سودانايل:
2024-11-05@10:45:34 GMT
ماذا يعني البرهان بوصوله (إلى الحد)…؟!
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
عندما قلنا إن الإنقاذ و)حركتها الإظلامية( لها مقدرة مدهشة على (صناعة العاهات) لم نكن نتجانف عن الحق ونرمى الكلام على عواهنه..ودونك هذا السيرك الذي يتصدره المعاتيه الذين قد تعجبك أجسامهم وهم (خُشب مُسندة) وفزّاعة طيور (scarecrow) عليها أعواد متهالكة مكسوة بهلالهيل ودلاقين لتمنحها صورة بشرية زائفة..وتبارك الله الذي يزيد في الخلق ما يشاء.
ونحن نأخذ (الحكم البليغة) من أفواه هؤلاء العصاميين المجتهدين في تلقيح أنفسهم بأسقام الروح وانسداد البصيرة.. ولا نختلقها من العدم ونحيطها بالأكاذيب كما يفعل صبيانهم من (الصحفنجية) وذوي العاهات النفسية والاجتماعية المتنوّعة بحسب ما ليهم من مواهب وكسوب (وشتان المواهب والكسوب)..!
ولا تظنن يا صديقي أن الأمر مقتصر على "السياسي المقاتل أنكل توم" فإن مراقد السوء تعمي البصائر وتجعل قرناء السوء على خط واحد من البهتان والافتراء والنزق و(انزلاقات اللسان) وضمور العارضة الأخلاقية..والانجرار وراء عُصبة السوء التي تضع الذات قبل الوطن وتعشق (المظروف) أكثر من المعروف..وترهب أضواء الحرية والعدالة لحاجة في نفس يعقوب (أو نفوس اليعاقبة)...الذين كانوا خلال الثورة الفرنسية يتآمرون من أجل إرجاع الملك المخلوع "جيمس الثاني" وورثته من أسرة "ستيوارت" إلى عرش انجلترا واسكتلندا وايرلندا..!!
قال ياسر العطا إن البرهان قال له (أنا وصلت الحد)..! وحارت البريّة في معنى هذا الكلام..! فأي حد بلغه البرهان..؟!
هل هو حد اليأس من رئاسته للقوات المسلحة..؟! أم حد زعامته للانقلاب..؟! أم حد مقعده الرئاسي في ذلك (المجلس التحفة) الذي يقولون انه مجلس سيادة..في حين أنه أصبح مثل (لعبة الروليت الروسية) أو "ألعاب الملوص"...فكل يوم يدخل إلى هذا المجلس (احد السادة) ويخرج آخران..؟!!
ما هو الحد الذي بلغة البرهان..؟! هل ضاق من إخلاء الحاميات والمواقع العسكرية..؟ أم سئم من الحضور بعد الانسحابات وموت المدنيين لرفع الفاتحة على أرواح الجنود المساكين والمستنفرين الأيفاع والمدنيين الذين انحشروا في آتون حرب لا يعرفون لها سبباً..؟!
هل تعب البرهان من كثرة التنكر للعهود والوعود..؟! أم زهد في الخطابات النارية التي تعقبها الرجاءات والانكسارات..؟! هل وصل الحد في الانحناء وقبول الاملاءات من خارج الجيش الذي وضعته المقادير على قيادته..؟!
هل وصل إلى الحد نتيجة تتابع الانتصارات..؟ أم لتوالي الهزائم..؟!
وإذا تركنا كل ذلك جانباً هل يجوز في أي شريعة عسكرية (سلافية أو سكسونية) أن يعلن نائب قائد الجيش أثناء الحرب وفي قمة تأججها أن قائده قال له (أنا وصلت الحد وأريد أن أتنحّى) ..!!
ثم يترجّى النائب القائد ويستعطفه أن يؤجل التنحي إلى ما بعد هزيمة الجنجويد..!!
هل يمكن لقائد جيش ونائبه وهما يقودان الحرب باسم القوات المسلحة أن يعلن النائب أمام الملأ ومن شاشات الإعلام أن القائد قال له انه (وصل الحد) ولا يريد الاستمرار..؟
حتى (الكابويات) يقولون لا يمكن تبديل الحصان أثناء عبور النهر..! فما قولك في قائد جيش ونائبه يديران الأمر على طريقة مدربي كرة القدم الذي يقفون على خطوط التماس لتبديل لاعب بآخر..؟!
الأغرب أن ياسر العطا يقول إنه قال للبرهان في إشارة لنفسه ولزملائه في قيادة الجيش: (كلنا وصلنا الحد)..؟!
كيف تكون معنويات جيش أي جيش في أي دولة من دول الأوقيانوس وقائد الجيش وجنرالاته يقولون خلال الحرب أنهم "وصلوا الحد" ويتوسّلون لقائدهم بأن يؤجل استقالته...!!
لماذا قال البرهان هذه العبارة اليائسة..؟! ولماذا أضمحلت فجأة أحلام زعامته و(وصايا والده) بقيادة البلاد..؟!
إذن لماذا اتعب نفسه بقيادة الانقلاب..؟! هل وصل الحد مع الكيزان..وضاق بتعليماتهم..؟! أم أن ما أزعجه هو التلويح له بالمسيّرات التي تأتي (من وراء الظهر) وليس من الخندق المقابل..؟!
هذا هو بعض حصاد (ثلاثينية مستنقع الإنقاذ) التي أوجدت بيئة مواتية لتوالد الناموس والهاموش والزواحف والطحالب واليرقات العمياء..الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: