وكالة الصحافة المستقلة:
2024-12-18@11:10:14 GMT

انتظار المجهول الآتي؟!

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

أغسطس 7, 2024آخر تحديث: أغسطس 7, 2024

د. علي عزيز أمين

نعيش اليوم حالة أجواء الحرب الكبرى وكل العالم في حالة ترقّب ومنهم المندهش والآخر شامت، والبعض الآخر مُحبط بسبب الخرق الأمني الذي فاق كل الخروقات السابقة من اغتيال علماء وقادة ومستشارين، واغتيال قادة مهمين ومأثرين في حزب الله.

لذلك لا يوجد أمن محكم مطلق في أي دولة، مهما كانت متطورة ومتقدمة تقنياً وأمنياً.

. وخير مثال تفجير أبراج نيويورك في أيلول 2001، واقتحام “حماس” لجدار غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، فكيف والحال في إيران التي تواجه تهديدات وتحديات خارجية وداخلية جدية وفاعلة، ناهيك عن الحصار الذي أثقل كاهلها، بالإضافة إلى أن لديها خصوم كُثر في الداخل: مجاهدو خلق، فلول الشاه، البلوش، الأكراد، وشريحة من الأحوازيين والإصلاحيين من كل الاتجاهات.. أما من الخارج: أميركا، “إسرائيل”، أنظمة خليجية، والمتطرفون من الجماعات السلفية وحتى من شرائح عديدة من الجوار العراقي..

لكن! وبعد عدة اختراقات حصلت في إيران ولبنان، خاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، فإنه قد آن الأوان لإعادة النظر بإجراءات الأمن الوقائي والدفاعي للرموز والمنشآت الحيوية، حيث الأقمار التجسسية للخصم والتجسس الإلكتروني هو أكبر تحدٍ في أيامنا هذه، وهذا هو الذي يجب ان يُعطى الأولوية، فقد كانت أنفاق غزة خير تحصين أمني تجاه هكذا تهديدات. كما أن ردّ الضربة بضربة أقوى ضروري جداً لتحقيق الردع.. فالسكوت والرضوخ مع هكذا عدو أمر خطير، إذ أن الضربة الرادعة أو التلويح بالضربة الرادعة ينبغي أن تكون محسوبة بدقة في ميزان الربح والخسارة، وفي ميزان الكُلَف، وميزان الجدوى.

منذ الآن بات من الضروري التفكير والتخطيط والتجهيز استخبارياً وعملياتياً، لاستهداف رموز إسرائيل، على قاعدة الندّ بالندّ، وهو أكبر فاعل لتحقيق الردع. وكذلك فأن من الضروري لقيادة إيران إجراء مراجعات فكرية كأمر حيوي يساعد على أمن الداخل ونظافة المجتمع من الاختراقات الأمنية لاسيما القاسية منها..

وإذا كان ردّ إيران ومن معها، والمتوقع في أيّة ساعة، يُمكن أن يجرّ إلى حرب شاملة، وتدخل أمريكا المباشر لصالح العدو، فان الخيار البديل هو الاغتيال مقابل الاغتيال، وهو الأصوب في هذه الظروف المعقدة والملتهبة، حيث أن الحرب الشاملة يريدها نتنياهو لمصلحته الشخصية والسياسية، وليضرب إيران بأمريكا، وهذا بالضبط ما يريده ويسعى إليه، والأمريكان أيضاً يدركون ذلك. وهنا نستذكر ما حدث عندما اغتالت إسرائيل “أبو علي مصطفى”، كيف ردّت الجبهة الشعبية على ذلك باغتيال رحبعام زئيفي ـ جنرال ووزير سابق ـ مُحقّقة الردع ولو بشكل محدود، ولكنه كان مؤثراً جداً في جدار الأمن الإسرائيلي.. ويبدو أن إيران وأطراف المقاومة معنية بهذا الخيار حالياً، حيث بات العمل عليه ضروري وحيوي…

ان حالة الانتظار والترقب والاستنفار الموجودة حالياً في “إسرائيل”، وطبعاً هي سلاح مؤثر من الناحية النفسية كونه يُسبب الإرهاق والذعر والخوف والرعب، كما أن التلويح بضربة رادعة مهم حتى لو تأخر، فهو سلاح جديد في مسرح الصراع، والجميع انتبه إليه ويتحدث عنه، فلقد أحدث ويحدث في “إسرائيل” كُلفاً مالية واجتماعية ضخمة، إضافة للحالة النفسية التي ذكرناها.

الكلّ بانتظار ما سيحدث، ولا أحد يعرف ما يحدث وما سيحدث، وهو المهم!

والملفت للنظر والانتباه والحذر أن في إسرائيل اتجاه وطرف متطرف، المحسوب على نتنياهو وزمرته، يُفكّر جديّاً في توجيه ضربة استباقية ضد بيروت وطهران، لكسر حالة الترقب المكلفة من جهة، ولإحباط استعداد إيران وبقية الفصائل من جهة ثانية. وهذا يتلاءم مع نوايا نتنياهو بالتصعيد، خاصة بعد أن تأكد من حصوله على تأكيد إدارة بايدن بالتدخل وبالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم إيراني، وهذا احتمال وارد وغير مستبعد، خصوصاً وأن كمالا هاريس صرحت بأنه في الوقت الذي نستعد للدفاع عن إسرائيل، نعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط لمنع وقوع حرب إقليمية، وكذلك المجرم الآخر بلينكن الذي صرّح أن “المنطقة تمر في لحظة وحالة حرجة وصعبة بسبب تهديدات إيران وأذرعها”..

إن ضبط إيقاع حالة الترقب، وتوجيه الضربة لإسرائيل، ومنع توسعها لحرب إقليمية شاملة، أغلب خيوطها وتقديرها بيد القيادة الإيرانية حالياً. ومع ذلك يبدو أن الأمريكان شعروا بقرب توقيت الضربة الإيرانية، ويظنون أنها ستأتي غداً الأربعاء، وبسبب هذا الإحساس غيّر بلينكن تصريحه هذا اليوم، مؤكداً ضرورة وقف التصعيد من قبل الأطراف، وكان مرتبكاً، ووجه متجهماً وكأنه خائف من المواجهة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

توسع إسرائيل وعقوبات سوريا وصفقة إيران| تحركات سريعة في خريطة الشرق الأوسط.. وخبير يكشفها

تتزايد التساؤلات حول إمكانية استجابة الولايات المتحدة ودول الغرب لمطالب سوريا برفع العقوبات المفروضة عليها، خاصة بعد تعيين مستشار جديد للشؤون الإيرانية، حيث تفتح هذه التطورات الباب أمام تحليل تأثير هذه الخطوة على العلاقات الدولية والتوازنات السياسية في المنطقة. 

ماذا يحدث في الشرق الأوشط؟ 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة المحلل السياسي الباحث الاستراتيجي في العلاقات الدولية، إن ما يجري في منطقة الشرق الأوسط اليوم حول تغير شكل المنطقة بعد سعى الاحتلال للتوسع الاسرائيلي وتكبير خريطتها على حساب المنطقة العربية، وهذا لم يكن يحدث لولا أن إيران هي السبب الرئيسي لأنها أعطت اللاعبين الكبار الحجة بضرب المنطقة العربية بعد تمدد إيران ضمن بلاد وخط محور الممانعة. 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  اللاعبين الكبار أيضا هم من تركوا إيران تتمدد وتهيمن على هذه الدول ولكن عندما فكرت إيران جديا بالمفاعل النووي وبدأت تقف في وجه إسرائيل وأمريكا وتضع شروطا؛ إما يتم إنشاء مشروعها النووي أو تبقي الصراع مفتوح مع إسرائيل عبر أذرعها في منطقة الشرق الأوسط. 

مقتل وإصابة 7 جنود إسرائيليين في غزةالدفاع المدني في غزة: الاحتلال يغتال أكثر من 50 شهيدا خلال 24 ساعة

وأشار نعمة، إلى أنه هنا بدأ الخلاف لأن إسرائيل لم ولن تقبل أن تمتلك إيران سلاحا نوويا وخاصة بعدما ضربت إيران إسرائيل ولو بشكل مسرحية لأنها لا تريد أن ينتقل الصراع لإيران نفسها وكانت تضحي بغزة والفلسطنيين ولبنان واللبنانيين وسوريا والسوريين بعد ما نال العراق ما نال من إيران، ولم ننسى تدخلها باليمن وما فعلته بدول الخليج وما سيحدث لليمن في الأيام القادمة لأن أمريكا وإسرائيل سيقومان بضرب اليمن.

وتابع: "وبعدها سيأتي دور إيران نفسها بمشاكل داخلية إيرانية بعد ضرب مفاعلها النووي لأنه كما نعلم أن هناك قرار دولي بإنهاء هذا المحور وتكون أمريكا وللأسف انقلبت على إيران لمصلحة إسرائيل، وايران لم تعد قادرة على التوسع أو التدخل في المنطقة ولم يسمح لها بالغطرسة والتدخل بأي دولة، لأن إسرائيل وأمريكا قد سيطرا سيطرة كاملة على منطقة الشرق الأوسط". 

واختتم: "روسيا ستنسحب من سوريا وهذا ضمن الاتفاق الذي تم بين ترامب وبوتين مقابل أن تتحقق مطالب روسيا في أوكرانيا، ليتحقق حديث نتنياهو بتوسيع خارطة إسرائيل، فهكذا خدمت إيران أمريكا". 

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يدين جرائم الاحتلال في غزةمسؤولون إسرائيليون: من الممكن التوصل لاتفاق غزة خلال أسبوعين

 ومن جانبه، أصدر البيت الأبيض بيانا يؤكد الامتثال الكامل للقوانين واللوائح الخاصة بالطائرات المسيرة التي رصدت في سماء شمال شرق الولايات المتحدة.

وقد جاء هذا البيان استجابة لطلب الرئيس المنتخب ترامب لتوضيح الأمر، حيث أوضح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن الطائرات المسيرة التي تم رصدها هي إما طائرات تجارية أو ترفيهية أو تابعة للشرطة، وجميعها تعمل ضمن الإطار القانوني. كما أشار كيربي إلى أن بعض المشاهدات كانت نتيجة سوء فهم من قبل السكان، حيث تم الخلط بين الطائرات الصغيرة والنجوم.

وأضاف كيربي أن الحكومة الأمريكية ملتزمة بالشفافية الكاملة في معالجة هذه المسألة.

ومن جابنه، أكد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، أن رفع العقوبات عن سوريا يعد أمرًا ضروريًا لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. كما شدد على أهمية بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء الأمن في البلاد.

ومن جانبها، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن غارات جوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تم استهداف معسكر الحفا. وقد سُمع دوي انفجار كبير في المدينة، فيما أُشير إلى أن القصف طال أيضًا مبنى وزارة الدفاع. وذكرت مصادر إعلامية يمنيّة أن الهجوم هو نتيجة لعدوان أمريكي بريطاني جديد على صنعاء، حيث حلقت طائرات حربية في أجواء الحديدة وضواحيها.

مواجهة صاروخية بين روسيا وأمريكا

وفي تطور آخر، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن سيرجي كاراكاييف، قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، قوله إن موسكو وواشنطن تتبادلان التحذيرات بشأن عمليات الإطلاق المحتملة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات. 

وأوضح كاراكاييف أن روسيا تخطر الولايات المتحدة قبل 24 ساعة بأي إطلاق لصواريخ باليستية، بما في ذلك تلك التي تطلق من الغواصات.

ترامب يشعل القلق في تل أبيب بخصوص إيران والضفة الغربية

وجدير بالذكر، أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشعر بالقلق من تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن إيران والضفة الغربية. 

وأوضحت المصادر أن ترامب يسعى إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران بدلاً من شن ضربة عسكرية، كما أنه لا يدعم خطط إسرائيل بضم الضفة الغربية، كما أن صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية أشارت إلى أن ترامب قد يسعى لإبرام صفقة مع إيران من وراء ظهر إسرائيل، وهو ما أثار قلقًا كبيرًا داخل تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • توسع إسرائيل وعقوبات سوريا وصفقة إيران| تحركات سريعة في خريطة الشرق الأوسط.. وخبير يكشفها
  • إسرائيل تتحدث عن أبرز مستجدات صفقة التبادل وهذا ما تضمنته
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • الضربة الاسرائيلية لإيران… حسابات معقدة ونتائج غير محسومة!
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • تصاعد التوتر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وسط تهديدات إيرانية بقرب الرد
  • عاجل | نائب وزير الخارجية الروسي: نحذر إسرائيل من ضم مرتفعات الجولان وهذا أمر غير مقبول
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • حزب الإصلاح: الحوثيون تعيشون حالة ضعف بعد دحر مليشيا إيران من سوريا
  • فرص مهاجمة إيران وتدخل السلطة التنفيذية بالقضائية في إعلام إسرائيل