سودانايل:
2024-09-09@23:00:12 GMT

نحن وهُم: أزمة الضمير في السودان (3)

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

• جبير بولاد

(حتي و أن كُنتم أقلّية تبقي الحقيقة حقيقة )
غاندي

.. إستكمالاً لما تحدثنا عنه حول فكرة و نشاة الشعب و التي ولدت بتقسيمتها الجاهزة في خانتي ال(نحن) و ال(هُم) ، و التي بدلا ان تتجاوزها نخبة أفندية ما بعد الإستعمار، بمشروع نهضوي يخاطب كل السودانيين كافة، بل ذهبت الي تعزيز هذه التقسيمة بتعظمة شأن إنتماءات ال(نحن) الصغيرة و الضيقة و ذلك للإستفادة منها فيما بعد كمخزون إستراتيجي في لعبة تقاسم الثروة و السلطة و ما يتبعهما من إمتيازات و كأنهم يستحضرون مقولة برتراند راسل ( الحياة ليست إلا منافسة يريد فيها كل منا أن يكون المُجرم لا الضحية ) و أنا اقول هذا القول و لا يغيب عن بالي المظلومية التاريخية التي طالت حتي هولاء الذين اصبحوا مخزون استراتيجي للعبة الافندية النخبوية من ذوي الامتدادات القبلية و العشائرية و من خُبث ضمير هذه الافندية النخبوية كانت تعلية شأن القبيلة و العِرق و الابقاء علي فكرة التميز عبر السرديات الكذوبة اللاحقة للنسب الكريم خارج الحدود تارة و أو احتكار التاريخ الحضاري للسودان تارة أخرى، يتماهى كل ذلك مع قاموس عريض من المُفردات التي تقلّل من شأن و قيمة الآخر من شُركاء الوطن ال(هُم) و لطالما حَفلت الصالونات الخاصة بالمُضحك/المبُكي من هذه القواميس و التي تأسست عليها علاقات النسب و المصاهرة و تسهيل الأمور النفعية المتعلقة بجهاز الدولة العام من إحتكار للوظائف و الفرص المنفعية و إبعاد الآخرين من ذوي الكفاءة و لأنهم كانوا تعيسي الحظ حيث أنهم وُلِدوا في خانة ال(هُم) المصنفة أقل شأنا و قيمة ، و المظلومية التي طالت امتدادات ال( نحن) العشائرية والمناطقية ليست غائبة عندما تنظر الي مناطقهم كمخزون إستراتيجي يستعمل وقت الحوبات و لكن لجهل هذا المخزون العشائري و المناطقي و وعيه بالتاريخ و المعادلات الوجودية كان رغم مظلوميته إلا انه يمثل الداعم و السند التاريخي في أبشع حالة تواطؤ إجتماعي يشهدها تاريخ المُجتمعات السودانية social complicity case .


.. و للعقل الذكي أن يتسائل لماذا حتي بعد أن تم إنفصال جنوب السودان لم ينعم السودانيين بالسلام، بل ظهر جنوب جديد أفقي و حتي بعد أن حدثت اتفاقيات سلام مجزأة لم يخفض صوت السلاح ! إذاً الإشكال بنيوي و مهما زاورت عنه ذات اليمين و ذات(اليسار) فهو لن ينفك يواجهك و يواجه ضميرك الذي لم يكن يمارس من السياسة الي عنوانها العريض و لوُك ألسنة النخبة بالمصطلحات و الأفكار التي تعاني غُربتها في أديم مشكلته التاريخية، هي فقط أزمة الضمير لمن تولوا أمره في كافة المحافل و المنابر و كراسي المسؤولية، لم يكن الشعب موجود في مخيلتهم عندما ينتُوُن علي أمر ما، بل كانت مصالحهم و التفكير فيها تشاركهم حتي عُش الزوجية دون بسملة و لا تذّكر للشعب لذلك خلّفُوا خلفاً كان الأسوأ كل مرة من سابقيه حتي أنتهينا الي تلك الاصطفافات العظيمة في حرب المركز ضد المركز و استتباع الأطراف و جرها كما جرت العادة و لكن كانت هذه المرة مختلفة تماما لأسباب سنذكرها فيما بعد و يتبادر هنا السؤال الكبير :هل ما ستنتهي عليه هذه الحرب سيغير المعادلات السابقة الي الأبد؟ ام سيفني السودان البلد الذي قال عنه الألمعي منصور خالد:( بلد لم يكتب إلا في المخيلة ) ؟!! بطبيعة الحال هذا السؤال الآن لا يدور في ذهنية( نحن) النخبوية طالما صراع المصالح الذاتية قد بلغ أوجّه و لم يعد للمستقبل من رهانات إلا علي بقية اصطفاف كبير لل(نحن) علي خلفية مشهد مأساوي و حتي المأساة فيه أصبحت طبقية في تقسيمات ال(نحن) و ال(هُم) القديمة، فنازحي دبي غير نازحي القاهرة و كلاهما غير نازحي اثيوبيا او حتي نازحي الداخل الذين اكتوُا مرتين، مرة عندما كانوا في خانة ال(هُم) وقت عمار الدولة التي كان يعتمل في باطنها الخراب و مرة بعد الخراب الشامل و ما يزال ال(نحن) في استعلائهم و جبروتهم الغشيم و الذي أسفر عن جهالة كانت تغطيها الحلاقيم العالية و بعضا من درجات علمية تغطي سوءات ضمائرهم في أزمتها الوجودية الكبيرة .
.. نواصل

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ال نحن

إقرأ أيضاً:

مجاعة غزة “الأشد في التاريخ”.. تقرير أممي يرصد أزمة جوع عالمية تهدد الملايين

#سواليف

حذر تقرير للأمم المتحدة، من تفاقم #أزمة_الجوع العالمية، إذ يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وقال التقرير؛ إن #الصراعات والتغيرات المناخية أدت إلى زيادة حادة في أعداد #الجوعى، خاصة في مناطق مثل #السودان وقطاع #غزة.

وفي أعقاب نشر التقرير، تحدث ثلاثة مسؤولين أمميين، عبر الفيديو، إلى صحفيين في نيويورك، حيث قدموا إحاطة عن التحديث نصف السنوي للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024، الذي يغطي الفترة حتى نهاية آب/ أغسطس 2024.

مقالات ذات صلة مسؤول أمني إسرائيلي سابق يكشف سبب إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا 2024/09/07

وأكد المسؤولون الأمميون الحاجة الماسة إلى زيادة التمويل الإنساني، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية، مثل الصراعات والتغيرات المناخية، وذلك لمنع تفاقم الوضع وتجنب حدوث #مجاعات أوسع نطاقا.

وقدم ماكسيمو توريرو، كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لمحة عامة عن النتائج الرئيسية للتقرير.

وقال توريرو؛ إن اشتداد وتيرة الصراعات في غزة والسودان، وأيضا الجفاف الناجم عن ظاهرة النيني،و وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية، يزيد من عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 18 دولة مقارنة بعام 2023.

وأوضح التقرير، أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيا من انعدام الأمن الغذائي، تضاعف من 705 آلاف شخص في 5 دول وأقاليم في عام 2023 إلى 1.9 مليون في 4 دول أو أقاليم في عام 2024.

ويعد هذا أعلى رقم يسجله التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، ويعود ذلك في الغالب إلى الصراع في قطاع غزة والسودان، وفقا لتوريرو.

يذكر أن التصنيف المتكامل للأمن الغذائي يتكون من خمس مراحل، ومستوى “الأزمة” أو انعدام الأمن الغذائي الحاد، هو المرحلة الثالثة من التصنيف. المرحلة الرابعة هي الطوارئ، أما المرحلة الخامسة، فهي الكارثة أو المجاعة.

#جوع_غزة الأكثر شدة في التاريخ
وعن الوضع في غزة، يقول توريرو؛ إن أزمة الغذاء لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.

وقد اشتدت حدة الأزمة، حيث عانى نصف السكان من المجاعة خلال الفترة بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، ارتفاعا من ربع السكان خلال الفترة من كانون الأةول/ ديسمبر 2023 إلى شباط/ فبراير 2024.

وتشير التوقعات إلى انخفاض هذه النسبة إلى 22% من السكان – أي حوالي 495 ألف شخص، خلال الفترة بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2024، ولا تشير الأدلة المتاحة إلى المجاعة، على الرغم من أن خطرها لا يزال قائما، بحسب التقرير.

المجاعة في مخيم زمزم
وبخصوص السودان، قال توريرو؛ إن المجاعة مستمرة في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ومن المتوقع أن تستمر حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وأشار إلى أن العديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء السودان، معرضة أيضا لخطر المجاعة بسبب استمرار العنف ومحدودية المساعدات الإنسانية.

وأضاف، أن الصراع يستمر في التسبب بتدهور سريع للأمن الغذائي في السودان، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 26 بالمئة من الأشخاص، سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتم تصنيف حوالي 25.6 مليون شخص على أنهم يعانون من مستوى أزمة أو أسوأ.

وألقى الصراع في السودان بظلاله على الأمن الغذائي في البلدان المجاورة× مثل تشاد وجنوب السودان، بحسب لتوريرو.

مقالات مشابهة

  • حل أزمة الضريبة 27% على النقد الأجنبي التي اختلقها المحافظ السابق
  • مدير منظمة الصحة العالمية: حرب السودان خلفت أكثر من 20 ألف قتيل
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أزمة الجوع الأكثر مأساوية في تاريخه
  • أزمة السودان.. رابطة العالم الإسلامي تؤكد ضرورة فتح معابر إضافيّة
  • تحذير أممي من أزمة جوع هي الأكثر مأساوية بتاريخ السودان.. وصلت إلى دارفور
  • مجاعة غزة “الأشد في التاريخ”.. تقرير أممي يرصد أزمة جوع عالمية تهدد الملايين
  • الخارجية الفرنسية: ندعم جهود الوساطة التي تضطلع بها البعثة الأممية تمهيدًا لحل أزمة المركزي
  • الخارجية الإماراتية: بيان مشترك من "ALPS" عن التقدم في معالجة أزمة السودان
  • مجاعة غزة الأشد في التاريخ.. تقرير أممي يرصد أزمة جوع عالمية تهدد الملايين