خط الدفاع الإسرائيلي الأخير أمام تهديد إيران.. ما هو؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
عندما أطلق العراق عام 1991 عشرات الصواريخ نحو إسرائيل، أقرت السلطات الإسرائيلية في العام التالي قانونا يفرض بناء الملاجئ في كل مبنى يتم تشييده، لتصبح في الوقت الحالي "خط الدفاع الأخير" أمام هجوم إيراني محتمل في أعقاب اغتيال القيادي بحماس إسماعيل هنية.
وسلط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الضوء على الملاجئ المنتشرة في البلاد، حيث يمتلكها نحو 65 بالمئة من الإسرائيليين؛ بحيث يتجهون إليها فور سماع صفارات الإنذار التي تنبئ بوجود صواريخ تستهدف المدن أو البلدات الإسرائيلية.
ويعود نظام الملاجئ في إسرائيل إلى حوالي 5 عقود مضت، حيث جرى تشييدها لتتحمل معظم الصواريخ التقليدية، وبسبب هذا النظام تشير الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يشعرون بالتوتر جراء الهجوم الإيراني المحتمل، لكنهم غير مذعورين.
ودعا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان، الثلاثاء، الأطراف كافة في منطقة الشرق الأوسط إلى التهدئة وعدم التصعيد في وقت تصر فيه إيران على الانتقام من إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة أبلغت إيران وإسرائيل بشكل مباشر بوجود توافق للآراء بالشرق الأوسط على ضرورة عدم تصعيد الصراع.
وأضاف بلينكن بعد اجتماع مع وزير الدفاع، لويد أوستن، ونظيريهما الأستراليين، "يجب أن يفهم الجميع في المنطقة أن شن مزيد من الهجمات سيؤدي فقط لإدامة الصراع وعدم الاستقرار وانعدام الأمن للكل".
واغتالت إسرائيل، الأسبوع الماضي، فؤاد شكر، أكبر قائد عسكري بجماعة حزب الله اللبنانية بغارة جوية في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وتوعد حزب الله بالرد على عملية الاغتيال التي وقعت عشية اغتيال هنية بطهران في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه، لكن الأخيرة لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها عن الهجوم. ودفعت عمليتا الاغتيال بالمنطقة إلى شفا حرب مع توعد إيران أيضا برد.
وأشار تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن "خط الدفاع الرئيسي" الإسرائيلي ضد أي هجوم محتمل من جانب إيران أو وكلائها في المنطقة، هو نظام الدفاع الجوي متعدد المستويات، الذي يمتلك تاريخا متميزا، خصوصا مع دعم الولايات المتحدة.
واستشهدت الصحيفة بإسقاط 99 بالمئة من بين أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة أطلقتها إيران نحو إسرائيل خلال شهر أبريل الماضي، في أول هجوم مباشر من طهران على إسرائيل في أعقاب غارة ضربت القنصلية الإيرانية بدمشق حينها.
ويعتمد الإسرائيليون على الملاجئ لحماية المدنيين من الهجمات، وفي هذا الصدد، قال أوفير شابتاي (39 عاما) وهو مبرمج يعيش في تل أبيب للصحيفة، "ربما تكون هناك فوضى حقيقية، لكنني أشعر بأمان شديد".
ويمتلك نحو 65 بالمئة من الإسرائيليين غرفة في المنزل أو الشقة لاستخدامها كملجأ من القنابل، بالإضافة إلى توفر ملاجئ عامة قريبة، وفق مسؤول أمني إسرائيلي تحديث للصحيفة ذاتها.
وتشيد الملاجئ من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة، وبغض النظر عن الباب والنوافذ المحصنة، لا يمكن تمييز الغرفة التي تستخدم كملجأ عن بقية غرف المنزل الأخرى، وفي الأغلب يستخدم الإسرائيليون غرفة الملجأ للأطفال لضمان أقصى حماية لهم.
وأضاف المسؤول أن البنية الأساسية للملاجئ مصممة لحماية المواطنين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، إذ صممت لتتحمل الانفجارات والشظايا الصاروخية.
وتصمم الملاجئ في الشقق السكنية بحيث تظل قائمة ومحصنة، حتى لو انهار المبنى بالكامل، وهنا يوضح المسؤول أن استهداف الملجأ نفسه من المرجح أن يتسبب بقتل من بداخله، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك بسبب المساحة الصغيرة للملاجئ الداخلية في المباني السكنية.
وأوضحت الصحيفة أن نحو ثلث الإسرائيليين لا يمتلكون ملاجئ في مبانيهم أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام يمكنهم الوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة، وهؤلاء في الأغلب يعيشون بمناطق فقيرة سواء في الريف أو مجتمعات الأقلية العربية والأحياء ذات الدخل المنخفض، حيث تم تشييد المباني هناك قبل فترة طويلة من دخول قانون الملاجئ حيز التنفيذ.
وتمتلك مدينة تل أبيب 168 ملجأ تحت الأرض و356 آخرين موجودين في المؤسسات التعليمية أو مبان البلدية الأخرى، ويمكن الوصول إلى تلك الملاذات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة وجود لافتات إرشادية في الشوارع.
يشار إلى أنه وبعد التهديد الإيراني بتنفيذ هجوم ضد إسرائيل عقب مقتل هنية، بدأ الإسرائيليون في تخزين المياه والطعام المعلب، في الملاجئ الخاصة أو المشتركة داخل المباني السكنية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الدفاع السورية تعلن إحباط هجوم لـفلول النظام على ثكنة عسكرية في اللاذقية
أعلنت وزارة الدفاع السورية إحباط هجوم على إحدى الثكنات العسكرية من قبل فلول النظام المخلوع في ريف محافظة اللاذقية غربي البلاد، وذلك بعد حملة أمنية واسعة شنتها السلطات السورية ضد مجموعات مسلحة مرتبطة بالأسد نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر بوزارة الدفاع، قوله إن "مجموعة من فلول النظام البائد حاولت مهاجمة بوابة إحدى الثكنات العسكرية بريف اللاذقية" التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.
ولفت المصدر إلى وقوع اشتباكات مع أفراد المجموعة التابعة للنظام المخلوع، ما أدى إلى تمكن عناصر حراسة الثكنة العسكرية من إفشال الهجوم وإلقاء القبض على 4 من المهاجمين.
ولم يحدد المصدر في وزارة الدفاع الثكنة العسكرية المستهدفة من الهجوم.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من التوترات الأمنية غير المسبوقة التي شهدتها محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير حقوقية وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
واعتقلت السلطات الأمنية 5 متهمين بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في قرى الساحل السوري خلال العملية العسكرية ضد فلول النظام المخلوع، وأحالتهم إلى القضاء العسكري المختص من أجل أن "ينالوا جزاءهم".
والثلاثاء، أعلنت لجنة التحقيق وتقصي الحقائق المستقلة بشأن أحداث الساحل السوري عن بدء عملها للوقوف على ملابسات الانتهاكات والمتورطين بارتكاب جرائم بحق المدنيين، مشيرة إلى أنها ستحيل نتائج التحقيقات إلى رئاسة الجمهورية والمحاكم المختصة.
وشدد المتحدث باسم اللجنة ياسر الفرحان خلال مؤتمر صحفي في وزارة الإعلام بالعاصمة دمشق، على أن "سوريا الجديدة عازمة على ترسيخ العدالة وسيادة القانون، وحماية حقوق وحريات مواطنيها، ومنع الانتقام خارج إطار القانون، وضمان عدم الإفلات من العقاب".
وقال الفرحان إن "اللجنة تسعى إلى إنهاء التحقيقات خلال 30 يوما"، موضحا أنهم يعملون على "تحضير لوائح بالشهود المحتملين وسنوفر حماية لأي شاهد يطلب الإدلاء بإفادته تحت برنامج حماية الشهود".
وأكد أن "جميع أعضاء اللجنة يشعرون بالمسؤولية للوصول إلى الحقيقة لمعاقبة المتورطين في الانتهاكات"، مبينا أن اللجنة ستقدم إحاطة أسبوعية وستنشر ما يمكن نشره من خلاصات.