مجلس حكماء المسلمين يحذر من تفاقم خطر المجاعة في السودان
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
حذر مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، من تفاقم الأزمة الإنسانية في جمهورية السودان، التي تؤثر على أكثر من 25 مليون شخص يعانون من شبح المجاعة، ونقصٍ حادٍّ في الأمن الغذائي، معربًا عن بالغ قلقه إزاء إعلان منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) انتشار المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور الذي يأوي أكثر من نصف مليون نازح، واحتمالية حدوث مجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام والولايات السودانية التسع الأخرى التي يعيش سكانها في ظل مستويات جوع كارثية.
توفير الدعم اللازم من غذاء ودواء ومساعدات إغاثية
طالب المجلس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية، واتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لتعزيز جهود الإغاثة، وضمان توفير الدعم اللازم من غذاء ودواء ومساعدات إغاثية وإنسانية للشعب السوداني، ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر، مرحبًا بالبيان المشترك الصادر عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الذي أعرب عن قلقه البالغ إزاء الحالة الإنسانية المروِّعة في السودان، بالإضافة إلى العديد من التقارير المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق
الإنسان.
دعا مجلس حكماء المسلمين إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتغليب صوت الحكمة، ووقف الاقتتال الداخلي، وإنهاء الانقسامات، وتعزيز روح المصالحة والتضامن بين أبناء الشعب السوداني، مؤكدًا دعمَه الثابت والراسخ لكافة الجهود الرامية إلى عقد حوار جادٍّ ومثمرٍ يسهم في حل الأزمة السودانية بطرق سلمية تغلب فيها المصلحة الوطنية، وصولًا إلى اتفاق نهائي يضمن وحدة الأراضي السودانية ويحقق تطلعات شعبه في العيش بأمان وسلام واستقرار.
على الجانب الآخر التقت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر أمس افتراضيًا عبر الإنترنت مسؤولي كلية أصول الدين بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التعليم.
تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين الأزهر الشريف وكلية أصول الدين بولاية فرجينيا من خلال تبادل الخبرات والتجارب العلمية والأكاديمية، فضلاً عن تعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين، بما يتيح للطلاب والباحثين الاستفادة من الموارد التعليمية والبحثية المتاحة، مما يسهم في تطوير مهاراتهم الأكاديمية وتعزيز فهمهم للتنوع الثقافي والديني، فضلاً عن دعم الأبحاث المشتركة والمشاريع الأكاديمية التي تسهم في حل القضايا والتحديات المعاصرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين مستويات جوع خطر المجاعة السودان الأزهر مجلس حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
"الدعم السريع" تضيق الخناق على مساعدات السودان مع تفشي المجاعة
الخرطوم- رويترز
قال عاملون في مجال الإغاثة إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض حربا مع الجيش السوداني فرضت قيودا جديدة على توصيل المساعدات إلى المناطق التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها عليها، بما في ذلك أجزاء تتفشى فيها المجاعة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية في غرب البلاد، بينما تتقهقر على نحو سريع في العاصمة الخرطوم، وهي تطورات قد تزيد من خطر انقسام البلاد التي انفصل عنها جنوب السودان في عام 2011. كما يهدد ذلك مئات الآلاف من الأشخاص بالمجاعة في دارفور بغرب البلاد الذين نزح الكثير منهم في جولات سابقة من الصراع. وسبق أن اتهم موظفو الإغاثة مقاتلين من قوات الدعم السريع بنهب المساعدات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين. كما اتهموا الجيش بمنع أو عرقلة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض.
وقال عدد من موظفي الإغاثة، الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن قوات الدعم السريع بدأت منذ أواخر العام الماضي في المطالبة برسوم أعلى والإشراف على العمليات التشغيلية مثل تعيين الموظفين المحليين والأمن، وهي ممارسات تستخدمها السلطات الموالية للجيش، فضلا عن زيادة تضييق الخناق على توصيل المساعدات. ولم ترد تقارير من قبل عن تحركات قوات الدعم السريع، وتحاول منظمات الإغاثة التصدي لتلك الممارسات.
وتسببت الحرب، التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تدميرا.
ويعاني حوالي نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة من الجوع الشديد، ومعظمهم في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع أو تقع تحت تهديدها. ونزح أكثر من 12.5 مليون. ولم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير المساعدات الكافية، ومن المتوقع أن يزيد تجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من الصعوبات.
وفي ديسمبر، أصدرت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تشرف على المساعدات لصالح قوات الدعم السريع، توجيهات اطلعت رويترز على نسخ منها، تطالب منظمات الإغاثة بالتسجيل عبر "اتفاقية تعاون" والقيام بعمليات مستقلة على مستوى البلاد في الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وعلى الرغم من موافقة الوكالة الشهر الماضي على تعليق العمل بالتوجيهات حتى شهر أبريل، إلا أن منظمات الإغاثة تقول إن القيود لا تزال مستمرة. وقال موظفو الإغاثة إن تشديد الضوابط البيروقراطية يرجع لأسباب منها سعي قوات الدعم السريع للحصول على الشرعية الدولية، ولكنه يوفر أيضا وسيلة لجمع الأموال لفصيل يواجه انتكاسات عسكرية بينما لا يزال يسيطر على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك معظم دارفور.
وعلى مدى الحرب، تأرجحت القوة الدافعة في ساحة المعركة بين الطرفين مع استعانة كل منهما بدعم محلي وأجنبي، وسط قليل من المؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة.
لكن في الأيام القليلة الماضية، استعاد الجيش على نحو سريع السيطرة على مناطق في العاصمة كانت قوات الدعم السريع قد استولت عليها في بداية الحرب، ومنها القصر الرئاسي في الخرطوم، وهو تقدم وثقه صحفي من رويترز.
يقول موظفو الإغاثة إن عدم التسجيل لدى الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية يؤدي إلى تأخيرات تعسفية ورفض تصاريح السفر، في حين أن الامتثال للتوجيهات قد يؤدي إلى التعرض للطرد من قبل الجيش والحكومة المتمركزة في بورتسودان المتحالفة معه.