته المؤيدة لمحور المقاومة وقادته حتى القريبين من الحركة في وقتها.

توصل الحركة رسالة تدعيم لمحور المقاومة بقيادة إيران، فمعروف أن الرجل كثيرا ما أشاد بإيران وحزب الله من زاوية دعمهما العسكري للحركة، وبالتالي اختياره سيكون رسالة تدعيم لمحور المقاومة
وبالتالي ستعطي الخطوة زخما لمحور المقاومة وهو الأمر الذي تحتاجه الحركة بشدة في هذه المرحلة، خصوصا بعد أن تخلى عنها الجميع عربيا، بل أصبحت عواصم عربية تعمل بلا خجل أو رادع مع الكيان الصهيوني كتفا بكتف، في تواطؤ مخجل ومعيب وصمت شعبي مخزٍ.

وبالتالي، لم يعد أمام الحركة سوى تقوية محور المقاومة فهو الوحيد الذي يقف بجانبها فعليا وجديا على الأرض ويدفع أثمان مقابل ذلك، بغض النظر عمّا يثيره البعض من دوافع إيران وحزب الله أو كفاية الدعم من عدمه.

قد يثير اختيار السنوار لغطا وجدلا كبيرا في المرحلة القادمة، ولكنها رصاصة أطلقت وأنتهي الأمر، ولم يعد مهما سوى أن نشغل أنفسنا بأي طريق ستسلكه هذه الرصاصة وفي قلب من ستستقر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسماعيل هنية حماس يحيى السنوار غزة حماس غزة إسماعيل هنية يحيى السنوار مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المکتب السیاسی فی

إقرأ أيضاً:

جدل واسع في الكنيست حول تسريب وثائق سرية لـ«حماس».. ما علاقة السنوار؟

في ظل حرب إعلامية خفية داخل إسرائيل، تُثير قضية تسريب وثائق حركة حماس إلى وسائل إعلام أجنبية جدلًا حادًا في الكنيست، مع تسارع وتيرة التنافس بين الأحزاب على السيطرة على رواية الحدث، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».

وتستعرض صحيفة «يديعوت أحرنوت» قضية تسريب وثائق حركة حماس، مُسلِّطة الضوء على ما يبدو كمحاولات لتوجيه الرأي العام الإسرائيلي، واستخدام معلومات سرية كأداة سياسية.

ويُثير التقرير تساؤلًا جوهريًا: هل يتعلق الأمر بالأمن القومي الإسرائيلي أم بمحاولات سياسية لتأجيج الخلافات داخل إسرائيل؟

تسريبات لوثائق مزورة

استدعى عضو الكنيست مئير كوهين من حزب «يش عتيد»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتين من حزب «الليكود»، لعقد اجتماع عاجل لمناقشة التسريبات المزعومة للوثائق المزورة، المتعلقة بحركة حماس التي انتشرت في وسائل إعلام دولية.

جاءت مطالبة عضو الكنيست كوهين في ظل بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقًا داخليًا، في نهاية الأسبوع الماضي، لتحديد المسؤولين عن تسريب وثائق سرية يُزعم أن حماس سرّبتها إلى وسائل إعلام عالمية، بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي حول صفقة تبادل الأسرى.

وفي رسالته إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، أشار كوهين إلى أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ تحقيقًا داخليًا بشأن تسريب وثائق تم الاستيلاء عليها في غزة إلى وسائل الإعلام الدولية، مُشددًا على أن بعض هذه الوثائق قد تكون مُزورة.

وأضاف «كوهين» في رسالته إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن أن هذه الوثائق نشرت في صحف عالمية، مثل «بيلد» الألمانية و«ذا جويش كرونيكل» البريطانية، ووصفها بأنها «استغلال ساخر وخطير للوثائق السرية»، مؤكدًا ضرورة أن تكشف اللجنة عن ملابسات التسريب لضمان عدم تكراره.

تسريب وثائق سرية

وطالب عضو الكنيست مئير كوهين من حزب «يش عتيد» بفتح تحقيق عاجل في تسريب وثائق سرية يُزعم أنها تمت الاستيلاء عليها من غزة، وذلك بموجب طلب قدمته لجنة الشؤون الخارجية والأمن، ويحمل توقيع ثلث أعضائها.

ويهدف التحقيق إلى الكشف عن مدى كفاءة نظام أمن المعلومات، والتحقق من احتمالية تورط جهات سياسية في التسريب بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي.

ويؤكد كوهين أن التسريب ليس حادثة عابرة، بل يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن البلاد، خاصة في ظل الشكوك حول صحة تلك الوثائق.

وبموجب تحقيق جيش الاحتلال، كشفت صحيفة «ذا جويش كرونيكل» البريطانية زيف معلوماتها حول وثائق سرية زعمت أنها حصلت عليها من داخل حماس، بينما ادعت الصحيفة أنها تعكس تعليمات واستراتيجية زعيم الحركة يحيى السنوار، فيما أظهر التحقيق أن الوثائق ليست سوى اقتراحات من مسؤول متوسط الرتبة داخل الحركة، وليس لها علاقة بالسنوار أو أي قيادي رفيع في حماس.

وأثبت التحقيق أن الوثيقة التي نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية، والتي ادعت أنها وثيقة لحركة حماس، ليست سوى وثيقة مختلفة تمامًا، ولم تحتوي الوثيقة على الادعاءات التي أوردتها الصحيفة، والتي زعمت أن حركة حماس غير مهتمة بأي صفقة تبادل محتجزين. ويبدو أن الوثائق المسربة قد تم استغلالها بشكل غير صحيح بهدف التأثير على الرأي العام داخل إسرائيل.

وعبر مسؤول عسكري كبير في إسرائيل عن قلق شديد إزاء تسريب معلومات حساسة، مُؤكدًا على وجود أنظمة مُتخصصة داخل جيش الاحتلال ووكالات الاستخبارات مُختصة بالتأثير على ما وصفه بالـ«العدو».

وأضاف أن هذه الأنظمة لا تُستخدم للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، مشددًا على أن هذه الحملة تهدف إلى التأثير على الرأي العام داخل إسرائيل وليس «العدو»، وهو ما يُعتبر تجاوزًا خطيرًا يستدعي التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن التسريب.

وتثير قضية تسريب وثائق سرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي تساؤلات عديدة حول مدى صحتها ودوافع تسريبها، فهل هي محاولة للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي أم جزء من صراع سياسي داخلي؟ وما هو دور وسائل الإعلام الأجنبية في هذه القضية؟ بينما يستمر جيش الاحتلال في تحقيقاته، تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، مما يسلط الضوء على الأبعاد المعقدة لهذه القضية.

مقالات مشابهة

  • جدل واسع في الكنيست حول تسريب وثائق سرية لـ«حماس».. ما علاقة السنوار؟
  • السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله
  • حماس: ادعاءات العدو الصهيوني حول مطالب جديدة للحركة كاذبة وتهدف لعرقلة المفاوضات
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • حماس: ما يروجه الاحتلال ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة «كذب وتهرب» من مسؤوليتهم
  • غالانت ينتظر "خطأ" من السنوار وشقيقه للوصول إليهما
  • غالانت يتوعد الأخوين السنوار
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • أسامة حمدان: الاحتلال تنتظره مفاجآت في الضفة والمفاوضات لا تحتاج مبادرات جديدة
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!