العراق.. هل يحل البناء العمودي مشكلة السكن في بغداد؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
بغداد- تضاعف عدد سكان العاصمة العراقية بغداد فتجاوز 9 ملايين نسمة في إحصائيات رسمية مرتبطة بالبطاقة التموينية، وهذا ما دفع أسعار العقارات للارتفاع أضعافا بسبب زيادة الطلب على المساكن والشقق.
وفي ظل هذه الأوضاع ظهرت فكرة المجمعات السكنية العمودية التي راهن عليها الكثير لمعالجة أزمة السكن في العاصمة لكنها خلقت أزمات أخرى أضرت مباشرة بالوضع البيئي ومظهر العاصمة.
يقول الحقوقي نكتل عبد الحسن: "من الجيد رؤية الاستثمارات في القطاع السكني، لكن في نفس الوقت فإن مشاكل أخرى ظهرت إلى الواجهة نتيجة غياب آلية يتم من خلالها ضبط المجمعات عبر العودة إلى هيئة الاستثمار".
ويضيف عبد الحسن في حديث للجزيرة نت أن "بغداد تضم أكثر من 46 مشروع مدن ومجمعات سكنية من بينها بوابة العراق ومجمع زهراء السيدية والنسيم وشركات أخرى".
يعتقد المتخصصون أن البناء العمودي في العراق أضر بالمساحات الخضراء (الجزيرة)ويرى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه قانون الاستثمار.. الذي قدر تسهيلات للمستثمرين من خلال توفير الأرض من قبل الدولة، الإضافة لمنح إعفاءات ضريبية وجمركية وتسهيلات أخرى".
وبيّن أن جميع تلك التسهيلات والخطوات لم تحقق هدفها المنشود، ودلل على ذلك بوجود عشوائيات في توزيع تلك المشاريع وغلاء كبير في أسعار الشقق.
وأكد عبد الحسن، أن "المشكلة الأساس تكمن في نفوذ الأحزاب والسياسيين من خلال صناعة شبكات لتسهيل المعاملات لبعض المشاريع دون غيرها، وهو أمر سلبي أدى إلى خشية المستثمرين من العمل داخل العراق".
من البيوت إلى الكانتوناتمن جهتها تساءلت الناشطة في مجال البيئة آية الساعدي عن جدوى البناء العمودي والمجمعات السكنية في حل أزمة السكن في العراق.
وقالت للجزيرة نت: "تشير آخر إحصائيات لوزارة التخطيط إلى أن عدد سكان العراق وصل إلى 42 مليون نسمة، وهذا خلق أزمة سكنية وأدى إلى ظاهرة جديدة تتمثل في شطر البيوت الكبيرة إلى بيوت أصغر لا تتجاوز مساحتها 50 مترا".
وقالت الساعدي إن "كل تلك الظروف أثرت بشكل كبير على المساحة الخضراء بسبب البناء الأفقي بعد أن تم استغلال قطع زراعية لأغراض السكن"، وأضاف أن هذا الوضع أدى إلى ارتفاع نسبة التلوث.
وأضافت: "جميع الحكومات المتعاقبة لم تجد حلولا جذرية لأزمة السكن عكس ما خرجت به الحكومة الجديدة من تقديمها لعدة مشاريع وحلول".
وتابعت أن "المشاريع العمرانية الحديثة -4 من أصل 5 تم الموافقة عليها- تضم بمجملها ما يقارب 200 ألف وحدة سكنية"، معتبرة أن "المشكلة الأساسية اليوم للمواطن هي غلاء أسعار تلك الشقق بجانب رفضه السكن في مثل هذه المجمعات".
شركات بلا أموال تستحوذ على المشاريعمن جانبه أشار رجل الأعمال علي الربيعي إلى وجود شركات على الأرض تحمل أوراقا رسمية لكن لا تمتلك أموالا وتستحوذ على المناقصات والقروض بدون تنفيذ للمشاريع، كما تحدث عن أن المواطنين من ذوي الدخل المحدود لا يستطيعون الحصول على فرصة اقتناء شقة سكنية في هذه المجمعات.
الزيادة الكبيرة لعدد سكان العاصمة بغداد رفع الطلب على العقارات (الجزيرة)وقال الربيعي في حديثه للجزيرة نت إن "سعر المتر في تلك الشقق يتراوح ما بين 1500 و2500 دولار، وبالتالي فإن الذين ينتفعون من تلك المجمعات هم أصحاب الدخل العالي والسياسيون، كما أن هذه الشقق أصبحت طريقا سهلا لغسيل الأموال".
من جانبها اعتبرت طيبة القيسي رئيسة منظمة "الطيبة تور" أن البناء العمودي له محاسن، حيث يختزل المساحات لغرض البناء وتجمع الخدمات في مكان واحد، لكن هذا النوع من البناء يطرح العديد من المشاكل تتعلق بارتفاع الأسعار واستحواذ مثل هذه المشاريع على مناطق داخل المدن أضرت بشكل كبير بشكل العاصمة.
وقالت القيسي: "تلك المجمعات أثرت بشكل سلبي على المناطق الخضراء من خلال تجريف مساحات واسعة من الأشجار لتوفير مساحة للبناء".
من جانبه أكد المواطن عمر عدنان أن "سلبيات المجمعات السكنية أكثر من إيجابياتها من بينها تشويه شكل العاصمة، إضافة إلى الكلفة المرتفعة لتلك الشقق والتي حرمت الطبقات الدنيا من المواطنين من مجرد الحلم بامتلاكها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البناء العمودی السکن فی
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست حول حظر المشروبات الكحولية في العراق: باتت حكرًا على الأغنياء والمتنفذين
بغداد اليوم - ترجمة
وصفت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير نشرته اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، قرار حظر تداول المشروبات الكحولية بأنه أدى الى جعل تلك السلع "حكرا" على الأثرياء والمتنفذين من أصحاب المناصب.
وقالت الصحيفة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن "القرار الذي قضى بمنع تداول المشروبات الكحولية في الفنادق والنوادي الاجتماعية، أدى الى جعل تلك السلع حكرا على "الطبقات الأكثر ثراءً ونفوذا في العراق"، مشددة على أن القرار ترك صدى "سلبيا" على النظرة الدولية الى العراق.
وتابعت الصحيفة نقلا عن السياسي المسيحي يوندام حنا، أن "القانون الجديد تم تمريره من قبل المتعصبين الإسلاميين في البرلمان العراقي"، متابعا "هذا القرار سيؤدي الى اقصاء الأقليات وفقدانها لفرص عمل كثيرة مهمة لتلك الأقليات".
يذكر أن البرلمان العراقي اتخذ قرارا بحظر بيع وتداول المشروبات الكحولية في الفنادق السياحية والنوادي الاجتماعية بشكل عام، الامر الذي أدى الى ارتفاع أسعار تلك السلع الى مستويات مرتفعة جدا.
وأعربت كتلة "الوركاء الديمقراطية" المسيحية عن اعتراضها الشديد على القرار الحكومي بحظر المشروبات الكحولية في النوادي الاجتماعية في العراق.
مسيحيون يعترضون على حظر الكحول
وحذرت الكتلة في الوقت ذاته من انتشار المخدرات بعد هذا القرار من قبل أصحاب "السلاح المنفلت".
وقال رئيس الكتلة النائب السابق جوزيف صليوا، إن "موضوع المشروبات الكحولية أصبح ملفا تجاريا بغطاء ديني، والغاية من هذا الأمر كسب الأموال، وفتح الطريق أمام انتشار المخدرات التي تسيطر عليها بعض الأطراف التي تمتلك السلاح خارج إرادة الدولة، وهذه الأطراف تغطي على الموضوع بحجة أن القضية لها علاقة بالجانب الديني".
وأضاف صليوا، أن "الأغلبية الذين يشربون المشروبات الكحولية هم المسلمون، كما أنه ليس هناك إجماع على تحريم المشروبات الكحولية، هناك نواد عريقة في بغداد منذ مئات السنين، تعمل على بيع المشروبات الكحولية، ولم تحظر هذا الأمر، فهل السنوات الماضية كانت حلالا والآن أصبحت حراما؟ بل حتى في زمن العباسيين لم تكن تلك المشروبات محرمة أو ممنوعة في بغداد".
وبين أن "قرار حظر المشروبات الكحولية في النوادي الاجتماعية فيه جنبة سياسية وفيه جنبة مالية، وله تأثيرات اجتماعية خطيرة جدا على المجتمع العراقي، كما سيؤثر على الجانب الاقتصادي، حيث إن هذه المشروبات والنوادي تدخل ملايين الدولارات إلى خزينة الدولة العراقية سنويا".
وختم رئيس كتلة الوركاء الديمقراطية المسيحية قائلا: "هذا القرار يبرر بغطاء ديني، لكن الحقيقة هو لأغراض مالية من خلال سيطرة أطراف مسلحة على هذه التجارة وفرض إتاوات بحجة منع المشروبات الكحولية، لكنهم يتسامحون بذلك مقابل الأموال".
ووجهت وزارة الداخلية بحظر تصنيع وبيع المشروبات الكحولية في النوادي الاجتماعية.
وأشارت الداخلية في كتاب موجه إلى "نادي العلوية" ببغداد إلى أن هذا الحظر يشمل جميع النوادي المسجلة وفقا لقانون المنظمات غير الحكومية، مع تحذير باتخاذ إجراءات قانونية في حال المخالفة. ومنذ عام 2020، تنفذ الوزارة حملات لإغلاق النوادي الليلية والملاهي التي تبيع مشروبات كحولية غير مجازة في بغداد.