أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للشهيد إسماعيل هنية.

وبدا أن اختيار السنوار جاء مفاجئا للكثيرين خصوصا أن إلا أسماءا أخرى كانت مطروحة على الطاولة ودار الحديث كثيرا عن اختيارها.

مؤسساتية حماس
وكانت سرعة اختيار خليفة للشهيد هنية خلال أربعة أيام فقط لحركة تخوض حربا ضروسا منذ 10 أشهر، ملفتة للنظر، مع الانضباط العالي في التصريحات من جانب قيادتها والمتحدثين باسمها.



يقول الباحث والكاتب السياسي عزام التميمي، إن حماس تدار من قبل مؤسسات، كمل أثبت اختيار السنوار أنها حركة شورية تمارس الديمقراطية في كل مستوياتها القيادية".

وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أنه في نهاية المطاف أياً كان المتولي لهذا المنصب فإن ذلك لن يغير  من استراتيجية الحركة أو من مواقفها من القضايا الأساسية، رغم ما قد يمثله اختيار السنوار من رمزية هامة في أجواء الحرب الحالية".

أتابع تعليقات الخبراء وبعض المقربين من حماس على قرار الحركة تولية السنوار منصب رئيس مكتبها السياسي. ما أجده غائباً في جل التعليقات هو التأكيد على أن حركة حماس تدار من قبل مؤسسات، وأنها حركة شورية تمارس الديمقراطية في كل مستوياتها القيادية، وأنه في نهاية المطاف أياً كان المتولي… — Azzam Tamimi عزام التميمي (@AzzamTamimi) August 6, 2024
ويقسم هيكل حماس لثلاثة أقاليم، "أقليم غزة وعلى رأسه السنوار وإقليم الضفة ويرأسه زاهر جبارين، بالإضافة لإقليم الخارج برئاسة خالد مشعل".

وأشارت حماس في بيانها عقب اختيار السنوار، أن اختياره جاء بعد بعد مداولات ونقاشات معمقة في مؤسسات الحركة القيادية.

وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إن السنوار تم اختياره بالإجماع، وهذا يدل على أن الحركة تدرك طبيعة المرحلة، مبينا أن اختيار حماس بهذه السرعة للسنوار رئيسا بالإجماع يدلل على حيوية الحركة.



السنوار.. حاضرا من غزة
ويشير الإعلان إلى قوة التواصل والاتصال بين قيادة حماس في الخارج وكوادرها وقادتها في الداخل، ما يدحض مزاعم الاحتلال عن انقطاع الاتصال بالسنوار أو انعزاله في الأنفاق.

وعن ذلك يقول القيادي في حماس أسامة حمدان، إن التفاوض كان يدار بالقيادة، والسنوار كان حاضرا دوما.

وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عما ستؤول إليه عملية التفاوض، مبينا أن الفريق الذي تابع المفاوضات خلال وجود الشهيد هنية سيتابعها خلال وجود السنوار.

ويشير الكاتب الفلسطيني محمد العيلة قائلا، "شكل اغتيال رئيس حماس ونائبه في آن واحد، تحد كبير ومتعدد الأوجه، ومع ذلك تمكنت حماس من اختيار رئيسها خلال أيام، رغم جسد الحركة الكبير في غزة والضفة والخارج، مما أظهر فاعلية التواصل بين الداخل والخارج، في ظل وقوع غزة تحت رقابة مشددة من أحدث التكنولوجيا الاستخبارية الأمريكية والاسرائيلية والبريطانية، والغربية عموما".

شكّل اغتيال رئيس حماس ونائبه في آن واحد، تحدّي كبير ومتعدد الأوجه، ومع ذلك تمكنت حركة حماس من اختيار رئيسها خلال 5 أيام، رغم جسد الحركة الكبير في غزة والضفة والخارج، مما أظهر فاعلية التواصل بين الداخل والخارج، في ظل وقوع غزة تحت رقابة مشددة من أحدث التكنولوجيا الاستخبارية… — محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) August 6, 2024

الكلمة "للبندقية"
يوصف السنوار بأنه الرجل الأمني والعسكري والسياسي في الحركة، كما أنه الأقوى خصوصا بعد طوفان الأقصى عندما بات المطلوب الأول للاحتلال رفقة محمد الضيف قائد كتائب القسام.

وقرأ الكثيرون إجماع حماس على اختياره بمثابة التركيز على خيار المقاومة، والوقوف خلف المقاتلين في القطاع منذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى وحتى الآن.

وقال القيادي أسامة حمدان، إن رسالة حماس أنها اختارت من يحمل أمانة القتال بالميدان في غزة منذ أكثر من 300 يوم.



وعن ذلك، يقول الكاتب والباحث السياسي لقاء مكي، إن "انتخاب السنوار لزعامة حركة حماس، تطور مهم في مسيرة الحركة، وسيكون له أثر مهم في مستقبلها". 

وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن "هذا القرار يعني عمليا دمج الجناحين السياسي والعسكري في جسم واحد، وهو خيار يعني أت الحركة تأكدت بعد هذه الحرب القاسية، وما اظهرته إسرائيل من تطرف واضح، وانعدام شبه تام للخيارات السياسية، أن الخيار العسكري هو المحرك الأساس، في هذه المرحلة على الأقل وربما في الأمد المتوسط".

وتابع، "أن حركة حماس توصلت لقناعات كاملة أن العمل السياسي  أصبح تابعا للجهد العسكري ومتفرعا عنه ومبنيا على إنجازاته، وأن أي قدر من التراجع او الظهور بمظهر سياسي معتدل في هذه المرحلة سيكلف الحركة الكثير".

وأشار إلى "إسرائيل فرضت هذه المعادلة حينما اغتالت الراحل إسماعيل هنية، رغم أنه كان رجل سياسة وزعيما للحركة بما فيها الجناح العسكري من موقعه ودوره هذا، وبالتالي فقد كسرت نمطا معروفا في التعامل مع حركات التحرر، حيث يجري استثناء القادة السياسيين عادة من الاستهداف الجسدي، لأنهم أولا ليسوا محاربين، ثوانيا مفاوضون محتملون، وهنية كان مفاوضا حاليا، وقد جرى قتله في خضم عملية تفاوضية، ودون مبرر استراتيجي من أي نوع".

وأوضح، أن "حماس اعتبرت أن اغتيال هنية رحمه الله، كان كسرا للقواعد العسكرية والسياسية والأخلاقية، التي يمارسها الأعداء فيما بينهم عادة بالحد الأدنى، فالقتل في الحروب لا يجري لغاية القتل، ولا يمارسه إلا المرضى والحمقى والمأزومين، ولذلك، لم يعد هناك من مبرر باعتقادها لمنح الجهد السياسي الأسبقية في التعامل مع عدو لا يحترم القواعد، ويعتبر كل فلسطيني عدوا مرشحا للقتل".

حول انتخاب السنوار لزعامة حركة حماس
انتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس، تطور مهم في مسيرة الحركة، وسيكون له أثر مهم في مستقبلها. هذا القرار يعني عمليا دمج الجناحين السياسي والعسكري في جسم واحد، وهو خيار يعني ان الحركة تأكدت بعد هذه الحرب القاسية، وما اظهرته اسرائيل من تطرف واضح،… — لقاء مكي (@liqaa_maki) August 6, 2024



ضربة لنتنياهو
وذكر محللون وخبراء عرب وفلسطينيون أن اختيار السنوار، يمثل ضربة لرئيس وزراء الاحتلال الذي ظن باغتيال هنية قد يأخذ تنازلا من حماس أو يضعف من موقفها.

وقال مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. إن ما جرى يمثل لطمة للاحتلال والدول الداعمة له خصوصا الولايات المتحدة.‬

وأضاف في مقابلة مع شبكة الجزيرة، أن هذه رسالة واضحة من حركة حماس، أن لا تراجع عن نهج المقاومة ولا عن الكفاح من أجل نيل حقوقه، لا تراجع في أي اتجاه يمكن أن يُفهم أنه تخليا عن المسار الذي سارت عليه.‬

"لطمة لإسرائيل". د. مصطفى البرغوثي تعليقا على اختيار السنوار رئيسا لحماس pic.twitter.com/HGDHhA4CBs — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 6, 2024
بدوره ذكر المحلل والباحث الفلسطيني سعيد زياد في منشور على "إكس"، أن "حماس اختارت الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة، ومحور الطوفان وهذا فيه من الرسائل البليغة الشيء الكثير".

وأضاف، ‫أن حماس ترسل رسالة تحدي أن اختارت من يقودها من داخل غزة، وكأنها أنها تضع قيادة المقاومة والثقل العسكري والسياسي بيد غزة.‬

الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة، ومحور الطوفان، تختاره حماس كقائد رابع لها بعد اغتيال هنية، فيه من الرسائل البليغة الشيء الكثير. pic.twitter.com/T3X6Zo4zub — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) August 6, 2024



الاستراتيجي "المنفذ" لوعوده
وعقب إعلان حماس اختيار السنوار ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مصورة لمقتطفات من كلمات سابقة للسنوار، كان أشهرها عندما توعد جيش الاحتلال بأنه سيواجه الموت في غزة.

" إنّ بلايا غزة تحمل المنايا ،و إنّ نواضح غزة تحمل السم النقاع .. إذا صمتنا فصمتنا إعداد .. وإذا نطقنا سينطق عنا الزناد .. "

رئيس حركة #حماس يحيى السنوار pic.twitter.com/1cQOqFQrKU — جابر الحرمي (@jaberalharmi) August 6, 2024
كما تداول ناشطون رؤية السنوار الاستراتيجية للصراع ضد الاحتلال، عبر معركة كبيرة تفضي لإرغامه على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، أو عزله وإنهاء حالة اندماجه في المنطقة والعالم.

غزة
قد كنتم على اسماعيل هنيه الله يرحمه ويغفر له يتكلم سياسه
الان تفاهموا مع يحيى السنوار بالميدان والله يا جيشكم الصهيوني ودباباتكم سوف تنتهي بضرف اشهر معدوده وسوف تنتهي دولتكم المزعومه
ان لن تقبلو بحل الدولتين بحدود 67 م
السنوار وعد ونفذ وعده ???? pic.twitter.com/jhqXWgQCIb — بائع الحكمه (@hde999) August 3, 2024
ويُصنف السنوار على أنه من قادة حماس المطلعين على أسرار عمل أجهزة الاحتلال الأمنية، وطريقة تفكير قادة الاحتلال خصوصا أنه قضى 23 سنة خلف القضبان.

كما يتقن اللغة العبرية وقد ترجم عدة كتب داخل السجن، منها "ترجمة كتاب الشاباك بين الأشلاء، وكتاب الأحزاب الإسرائيلية عام 1992، فيما ألف كتاب حماس التجربة والخطأ، وكتاب "المجد" الذي يرصد عمل جهاز "الشاباك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس السنوار إسماعيل هنية غزة الاحتلال حماس غزة الاحتلال إسماعيل هنية السنوار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اختیار السنوار یحیى السنوار حرکة حماس أن اختیار pic twitter com مهم فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف غالانت، إن قوات الجيش الإسرائيلي ستتمكن من الوصول إلى قائد حركة حماس يحيى السنوار وشقيقه محمد، مشيراً إلى أن خطأ واحداً كافٍ للإيقاع بهما في أيدي الإسرائيليين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غالانت، خلال زيارته لمحور نتساريم في غزة، قوله: “الشقيقان السنوار ليسا محصنين، شأنهما شأن محمد الضيف وصالح عيسى. سيرتكبون خطأ، وعندها سنصل إليهم”.

جاءت هذه التصريحات في ظل تقارير تشير إلى تعثر الجهود الرامية إلى التوصل إلى صفقة تبادل رهائن بين حماس وإسرائيل. ووفقاً لغالانت، إذا فشلت صفقة تبادل الرهائن، فإن إسرائيل قد تضطر إلى تصعيد العمليات شمالاً، لكنه أشار إلى أن ذلك سيتم وسط ظروف معقدة نظراً لاستمرار القتال في غزة.

وأضاف غالانت: “نحن في غزة لتحقيق هدفين رئيسيين: القضاء على حماس، وإعادة المختطفين. ونحن نبذل كل الجهود لتحقيق هذين الهدفين”.

وختم الوزير الإسرائيلي تصريحاته بالقول: “سنواصل الضغط على حماس، وسنقضي عليها. سنصل إلى محمد السنوار ويحيى السنوار وجميع هؤلاء الإرهابيين، وسننفذ مهمتنا”.

كما أشار غالانت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لأي تطورات قد تحدث في الشمال، مؤكداً أن نقل مركز الثقل العسكري يمكن أن يتم بسرعة، وقد يشمل ذلك كافة الأطراف المعنية في وقت قصير.

مقالات مشابهة

  • الرشق: ادعاءات العدو حول مطالب جديدة لحماس كاذبة وتهدف لعرقلة المفاوضات
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • وزير المالية الإسرائيلي: لا تقدم نحو تدمير حركة حماس مدنيا
  • إسرائيل.. السلطات العسكرية تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحماس
  • ماذا يحدث في البحر الأحمر؟ توقف الحركة المرورية
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • يُشرف رسميا على العلاقات الخارجية لحماس من لبنان.. من هو علي بركة؟