"مهندس هجوم 7 أكتوبر".. ماذا يحمل السنوار لمستقبل حماس؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
صاحب اختيار يحيي السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، خلفًا لإسماعيل هنية، ثمّة تساؤلات بشأن استراتيجية الحركة خلال الفترة المقبلة، في خضم الاختبار الأصعب الذي تواجهه منذ نشأتها في ثمانينات القرن الماضي باستمرار الحرب في غزة لليوم الـ 305 على التوالي، ومع دخول الصراع بالمنطقة منعطفًا جديدًا في المواجهة بين إيران وأذرعها من جانب، وإسرائيل من جانب آخر.
وقالت حماس إن اختيار "السنوار" رئيسًا لمكتبها السياسي جاء "بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية"، معتبرة أنه يتولى منصبه "في مرحلة حساسة، وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد".
واستعرض محللون ومراقبون في حديثهم لـ "سكاي نيوز عربية"، دلالات تعيين السنوار "زعيمًا لحماس"، خاصة المسار الذي سيسلكه على الصعيد السياسي والعسكري، وما إن كان بمثابة "توحيدًا للجناحين"، بالنظر لنفوذه الكبير داخل قطاع غزة، لا سيما بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي وُصف أنه "مهندسه الرئيسي".
"واجبات دبلوماسية"
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن اختيار السنوار يعني تعزيز صعود دوره كزعيم بارز لحماس، ويؤكد كيف عزز فصيلها الذي يتخذ من غزة مقرا له سيطرته على الحركة بعد أحداث أكتوبر.
لكن الصحيفة الأميركية ذكرت أنه "لا يزال من غير الواضح كيف سينفذ السنوار، المختبئ داخل أنفاق غزة وعلى قائمة المطلوبين لإسرائيل، واجبات سلفه الدبلوماسية، بما في ذلك العمل كمفاوض رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، التي توقفت مرة أخرى في أعقاب الاغتيال".
خلال أشهر من المفاوضات المتكررة، كانت هنية يتنقل بين العواصم العربية وخاصة القاهرة والدوحة، ولكن مع ذلك كان للسنوار الكلمة الأخيرة بشأن أي اتفاق.
وهذا ما شدد عليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أكد أن السنوار "كان ولا يزال صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار".
كان للسنوار دورًا بارزًا في تأسيس الجناح العسكري لحماس وقضى أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم اللغة العبرية وصقل سمعته بين أنصار الحركة، قبل أن يتم اختياره ليحل محل هنية كرئيس لحماس في غزة عام 2017؛ "مما أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة"، وفق "واشنطن بوست".
بدوره، اعتبر دبلوماسي إقليمي أن "تعيين السنوار يعني أن إسرائيل بحاجة إلى التعامل معه بشأن حل حرب غزة (...) إنها رسالة صلابة ولا هوادة فيها".
وأسندت للسنوار خلال مشواره مع حماس، عدة مسؤوليات أمنية، من بينها مشاركته في تأسيس جهاز "الأمن الحركي"، ثم تكليفه عام 1986 بتشكيل جهاز "مجد"، وهو الجهاز الأمني الداخلي لـ "حماس" المضطلع بأدوار حساسة أبرزها ملاحقة العملاء والمرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية، قبل أن يتولى مسؤولية الملف الأمني والعسكري في غزة منذ عام 2013.
مغامرة إضافية
ويصف مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، والمحلل الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، تعيين السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس بأنه "مغامرة إضافية".
وأوضح مطاوع في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "من الناحية المنطقية فهذا الاختيار لا يفيد حركة حماس على المدى الطويل، لكن من الممكن أن يفيد الحركة على المستوى القصير لأنها ستضع كل المسؤوليات على السنوار لإنهاء هذه الحرب، وربما هذا يخلق مخرجًا يتضمن مغادرته قطاع غزة باعتباره رئيس المكتب السياسي، في إطار صفقة".
لكن على الجانب الآخر، يشدد المحلل الفلسطيني أن "كل من شارك في هجوم 7 أكتوبر لن يحصل على حصانة، وما جرى مراهنة من حماس على استمرار نفس النهج مع إيران حتى النهاية".
وعما إن كان القرار يدفع نحو توحيد الجبهتين العسكرية والسياسية لحماس معًا، أشار مطاوع إلى أن "جناحي الحركة لم يكونا منفصلين بشكل من الأشكال، فدائمًا ما تُتخذ القرارات باتفاق"، لكن التوحيد الحقيقي في نظره يتمثل في "وضع كل ما يتعلق بحرب غزة ومفاوضاتها وسيرها ونهايتها في يد من اتخذ قرار اندلاعها وهو السنوار، بغض النظر عما قيل إن غالبية المكتب السياسي لحماس لم يكونوا على علم بقرار 7 أكتوبر".
ويعتبر مسؤولو الأمن الإسرائيليون، السنوار بأنه أحد الأعضاء الأكثر تشددا في حماس وحلقة وصل بين القيادة السياسية والجناح العسكري، المتمثل بكتائب عز الدين القسام، بقيادة محمد الضيف.
"الصقور والحمائم"
بدوره، يرى الباحث المختص في الشؤون الإقليمية هاني الجمل، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "السنوار هو الرجل الأقوى في تنظيم حماس وأنفاقها، والشخص الأبرز في المواجهة المباشرة الخشنة مع إسرائيل".
وأضاف الجمل في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "ملفات حماس وخاصة المفاوضات ستنتقل من معسكر الحمائم الذي كان يؤيده هنية بالجنوح لمحادثات بوساطة مصرية قطرية، إلى معسكر الصقور الذي يمثل السنوار ومحمد الضيف".
واعتبر أن السنوار سيعمل على إظهار شخصية قوية لإدارة الأمور في داخل الأنفاق أولًا، ثم في المواجهة مع إسرائيل، على أن يكون له رسالة مختلفة مع أذرع المقاومة وإيران.
ومضى قائلًا: "السنوار الآن في مفترق طرق؛ لأنه من الصقور الذين دائمًا ما يمارسون فكرة المواجهة الحادة مع إسرائيل، وبين ترتيب البيت الحمساوي من الداخل، والتعامل مع حركة فتح"، مشددًا على أنه "ينتظر الدعم الحقيقي من إيران وأذرع المقاومة لمساندة تنفيذ أفكاره".
وأشار الجمل إلى أن الاختيار "يعني توحيدًا مباشرًا للجبهتين العسكرية والسياسية في آن واحد، ما يتيح له اتخاذ القرار الفصل بشأن الحرب والمفاوضات"، إذ سيحوّل المكتب السياسي للحركة من "مجرد مكتب سياسي استشاري، إلى مكتب سياسي حربي".
وبيّن أن الأيديولوجية التي يحملها السنوار هي "إطلاق الرصاص"، إذ سيكون مختلفًا عن سلفه هنية الذي كان يميل إلى الحلول السياسية و"خفض أصوات البنادق".
أما الباحثة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية إيرينا تسوكرمان، فقالت لـ "سكاي نيوز عربية"، إن تعيين السنوار "يجرد قناع الدبلوماسية من وجه حماس، ويعيدها إلى استراتيجية وضع المقاومة ضد إسرائيل".
وأوضحت أن "حماس تسير الآن بشكل كامل في المعركة حتى الموت، ولم تعد تهتم بصورتها الخارجية على الأقل جزئيا؛ لأنها تعتقد أنها لم تعد ذات صلة في ضوء المواجهة المباشرة المرتقبة المحتملة بين إيران وإسرائيل، وأيضا لأن أهدافها قد تحققت إذ باتت إسرائيل معزولة بشكل متزايد سياسيا واجتماعيا في كل من الشرق الأوسط والعالم الغربي".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس السنوار ايران غزة هنية الاغتيال 7 اكتوبر سکای نیوز عربیة تعیین السنوار رئیس ا
إقرأ أيضاً:
الخطة المصرية لغزة: رؤية سياسية لمواجهة مقترح ترامب ولا مكان فيها لحماس
تطرح القاهرة خطة بديلة لمقترح ترامب حول غزة، تهدف -بحسب رويترز- إلى إقصاء حماس واستبدالها بحكومة انتقالية تحت إشراف دول عربية وإسلامية وغربية، إلى جانب قوة استقرار دولية لتولي الأمن. ومع ذلك، لا تحدد المسودة مصدر تمويل إعادة الإعمار أو كيفية إخراج حماس من المشهد.
في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، تبرزالخطة المصرية كأحد البدائل المطروحة لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي سعى إلى تحويل غزة إلى وجهة سياحية فاخرة عبر مخطط "غزة ريفييرا". إلا أن القاهرة تتبنى نهجًا مختلفًا، إذ تسعى إلى إقصاء حماس واستبدالها بكيانات انتقالية تخضع لإدارة دول عربية وإسلامية وغربية.
وتتضمن المسودة، التي حصلت عليها رويترز، إنشاء بعثة مساعدة للحكم تتولى إدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية غير محددة، إضافة إلى قوة استقرار دولية تتولى مسؤولية الأمن، مع إشارة صريحة إلى أن تمويل إعادة إعمار غزة لن يكون متاحًا دوليًا ما دامت حماس تحتفظ بسيطرتها السياسية والعسكرية.
ومن المقرر أن تُعرض الرؤية المصرية خلال قمة جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء، إلا أن الوثيقة لا تحدد ما إذا كان تنفيذها سيتم قبل أو بعد التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب التي اندلعت إثر هجمات 7 أكتوبر 2023.
إخلاء غزة أم إعادة هيكلتها؟تعكس خطة ترامب انحرافًا واضحًا عن السياسة الأمريكية التقليدية الداعمة لـ حل الدولتين، إذ تقوم فكرته على إخلاء غزة من سكانها، وهو ما قوبل بغضب واسع بين الفلسطينيين والدول العربية.
في المقابل، تسعى الخطة المصرية إلى إعادة هيكلة القطاع عبر حكومة انتقالية، لكنها تتجنب معالجة القضايا الحساسة، مثل تمويل إعادة الإعمار أو كيفية إقصاء حماس، التي لا تزال قوة سياسية وعسكرية رئيسية من الصعب تجاوزها دون استراتيجية واضحة.
تحركات دبلوماسية عربية لمواجهة رؤية ترامبعلى مدى شهر كامل، تعمل مصر، والأردن، ودول الخليج على صياغة مبادرة دبلوماسية مضادة لمواجهة خطة ترامب. وبينما طُرحت عدة أفكار، تعتبر الخطة المصرية الأكثر تقدمًا، رغم أن الموقف العربي الرسمي لا يزال غير محسوم.
وتؤكد مصادر مطلعة أن المسودة، التي حصلت عليها رويترز من مسؤول مشارك في مفاوضات غزة، تنص على الاستفادة من الخبرات الفلسطينية داخل وخارج القطاع لتسريع عملية إعادة الإعمار. لكنها في الوقت ذاته ترفض بشكل قاطع مقترح التهجير الجماعي للفلسطينيين، الذي تراه دول مثل مصر والأردن تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
موقف حماس والولايات المتحدة من الخطة المصريةأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريان هيوز، أن ترامب يصر على استبعاد حماس من حكم غزة، لكنه يرحب بمقترحات الدول العربية حول مستقبل القطاع.
أما من جانب حماس، فقد نفى القيادي سامي أبو زهري علم الحركة بأي مقترح مصري، مشددًا على أن مستقبل غزة يجب أن يقرره الفلسطينيون وحدهم، ورافضًا أي إدارة أجنبية أو وجود قوات غير فلسطينية في القطاع.
Relatedنتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنيةغزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"رغم قرار المحكمة الجنائية.. ميرتس يدعو نتنياهو لزيارة برلينوتتجنب المسودة المصرية الإشارة إلى انتخابات مستقبلية أو تحديد كيفية التعامل مع حماس في حال رفضها نزع السلاح أو التنحي عن الحكم. ومع ذلك، تتضمن الخطة تصورًا لإنشاء قوة استقرار دولية، قوامها دول عربية، تتولى الأمن بدلاً من الفصائل المسلحة، مع التوجه لاحقًا نحو تأسيس قوة شرطة محلية.
أما على مستوى الحوكمة والإشراف الأمني، فتقترح المسودة إنشاء مجلس توجيهي يضم دولاً عربية رئيسية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، إضافة إلى أطراف أخرى.
ملف إعادة إعمار غزةمنذ 2007، عززت حماس قبضتها على غزة عبر جهاز أمني وعسكري قوي مدعوم من إيران، يستند إلى شبكة أنفاق واسعة، تقول إسرائيل إنها دمرتها بشكل كبير خلال الحرب الأخيرة.
لكن الخطة المصرية لا تحدد كيفية تمويل إعادة إعمار غزة، رغم أن الأمم المتحدة تقدر التكلفة بأكثر من 53 مليار دولار. ووفق مصادر مطلعة، فإن دول الخليج والدول العربية ستحتاج إلى تقديم 20 مليار دولار على الأقل في المرحلة الأولى من إعادة الإعمار.
وتقترح المسودة المصرية أن تقوم الدول المشاركة في مجلس التوجيه بإنشاء صندوق لدعم الحكومة الانتقالية، وتنظيم مؤتمرات للمانحين لحشد التمويل اللازم، لكنها لم تتضمن أي التزامات مالية واضحة حتى الآن.
وتبرز السعودية، وقطر، والإمارات كمصادر تمويل رئيسية محتملة، لكن الموقف الإماراتي يربط أي مساهمة مالية باستبعاد حماس تمامًا من المشهد السياسي في غزة.
حتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من وزارتي الخارجية القطرية والإماراتية أو المكتب الإعلامي الدولي للسعودية بشأن الخطة المصرية أو استعدادهم للمشاركة في إعادة إعمار غزة.
Relatedتعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزةإسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضانحماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزةوتدعو المسودة المصرية أيضًا إلى تشكيل مجلس استشاري للمجتمع المدني يتألف من أكاديميين وقادة منظمات غير حكومية وشخصيات بارزة، بحيث يكون دوره التنسيق مع مجلس التوجيه بشأن مستقبل غزة.
هل تمهد الخطة المصرية لخارطة طريق دولية في غزة؟تبدو الخطة المصرية بمثابة مقترح انتقالي يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في غزة، لكنه يترك العديد من الأسئلة دون إجابة، أبرزها:
كيف سيتم إقصاء حماس فعليًا دون تصعيد عسكري جديد؟ ومن سيقدم التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة في ظل غياب التزامات واضحة؟ وكيف ستتم إدارة القطاع خلال الفترة الانتقالية دون توافق فلسطيني داخلي؟
في ظل هذه التعقيدات، يبقى مستقبل قطاع غزة معلقًا بين الرؤى الدولية والإقليمية، بينما لا تزال الأطراف الفاعلة تسعى لترسيخ مصالحها في مرحلة ما بعد الحرب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة "هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟ غزةمصر- سياسةجامعة الدول العربيةدونالد ترامبإعادة إعمار