أولمبياد باريس.. سباح بريطاني يؤكد وجود ديدان في طعام الرياضيين
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
فرنسا – انتقد السباح البريطاني آدم بيتي منظمي دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024” لفشلهم في توفير الغذاء الكافي في الدورة مؤكدا أن الرياضيين “وجدوا ديدانا في طعامهم”.
وعبر بيتي، البالغ من العمر 29 عاما، في تصريحات لصحيفة “آي نيوز” البريطانية، عن استيائه بشأن كمية ونوعية الطعام في القرية الأولمبية بعد حصوله على المركز الرابع في سباق التتابع المتنوع 4 × 100 متر في السباحة.
وأشار الفائز بست ميداليات أولمبية إلى أن الفريق “فوجئ” بالتحديات في العيش بالقرية، وخاصة الطعام.
وقال بيتي: “إن الطعام ليس جيدا بما يكفي للمستوى المتوقع من أداء الرياضيين، نحن بحاجة إلى تقديم أفضل ما لدينا”.
وتابع: “في طوكيو، كان الطعام رائعا، وفي ريو كان رائعا، ولكن هذه المرة… لم يكن هناك ما يكفي من خيارات البروتين، وكانت الطوابير طويلة، والانتظار لمدة 30 دقيقة للحصول على الطعام بسبب عدم وجود نظام للطوابير”.
وكجزء من تعهدات الاستدامة للألعاب، كان منظمو الألعاب يهدفون إلى جعل 60 بالمئة من جميع الوجبات المقدمة خالية من اللحوم، لكن بيتي قال إن هذا لم ينجح معه حيث أوضح: “لقد تم فرض سرد الاستدامة على الرياضيين، أريد اللحوم، وأحتاج إلى اللحوم لأداء جيد وهذا ما أتناوله في المنزل، فلماذا أغير ذلك؟”.
واستطرد: “أنا أحب أسماكي، ولكن الناس يجدون الديدان في الأسماك، هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية”.
واضطر الفريق البريطاني إلى إرسال أحد الطهاة إلى باريس وسط شكاوى بشأن “عدم كفاية” الطعام في وقت مبكر من الألعاب الأولمبية، وأوضح بيتي أن جهود المنظمين من أجل ألعاب أكثر استدامة ساهمت في وضع أقل من توقعاته.
واختتم سباح المنتخب البريطاني مشاركته في الألعاب يوم الأحد بالمشاركة في سباق التتابع المتنوع للرجال بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 100 متر صدر فردي الأسبوع الماضي.
وتعرض بيتي للإصابة بفيروس كورونا بعد وقت قصير من حصوله على الميدالية الأولمبية السادسة خلال مشاركاته في الأولمبياد، واعترف بأن المرض ساهم في “أسوأ أسبوع” في حياته.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ترامب.. رئاسة بلا سياسة وسيارة بلا مقود!
من جماليّات مواقف ترامب على الساحتين الأمريكية والدولية أنه لاعب ولكنه يظن نفسه حَكَما. خرّيج بازار مثقل بأوزار من المصالح ولكنه يتوهم أنه قدّيس منافح عن القيم والفضائل.
ولهذا فلا سبيل لأن يدرك، وهو على هذه الحال من زيف الوعي، أن معظم النتائج لا تتوقف على ما يقرره هو، بل على طريقة تفاعل أو تضارب قرارات رجال السياسة والاقتصاد الآخرين مع قرارته في العاجل والآجل.
ولكن إذا كان هو لا يدرك فالأكيد أن مستشاريه وراسمي سياساته في «مؤسسة التراث» يدركون، بل يعلمون علم اليقين. ذلك أن هذا التلازم بين عقلانية القرارات الفردية المتعددة (أو القرارات الأحادية المتقلبة في حالة ترامب) وعشوائية العواقب الجماعية الناجمة عنها هي من المفارقات الإنسانية الكبرى التي أدى النظر المنهجي فيها، كما ذكرنا السبت الماضي، إلى نشأة «نظرية الألعاب» التي تتخذها العلوم الاجتماعية وسيلة لمحاولة نَمْذَجة الحالات التي يؤدي تفاعل المواقف الكثيرة أو تضارب المصالح المتنوعة فيها إلى نتائج غير مقصودة، ناهيك عن أن تكون محسوبة.
مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها
فلا عجب إذن أن يرى بعض الباحثين الأوروبيين أن ترامب دخل ملعب نظرية الألعاب هذه لاعبا هاويا تُعوِزه مهاراتُ المحترفين لأن الفوضى الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها قد أنزلت بكثير من الدول محنةَ ما تسميه نظرية الألعاب هذه بـ«معضلة السجين». إنها معضلة شخصين معتقلين كل على حدة: يمكن لكل منهما أن يلتزم الصمت (التعاون) أو لأحدهما أن يشي بالآخر (الخيانة). إذا صمت كلاهما كانت العقوبة خفيفة، وإذا وشى كل منهما بالآخر كانت العقوبة ثقيلة على كليهما. أما إذا صمت أحدهما وتكلم الثاني، فإن العقوبة الثقيلة ستكون من نصيب الصامت والخفيفة من نصيب الواشي.
وهذه، كما ترى، معضلة محيرة لأن التزام أي طرف فيها بالتعاون (الصمت) إنما ينطوي على خطر وقوعه ضحية لخيانة (كلام) الآخرين. إلا أنه يمكن لهذا الخطر، حسب خبير نظرية الألعاب روبرت أكسلرود، أن يتناقص إذا طال زمن المعضلة، أي إذا ظلت اللعبة ُتلعب مرارا وتكرارا. ذلك أن التكرار يغير منطق اللعبة تغييرا كاملا لأنه يسمح للّاعب بأخذ الماضي في الحسبان وتذكّر الخيارات السابقة لشركائه، أو أعدائه، وتعديل سلوكه على هذا الأساس. وهكذا يمكن للتعاون أن ينشأ ويسود بين أفراد عقلانيين حتى في الحالات التي يكون إغراء الخيانة فيها قويا.
ولكن مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها رغم أنها قررت التعاون الكامل وغير المشروط مع ترامب لما آثرت عدم اتخاذ أي إجراء انتقامي بعد أن فرض عليها تعرفة جمركية بنسبة 32 بالمائة. لهذا يرى أكسلرود أن إدارة الخد الأيسر خطأ جسيم. فما الموقف الأنسب عنده إذن؟ إنه القصاص! أي نعم! ذلك أن هذا الموقف البشري الفطري، العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، يمثل استراتيجية ناجحة في جميع حالات معضلة السجين. فالقصاص موقف يتسم بوضوح تام يمكّن كل طرف من التوقع الصائب لرد فعل الأطراف الأخرى. كما أنه يلتزم تناسُبيّة راديكالية لا بديل عنها لإقناع مختلف الأطراف بجدوى الكف عن التصعيد والثبات على مواقف تعاونية على المدى البعيد.
ولكن خصوصية الحالة الترامبية، بما تحمله من مفاجآت وتقلبات، تقلل من القدرة التفسيرية لمعضلة السجين لترجّح، في المقابل، كفة ما تسميه نظرية الألعاب «لعبة الدجاجة» (أو لعبة الصقور والحمائم أو صراع الإرادات). وأشهر أمثلتها سباق بين سيارتين في اتجاهين متعاكسين تهجم فيه كل سيارة نحو الأخرى بأقصى سرعة، والذي يكبح أولا (بسبب الخوف) هو الذي يخسر السباق ويفقد ماء الوجه.
النتيجة: إذا لم يقرر أي من السائقيْن حرف مسار السيارة أو الضغط على الكابح فإن كليهما يهلك، ولا مجال لتكرار اللعب. فكيف السبيل إلى الفوز؟ يجيب الاقتصادي توماس شلنغ بأنه لا حاجة بك إلى الذكاء أو المكر، بل يكفي أن تنزع مقود السيارة وتلوح به! ذلك أن المنافس إذا رأى أنك لم تعد مسيطرا على سيارتك فإنه لن يجد بدا من الدوس على الكابح. وهكذا، فالذي يتمكن من إقناع الآخرين بأنه لن يغير مساره هو الذي يفوز حتى لو لم يَجُرّ فوزه إلا بلاء وخرابا. وهذه بالضبط هي لعبة النزق التي أراد ترامب بادئ الأمر فرضها على بقية العالم، ولكن سوء عمله لم يمهله فعادت تتقاذفه أمواج التردد والتقلب.
المصدر: القدس العربي