السودان: ارتفاع معدلات التضخم .. مواطنون تحت وطأة الفقر
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
وضع “أمونة” ازداد سوءا بعد أن أُخرِجت من داخلية جامعة دنقلا، فسكنت في العراء فترة، ثم انتقلت لتسكن في غرفة مهجورة في سوق المواشي تحاصرها مياه الأمطار والحشرات لعدم مقدرتها علي الإيجار..
التغيير: الخرطوم
قصص وحكايات النازحين في السودان في كل مكان. “أمونة” نموذج لقصة كفاح امرأة اضطرتها ظروف الحرب لبيع المأكولات في السوق، ولكن ارتفاع الأسعار والتضخم وظروف النزوح جعلها تبيع حتى أدوات المطبخ لتعيل أسرتها بعد طردها من مركز إيواء داخلية جامعة دنقلا بعد فتح الجامعة.
آمنة أو أمونة كما يحلو لجاراتها امرأة في منتصف العمر انفصلت من زوجها قبل عشر سنوات، وعندما قامت الحرب تركت منزلها بأمدرمان، وتوجهت للشمالية حيث اضطرت لبيع المأكولات البلدية في سوق دنقلا لتربية أبنائها ولد وبنت.
لكن وضعها ازداد سوء بعد أن أُخرِجت من داخلية جامعة دنقلا، فسكنت في العراء فترة، ثم انتقلت لتسكن في غرفة مهجورة في سوق المواشي تحاصرها مياه الأمطار والحشرات لعدم مقدرتها علي الإيجار. اضطرت لبيع أدوات المطبخ لتقوم بالصرف علي أبناؤها.
الآن فإنها تطلب المساعدة للحصول على على أدوات ضبخ وطاولة ورأسمال للبدء في بيع الأطعمة من جديد، كما أنها في أمس الحاجة لسكن.
تقول آمنة إلى أنهم اضطروا لأكل الخبز الجاف والاستغناء عن شاي الصباح والعصائر قائلة: حياتنا أصبحت جحيماً.
إحصائيات
تضاعفت أسعار السلع والمواد التموينية بعد الحرب بأكثر من (100%) بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، الذي أوضح أن معدل التضخم في البلاد قفز إلى (158%) في النصف الأول من عام 2024.
ووفقا لآخر تقرير للجهاز المركزي للإحصاء في السودان في شهر مارس 2023 قبل الحرب بأيام، فإن المعدل كان (63.31%).
الارتفاع المستمر للأسعار بالسودان؛ بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع زاد معدلات الفقر، وبات من الصعب ملاحقة وتيرة الأسعار المتصاعدة.
الخبير الاقتصادي محمد الناير شكك في أرقام الجهاز المركزي للإحصاء مشيرا إلى أهمية جمع بيانات كافية من السوق بإجراء مسح شامل لكافة السلع (500_600) سلعة، بجانب قياس حجم التغيير الذي طرأ عليها خلال الأشهر الماضية وعمل مقارنة للأسعار قبل الحرب خاصة.
وأكد الناير علي أهمية قياس متغير سعر الصرف لجهة أن السودان يستورد كميات كبيرة من احتياجاته من الخارج مشيرا إلى أن سعر الدولار مقابل الجنيه كان 500 جنيه قبل الحرب والآن أكثر من 2500 جنيه مشددا علي أهمية قياس وحساب المعدل بصورة دقيقة تعبر عن الواقع.
تضخم وندرة
ووفقا لمتابعات (التغيير) لأسعار السلع الاستهلاكية والمواد التموينية بالولايات التي تشهد اشتباكات مسلحة، فإن سعر جوال السكر زنة 50 كجم وصل 300 ألف جنيه وجوال الدقيق زنة 25 كيلو بلغ 130 الف جنيه فيما وصل سعر جوال الأرز زنة 25 كيلو 135 الف جنيه ورطل البن 14 الف جنيه وكيلو اللحم 15 ألف جنيه.
وبلغ متوسط سعر جوال العدس زنة 25 كيلو 140 الف جنيه وجوال البصل 250 الف جنيه، وبلغ سعر “جركانة” الزيت 140 الف و”ملوة” البصل 12.000 الف جنيه .
في وقت بلغ كيلو الدقيق 6.000 الف جنيه كيلو العدس 8.000 الف جنيه و كيلو السكر 7.000 الف جنيه. أما “كيس الشعيرية” فبلغ 2500 ألف جنيه و”ملوة” القمح 11.000 ألف جنيه. بينما بلغت “ملوة” الذرة 12.000 الف جنيه كما أن هنالك ندرة في السلع .
وبحسب متابعات (التغيير) في الولايات الشرقية والشمالية، بلغ سعر جوال السكر زنة (10) كيلو (28) الف جنيه بزيادة 8 الف “وجركانة” الزيت (9) رطل (29) الف بعد أن كانت 20 الف جنيه وجوال الدقيق (25) كيلو (40) الف جنيه مقارنة ب(33) الف سابقا.
وفي الخضروات وصل كيلو الأسود إلى (3) الف جنيه بدلا عن (1500) جنيه وكيلو البطاطس (4500) جنيه بعد أن كان (2) الف والطماطم (5) الف جنيه بدلا عن (3) الف جنيه والبامية (4) الف جنيه بزيادة (2) الف كما قلص أصحاب المخابز سعر الرغيف والحجم من (7) رغيفات بي ألف جنيه إلى ستة.
تقارير دولية
ووفقا للتقرير السنوي لبنك التنمية الأفريقي، الصادر مؤخرا تناول لوضع الاقتصادي للسودان خلال العام 2023 وأثر الحرب على مؤشرات الاقتصاد الكلي والتوقعات الخاصة بتطورات الوضع الاقتصادي والمالي خلال الفترة القادمة.
تقرير: الخسائر التي لحقت بالسودان خلال العام الأول من الحرب بلغت 125 مليار دولار
وحسب ما جاء في التقرير، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن الخسائر التي لحقت بالسودان خلال العام الأول من الحرب بلغت 125 مليار دولار، أي ما يعادل مرتين ونصف الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبلاد.
بالإضافة لذلك، أدت الحرب إلى انكماش الاقتصاد بنسبة 37,5% كأكبر تراجع اقتصادي في تاريخ البلاد.
وتوقع التقرير تواصل الانكماش خلال العام الحالي 2024 بنسبة إضافية قد تبلغ 5,9% في حال لم يُتَوَصَّل لتسوية للأزمة.
وفيما يختص بالجانب المالي، أكد البنك الأفريقي تدهورت قيمة الجنيه السوداني بما يعادل 300% وأشار البنك إلى أن الأسعار ارتفعت فقط خلال العام الماضي بأكثر من خمس مرات.
وأكد الخبير الاقتصادي، محمد الناير أن تكلفة الحرب يدفع ثمنها المواطن خاصة طبقة الموظفين والعمال الذين تأثروا بتوقف المرتبات وفقدان وظائفهم. ودعا الحكومة إلى وضع تدابير ومعالجات عاجلة لتخفيف وطأة ارتفاع الأسعار.
الوسومآثار الحرب في السودان النازحون السودانيون حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع 000 الف جنیه خلال العام الف جنیه ألف جنیه سعر جوال بعد أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
لتنمية الثروة الحيوانية.. إصدار تراخيص لإقامة مشروعات ومزارع
أُصدر قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة تقريراً بنشاطه خلال النصف الأول من شهر مارس الحالى.
يأتي ذلك في إطار جهود الدولة لتيسير إجراءات تراخيص أنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية مع الالتزام بكافة معايير الأمن والأمان الحيوي، وتسهيل تسجيل مخاليط الأعلاف طبقا للضوابط والمعايير القياسية، مع تقديم كافة أوجه الدعم للوصول لأفضل معدلات أداء، والعمل على تشجيع التصدير وزيادة الصادرات، وفى ضوء توجيهات السيد الأستاذ علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة بتذليل كافة العقبات مع الإلتزام بالضوابط والمعايير.
وقال د طارق سليمان رئيس القطاع بأن أهم النقاط التى وردت بالتقرير تضمنت
- إصدار عدد (433 ترخيص تشغيل) ما بين تجديد وأول مرة لكافة أنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والعلفية والداجنة ومراكز تجميع الألبان، منهم عدد (150 تصريح مزاولة نشاط تربية ماشية) للمربى الصغير مع الإلتزام بكافة ضوابط واشتراطات الأمن والأمان الحيوى داخل وحول تلك الأنشطة والمشروعات، بمشاركة الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
- الموافقة على تسجيل (235) تسجيلة لمخاليط أعلاف وإضافاتها ومركزاتها منهم (172) تسجيلة محلية، (63) تسجيلة مستوردة، وفقاً للمعاييروالضوابط العلمية والمواصفات القياسية، وذلك بالاشتراك مع المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، ومعهد بحوث الإنتاج الحيوانى.
- إصدار (6) موافقات فنية لإقامة مشروعات ثروة حيوانية طبقاً لمعايير وإشتراطات البعد الوقائى والأمان الحيوى فى الظهير الصحراوى.
- تقديم الدعم الفنى وإجراء وعمل تجارب التجانس، بمشاركة المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف ومديريات الزراعة المختصة على عدد (8) مصانع أعلاف بعدد (15) وحدة خط إنتاج أعلاف (دواجن - مواشي - أسماك) تمهيداً لإصدار تراخيص تشغيل إنتاج أعلاف مطابقة للمواصفات القياسية تحقق أعلى معدلات أداء سواء للدواجن أو للمواشي أو للأسماك.
- الإشراف على إعدام شحنة بكمية (20) طن إضافات أعلاف مرفوضة وغير مطابقة للمواصفات القياسية المستوردة على أساسها وذلك من خلال لجان ممثلة لكافة الجهات المختصة، ومنع دخولها إلى السوق المحلى.
- تكثيف الدور التوعوى والإرشادى بالتنسيق مع الإدارة المركزية للإرشاد الزراعى ومعهد بحوث الإنتاج الحيوانى من خلال تنظيم عدد من الندوات الإرشادية النظرية وكذلك ورش العمل التطبيقية لتعريف صغار المربيين بفنون ومهارات تربية وتغذية ورعاية قطعانهم لتحسين معدلات الأداء وزيادة العائد الإقتصادى.
- كما تم الموافقة على تصدير أعلاف أسماك وإضافات أعلاف ومصنعات دواجن ودواجن مجمدة (سمان - بط - حمام - رومي) إلى بعض الدول العربية والأجنبية.