الاحتمال القريب جداً لخروج البرهان من المشهد
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
زهير عثمان
تحليل لاحتمال مغادرة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى تركيا كلاجئ سياسي
تعتبر مغادرة الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، إلى تركيا كلاجئ سياسي أمرا وارد كخطوة بارزة في مشهد الأزمة السودانية المعقد. تأتي هذه الخطوة في وقت عصيب حيث تشهد السودان صراعاً عسكرياً حاداً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار على الصعيدين السياسي والأمني.
خلفية الأحداث
تجلى الوضع المتأزم في السودان بوضوح بعد محاولة اغتيال البرهان، وهي محاولة لم تُكشف تفاصيلها كاملة، لكن التحقيقات أظهرت أن قوات الدعم السريع قد تكون متورطة. هذا الهجوم زاد من تعقيد الوضع، وأثر بشكل كبير على قدرة البرهان على قيادة الجيش والتفاوض من أجل تسوية سياسية.
التحديات أمام البرهان
الأزمة الداخلية
الضغط العسكري: يواجه البرهان ضغوطًا هائلة على الصعيد العسكري من قوات الدعم السريع، والتي بدورها حصلت على إمدادات أسلحة متقدمة. هذا الوضع يشكل تحدياً كبيراً للبرهان، الذي يحتاج إلى دعم حلفائه العسكريين والسياسيين لموازنة القوى.
التحديات السياسية: هناك تباين في مواقف القوى السياسية المختلفة في السودان، بما في ذلك الإسلاميين وفصائل دارفور. هذه الانقسامات تزيد من تعقيد عملية التفاوض وتؤثر على الاستقرار الداخلي.
الصعوبات الدولية
الشرعية الدولية: تراجع موقف البرهان على الصعيد الدولي بسبب رفضه لمبدأ التفاوض على مدى عام ونصف، بالإضافة إلى تصاعد الانتقادات من المجتمع الدولي، بما في ذلك تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول رفض البرهان التفاوض.
التدخلات الإقليمية والدولية: تتداخل المصالح الإقليمية والدولية بشكل معقد في الأزمة السودانية، حيث تسعى قوى إقليمية ودولية مثل مصر والسعودية والإمارات إلى تحقيق توازن في الملف السوداني. في المقابل، تتزايد الضغوط على البرهان ليتنازل عن موقفه المتشدد.
مغادرة البرهان إلى تركيا
تعتبر مغادرة البرهان إلى تركيا كلاجئ سياسي قرارًا استراتيجيًا له دلالات متعددة
أسباب الرحيل
الأمن الشخصي: قد يكون القرار ناتجًا عن مخاوف تتعلق بسلامته الشخصية بعد محاولة اغتياله، وتوفير ملاذ آمن له.
الضغط العسكري والسياسي: مع تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية، يبدو أن البرهان رأى في تركيا خيارًا جيدًا للدعم والحماية، وربما لتنسيق خطواته المستقبلية.
الانعكاسات المحتملة
تأثير على الوضع في السودان: رحيل البرهان قد يؤدي إلى تدهور إضافي في الوضع الداخلي، حيث قد يتسبب في زيادة الفوضى ويؤثر على عمليات التفاوض. كذلك، قد يشجع هذا الوضع القوى السياسية الأخرى على استغلال الفراغ السياسي.
التداعيات الإقليمية: وجود البرهان في تركيا قد يعزز من تدخل تركيا في الأزمة السودانية ويزيد من تعقيد العلاقات الإقليمية. تركيا قد تلعب دورًا في الوساطة أو دعم أطراف معينة، مما قد يؤثر على توزيع القوى في الصراع.
الاحتمال القريب جداً لخروج البرهان من المشهد
في ضوء التطورات الحالية، يبدو أن هناك احتمالاً قريباً جداً لخروج البرهان من المشهد السياسي السوداني. هذا التطور قد يتسبب في إعادة تشكيل الديناميات السياسية والعسكرية في السودان بشكل كبير. قد يؤدي هذا إلى تغييرات جذرية في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية، مع تأثيرات عميقة على مسار التفاوض والاستقرار في البلاد.
التحديات القادمة
ستظل الأزمة السودانية تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك التوصل إلى تفاوض فعّال و يجب على الأطراف السودانية والدولية العمل بشكل جاد للتوصل إلى اتفاق تفاوضي يحقق الاستقرار.
الحفاظ على الوحدة الوطنية من التحديات الداخلية والضغوط الدولية تتطلب جهوداً مكثفة للحفاظ على وحدة السودان وتعزيز التوافق بين الأطراف المختلفة.
إن مغادرة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى تركيا كلاجئ سياسي تعكس التحولات الكبيرة والتعقيدات المتزايدة في الأزمة السودانية. سيتعين على المجتمع الدولي والأطراف السودانية العمل بشكل منسق لتحقيق السلام والاستقرار، هو الاحتمال الأرجح مع الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من هذه التطورات.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: البرهان إلى ترکیا الأزمة السودانیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
البرهان … إياك و(البيض الممزر)!
في 2018 تم استدراج البشير الى توهم أن الخطر كل الخطر فيمن يرفضون ترشيحه في 2020 أو من لم يعلنوا تصفيقهم للفكرة حتى لو كانوا متعايشين معها بغير قناعة، لايمانهم أن تقويم الاعوجاج أفضل من كسر العود، وأن الاصلاح أفضل التغيير.
المهم، انصرف البشير من حل المشكلات الاقتصادية والتنفيذية، وصار يقرب ويؤخر بناء على الموقف من 2020، وأغفل أن النجاح الاقتصادي والتنفيذي هو (بطاقة التأهيل) الحقيقية، وليس المقالات والحملات الاعلامية والمخاطبات واللقاءات الجماهرية، بل الأسوأ من ذلك (التهجيس) الذي جعله يحضن (البيض الممزر) منتظرا أن يفقس له كوادر يحكم بها بعد 2020 من مختلف الأطياف، من الذين انحازوا لترشيحه علنا، وبدأ فعلا في التخلص ممن تم تصويرهم له أنهم غير مخلصين، لأنهم أذعنوا لأمر واقع وغير مقتنعين ب 2020.
بكل صراحة ووضوح، مطلوب من البرهان وقيادة الدولة الآن تأمين الأداء الاقتصادي من الفساد والاختراق، وإدارة دولاب الدولة التنفيذي والولائي، والنزول بطاقم متكامل فورا من رئيس وزراء للمعتمد ومدراء الوحدات الادارية ومنسق احتياطي شعبي وشرطة مجتمعية في اي قرية .. غير كدا سيضيع السودان قولا واحدا.
يجب أن يتقدم هذا الملف للأمام بذات التقدم المحرز عسكريا أو أسرع، والعنصر البشري أهم من الرضا الخارجي، ولا بد من إسقاط الكوزوفوبيا فورا ودون تردد، وليس المقصود هو اعادة نظام سابق ولا يحزنون حسب كلام (المهجسين)، ولكن المطلوب أن تكون يد الحاكم غير مغلولة في اختيار الشخص المناسب والمجرب لأي موقع، لا توجد هواجس داخله، ولا قيود خارجه.
على سبيل المثال، في مستوى الحكم المحلي، السودان فيه 133 محلية، وكان فيها 133 معتمد، وكان الناجحين والمخلصين هم النصف أو أكثر. وعليه، أي معيار غير النجاح السابق، أي تصنيف مؤسس على هواجس (أجنبية أو قحاتية) يعتبر جريمة في حق السودان لا تقل عن جرائم الجنجويد في ذبح وسرقة المواطنين.
أي محاولة ترقيعية للتجريب وصناعة كوادر وتحويل نظاميين لموظفين، لا يمكن أن تكون هي الأساس .. لا بد أن تبني الحكومة على الموجود وتراعي رغبة المجتمعات الأهلية، بحكم تجربتهم مع المعتمدين السابقين والخيارات الناجحة، وبعد ذلك تضيف بالتجريب.
أساسا الوصول لرقم 133 من المستوى المعقول أو الجيد كلف الانقاذ تجارب مريرة وخسارات واتفاقيات عبر سنين عددا، ولم يكن الموضوع تعيينات تنظيم، هذا كذب صراح، بل عدد من الناجحين تم ادخالهم تدريجيا في المؤتمر الوطني ولا صلة لهم بالتنظيم، يعني الموضوع كان فحص ودخول إجرائي وليس تجنيد، وهذا معروف، لأن الدولة بعد الرابع من رمضان باتت أقوى من التنظيم.
هذا مجرد نموذج في الحكم المحلي، وينطبق على كافة مستويات الدولة.
أي محاولة للتركيز على شخص البرهان وجعل الالتفاف حول ذاته هو (عقيدة الولاء والبراء) ضارة بالبرهان نفسه قبل غيره، وكل من يروجون لهذا الأمر هم (البيض الممزر) الذي لن يفقس، أو النحل الميت الذي لا ينتج العسل.
Dead bees don’t make honey
في حال عدم الإسعاف العاجل للأداء التنفيذي والاقتصادي والولائي حسب الوصفة أعلاه، لا جدوى من التحشيد والتهجيس.
التذاكي والتحايل والوصفات المعقدة بالاستفادة من شخصيات مع إستمرار ابعادهم، أو وجود رجال في الظل لمساعدة آخرين بالريموت كنترول، كلام فارغ، وفاشل.
مما أذكره أن أحدهم من الوطنيين، في عهد قحت، أغلق الأبواب وهمس لي دايرين اعلاميين منكم بس ما يكونوا ظاهرين، قلت له (اعلامي ما ظاهر) دا فاشل، زي عطر لا رائحة له أو (بيرفيوم برائحة الماء) لن يشتريه إلا مغفل!
أساسا الإعلامي الناجح ظاهر ومعروف وحوله دائرة من الجدل هي جزء من ظهوره وفعاليته، وتقاس جدواه بأثره وليس بانتماءه حقيقي كان مزعوما.
واضفت له من عندي نعم صحيح أن هنالك وظائف ليس من ضمن مواصفاتها الظهور، مثل (مهندس بترول شاطر) لكن الاعلام والدبلوماسية مثلا غير ذلك تماما .. الشخص هو نفسه أداة التنفيذ، لا يوجد معه بوكلين ولا ورشة لحام بالأوكسجين، من تراه أمامك الآن ويحدثك هو نفسه (عدة الشغل) لو دايره بدون عدة معناها ما دايره، ولن يسلمك علاقاته ولا شبكاته، لأنها هي ذاتها متغيرة ومتجددة غير ثابته و السيطرة عليها Manual.
هذا ليس في السودان، بل في العالم الاول نفسه لضمان النفاذ في المجتمع السياسي والمدني، يتم التعاقد مع الفاعل وليس شراء علاقته ووزنه وشهرته، ولا حتى (خطته المدونة)، لأن العمل جزء كبير منه قائم على ثغرات العدو وهي مسألة متغيرة أثناء الصراع، وليست وفق خطة، مثل قصة (أبوالقدح بعرف محل يعضي رفيقه)!
هم أنفسهم يقولون Results-oriented يعني التقييم بالنتائج وليس الخطة وأرقام هواتف الاصدقاء هذا جهل مريع بالعمل الإعلامي والمدني.
نصيحتي للبشير حول الاداء الاقتصادي والتنفيذي كانت مشابهة، في مقال (كلمات لا بد منها عن ترشيح البشير) في أول تعليق، مقالي في هذا البوست نشر في اغسطس 2018.
شاء الله أن تكون نصيحتي التالية هي لحمدوك في أغسطس 2019، في أربع نقاط، ونشرت سكرين من نصيحتي ورده علي (أتفق معك يا صديقي) في بوست سابق.
وكان رده مجرد مجاملة، أو كلام الواتس تمحوه (المزرعة)!
ونصيحتي للبرهان الآن … البيض الممزر لن يفقس ولو حضنته العنقاء في قمة جبل.
مكي المغربي