انتظار المجهول الآتي؟!
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
أغسطس 7, 2024آخر تحديث: أغسطس 7, 2024
د. علي عزيز أمين
نعيش اليوم حالة أجواء الحرب الكبرى وكل العالم في حالة ترقّب ومنهم المندهش والآخر شامت، والبعض الآخر مُحبط بسبب الخرق الأمني الذي فاق كل الخروقات السابقة من اغتيال علماء وقادة ومستشارين، واغتيال قادة مهمين ومأثرين في حزب الله.
لذلك لا يوجد أمن محكم مطلق في أي دولة، مهما كانت متطورة ومتقدمة تقنياً وأمنياً.
لكن! وبعد عدة اختراقات حصلت في إيران ولبنان، خاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، فإنه قد آن الأوان لإعادة النظر بإجراءات الأمن الوقائي والدفاعي للرموز والمنشآت الحيوية، حيث الأقمار التجسسية للخصم والتجسس الإلكتروني هو أكبر تحدٍ في أيامنا هذه، وهذا هو الذي يجب ان يُعطى الأولوية، فقد كانت أنفاق غزة خير تحصين أمني تجاه هكذا تهديدات. كما أن ردّ الضربة بضربة أقوى ضروري جداً لتحقيق الردع.. فالسكوت والرضوخ مع هكذا عدو أمر خطير، إذ أن الضربة الرادعة أو التلويح بالضربة الرادعة ينبغي أن تكون محسوبة بدقة في ميزان الربح والخسارة، وفي ميزان الكُلَف، وميزان الجدوى.
منذ الآن بات من الضروري التفكير والتخطيط والتجهيز استخبارياً وعملياتياً، لاستهداف رموز إسرائيل، على قاعدة الندّ بالندّ، وهو أكبر فاعل لتحقيق الردع. وكذلك فأن من الضروري لقيادة إيران إجراء مراجعات فكرية كأمر حيوي يساعد على أمن الداخل ونظافة المجتمع من الاختراقات الأمنية لاسيما القاسية منها..
وإذا كان ردّ إيران ومن معها، والمتوقع في أيّة ساعة، يُمكن أن يجرّ إلى حرب شاملة، وتدخل أمريكا المباشر لصالح العدو، فان الخيار البديل هو الاغتيال مقابل الاغتيال، وهو الأصوب في هذه الظروف المعقدة والملتهبة، حيث أن الحرب الشاملة يريدها نتنياهو لمصلحته الشخصية والسياسية، وليضرب إيران بأمريكا، وهذا بالضبط ما يريده ويسعى إليه، والأمريكان أيضاً يدركون ذلك. وهنا نستذكر ما حدث عندما اغتالت إسرائيل “أبو علي مصطفى”، كيف ردّت الجبهة الشعبية على ذلك باغتيال رحبعام زئيفي ـ جنرال ووزير سابق ـ مُحقّقة الردع ولو بشكل محدود، ولكنه كان مؤثراً جداً في جدار الأمن الإسرائيلي.. ويبدو أن إيران وأطراف المقاومة معنية بهذا الخيار حالياً، حيث بات العمل عليه ضروري وحيوي…
ان حالة الانتظار والترقب والاستنفار الموجودة حالياً في “إسرائيل”، وطبعاً هي سلاح مؤثر من الناحية النفسية كونه يُسبب الإرهاق والذعر والخوف والرعب، كما أن التلويح بضربة رادعة مهم حتى لو تأخر، فهو سلاح جديد في مسرح الصراع، والجميع انتبه إليه ويتحدث عنه، فلقد أحدث ويحدث في “إسرائيل” كُلفاً مالية واجتماعية ضخمة، إضافة للحالة النفسية التي ذكرناها.
الكلّ بانتظار ما سيحدث، ولا أحد يعرف ما يحدث وما سيحدث، وهو المهم!
والملفت للنظر والانتباه والحذر أن في إسرائيل اتجاه وطرف متطرف، المحسوب على نتنياهو وزمرته، يُفكّر جديّاً في توجيه ضربة استباقية ضد بيروت وطهران، لكسر حالة الترقب المكلفة من جهة، ولإحباط استعداد إيران وبقية الفصائل من جهة ثانية. وهذا يتلاءم مع نوايا نتنياهو بالتصعيد، خاصة بعد أن تأكد من حصوله على تأكيد إدارة بايدن بالتدخل وبالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم إيراني، وهذا احتمال وارد وغير مستبعد، خصوصاً وأن كمالا هاريس صرحت بأنه في الوقت الذي نستعد للدفاع عن إسرائيل، نعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط لمنع وقوع حرب إقليمية، وكذلك المجرم الآخر بلينكن الذي صرّح أن “المنطقة تمر في لحظة وحالة حرجة وصعبة بسبب تهديدات إيران وأذرعها”..
إن ضبط إيقاع حالة الترقب، وتوجيه الضربة لإسرائيل، ومنع توسعها لحرب إقليمية شاملة، أغلب خيوطها وتقديرها بيد القيادة الإيرانية حالياً. ومع ذلك يبدو أن الأمريكان شعروا بقرب توقيت الضربة الإيرانية، ويظنون أنها ستأتي غداً الأربعاء، وبسبب هذا الإحساس غيّر بلينكن تصريحه هذا اليوم، مؤكداً ضرورة وقف التصعيد من قبل الأطراف، وكان مرتبكاً، ووجه متجهماً وكأنه خائف من المواجهة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
إيران تتراجع عن الرد على إسرائيل "بعد فوز ترامب"
كشفت مصادر إيرانية لقناة سكاي نيوز عربية، الأربعاء، أن طهران قررت تأجيل الرد على إسرائيل بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
وقالت مصادرنا: "إيران تؤجل تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3" ضد إسرائيل بعد فوز ترامب".
كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد تعهد في وقت سابق، بـ"رد قاس" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل "على ما تفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة".
كما قال الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، إن إيران سترد على "العمل الشرير الجديد" الذي قامت به إسرائيل، في إشارة إلى الهجوم ضد إيران في 26 أكتوبر الماضي.
وقال نائيني إن "الرد على العدوان الصهيوني الأخير على إيران سيكون حتمياً وحاسماً وخارجاً عن إدراك العدو"، موضحاً أن "رد إيران على الهجوم الثالث سيكون إجراءً دفاعياً"، وليس "زيادة توتر" مع إسرائيل.