لو بيتنا وقع نقعد أن شا الله في خيمة: عن نقل الدعم السريع الحرب إلى البيوت
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
الحرب والبيت: ما غزي قوم في عقر دارهم حتى ذُلوا (علي بن أبي طالب) (1-2)
عبد الله علي إبراهيم
جاء الباقر العفيف في مقالة له في آخر 2023 عن الحرب في السودان بعبارة عن سيدنا علي بن أبي طالب في جوهر دراسات الإرهاب في أفريقيا التي نشأت خلال تسعينيات القرن الماضي بعد حركات اتصفت بها في مدغشقر وليبيريا وسيراليون.
برّأ “الدعم السريع” حتى من فض اعتصام الحراك الشعبي الدموي عند القيادة العامة للقوات المسلحة في يونيو (حزيران) 2019. فقال إنه على رغم أن ذلك الفض مما نسبه الرأي العام لهم إلا أن من نفذه حقاً هم الفلول. فنشروا فيديوهات تظهر جنود “الدعم السريع” يدوسون بأحذيتهم على رؤوس الثوار وسط الجثث المتناثرة في الميدان، بينما لم تكُن بأيديهم يومها سوى عصي. ونسب، من جهة أخرى، الجرائم التي يحاسب عليها “الدعم السريع” إلى متنكرين في زيهم المبذول “لمنظمات الإسلاميين شبه العسكرية” التي ارتكبت جرائم النهب والسلب والاغتصاب لتوزرهم كسلاح في الحرب الإعلامية والنفسية وتعبئة الشعب ضدهم.
وهكذا أضاع العفيف مغزى عبارة سيدنا علي عن عار من غزا آخر بيته والتي هي مدار في نظرية الإرهاب المعاصرة، في البحث عن متهم غير ما اتفق للرأي العام، وهو “الدعم السريع” من فرط احتيال الفلول. وجاء بهذه النظرية كتاب حديث لمارك سومرز، أستاذ القانون بجامعة مينيسوتا ومستشار الأمم المتحدة في حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، عنوانه “نحن المقاتلون الصغار” (جامعة جورجيا للنشر- 2023). وجاء فيه بنظرية كارولين نوردستورم، أستاذة علم الأنثروبولوجيا بجامعة نوتردام الأميركية، ومذلة التجريد من الدار في اللب منها. فقالت نوردستورم إن صناعة الإرهاب مما لا يراد منها قتل الناس بل ترويعهم، فإذا كانت الإرادة السياسية للناس هي هوية صميمة ملازمة للذات، فقتل “الجسد” لن يهلك ديناميكية الإرادة السياسية.
وعليه، فإن صناعة الإرهاب قليلة التركيز على قتل الجسد الفيزيائي بقدر ما تريد من القتل إرهاب كل السكان في ما يعرف بـ”الإذعان ترويعاً”. فبينما تشمل حرب الإرهاب “القتل الاستراتيجي”، إلا أن سلاحها الفاتك هنا ليس قتل الجسد الفيزيائي، فمطلب هذه الحرب أن تزلزل الناس عن الدعائم التي أعطت حياتهم معنى في ما قبل، فيضرب الهرج بينهم بالتعذيب والتخريب والابتذال الجنسي والتجويع، فتخور عزائمهم من هول انفراط عالمهم المعتاد. فأنت لا تسيطر على الناس عن طريق التخويف بالقوة، ولكن عن طريق الترويع بها. وجاءت نوردستورم هنا للمعنى القديم لسيدنا علي، فقالت إن هجوم الإرهابي على الناس في بيوتهم هو تفكيك لجوهر النواة الإنسانية، فتحويل البيت إلى ميدان معركة، مما يسهم في عملية التجريد من الإنسانية لأنك “لن تعود إنساناً إن لم تملك مأوى”. وليس من موضع يؤتى منه أمان الناس اليومي الأساسي مثل التجريد من المنزل ضمن أشياء أخرى. فالغرض من الإرهاب هو الفصل بين الناس وإنسانيتهم، وتهديد الأمن الوجودي لكل المجتمع. فمتى ما تحقق نزع الإنسانية عن جماعة عن طريق الإرهاب، فبالوسع الآن “تدجين” الإنسان مثل أي حيوان آخر.
فإذا تركنا الاحتلال الفعلي لدور الناس جانباً، لرأينا كيف وظفته “الدعم السريع” لدعك الإذلال في خاطر أهلها. فخرجت نساء منسوبات لتلك القوات بقول صريح عن هوان من “عردوا” في الآفاق جبناً من دون حماية أرضهم وعرضهم. وحوّل الدعامة، في مصطلح سائغ، كل بيت احتلوه إلى معرض لصحة عقيدتهم من ثورتهم ضد الفلول الذين تنعموا بالتطاول في البنيان وأفسدوا فساداً استحق عتاب السيف. فجعلوا بهذا المعرض أكثر الناس الذين يرجع الفضل إليهم في إزاحة حكم الإنقاذ وجعل منسوبيه “فلولاً”، بين شك وظن إن لم تكُن ثورتهم ضد الإنقاذ التي ناصبتها قوات “الدعم السريع” العداء الدموي، قفزة في الظلام. وإمعاناً في زلزلة الجوهر الوجودي للمجردين من بيوتهم، عقدت أسر من “الدعم السريع” مراسيم زواج أطراف منها في البيوت المحتلة بكامل احتفالها من غناء ورقص. ويعرض بعض الدعامة لفيديوهات لهم يلعبون الورق في مضيفات تلك البيوت تحت ظلال السلاح، وعرض أحدهم أخيراً فيديو له يدور في صالون أحد البيوت بسيارة أطفال ماركة مرسيدس، عليها دمية عروس خلال سؤاله لآخر عن ماهيتها وأجزائها مستنكراً هذا التنعم على الفلول.
ومن مفردات زلزلة المعنى الوجودي حرمان أحياء حاصروها من الدفن في المقابر، مما اضطر أهل الموتى إلى دفنهم إما في حيشان دورهم أو في ميادين المدارس، مما ينزع حتى سكن الموت عن الناس، بل ورد قبل أيام إطلاق “الدعم السريع” النار على جماعة من سكان ود العشا عند النيل الأبيض من فوق مئذنة مسجدها. ولمغص أهل الدور المنهوبة يعرض بعض الدعامة رتلاً كثيفاً من السيارات محملاً بالمنهوبات من دور المدينة من ثلاجات وتلفزيونات وأبواب وشبابيك وكثير غيرها متجهة غرباً إلى مناطق مسلحي “الدعم السريع”. فلم يتحول البيت إلى معركة فحسب، بل دخل في فقه تغنيمه إرهاباً.
شاهد| زواج دعامي بالخرطوم في ظل الحرب بالسودان الآن وهو من قوات الدعم السريع (youtube.com)
لو بيتنا وقع نقعد أن شا الله في خيمة: عن نقل الدعم السريع الحرب إلى البيوت (2-2)
عبد الله علي إبراهيم
يتعاطى بعض صفوة الرأي مع موضوع البيوت التي يحتلها الدعم السريع للبيوت كإفراز للحرب لا خطر منه. وهذا التعاطي في أحسن أحواله جهل مطبق بما ينطوي عليه هذا الاحتلال في مفهوم الإرهاب. وهو المفهوم الذي جئنا به في حلقة الأمس واستخلصه علم السياسة الاجتماعي من الحروب الأاهلية في كل من مدغشقر وليبريا وساحل العاجل. فيقول المفهوم بصدد نزع المدني عن بيته هو تفكيك لجوهر النواة الإنسانية. فتحويل البيت إلى ميدان معركة، مما يسهم في عملية التجريد من الإنسانية لأنك “لن تعود إنساناً إن لم تملك مأوى”. وليس من موضع يؤتى منه أمان الناس اليومي الأساسي مثل التجريد من المنزل ضمن أشياء أخرى. فالغرض من الإرهاب هو الفصل بين الناس وإنسانيتهم، وتهديد الأمن الوجودي لكل المجتمع. فمتى ما تحقق نزع الإنسانية عن جماعة عن طريق الإرهاب، فبالوسع الآن “تدجين” الإنسان مثل أي حيوان آخر.ولم يزد هذا المفهوم كثيراً عن قول سيدنا علي كرم الله وجهه: ما غُزي قوم في عقر دارهم حتى ذُلوا
ولا أدري كيف غابت هذه الإهانة لمكنون آدمية من جردتهم “الدعم السريع” من بيوتهم من نقد بعض أهل الرأي لتمنع الدولة عن مواصلة التفاوض مع “الدعم السريع” في منبر جدة إلا بعد تنفيذ اتفاق سبقه في مايو 2023 الذي أمن على إخلاء “الدعم السريع” لمنازل المدنيين. فرأى الصحافي محمد لطيف في موقف الفلول هذا مجرد مزايدة تتذرع بإخلاء البيوت لأنهم رافضون في الواقع لأي اتفاق سلام لأن الحرب بغيتهم. وتلك منهم حيلة لا تنطلي لأن كل مواطن عاقل يعرف أن هذا المطلب مما صح بحثه في المفاوضات، لا قبلها، مشدداً على الحاجة إلى التفكير العاقل فيه تفكيراً “تتملك فيه أعصابك” بلا ردود فعل.
أما المفكر والباحث النور حمد، فرأى مثل لطيف في مطلب خروج “الدعم السريع” من بيوت الناس شططاً في التفكير، بل الاستحالة. فقال إن احتلال الجنجويد بيوت الناس أخرج الناس عن طورهم، فركبتهم العاطفة في حين صح أن يركبهم العقل. فمثل ذلك الاحتلال مما يتوقعه المرء في حرب لأن “الحرب لا تُدار بأخلاق. لذا يعمل أهل الحكمة ألا تندلع حرب. ومتى اندلعت اندلقت شرورها، “فلما يطلعوك من بيتك وينهبوه ويغتصبون أختك تفقد القدرة على الرؤية المتوازنة”. فالكوارث تحدث “والزول ما يخلي عاطفته تملي عليه خياراته، لكن النضج في ألا تصادر العاطفة خياراتك، وتكون عاوز (راغب في أن) تقاتل، مما يؤدي إلى أن تفقد كل شيء”.
وسخر النور من القائلين بوجوب خروج “الدعم السريع” من بيوت المدنيين بقوله “يقولون لك (الدعم السريع) تطلع من البيوت. هي احتلتها فكيف يطلع لك؟ ما يطلع إلا بتفاوض. يطلع لما أنت تكون عندك قوة تطلعه. تخليه يطلع. وعملياً أنت ما عندك هذه القوة”. كما شمتت رشا عوض، رئيسة تحرير جريدة التغيير الإلكترونية أخيراً من دولة عبدالفتاح البرهان لأن “الدعم السريع” طردتها “شر طردة” من الخرطوم إلى بورتسودان. ولم يطرأ لها أن شر هذه “الطردة” لم يقتصر على حكومة البرهان، بل عم سودانيين ينشغل العالم بإحصاء تشردهم في وطنهم نازحين، وإلى غير وطنهم لاجئين، ويجعلنا في أول قائمة الدول التي تعاني مثل هذا النزيف البشري. وهكذا صارت جريمة حرب في وقاحة طرد المدنيين من بيوتهم كرة في ملعب صفوة خلت من أي مفهوم عن حرب الإرهاب.
انقطاع نخبة كتّابنا عن مغزى عبارة سيدنا علي، إذا أحسنّا التأويل، عائد لعزلتهم عن الثقافة الأفريقية التي ساقتها الحروب الأهلية في غربها وجنوبها الشرقي إلى مباحث الإرهاب. ومما يستغرب له أن تقع هذه العزلة وقد خرج جيل من صفوة الرأي وغيرهم منذ الثمانينيات يشدد على انتماء السودان لأفريقيا دون العالم العربي. فخلعوا العرب منهم عروبتهم التي نشأوا عليها حتى كان مطلب الخروج من الجامعة العربية نفسها مقدماً في أجندتهم، بل أشاعوا أن هناك من العرب من اعترض على انتماء السودان للعرب أول ما قدّم إلى العضوية. ولم يصدقوا. وبدا أخيراً أن هذا الخلع كان صورة من صور معارضة نظم في السودان غلبت العلاقات مع العربية والإسلامية بإهمال لأفريقيا. وهو زعم كذّبه كتاب حاذق للدبلوماسي عبدالهادي الصديق “السودان والأفريقانية” عرض فيه لعلاقات السودان مع أفريقيا منذ الاستقلال من وثائق أرشيف وزارة الخارجية، فأفحم. فانقطاع صفوتنا عن خبرة أفريقيا العملية والنظرية في الإرهاب وقد حل بالدار تنبئ أن نسبتهم كأفارقة لا عرباً في القارة كانت محض أضغاث معارضة. فلم ترَ هذه الصفوة من فرط دورانها حول نفسها أفريقيا المصطرعة بالحرب، بل رأتها أحسنت عن بكرة أبيها في حين كبونا. وصدرت عنهم وهم في هذا الدوران الضال حول النفس وتبخيسها عبارات في غاية العرقية، فقالوا إنه كان مقدراً للسودان أن يكون أحسن الأفارقة لو اختار أفريقيا دون العرب ولكنه اختار، باجتماعه العرب، أن يكون في ذيلهم.
حوّلت “الدعم السريع “البيت في السودان إلى ميدان معركة، فزلزلت نواة الإنسانية فينا تماماً كما قال سيدنا علي قبل 15 قرناً لتوقعه أفريقيا المعاصرة بما قاله سيدنا عن هوان من غزوه في داره.
وذاعت أغنية سودانية على أيامنا تقول:
نحلم بو المهم نرجع
تغطي سما الخرطوم غيمة
لو بيتنا وقع
نقعد إن شاء الله في خيمة
وقال دعامي يوماً: والله الخرطوم دي تاني إلا تغنوا ليها غناء.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع التجرید من سیدنا علی عن طریق
إقرأ أيضاً:
بعد اختفاء حميدتي.. مَن يقود الدعم السريع؟
الخرطوم- كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الأسبوع الماضي، عن اختفاء قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن الميدان العملياتي منذ أشهر، مما أثار استياء واسعا وسط جنوده وشعورهم بالتخلي عنهم، حسب الصحيفة.
ويترك غياب حميدتي عن الميدان، لا سيما في العاصمة الخرطوم، عدة استفهامات عن قيادة القوات التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل/نيسان عام 2023.
قيادة الدعم العليايتكون الشكل الهرمي لقوات الدعم السريع من محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي" قائد أول، وشقيقه عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثانٍ، وعصام فضيل قائد ثالث، يليه قادة العمليات العسكرية والاستخبارات والإمداد والتوجيه والخدمات، ثم قادة القطاعات في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.
ومؤخرا، ومع استمرار المعارك لم يعد لقائد الدعم السريع حضور ميداني، وكان يكتفي بالظهور في مقاطع مصورة بأحد المكاتب لا تتجاوز بضع دقائق، ويرسل من خلالها عدة رسائل.
وطوال الحرب، ظهر حميدتي وسط قواته مرتين فقط:
الأولى كانت في بداية الحرب وكان يعتلي عربة مقاتلة مرتديا (الكدمول) الذي يعتبر الزي المميز لقادة الدعم السريع. ثم ظهور آخر في يوليو/تموز 2023، وسط جنوده، وقال إعلام الدعم السريع إن هذا الظهور مع قواته كان من داخل الخرطوم. إعلانوغياب حميدتي عن الخرطوم تبعه غياب آخر لشقيقه عبد الرحيم دقلو، الذي يتولى منصب القائد الثاني للدعم السريع، حيث أظهرته مقاطع مصورة مؤخرا في تخوم دارفور، وتحديدا في أقصى شمال دارفور، وكان يشرف ويتابع المعارك التي تدور في الصحراء بين قواته والقوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني.
لكن مؤخرا، تبرز عدة تساؤلات حول غياب حميدتي وشقيقه عن ساحات المعارك بالخرطوم، ومَن يقود قوات الدعم السريع؟
أشرف على قيادة الدعم السريع في الخرطوم، وحتى وقت قريب، اللواء عصام فضيل القائد الثالث فيها، وهو أحد ضباط الجيش السوداني (الدفعة 35)، وأحيل للمعاش في وقت سابق قبل أن تتم إعادته للخدمة وانتدابه لقوات الدعم السريع، وأثناء الحرب كلّفه حميدتي بالإشراف على "لجنة الظواهر السالبة" لقواته.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للجزيرة، فإن فضيل أُصيب في إحدى عمليات "مكافحة الظواهر السالبة" على يد عناصر محسوبة على الدعم السريع نفسه، فيما كشف أبو عاقلة كيكل، المنشق عن الدعم السريع في تسجيل صوتي عن مغادرة اللواء عصام فضيل الخرطوم.
بذلك، يصبح ثلاثي الهرم القيادي للدعم السريع خارج إطار العمليات بالخرطوم، وتشير مصادر، تحدثت للجزيرة نت، إلى أن قيادة الدعم السريع بالخرطوم تشرف عليها غرفة عملياتية مكونة من العميد عيسى بشارة مدير استخبارات الدعم السريع، وهو أبرز المقربين لحميدتي، وينحدر من قبيلة "الرزيقات الماهرية"، ولديه نفوذ واسع داخل قوات الدعم.
وكُلف بشارة بمسؤولية استخبارات الدعم السريع في اليوم الأول للحرب، حيث قام مدير استخبارات الدعم السريع السابق اللواء الخير عبد الله "أبو مريدات" بالمغادرة في ساعات الحرب الأولى.
وكشفت مصادر، تحدثت للجزيرة نت، أن اللواء أبو مريدت -ضابط سابق- رفض الانخراط في الحرب، حيث كان يعمل بشارة قائدا لاستخبارات الدعم السريع بولاية الخرطوم.
وتقول مصادر مطلعة للجزيرة نت إن بشارة يتخذ من الطائف مقرا له، ويتجول في مكاتب مخصصة له في شرق الخرطوم، ويشرف بشكل مباشر على المعارك العسكرية، فضلا عن إشرافه على معتقلات الدعم السريع في ضاحيتي سوبا والرياض جنوبي الخرطوم.
ويبرز اسم العميد عثمان حامد، الشهير بـ"عثمان عمليات"، ضمن قادة الدعم السريع حاليا، ويعمل مسؤولا عن العمليات فيها، وهو أيضا ضابط سابق بالجيش السوداني، انتُدب لقوات الدعم السريع، ورفض الاستجابة لقرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بإنهاء انتداب ضباط الجيش الموجودين في صفوف قوات الدعم السريع وذلك في أيام الحرب الأولى.
وقال مصدر للجزيرة نت إن عثمان حامد يشرف على العمليات الحربية في الخرطوم والجزيرة، ولديه نفوذ كبير داخل قوات الدعم السريع. ومنذ اندلاع الحرب لم يظهر حامد علنا باستثناء مرة واحدة حين سيطرت قواته على حامية الجيش بمدينة "جبل أولياء" جنوبي الخرطوم، وقد تعرض عثمان حامد لعقوبات من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.
القادة الآنمن القادة الميدانيين للدعم السريع بولاية الخرطوم حاليا يبرز العقيد حسن محمد عبد الله الشهير بـ"حسن الترابي"، ويتولى مسؤولية الخدمات والتوجيه بهذه القوات، فضلا عن توليه قيادة الدعم السريع بمنطقة "مقرن النيلين" وسط الخرطوم، ويتخذ من موقع الكتيبة الإستراتيجي التي سيطر عليها الدعم السريع من الجيش مقرا له.
كان حسن محمد عبد الله مقاتلا في صفوف "حركة العدل والمساواة" بقيادة الراحل خليل إبراهيم، قبل أن ينشق عنهم في عام 2015 وينضم إلى الجيش. ونال رتبة "مقدم"، وفي عام 2017 انتُدب لقوات الدعم السريع وجرت ترقيته لرتبة عقيد وتعيينه ناطقا رسميا باسم الدعم السريع، ثم تمت إقالته بعد فترة وجيزة.
إعلانظهر العميد حسن محمد عبد الله في مؤتمر صحفي بالخرطوم قبل أسبوعين متحدثا عن تماسك قواته نافيا حدوث انهيار في صفوفها، وأكد استعدادهم لخوض أية معارك مع الجيش.
أمبيلو ونيلومن القيادات الميدانية للدعم السريع بالخرطوم يبرز اسم العقيد موسى حامد أمبيلو، ويُعَد من أقدم العناصر في صفوف الدعم السريع، وعمل قائدا لها بغرب دارفور في سنوات خلت.
عقب اندلاع الحرب، كُلف أمبيلو بالإشراف على قيادة الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري، وبحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت فإن أمبيلو اتخذ من ضاحية كافوري شرقي الخرطوم بحري مقرا، وظل يتجول ما بين بحري وأم درمان لشهور مضت، قبل أن يتوارى عن الأنظار.
ثم ظهر بعده اللواء إدريس حسن، الذي أشرف أيضا على قيادة الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري، شمالي العاصمة الخرطوم، وعُرف عنه أنه من القيادات الميدانية بإقليم دارفور قبل الحرب، وحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن اللواء إدريس حسن انتقل لشرق الخرطوم بعد استعادة الجيش مدينة الخرطوم بحري.
ويبرز أيضا اسم العقيد موسى نيلو الذي كُلف بقيادة قوات الدعم السريع في "مصفاة الجيلي" شمال الخرطوم، وتقول مصادر للجزيرة نت إنه غادر المصفاة قبل فترة ليست قصيرة من استعادة الجيش السوداني السيطرة عليها.
في ولايات دارفور غرب السودان، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش المسنود بالقوة المشتركة والدعم السريع الذي يحاول السيطرة على آخر معاقل الجيش في الإقليم، ممثلا بالفرقة السادسة مشاة في الفاشر شمال دارفور، يقول مصدر للجزيرة نت: إن عبد الرحيم دقلو يشرف على عمليات الدعم السريع، وقد ظهر في صور وسط جنوده بصحراء دارفور بعد معارك مع القوة المشتركة.
في الأثناء، تبرز عدة أسماء تقود الدعم السريع بدارفور منهم:
اللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله قائد قوات الدعم السريع بغرب دارفور، الذي فُرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي في الفترة الماضية بتهمة التورط في جرائم "ضد الإنسانية". ويُتهم بارك الله بالضلوع في مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر الذي كان برفقته قبل مقتله بدقائق معدودة. وحسب مصدر محلي، فإن عبد الرحمن جمعة يقوم حاليا بعمليات التحشيد للعناصر المقاتلة وإرسالهم إلى القتال في الفاشر بغية السيطرة عليها. وفي جنوب دارفور، يبرز اسم العقيد صالح الفوتي، قائد قوات الدعم السريع بنيالا جنوبي دارفور، وهو أحد المقربين من عبد الرحيم دقلو، وقاد هجمات في وقت سابق على حامية الجيش في أم دفوق والسيطرة عليها، ثم قاد هجمات برفقة دقلو على قيادة الجيش في نيالا، وتمكنا من السيطرة عليها بعد انسحاب الجيش منها. في شمال دارفور يبرز اسم اللواء "النور القبة"، الذي يعمل قائدا في محاور القتال بالفاشر، وكان سابقا قائدا في قوات حرس الحدود التي تتبع الزعيم القبلي بدارفور موسى هلال قبل أن يتم دمجها في الدعم السريع.وكُلف القبة -حسب مصدر- بقيادة الدعم السريع في الفاشر بعد إصابة القائد الأول "جدو حمدان أبو نشوك"، ونقله للخارج لتلقي العلاج بإحدى دول الجوار الأفريقي. إعلان
قيادة كردفان
في كردفان ينشط الدعم السريع بمناطق واسعة في غربها وشمالها تحديدا، وقد سيطر على عدة مدن، من بينها المجلد والفولة وأبو زبد والرهد غربا.
يقول مصدر للجزيرة نت إن العقيد التاج التجاني هو مَن يقود قوات الدعم السريع بقطاع كردفان الكبرى، ويتخذ من مدينة المجلد مقرا له.
وحسب المصدر، فإن التجاني أُصيب في أوقات سابقه بإحدى المواجهات مع الجيش، وأن نشاطه محصور في مدن غربي كردفان وتحديدا الفولة والمجلد.
في شمالي كردفان، يبرز اسم المقدم حسين برشم، قائد الدعم السريع بالمنطقة، وكان يتخذ من أم روابة مقرا له قبل أن تتم استعادتها بواسطة الجيش.
وحسب المصادر، فإن برشم أُصيب في مواجهات مع الجيش في منطقة الغبشة شمال كردفان، وأنه غادر وجنوده إلى مدينة الرهد شمالا بعد تضييق الخناق عليه بواسطة الجيش مؤخرا، وقد شارك برشم في عدة معارك بكردفان، أبرزها معركة السيطرة على مطار بليلة غربي كردفان.
وأيضا في كردفان، يبرز اسم ماكن الصادق، الذي ينشط في جنوب غرب كردفان بمحلية أبو زبد، حيث يتخذها مقرا له، وحسب مصادر محلية، لا يحظى ماكن الصادق بأي نفوذ في صفوف الدعم السريع، وأن القوات التي يشرف عليها تنشط في مدينة أبو زبد وتمارس أعمال سلب ونهب بحق المواطنين.