ماذا يعني اختيار يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للشهيد إسماعيل هنية.
وكانت سرعة اختيار خليفة للشهيد هنية خلال أربعة أيام فقط لحركة تخوض حربا ضروسا منذ 10 أشهر، ملفتة للنظر، مع الانضباط العالي في التصريحات من جانب قيادتها والمتحدثين باسمها.
مؤسساتية حماس
يقول الباحث والكاتب السياسي عزام التميمي، إن حماس تدار من قبل مؤسسات، كمل أثبت اختيار السنوار أنها حركة شورية تمارس الديمقراطية في كل مستوياتها القيادية".
وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أنه في نهاية المطاف أياً كان المتولي لهذا المنصب فإن ذلك لن يغير من استراتيجية الحركة أو من مواقفها من القضايا الأساسية، رغم ما قد يمثله اختيار السنوار من رمزية هامة في أجواء الحرب الحالية".
أتابع تعليقات الخبراء وبعض المقربين من حماس على قرار الحركة تولية السنوار منصب رئيس مكتبها السياسي. ما أجده غائباً في جل التعليقات هو التأكيد على أن حركة حماس تدار من قبل مؤسسات، وأنها حركة شورية تمارس الديمقراطية في كل مستوياتها القيادية، وأنه في نهاية المطاف أياً كان المتولي… — Azzam Tamimi عزام التميمي (@AzzamTamimi) August 6, 2024
ويقسم هيكل حماس لثلاثة أقاليم، "أقليم غزة وعلى رأسه السنوار وإقليم الضفة ويرأسه زاهر جبارين، بالإضافة لإقليم الخارج برئاسة خالد مشعل".
وأشارت حماس في بيانها عقب اختيار السنوار، أن اختياره جاء بعد مداولات ونقاشات معمقة في مؤسسات الحركة القيادية.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إن السنوار تم اختياره بالإجماع، وهذا يدل على أن الحركة تدرك طبيعة المرحلة، مبينا أن اختيار حماس بهذه السرعة للسنوار رئيسا بالإجماع يدلل على حيوية الحركة.
السنوار.. حاضرا من غزة
ويشير الإعلان إلى قوة التواصل والاتصال بين قيادة حماس في الخارج وكوادرها وقادتها في الداخل، ما يدحض مزاعم الاحتلال عن انقطاع الاتصال بالسنوار أو انعزاله في الأنفاق.
وعن ذلك يقول القيادي في حماس أسامة حمدان، إن التفاوض كان يدار بالقيادة، والسنوار كان حاضرا دوما.
وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عما ستؤول إليه عملية التفاوض، مبينا أن الفريق الذي تابع المفاوضات خلال وجود الشهيد هنية سيتابعها خلال وجود السنوار.
ويشير الكاتب الفلسطيني محمد العيلة قائلا، "شكل اغتيال رئيس حماس ونائبه في آن واحد، تحد كبير ومتعدد الأوجه، ومع ذلك تمكنت حماس من اختيار رئيسها خلال أيام، رغم جسد الحركة الكبير في غزة والضفة والخارج، مما أظهر فاعلية التواصل بين الداخل والخارج، في ظل وقوع غزة تحت رقابة مشددة من أحدث التكنولوجيا الاستخبارية الأمريكية والاسرائيلية والبريطانية، والغربية عموما".
شكّل اغتيال رئيس حماس ونائبه في آن واحد، تحدّي كبير ومتعدد الأوجه، ومع ذلك تمكنت حركة حماس من اختيار رئيسها خلال 5 أيام، رغم جسد الحركة الكبير في غزة والضفة والخارج، مما أظهر فاعلية التواصل بين الداخل والخارج، في ظل وقوع غزة تحت رقابة مشددة من أحدث التكنولوجيا الاستخبارية… — محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) August 6, 2024
الكلمة "للبندقية"
يوصف السنوار بأنه الرجل الأمني والعسكري والسياسي في الحركة، كما أنه الأقوى خصوصا بعد طوفان الأقصى عندما بات المطلوب الأول للاحتلال رفقة محمد الضيف قائد كتائب القسام.
وقرأ الكثيرون إجماع حماس على اختياره بمثابة التركيز على خيار المقاومة، والوقوف خلف المقاتلين في القطاع منذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى وحتى الآن.
وقال القيادي أسامة حمدان، إن رسالة حماس أنها اختارت من يحمل أمانة القتال بالميدان في غزة منذ أكثر من 300 يوم.
وعن ذلك، يقول الكاتب والباحث السياسي لقاء مكي، إن "انتخاب السنوار لزعامة حركة حماس، تطور مهم في مسيرة الحركة، وسيكون له أثر مهم في مستقبلها".
وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن "هذا القرار يعني عمليا دمج الجناحين السياسي والعسكري في جسم واحد، وهو خيار يعني أت الحركة تأكدت بعد هذه الحرب القاسية، وما اظهرته إسرائيل من تطرف واضح، وانعدام شبه تام للخيارات السياسية، أن الخيار العسكري هو المحرك الأساس، في هذه المرحلة على الأقل وربما في الأمد المتوسط".
وتابع، "أن حركة حماس توصلت لقناعات كاملة أن العمل السياسي أصبح تابعا للجهد العسكري ومتفرعا عنه ومبنيا على إنجازاته، وأن أي قدر من التراجع او الظهور بمظهر سياسي معتدل في هذه المرحلة سيكلف الحركة الكثير".
وأشار إلى "إسرائيل فرضت هذه المعادلة حينما اغتالت الراحل إسماعيل هنية، رغم أنه كان رجل سياسة وزعيما للحركة بما فيها الجناح العسكري من موقعه ودوره هذا، وبالتالي فقد كسرت نمطا معروفا في التعامل مع حركات التحرر، حيث يجري استثناء القادة السياسيين عادة من الاستهداف الجسدي، لأنهم أولا ليسوا محاربين، ثوانيا مفاوضون محتملون، وهنية كان مفاوضا حاليا، وقد جرى قتله في خضم عملية تفاوضية، ودون مبرر استراتيجي من أي نوع".
وأوضح، أن "حماس اعتبرت أن اغتيال هنية رحمه الله، كان كسرا للقواعد العسكرية والسياسية والأخلاقية، التي يمارسها الأعداء فيما بينهم عادة بالحد الأدنى، فالقتل في الحروب لا يجري لغاية القتل، ولا يمارسه إلا المرضى والحمقى والمأزومين، ولذلك، لم يعد هناك من مبرر باعتقادها لمنح الجهد السياسي الأسبقية في التعامل مع عدو لا يحترم القواعد، ويعتبر كل فلسطيني عدوا مرشحا للقتل".
حول انتخاب السنوار لزعامة حركة حماس
انتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس، تطور مهم في مسيرة الحركة، وسيكون له أثر مهم في مستقبلها. هذا القرار يعني عمليا دمج الجناحين السياسي والعسكري في جسم واحد، وهو خيار يعني ان الحركة تأكدت بعد هذه الحرب القاسية، وما اظهرته اسرائيل من تطرف واضح،… — لقاء مكي (@liqaa_maki) August 6, 2024
ضربة لنتنياهو
وذكر محللون وخبراء عرب وفلسطينيون أن اختيار السنوار، يمثل ضربة لرئيس وزراء الاحتلال الذي ظن باغتيال هنية قد يأخذ تنازلا من حماس أو يضعف من موقفها.
وقال مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. إن ما جرى يمثل لطمة للاحتلال والدول الداعمة له خصوصا الولايات المتحدة.
وأضاف في مقابلة مع شبكة الجزيرة، أن هذه رسالة واضحة من حركة حماس، أن لا تراجع عن نهج المقاومة ولا عن الكفاح من أجل نيل حقوقه، لا تراجع في أي اتجاه يمكن أن يُفهم أنه تخليا عن المسار الذي سارت عليه.
"لطمة لإسرائيل". د. مصطفى البرغوثي تعليقا على اختيار السنوار رئيسا لحماس pic.twitter.com/HGDHhA4CBs — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 6, 2024
بدوره ذكر المحلل والباحث الفلسطيني سعيد زياد في منشور على "إكس"، أن "حماس اختارت الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة، ومحور الطوفان وهذا فيه من الرسائل البليغة الشيء الكثير".
وأضاف، أن حماس ترسل رسالة تحدي أن اختارت من يقودها من داخل غزة، وكأنها أنها تضع قيادة المقاومة والثقل العسكري والسياسي بيد غزة.
الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة، ومحور الطوفان، تختاره حماس كقائد رابع لها بعد اغتيال هنية، فيه من الرسائل البليغة الشيء الكثير. pic.twitter.com/T3X6Zo4zub — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) August 6, 2024
الاستراتيجي "المنفذ" لوعوده
وعقب إعلان حماس اختيار السنوار ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مصورة لمقتطفات من كلمات سابقة للسنوار، كان أشهرها عندما توعد جيش الاحتلال بأنه سيواجه الموت في غزة.
" إنّ بلايا غزة تحمل المنايا ،و إنّ نواضح غزة تحمل السم النقاع .. إذا صمتنا فصمتنا إعداد .. وإذا نطقنا سينطق عنا الزناد .. "
رئيس حركة #حماس يحيى السنوار pic.twitter.com/1cQOqFQrKU — جابر الحرمي (@jaberalharmi) August 6, 2024
كما تداول ناشطون رؤية السنوار الاستراتيجية للصراع ضد الاحتلال، عبر معركة كبيرة تفضي لإرغامه على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، أو عزله وإنهاء حالة اندماجه في المنطقة والعالم.
غزة
قد كنتم على اسماعيل هنيه الله يرحمه ويغفر له يتكلم سياسه
الان تفاهموا مع يحيى السنوار بالميدان والله يا جيشكم الصهيوني ودباباتكم سوف تنتهي بضرف اشهر معدوده وسوف تنتهي دولتكم المزعومه
ان لن تقبلو بحل الدولتين بحدود 67 م
السنوار وعد ونفذ وعده ???? pic.twitter.com/jhqXWgQCIb — بائع الحكمه (@hde999) August 3, 2024
ويُصنف السنوار على أنه من قادة حماس المطلعين على أسرار عمل أجهزة الاحتلال الأمنية، وطريقة تفكير قادة الاحتلال خصوصا أنه قضى 23 سنة خلف القضبان.
كما يتقن اللغة العبرية وقد ترجم عدة كتب داخل السجن، منها "ترجمة كتاب الشاباك بين الأشلاء، وكتاب الأحزاب الإسرائيلية عام 1992، فيما ألف كتاب حماس التجربة والخطأ، وكتاب "المجد" الذي يرصد عمل جهاز "الشاباك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس السنوار إسماعيل هنية غزة الاحتلال حماس غزة الاحتلال إسماعيل هنية السنوار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اختیار السنوار یحیى السنوار حرکة حماس pic twitter com مهم فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
«كرسي وسترة وقذيفة».. صحفي يتتبع أثر السنوار بعد الهدنة: هنا استشهد أبا إبراهيم (خاص)
3 أشهر مرّت على استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار، في اشتباك مسلح مع قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي جنوب غزة، لكنه ما يزال حاضرا في قلوب الفلسطينيين، ومع بدء سريان الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال والتي بدأت صباح يوم الأحد 19 يناير 2025، بدأ الفلسطينيون بالعودة إلى منازلهم لتفقدها، ليجدوا أن 90% منها تم تدميرها كلياً أو جزئياً، بينما أحرق الجنود أثناء انسحابهم بنايات عديدة فضلاً عن تلك التي تم تفجيرها، ولكن ثمة مكان من بين الآلاف ودوناً عن غيره كان وجهة عدد من الأهالي الذين بدأوا في التوافد عليه لتفقده وإلقاء السلام على آخر من تحصن به.
مكان واحد دونا عن غيره كان مميزا للغزاويين، ترجّلوا إليه لإلقاء التحية والسلام بعد تطبيق الهدنة، والتدثُّر بين جنباته بآخر أنفاس لفظها يحيى السنوار وهو يقاتل عن الأرض بما تيسّر في مواجهة العدو الإسرائيلي، ساروا بين الطرق التي توزّعت على جانبيها أنقاض منازلهم، التي تدمّر أكثر من 90% منها كليا أو جزئيا، لرؤية الكرسي البرتقالي الذي استشهد فوقه السنوار داخل المنزل الذي تحصّن به في غزة.
العثور على متعلقات المعركة الأخيرة لـ السنوارعلى بعد أمتار قليلة من محور فلادلفيا الحدودي أقصى جنوب مدينة رفح الفلسطينية، وتحديدا في حي تل السلطان، كانت الوجهة الأولى للصحفي الفلسطيني الثلاثيني همام يونس عقب إعلان الهدنة، وتحت ركام منزل عائلة «أبو طه» كانت متعلقات زعيم حركة حماس يحيى السنوار التي خاض بها معركته الأخيرة لا تزال في مكانها منذ عصر 16 أكتوبر 2024، استخرجها «همام» من تحت أنقاض طابقين نسفها الاحتلال.
«ارتديت درعي الصحفي، وعلقت الكاميرا في رقبتي، كانت نيتي أن أتفقد المنزل وأوثقه بالصور وألقي السلام على شهيدنا وبطلنا المجاهد يحيى السنوار»، قال «همام» لـ«الوطن»، وهو يصف المشهد الذي رآه فور وصوله إلى البيت: «وجدته كله على الأرض، بحثت في محتوياته المتناثرة لتصوير شيء مميز بين الدمار، وأول ما وجدته كان الكرسي البرتقالي الشهير للسنوار، ولفت انتباهي سترة عسكرية مهترئة، تحمست وأخرجتها من تحت الأنقاض».
سترة مُخضّبة بالدمالسُترة التي أخرجها «همام» تأكد من أنّها واحدة من متعلقات السنوار، يقول: «هي نفسها اللي ظهرت في الصورة إلى جواره بعد استشهاده، وإلى جواره قذيفة تابعة للمقاومة مكتوب عليها أنّها قذيفة مضادة للدروع RBG- 7VR، وهي التي استخدمها زعيم حماس في معركته الأخيرة قبل أن تسلم روحه لبارئها نتيجة إصابته بقذيفة مدفعية استهدفت المنزل المتحصن به، حالة السترة المخضبة بالدم دليل قاطع أنّ السنوار قاوم وحارب واستبسل حتى الرمق الأخير».
التقط «همام» صورا وهو جالس على كرسي السنوار، مُمسكا بالسترة العسكرية، وإلى جانبه القذيفة وهو رافعا علامة النصر، واصفا المشاعر التي انتابته في تلك اللحظة: «كانت دقائق مهيبة، أمسك بيدي متعلقات رجل ضحى بحياته لأجل شعبه وأرضه ووطنه، فهو شهيد هذا العام وكل عام، كنت أشعر أنّ خيالاته وتفاصيله البطولية تحيط بالمكان، فسلام عليه في الخالدين»
قرر الصحفي الفلسطيني الاحتفاظ بالمتعلقات لحمايتها من التلف والضياع، لأنها فخر لكل فلسطيني ومقاوم في أي مكان، ولتكون شاهدة على تمسكنا بأرضنا ومواجهة المحتل بشجاعة، فهذا تراث وإرث شعبنا الصامد.
تفاصيل اغتيال زعيم حركة حماسوداخل منزل عائلة «أبو طه»، كان جثمان قائد حركة حماس يحيى السنوار ممددا على الأرض، بينما يحيط به كميات كبيرة من الركام الذي كان يغطي أجزاء من جثته، حيث أوضحت الصور المتداولة عبر المواقع الإخبارية الرسمية حينها إصابتها بشكل بالغ، إذ يظهر «السنوار» المعروف بـ«أبو إبراهيم» بنصف رأس ورقبة وساق متهتكتين، وذلك عقب إعلان إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر عام 2023، وذلك بمحض صدفة بحتة، وارتقى «السنوار» بعدما اشتبك مع قوة للاحتلال الإسرائيلي وهو مرتديا بدلته العسكرية وممسكا بسلاحه، وجرى الكشف عن هويته بعد العثور عليه أثناء تمشيط موقع العملية، ليقوم الاحتلال عقب ذلك باحتجاز جثمانه ونقله إلى الداخل الفلسطيني المحتل.